![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص علم أصول الفقه من أشرف العلوم الشرعية ، إذ تمتزج فيه الحجج النقلية مع العقلية ، وتظهر قرائح أولى المطالب العالية ، وتتبارى فيه العقول في استنباط الأحكام الملية وكيف لا ، وقد جعله الإمام الرازي في المحصول أهم شروط المجتهد سبب اختيار لهذا الموضوع : إن معرفة آراء العلماء لاسيما أهل الشأن منهم ، في موضوعات شتى من أصول الفقه ، يعد عاملاً مهما في قضايا كثيرة ، منها توضيح صورة المسألة ، ومنها تحديد محل النزاع وموضع الخلاف ، فكم من مسألة نوقش فيها الخلاف ، وإذا بموضوع النزاع غير متحد ، أو أن الخلاف لفظي ، ومنها تقييد المسائل لما قد يطلعنه بعض المصطنعين ، ومنها تصحيح مذاهب العلماء فيما قد ينسب إليهم من أقوال يذهبون إليها ، بأن يكون الحكاية عنهم خطأ ، أو خطأ في فهم كلام الأئمة: أو استدراكا لنقل ، أو تحريرا لمذهب ، أو النقل عن كتب مفقودة ، مع ما للعلماء ، الأوائل من صفاء الذهن ودقة ، ولست ممن يقول ، ما ترك الأول للآخر ، وإنما يتجدد الإبداع في كل حين ، هذا ولكل زمان دولة ورجال . 1- الإمام العكبري هو أول من أسس لأصول الفقه في المذهب الحنبلي. 2- براعة العكبري في المذهب الحنبلي . 3- وصفه العلماء بأنه الفقيه الثقة الأمين وله اليد الطولى في الفقه . 4- كثرة مصنفاته في الفقه والفرائض والنحو . 5- دراسته الحديث وإتقانه فيه رغم تعلمه في كبر سنه . 6- يعتبر العكبري إمام من الأئمة ، وعالم من علماء الأمة الإسلامية، فهناك عالم بلد وهناك عالم طائفة وهناك عالم أمة ، والعكبري عالم من علماء الأمة ومفتيا في مذهب الإمام أحمد بن حنبل . 7- إن العكبري يبني آراءه في أصول الفقه على الدليل ، فهو لا يسوق الأقوال ثم يسكت ، بل يعقب ، فيزيف ما رآه خطأ سمو ينصر ما يراه حقا ، ثم إنه يتحلى بالإنصاف ، إذ أنه لا يلغي القول الآخر نهائياً إذا كانت المسألة تحتمل أكثر من وجه ، ويتجلى عنده أدب الخلاف في التعامل مع أصحاب الأقوال المرجوحة عنده ، ولا يقطع بخطأ المخالف في موارد الاجتهاد ، بعيداً عن التعصب المذهبي ، مع توقيره للأئمة ، وهذا عين ما يلائم الفهم الصحيح للإسلام . منهج البحث: لقد اتبع الباحث المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي والمنهج المقارن وفي نهاية البحث توصل لعدد من النتائج من أهمها: 1- وضحت الدراسة أن أبو البقاء العكبري أول من ألف في علم أصول الفقه من الحنابلة. 2- أكدت الدراسة أن أبو البقاء العكبري كان إماما في علوم القرآن وإماما في الفقه وإماما في اللغة وإماما في النحو , وإماما في العروض وإماما في الفرائض , وإماما في الحساب , وإماما في معرفة المذهب ومسائل النظريات وله في جميع هذه العلوم مؤلفات مشهورة. 3- بينت الدراسة الأصول التي اعتمد عليها العكبري في فتاويه. |