الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وإن أفضل ما اشتغل به المشتغلون، وبحث فيه الباحثون، وأفنيت فيه الأعمار، وأشغلت فيه الأفكار؛ كتاب الله القرآن الكريم، ذلك أن هذا الكتاب هو كلام الله ، وهو رسالته إلى البشرية جمعاء، وهو معجزة النبي الخالدة، التي أعجز الله بها الناس أجمعين، فلم يستطع أحد منهم الإتيان ولو بآية واحدة مثله أو من مثله، وكتاب الله كما جاء في الأثر: «فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخلقُ على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنتهِ الجِنُّ إذ سمعته من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ...». ولم يزل العلماء - رحمهم الله - والمفسرون يؤلّفون الكتب في تفسير آياته، وبيان المراد منها، واستنباط ما فيها من أحكام ودُرر وفوائد، وقد تفاوتت مناهجهم وطرقهم في مصنفاتهم، فمنهم من اهتمّ بالتفسير بالمأثور، ومنهم من جنح إلى التفسير بالرأي، كما أن منهم من ظهرت على تفسيره الصبغة الفقهية، ومنهم من ظهرت على تفسيره الصبغة الحديثية، كما أن منهم من أكثر النقل عن بني إسرائيل، ومنهم من لم يكثر، ومنهم من أطال في تفسير الآيات حتى بلغ تفسيره عشرات الأجزاء، ومنهم من اختصر، وهذه هي عادة العلماء في جميع الفنون. |