الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ويعد العنف الوالدي شكلاً من أشكال تمزق السلوك الإنساني السوي، ونمطاً من أنماط الفوضى الشخصية والإجتماعية، معه يغيب النضج، وتنحضر الأخلاق، وتهتز الحكمة، وتتوقف العقول، وتعتل المسؤوليات، فيظهر الإندفاع والتهور، وترتبك الحياة، وتتسع مساحة الفوضى فتشوه البناء النفسي والإجتماعي، ويصبح الأمن والإستقرار في تهديد مستمر، وتدمر العلاقات وتغتال الإنسانية فكراً ومشاعراً وسلوكاً. لذلك فالأسرة تعد بيئة نفسية صحية لإشباع حاجات الطفل النفسية الإجتماعية، بما فيها الشعور بالأمن، أى شعور الفرد بقيمتة الشخصية وإطمئنانه في الأسرة وثقته بنفسه، وفي الأسرة خاصة يتم غرس كل أساليب الحياة وأساليب التفكير وأساليب تعامل الأشخاص مع بعضهم البعض في كافة المواقف والمجالات الحياتية. إن جو الأسرة الذي يعيش فيه الطفل يؤثر تأثيرا ً بالغاً في شخصيته وسلوكه. فامإ أن يجد الحب والحنان والدفء العائلي فيشب شخصاً سوياً، أو يعيش في جو من المنازعات الدائمة والشجار والتوتر فيسيطر عليه الخوف والقلق والخجل.(وفاء محمد، 2015: 37) وظاهرة العنف ظاهرة إجتاحت إنسانية الإنسان، فعطلت العقل والفكر والإبداع، وشوهت البناء النفسي والإجتماعي وهددت الآمن والإستقرار، ودمرت العلاقات والتواصل والتفاعل الإيجابي، ووقفت عائقاً أمام التنمية والتقدم والإرتقاء، بإعتبارها ظاهرة مركبة شديدة التعقيد وذات أبعاد أيدلوجية متعددة ومتدخلة تتفاعل وتمارس، وتظهر فتهتز الحكمة الفردية والجماعية وتعتل المسئولية الشخصية والإجتماعية ويغيب النضج ويبرز الإندفاع والتهور وتنطلق الفوضي وترتبك الحياة. ويشير محمد حسن الصغير (2012: 12) إلى أن ظاهرة العنف الأسري ظاهرة إجتماعية أفرزتها ظروف الحياة بمتغيرات الإجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وليس حالة ظرفية طارئة بقدر ما هو نمط من أنماط السلوك الإنساني، وما يثير ويلفت الإنتباه هو تفشي معدلاته وإزديادها، وتنوع أنماطه في هذا العصر حتى أصبح سمة ملازمة له، فلم تعد تخلو منه دولة أو مجتمع أو ثقافة، فهو متنشر في المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، فقد أصبح ظاهرة آخذة في التزايد في مختلف المجتمعات البشرية. |