الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فلا يخفى على المشتغلين بالعلوم الشرعية وعلم الفقه خاصة أن المذهب المالكي قد انتشر في أنحاء الأرض، بل إن كتاب ” الموطأ ” للإمام مالك – رحمه الله- قد سار مسير الشمس فى رابعة النهار، ونهل منه الكثيرون ولا يزالون ينهلون من فيضه، وقد ترك الإمام مالك – رحمه الله- مدارس علمية عديدةً ؛ فهناك المدرسة المدنية والمصرية والعراقية والمغربية والأندلسية، وقد نبغ فى هذه المدارس علماء أجلاء كان لهم أكبر الأثر فى إثراء المذهب المالكى، وكان من هؤلاء العلماء العالم الفقيه الونشريسي التِّلمساني الأصل والمنشأ، الفاسي الدار والوفاة والمدفن، وحامل لواء المذهب على رأس المائة التاسعة من الهجرة المباركة . ومَنْ يتأمل مكانة الونشريسي يدرك أنه كان موسوعة علمية فى مجالات شتى ؛ لأنه تلقى العلم عن كبار علماء عصره فى المغربين – الأقصى والأوسط- ؛ ويتضح هذا فى كتابه المعيار المعرب الذى يعتبر من أهم كتب الفقه المالكى، وفتاوى الونشريسي فيه تدل على سعة اطلاعه وغزارة علمه وأنه كان من العلماء الذين يُشار إليهم بالبنان فى ذلك العصر. |