الفهرس 
الفصل التمهيدي : تاريخ التنظيم القانوني لإصابات العمليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 531 |  |  |
| | | from | 531 | | |
المستخلص
لقد كان موضوع إصابة العمل - ولا يزال - من أكثر الموضوعات التي تلقى اهتمامَ الطبقة العاملة، وقد كان محلَّ اهتمام المشرِّعين سواء الأردني أو المصري أو الفرنسي، وحظي باهتمام بالغ. وقد اهتمَّ المشرِّعون بالحماية الجسدية للعامل، واهتمُّوا – كذلك - ببيئة العمل وأولَوْهَا رعايةً خاصةً، وتدخلوا بحمايتها تشريعيًّا في العديد من التشريعات، وعُنِيَتْ الاتِّفاقيات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالضمان الاجتماعي والحماية الجسدية للعامل. وقد جاءت القوانين لتحميَ الأطفال والشباب والشيوخ وتُغَطِّيَ مراحل العمر؛ لأنَّ الإنسان يمرُّ أثناء عمره بعدةِ مراحلَ، وقد تشاءُ الأقدارُ أنْ يعملَ في جميع هذه المراحل، فقد يعمل وهو في سنٍّ مبكِّرةٍ من العمر، وكذلك في الشباب، ويمتدُّ العمل إلى الشيخوخة. وإيمانًا من المشرِّعِينَ بضرورة حماية الجسد البشريِّ سُنَّتْ القوانين والأنظمة، وأصبح هناك بناءٌ قانونيٌّ لمفهوم الضمان الاجتماعي. ومن خلال تجربتي وعملي أستطيع القول بأنَّ أغلبَ مَنْ يتعرض لإصابات العمل هم من الطبقة الكادحة، وأنا بهذا القول لا أريد أنْ أكسر أيَّ قاعدةٍ ثابتةٍ أو أخالف وجهًا إعرابيًّا لها، إلا أنني وجدت العملَ الشاقَّ والعملَ الميدانيَّ هو من أكبر مسببات إصابات العمل أو الأمراض المهنية. وهذا لا يعني عدم تعرُّض باقي الطبقات لإصابات العمل؛ فهي خطرٌ يُهدد الجميع، إذا ما وضعنا أمام أعيننا حادث الطريق والمرض المهني. ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ الإصابة قد تسرق جميل العمر أو تسرق العمر الجميل. والعمر بلا عملٍ لا معنى له، ولا طعم لحياة دون هدفٍ، ولا هدفَ جميلٌ دون جهد، كل ذلك جعل موضوعنا في عنايةٍ ومتابعةٍ مستمرةٍ من الدارسين والباحثين.