الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أدَّى التطوُّر الحديث الذي أحدثته ثورة المعلومات والاتصالات إلى تحرير التجارة العالمية بكلِّ جوانبها السلعية والخدمية ورؤوس الأموال والعمالة، مما يعني في النهاية إزالة القيود التي تقف عائقا أمام تحركات السلع والخدمات إلى جانب تواجد التقنيات الحديثة والمتطورة للمعلومات والاتصال، والتي دخلت في أغلب مناحي الحياة اليومية. ويُعد الإنترنت من أحدث الوسائل التي تُجسِّد هذا التحوُّل الإلكتروني، والتي أوجدت نماذج للتفاعُل التجاريِّ وتطويره المستمر. حيث تطوَّرت وسائل تداول الأوراق المالية وخدماتها، فظهرت فكرة التعاقد الإلكتروني والتبادل الإلكتروني للأوراق، إلى جانب الاعتماد شبه الكُلِّي في أسواق المال على التقنيات الإلكترونية والاتصال في إدارة التداول وقيده، وإثبات علاقاته القانونية (البورصة الإلكترونية). ولعلَّ أوسع أثر للتقنية في حقل العمل المصرفيِّ نشوء مفهوم وفكرة البنوك عن بُعد (بنوك الويب أو بنوك الإنترنت أو البنوك الافتراضية)، هذه البنوك التي تجد وجودها في البيئة الافتراضية لا في الواقع الملموس، وحتى في نطاقها (أي البنوك الإلكترونية ذاتها)، تحقق تطوُّرًا واسعًا في وسائل الإدارة وتقديم الخدمة المصرفية بل في وسائل الرقابة والتهرُّب منها، كل هذا أدَّى إلى إعادة النظر بما هو سائد من مفاهيم تتعلق بجهات تقديم الخدمة وآليات الإشراف عليها، ومحتوى الخدمة المصرفية والنشاط المصرفيِّ ومعايير الشمولية والفعالية في ممارسة العمل البنكيِّ. |