Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إعادة المعدوم بين دلائل النقل وأطروحات العقل /
المؤلف
الكومي، أحمد محمد محمود محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمد محمود محمد الكومي
مشرف / عبد القادر البحراوي
مناقش / روت حسن مهنا
مناقش / عبد القادر البحراوي
الموضوع
الفلسفة الإسلامية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
272 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 266

from 266

المستخلص

أجمعت الأمة الإسلامية على أنّ المعاد ثابت بالقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وهو أمر غير مستحيل، ولا تنكره العقول السليمة، إذ أنّ العقل يدل على أنّ إعادة الشيء الذي كان موجودًا ثم فني أسهل من إيجاده ابتداءً، فالله سبحانه وتعالى الذي أوجد الأشياء من العدم، وخلقها بعد إذ لم تكن شيئًا، لا يستحيل عليه أن يعيدها مرة ومرة بعد فنائها. أنّ المعاد من الغيب الذي أقام الله سبحانه وتعالى الدليل عليه من عالم المشاهدة، فضرب الله لنا أمثلة كثيرة وآيات عديدة وبراهين متنوعة من عالم الشهادة، ومنحنا العقل الذي يمكن به الاستدلال بالشاهد على الغائب، لتدل هذه الأدلة دلالة يقينية على وقوع المعاد. اختلاف مفهوم البعث والمعاد في مذاهب المسلمين تبعا لاختلافهم في تصور كيفية وقوعه؛ فالقائلون بالمعاد الجسماني فقط وعن عدم محض ذهبوا إلى أنه عبارة عن: الرجوع إلى الوجود بعد الفناء، وذهب القائلون بالمعاد الجسماني فقط وعن تفريق إلى أنه: رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق وإلى الحياة بعد الموت، أمّا المتكلمون القائلون بالمعاد الجسماني والروحاني معا فقد ذهبوا إلى أنه: رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق وإلى الحياة بعد الموت، والأرواح إلى الأبدان المفارقة، وأمّا فلاسفة المسلمين القائلون بالمعاد الروحاني المحض فقد ذهبوا إلى أنه: رجوع الأرواح إلى ما كانت عليه من التجرد عن علاقة البدن واستعمال الآلات، أو التبرؤ عما ابتليت به من الظلمات. أن علماء الكلام قاموا بإثبات عقيدة البعث والمعاد عن طريق الدليل النقلي (القرآن والسنة) والدليل العقلي، واستخدامهم للأدلة العقلية كان لحكمة عظيمة وهي مجاراة الفلاسفة والرد عليهم، وبيان فساد أقوالهم التي يريدون من ورائها هدم عقيدة البعث والمعاد لدى الناس. أن (ابن سينا) قد انتهى إلى المعاد الروحاني، بناءً على تصوره للروح، وأنها جوهر روحاني، قادر عن طريق التأمل الدائب والفكر المستديم أن يفارق البدن ليتصل بعالم المجردات البريء من المادة، ومن ثم يتذوق السعادة مباشرة، ذوقا وكشفا وإشراقا، ويحيا في عالم اللذات العقلية، الذي هو أكمل وأشرف من عالم اللذات الحسية. أن الإمام ”الغزالي” قد شغل فكره مسألة المعاد الأخروي، وأنه آمن بأن المعاد جسماني وروحاني معًا. أن (ابن رشد) يقول بالمعاد الروحاني فقط لأنه (لو كان قد أيّد الذهاب إلى الاعتقاد بمعاد جسماني لكانت فكرته عن النفس الكلية قد هدمت تمامًا فهو يتخطى هذا المعاد الجسماني إلى التصريح بنحو من المعاد الروحاني فحسب. مسألة إعادة المعدوم من المسائل المهمة والشائكة في نفس الوقت التي دار الحديث فيها مطوّلاً بين العلماء سواءٌ كانوا من المتكلمين أم من الفلاسفة وذلك لما لها من زيادة الاختصاص بأمر المعاد، حيث لا يفتقر إليها إلا في إثبات المعاد بطريق الوجود بعد الفناء، ولذلك فإننا نأخذ برأي السادة الأشاعرة القائلين بجواز إعادة المعدوم كل ما عدم بعد وجوده صحت إعادته. أن المعاد عند السادة الصوفية ليس كما يدّعي البعض أنه معاد دنيوي وإنما المعاد عندهم هو المعاد الذي عند السادة الأشاعرة فالإمام ”الغزالي” صوفيٌّ أشعريّ ومثله الإمام فخر الدين الرازي وغيره من السادة الأشاعرة، وأنّ ما نسبه هؤلاء الجهال للسادة الصوفية من ربط قضية المعاد ببعض المصطلحات الصوفية كالفناء في الله، والحلول والاتحاد وغيره من المصطلحات التي يصعب على أمثال هؤلاء فهمها وذلك لقصور فكرهم ونظرهم للمصطلحات نظرة سطحية ظاهرية دون تعمق وتفكر لما قد تحمله هذه المصطلحات من معانٍ عدة ليس معنىً واحدًا فحسب.