Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف الفرق الإسلامية من التكفير وأثره على المجتمع الإسلامى :
المؤلف
محمد، هيثم محمد على.
هيئة الاعداد
باحث / هيثم محمد على محمد
مشرف / ثروت حسين سالم
مشرف / نورا عباس معوض
مشرف / ثروت حسين سالم
الموضوع
الفلسفة الاسلامية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
302 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 299

from 299

المستخلص

فما مات رسول الله  إلا وقد أوضح الحجة وأقام المحجة ، وبلغ السنة ، وحذر وحاذر من البدعة ، تاركاً مَنْ بعده على المحجة البيضاء الواضحة المستقيمة ، مستوياً ليلها ونهارها ، فحمل الرسالة بعده قوم اصطفاهم الله وخصهم بحمل دينه وابلاغه وخاطبهم بإسم الإيمان وأنزل عليهم القرآن وهم الصحابة  فحملوا بعدهم التابعون باحسان طبقة أثر طبقة وجيل بعد جيل وأمر سبحانه من بعدهم باتباع سبيلهم وامتدح من بعدهم وخصهم بالفىء فى سبيل الله لما اثنوا عليهم ودعوا له وانعقدت قلوبهم بولايتهم .
فعن العرباض بن ساريه  قال : { صلى بنا رسول الله  ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة زفرت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل : يا رسول كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهدين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة }( ) .
ثم إن الفتن بعده  رفعت رأسها رويداً ، وشيئاً فشيئاً ، لتنال من أصول الدين قبل فرووعه ، ومن عقائده قبل شرائعه ، إمضاء لسنته  فى الابتلاء والامتحان 0
فظهرت بدعة الخوارج فالرفض ، ثم الإرجاء والقدر ، ثم ظهرت الجهمية المعطلة فى أوائل المائة الثانية 0 وما تشعب منها بعد ذلك من فرق وطوائف ، لتتحقق آية من آيات النبى  فى افتراق أمته كالأمم قبلهم 0
فعن معاوية بن أبى سفيان  قال : { ألا إن رسول الله  قام فينا فقال : ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثنتان وسبعون فى النار ، وواحدة فى الجنة ، وهى الجماعة }( ) .
ثم إنه تنوعت بدع التعطيل فى التجهم ثم ورثه الاعتزال وكان منه على الدين وأهله من المصائب والويلات مالا يخفى ، ضلالاً وابتداعاً وافتراقاً ، وغص بها تاريخ المسلمين وشرقت به وحدتهم واجتماعهم ولم تزل تعانى من أثار ذلك أشد العناء .
وأما أهل السنة والجماعة هم أهل السنة الحقة فى ذلك ماضون وثابتون فى خضم هذه الأمواج المطلاطمة من الفتن والبدع من لدن الصحابة وبعدهم كبار التابعين فالتابعون فتابعوهم بإحسان إلى ماشاء الله على جادة واحدة وطريقة واضحة متمثلة فيما كان عليه النبى  وأصحابه ، فلم يظهر فى زمن الرسول  والسلف الصالح أن كفر أحدهم أحداً لا يستحق التكفير من أمة الإسلام إلا من كفره الله ورسوله .
حتى أصبحت الأمة الإسلامية فى حال عمت فيه من الفتن وكثرت فيه المحن وابتعدوا عن الكتاب والسنة واتبعوا أهواءهم وشهواتهم 0
إذا علم هذا فإن من أبواب الدين التى عظمت فيها الفتنة والمحنة وكثر فيها الاختلاف والإفتراق وتشتت فيها الأهواء والآراء ” التكفير ” ومن الملاحظ أن هذا الباب لم يتفق فيه المختلفون فى ديننا ، فكل فرقة وجماعة تناولت هذه المسألة بما يناسب أهوائها ، ووفق تأويلاتها لكتاب الله  وسنة نبينا محمد  .
فتركت هذه الجماعات درب رسول الله ، ودرب صحابته الكرام ، وخاضوا فى دماء المسلمين تحت راية التكفير بشكل كبير بين أوساط الشباب المغرر بهم ، فابتليت الأمة الاسلامية بهم ، وبما أوتوا به من نكسات وويلات على الأمة الاسلامية من تفجيرات واغتيالات ... فأصبح الحليم فى هذا الزمان حيرانا ، من جراء ما يصدر من المسلمين من انحلال وتخلف فى الفكر ، وحب للشهوات والملذات على حساب الآخرين ، ونجد أن الآلة التى تهدم الأمة اليوم ، هى الغلو فى التكفير ، والتسرع فى إصدار أحكام التكفير
ومما يؤسف له أن أعداء الإسلام لا ينشرون بين الناس وأممهم وهم يمتلكون وسائل الإعلام إلا فكر هؤلاء ليقولوا لأممهم العمياء هذا هو الإسلام : تكفير وقتل وتفجير وترويع آمنين ، وهتك أعراض وسلب أموال ونشر فساد ، فيتصور هؤلاء أن الإسلام ماهو إلا دين الهمجية والتخلف ، لا دين الرقى والتحضر والأخلاق الحسنة والسلوك القويم ، دين العفة والطهارة دين العفو والسماحة ، دين العقيدة الصحيحة دين السعادة والاطمئنان .
من أجل ذلك كتبت هذا البحث لأنبه فيه من أثر ذلك على المجتمع الإسلامى وخطورة هذا الأمر ، وأن الإسلام برىء من كل ما يفعله هؤلاء أهل الغلو والتطرف ، وأن الإسلام أعلى وأرقى وهو براء من كل هذا 0
لذلك كان علي الباحث أن يتناول هذه القضية بشىء من التفصيل لبيان المنهج الحق فى هذه المسألة التى سار عليه أهل السنة والجماعة 0
أهداف البحث
1- التعريف بالكفر مع بيان أقسامه ، وبيان أنواع كل قسم ، والفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر ، وما هى أصول المكفرات .
2– بيان ماهو التكفير المطلق وما هو التكفير المعين والفرق بينهما ، واستيفاء شروط وضوابط التكفير فى المعين للحكم عليه ، وانتفاء موانعه ، وذلك من خلال أقوال أهل السنة والجماعة .
3- بيان نشأة ظاهرة التكفير ، وما هى الأسباب التى أدت إلى انتشار هذه الظاهرة سواءًا كانت أسباب فكرية ونفسية أو تربوية .
4- بيان وتوضيح خطورة التكفير ، وإظهار أن التكفير من الأحكام الشرعية التى مردها الكتاب والسنة لا مجال للعقل فيها ، فهى حق لله ورسوله ، فلا كافر إلا من كفره الله ورسوله .
5- بيان وإظهار التكفير عند بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام وأشهرها كالخوارج ، والشيعة ، والمرجئة وكذلك المعتزلة ، والرد عليهم من خلال أقوال أشهر علماء أهل السنة والجماعة 0
6- معرفة خطورة الانحراف عن المنهج الشرعى ، وما يترتب على هذا من أحكام .
7- بيان آثار ظاهرة التكفير على المجتمع الإسلامى ، سواءاً كانت هذه الآثار عقدية ودينية ، أو اجتماعية وأمنية ، أو سياسية وإقتصادية .
أهمية البحث وأسباب اختياره
تتعدد أسباب اختيار أي موضوع يُقبل عليه الدارس بالاعتبارات المتنوعة بعضها معرفي خالص وبعضها وثائقي يقوم على ضرورة النظر إلي المصادر، وبعضها مرتبط بالغاية، وقد جمعت هذه وتلك حتى بدا لي اختيار هذا الموضوع لأسباب عدة أجملها فيما يلى :-
1- هذا البحث يدرس موضوعاً فى غاية الأهمية وهى ظاهرة التكفير ، والذى يعد من أهم أمور الإعتقاد ، وقد ضل فيها من ضل من الفرق ، وأنتجت الإفتراق والطائفية والإرهاب .
2- إن أمر التكفير خطير ، كذلك التساهل فيه خطير ، والواجب الوقوف عند نصوص الشريعة وقواعدها دون إفراط أو تفريط .
3- حاجة الأمة لمثل هذا الموضوع في الوقت الراهن ، وهذا ما شجعني على الكتابة في هذا الموضوع باعتبار أن قضية التكفير من أخطر قضايا العصر هدمًا لمبادئ الإسلام وتعاليمه ، ويسعى أصحاب هذا الفكر جاهدين لنشر الفتنة والفساد بين صفوف المسلمين .
4- إن هذه الفتنة ” التكفير ” التى فرقت جسد الأمة الإسلامية ، هى من أوائل البدع والفتن ظهوراً فى الإسلام ، فهى منبع لكثير من الانحرافات العقائدية والسلوكية .
5- إن ظاهرة تمسك الفرق القائلة بتكفير المسلمين بإسم الدين يوهم عموم المسلمين ومن لا فقه له بأنهم أحق الناس بالدين ، ولذلك يشتبه على كثير من الناس.
6- إن هذا الدرب من الفكر لقى نصيباً كبيراً من عناية واهتمام الفرق والأحزاب القديمة والمتعاقبة جيلاً بعد جيل ومن ثم زادت مادتها وتكاثرت نظريتها واشتد الجدل والإختلاف حول معانيها .
7- هذا البحث يقدم صيحة نذير لهؤلاء التكفيريين ، ليروا آثار فعالهم عليهم أولاً ، ثم على المسلمين أجمع ، فى الدنيا والآخرة ، علهم يتذكرون ويرجعون ، فإن تكفير أى إنسان يعرضه للإهانة والقتل والطرد من المجتمع .
8- إن هذه القضية بحاجة إلى إبرازها والتعريف بها ، حيث أصبح لها وجوداً وذكراً بخاصة فى هذه الأيام ، حيث إن كثيراً من وسائل الإعلام المختلفة قد تناولتها بالذكر ، حتى أن بعض الحركات المتطرفة تبنت هذا الفكر ، والتى تدعى لنفسها الإسلام كتنظيم القاعدة وداعش ومن على شاكلتهم . مما أثر ذلك على نشر وإظهار الدين الإسلامى بصورتة الصحيحة ، ودفع وصمه بدين الإرهاب والتطرف .
9- استفحال وانتشار هذه الظاهرة الشاذة وتسللها إلى مجتمعنا ، يحتم علينا الكتابة فى هذا الموضوع الذى يعالج مثل هذه القضايا .
10- ضعف وبطلان التأويلات الفاسدة التى بنت عليها الفرق الإسلامية القول بالتكفير ، كذلك بيان وهن أدلتهم التى بنوا عليها أقوالهم .
11- التمسك بالأقوال والأدلة الصحيحة والثابتة من الكتاب والسنة وبيان ما اتفق عليه العلماء من خلال آراء أهل السنة والجماعة .
12- آثار ذلك على المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية ، المحلية والدولية ، وأضرار التكفير على الأفراد والمجتمعات ، الأخلاقية والتربوية ، الدعوية الإصلاحية ، والدينية والاقتصادية والأمنية ، وإبراز ذلك للمختصين لعلاج هذه الظاهرة كل فى مجال تخصصه .
13- أهمية تقويم المصادر ودراستها وبيان المناهج التى سار عليها مؤلفوها بشكل علمى منصف ومتجرد لكى تظهر قضية التكفير بصورتها الحقيقية وآثارها على الفرد والمجتمع .
14- الفائدة التى سيجنيها الباحث من خلال دراسة آراء الفرق الإسلامية المختلفة عامة ، وظاهرة التكفير خاصة ، وهذا بلا شك يثرى الباحث فى مجال تخصصه ويصقل موهبته .