![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شهد العالم تطوراً سريعاً فى جميع مجالات الحياة بصفة عامة وتطور العلوم الاجتماعية بصفة خاصة , ولعل أن معظم الدول تتجه إلى البحث عن وسيلة لكيفية إعداد أفرادها إعداداً سليماً وذللك عن طريق تزويدهم بالمعارف والمهارات والاتجاهات التي تمكنهم من مواكبة هذه التطورات وتساعدهم فى التغلب على ما يواجههم من مشكلات . يعد علم الاجتماع من أحدث العلوم السلوكية, إذ ويهتم علم الاجتماع بدراسة العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الأفراد سواء تم تبادل العلاقات داخل الجماعات الأسرية او داخل الجماعات السياسية , أم من أجل تحقيق منافع اقتصادية , أو بين جماعة وجماعة , ودراسة العلاقات الاجتماعية تؤدى إلى دراسة عمليات التفاعل الاجتماعى فى المواقف المختلفة , من أجل معرفة مظاهر التماثل والتعاون والتنافس بين الجماعات سواء كانت هذه الجماعات جماعات ترفيهية أم سياسية أم دينية أم تعليمية أم أسرية. وتُعتبر دراسة مادة علم الاجتماع لطالب المرحلة الثانوية ضرورة شخصية واجتماعية لأنه عن طريق هذه المرحلة يستطيع الطالب أن يُلم بحقائق الأمور الاجتماعية المحيطة به , وأن يُكون فكرة واضحة عن نفسه وعن الآخرين وهذا الفهم يجعله أكثر استجابة ومرونة تجاه المواقف الجديدة التي تواجهه فى المستقبل , ليس هذا فحسب وانما المشاركة فى صنع المستقبل بفكرٍ ناضج ورؤية عقلية سليمة , فاستقرار الأحداث الاجتماعية والتنبؤ بها لا يأتي من فراغ وإنما يتحقق ذلك بناءً عًلى ما لدى الفرد من قاعدة علمية سليمة تُسهم في تحقيقها مادة علم الاجتماع بنصيب وافر . وفى ظل الاقتصار في تدريس مادة الاجتماع على استخدام طرق تدريسية تقليدية تعتمد على التلقين والإلقاء , والاتصال من جانب واحد فقط من المعلم إلى الطالب وتوجيه الطلاب إلى حفظ المعلومات واسترجاعها فإن ذلك يؤثر على دافعية الطلاب للإنجاز ويؤدى الى تهميش دور الطالب , والاهتمام بدور المعلم ,كما أنها لا تساعد على تحقيق أهداف تدريس علم الاجتماع والتي من أهمها تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى طلاب المرحلة الثانوية . التفاعل الاجتماعي هو إحدى المهارات التي على الفرد إتقانها من أجل التعايش مع أفراد المجتمع الذى ينتمى إليه, فالمجتمع يستند إليه أدواراً متعددة ومتباينة قد ينجح أو يفشل بدرجات متفاوتة فى أدائها , وذلك حسب عدد من المتغيرات مثل جنس الفرد , مكانته الاجتماعية , قدراته الذاتية , المهارات الاجتماعية التي يمتلكها , كذلك حسب طبيعة المواقف , ويعد التفاعل الاجتماعى بشكل عام نوعاً من المؤثرات والاستجابات وفى العلوم الاجتماعية يشير إلى سلسلة من المؤثرات والاستجابات ينتج عنها تغيير فى الأطراف الداخلية فيما كانت عليه عند البداية , والتفاعل الاجتماعى لا يؤثر فى الأفراد فحسب بل يؤثر كذلك فى القائمين على البرامج أنفسهم بحيث يؤدى ذلك إلى تعديل طريقة عملهم مع تحسين سلوكهم تبعاً للاستجابات التي يستجيب لها الأفراد . |