الفهرس 
ماهية التأمين من المسئولية المدنية عن الإصابات الرياضيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 286 |  |  |
| | | from | 286 | | |
المستخلص
جاءت هذه الدراسة من أجل إبراز فكرة التأمين من المسؤولية المدنية، بعد أن أصبحت الإصابة الرياضية واقعة ملازمة لممارسة النشاط الرياضي، وقد تم معالجة الموضوع من خلال التركيز على المسؤولية المدنية في المجال الرياضي باعتبارها محلاً لعقد التأمين، إذ يرتبط قيام المسؤولية بضرر يصيب حياة الأفراد وسلامة جسدهم، وكشفت هذه الدراسة عن مدى تعدد الوقائع المنشئة للضرر في الميدان الرياضي، مع تعدد الأشخاص الذين يمكن مسائلتهم، مما انعكس على وجود مسؤوليات مختلفة تنطبق على المسألة الرياضية، وبالتالي من الضروري عدم ترك الأضرار، مادام هنالك مسؤولاً عنها يمكن أن يُنسب إليه انحراف عن السلوك الرياضي المعتاد، وفق الأسس والأركان العامة للمسؤولية المدنية، سواء كانوا هيئات أو اتحادات رياضية، أو كانوا أفراد كلاعبين وفنيين ومتفرجين، بل حتى مُنتجين المعدات والمستحضرات الرياضية الطبية. وتعزيزًا لأهمية التركيز على المسؤولية حاولنا إيجاد توازن حقيقي وليس متأرجحًا بين إطلاق للمسؤولية الرياضية وبين تقيدها، مراعيًا بذلك طبيعة الحوادث الرياضية، ومدى التزام منظم النشاط الرياضي بضمان وسلامة الرياضيين والمتفرجين مادام هؤلاء تحت رقابته وسيطرته، وهذا الأمر لا يخفى ميزته إذ سيكون من شأنه جعل المسؤولية أقرب للموضوعية، كما سيكون من شأنه حث المنظم على أن يكون أكثر تحوطًا للمخاطر الرياضية.
ومن هنا أدركت التشريعات أهمية التأمين من المسؤولية المدنية، مما دفعها إلى النص صراحة على إلزامية التأمين من المسؤولية، وهو التزام قانوني فرضته بعض قوانين الدول ليغطي المسؤولية المحتملة للاتحادات والنوادي الرياضية، بالإضافة للاعبين والفنيين، مما يمكن أن يسببوه من ضرر للغير، وبالتالي يعتبر هذا التأمين نظام تعويضي متطور للمضرور، وفي ذات الوقت ضمان لتغطية الأضرار الكثيرة والمتكررة للاتحادات والنوادي التي غالبًا ما تشغل ميزانياتها بتلك الحوادث، وقد برزت في هذه الدراسة دور المشرع الفرنسي في إلزامية محدث الضرر بفرضه عقوبات بالنسبة لجميع العاملين في المجال الرياضي في حالة عدم التزامهم في التأمين، وإلزام الاتحادات بإعلام لاعبيها بضرورة التغطية التأمينية من خلال تبصيرهم بالمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها، وضرورة إشراكهم بعقود تأمين جماعية.