الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 217 |  |  |
| | | from | 217 | | |
المستخلص
لا شك أن معرفة مقاصد الشريعة الإسلامية في غاية الأهمية، وتتبين لنا أهميتها حين نعلم أحكام الشريعة دائرة مع تلك المقاصد وجودًا وعدمًا، وذلك أن هذه المقاصد علة أي سببًا للحكم أو أن تكون حكمة لهذا الحكم. ومن هنا يتبين أن فائدة المقاصد تكمن في فهم النصوص وتوجيهها، وخصوصا في النصوص غير قطعية الدلالة، فيستعين المجتهد بهذا العلم لفهم النص وتفسيره وتوجيه تطبيقاته بما يخدم مقاصده. وتأسيسًا عليه يكون النص الشرعي أول مجال اجتهادي يحتاج إلى النظر المقاصدي لإعماله على الوجه المطلوب. ولقد كان إمامنا الجويني - رحمة الله - إمام هذا العلم، حيث خصص له بعض الكتب، التي اتضح لنا من خلالها أن الجويني ومنذ وقت مبكر كان على وعي بالأهمية التشريعية لهذه المقاصد. فالإمام الجويني يعد من أعظم مفكري المقاصد على الاطلاق، حيث أدرك -كما يتضح من مؤلفاته- أن حاجة الناس إلى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلى كل شيء، ضرورية لهم في دينهم ودنياهم، فالشريعة مبناها على تعريف مواقع رضا الله وسخطه، في كل حركاته الاختيارية، المتعلقة بصلاح الإنسان في الدنيا والدين. ولما كان علم المقاصد بهذه الأهمية الكبرى فقد وقع اختياري لموضوع مقاصد الشريعة عند علم من أعلام هذا الميدان وصاحب المكانة المرموقة فيه، وهو إمام الحرمين الإمام الجويني، فسميت هذا البحث باسم (مقاصد الشريعة الإسلامية عند الإمام الجويني وانعكاساتها على النظرية السياسية.