Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قضايا الإنسان والواقع في روايات يوسف إدريس /
المؤلف
جيانوى, فضيلة زهونج.
هيئة الاعداد
باحث / فضيلة زهونج جيانوى
مشرف / السعيد بيومى الورقي
مناقش / سالم عبد الرازق
مناقش / سحر حسين شريف
الموضوع
الأدب العربي - تاريخ ونقد - مصر. القصص العربية - تاريخ ونقد - مصر.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
139 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
14/1/2020
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 140

from 140

المستخلص

لقد قسمت هذه الرسالة إلى تمهيد وأربعة فصول وأنهيت الدراسة بخاتمة أوجزت فيها أهم النتائج التي توصّلت لها دراستي، وختمت الرسالة بقائمة المصادر والمراجع. حيث اعتمدت في دراستي على المنهج التحليلي والمنهج السوسيولوجي، أما التمهيد فتكلمت فيه عن ترجمة ليوسف إدريس ومفهوم قضايا الإنسان ومفهوم قضايا الواقع.
حيث جاء الفصل الأول موسوما برواية الحرام بين الكشف والتعرية. قد بحثت وتكلمت فيه عن مأساة عزيزة، وأسباب سقوطها، وصراع الطبقية بين أهل التفتيش وعمال التراحيل، وقضية الجنس في حياة التفتيش، ودلالة ومعنى الحرام.
وكانت أزمة عزيزة ليس أزمة فردية فقط، بل كانت انعكاساً لمأساة اجتماعية قائمة، وإن المجتمع المليء بالفقر والشقاء والنظام الطبقي الاستغلالي أدي إلى سقوطها وموتها المأساوي، وإنها ضحية ظروف المجتمع البائسة.
وكما أن رواية الحرام ملحمة عن معاناة البائسين وهم عمال التراحيل بكل فقرهم ومرضهم وحاجتهم لبيع عافيتهم للعمل في التفتيش الأخرى للحصول على اليوميات القليلة، فهم يحيون في قاع المجتمع ويتعرضون فيه للإهانة من أهل التفتيش. وكانت مأساة عزيزة رمزاً لشقاءهم لأنها واحدة منهم.
كما يرسم يوسف إدريس صوراً لحياة الريف والعلاقات الاجتماعية بين الفلاحين، ويكشف لنا الكاتب مفهوم الشرف والحرام في الريف المصري من خلال تقديم كل الأحداث التي حدثت في التفتيش. ويُعرِّي الكاتب ويُدِينُ كل اللاخلاقية الموجودة في الريف المصري، وكما أنه يدين بشاعة النظام الطبقي الاستغلالي والمجتمع الذي مُلئ بالفقر والظلم والبؤس والمرض.
ثم جاء الفصل الثاني عن رواية العيب بين خلل وانحراف المجتمع. وتكلمت فيه عن مأساة سناء، وأسباب سقوطها، وقضية الجنس، وقضية عمل المرأة وصورة المرأة عند يوسف إدريس، وقضية الفساد، ودلالة ومفهوم العيب.
وتقدم لنا الرواية عملية الانهيار الأخلاقي البطلة وكيف ارتضيت العيب مدفوعة بالفساد الذي يحيط بها من كل جانب، يؤكد سقوطها أن الخطيئة ثمرة للمجتمع، ومأساتها كانت محتومة في ظل هذا المجتمع. كما أن الرواية تحلل هذا المجتمع الحضري وتكشف عن طبيعته وعن ضروب الخلل الاجتماعي السائد فيه وعن الظواهر الاجتماعية المنحرفة.
ومن الغريب أن المرأة عند يوسف إدريس واحدة متكاملة ككتلة واحدة تضم قيمهم جميعا. والعيب في العمل مثله مثل العيب في الشرف. وما يعيب في البيت يعيب أيضا في المصلحة. أما الرجل عنده مزدوج الأخلاقيات والقيم، مثل الرجل الذي باستطاعته أن يفقد إحدى قيمه دون أن يؤثر هذا على غيرها من القيم. وترى ربة البيت (العمل (العيب) لا يليق بالسيدة الفاضلة أن تترك بيتها لأجل أن تزاوله) وهكذا يظهر مفهوم الكاتب لطبيعة المرأة والرجل في هذه الرواية.
وأتيت بالفصل الثالث وعنوانه النداهة ومفارقة الواقع. قد بحثت وتكلمت فيه عن سقوط فتحية، وقصة النداهة، ومفارقة الواقع: المواجهة الحضارية بين الريف والمدينة، ورمزية النداهة.
والنداهة (تعني صفارة الإنذار وتعني الجنيات اللواتي يستدرجن الشباب من الإنس للإيقاع بهم). وأما النداهة في الرواية فهي ذلك الهاتف الداخلي الذي يظل يلح على البطلة ويهمس لها حتى النهاية.
كشفت الرواية حياة فتاة الريف الطامعة التي انتقلت من الريف إلى المدينة، وكيف تراودها المدينة إلى السقوط. وعرضت الرواية الريف والتخلف في مقابل المدينة والتحضر. وقد قدمت أمامنا المواجهة الحضارية بين الريف (بما يحمل من طهر وبراءة) والمدينة (بما تحمل من زيف وخداع)، وتعري الرواية أن هذه المواجهة مواجهة قدرية لا مفر منها. أما عودة حامد إلي الريف فهو رمز الخلاص من بشاعة المدينة وهوله؛ وهروب فتحية في النهاية بإرادتها أكد حرية المرأة في اختيار مصيرها.
فيمكن أن نبلور موقفا عاما من مسألة حرية الاختيار في الصراع الحضاري بين الريف والمدينة. وإنه مواجهة قدرية لا مفر منها، ولا بد أن يوضع الريف فيه انحرافه وانبهاره بالمدينة مسألة حتمية لا يمكن أن يحول حائل دونها. والسقوط التام والانسياق الكلى مع التضحية بكل مبدأ سام ونبيل (مثلما ضحت فتحية بأولادها وزوجها في الرواية) وهي مسألة تعتمد على الاختيار الشخصي البحت، إن المواجهة والواضع في الاختيار مسألة قدرية لا مفر منها، أما ما ينجح من هذا الاختيار فهو ما لا يمكن أن نلوم على القضاء والقدر في وقوعه.
أما الفصل الرابع فهو التشكيل السردي. قد قسمته إلى أربعة مباحث، المبحث الأول عن اللغة عند يوسف إدريس. ويلجأ يوسف إدريس إلى اللغة المزدوجة أو التعددية اللغوية، حيث يستخدم الفصحى في لغة السرد (الحوار غير المباشر) والعامية في المشاهد (الحوار الحر المباشر) وأحيانا يراوح بينهما. ويسعي إلى خلق أدب جيد رفيع باستخدام هذه اللغة الخاصة به. كما أن أسلوبه أسلوب طازج وبريء، له تعبيرات مبتكرة وطازجة. كما يسعي إلى استخدام بعض الأساليب في كتابته الروائية كالتكرار والسخرية.
وفي المبحث الثاني الوصف، تكلمت عن نموذج الوصف في الروايات الثلاث من ناحيتين: وصف الشخصية ووصف المكان.
وفي المبحث الثالث الحوار تكلمت عن الحوار الخارجي والداخلي أي المونولوج وقدمت بعض النماذج والأمثال في رواية العيب ورواية الحرام.
وفي المبحث الرابع الشخصية قدمت نماذج الشخصيات النسائية في الروايات الثلاث: عزيزة في رواية الحرام، وسناء في رواية العيب وفتحية في رواية النداهة. وسقط جميعهن وإنهن جميعا ضحايا المجتمع والظروف المحيطة بهن. كما قدمت نماذج الشخصيات الذكور في الروايات: مجمد الجندي وعبادة بك في العيب والأفندي في النداهة، وهؤلاء الشخصيات الثلاث هم نماذج للفساد والانحراف الاجتماعي.
صنع يوسف إدريس بما ألفه مدرسة مختلفة وتجربة جديدة اتبعه فيها الكثير، مستخدماً براعته في اللغة ليرسم قطاعات مختلفة من المجتمع المصري ومن خلال دراسة وتحليل هذه الروايات الثلاث، أسعى في هذا البحث إلى تحليل لغة الكاتب والتشكيل السردي الذي استخدمه الكاتب؛ بالإضافة إلى تقديم قضايا الإنسان وصورة الواقع المصري في روايات يوسف إدريس. وهو ما لا أظن أن أحداً مما درس كتابات يوسف إدريس قد تناوله بالتفصيل، ولذلك تطمح هذه الدراسة في مناقشة قضايا الإنسان والواقع المصري في روايات الكاتب.