الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد ارتبط موضوع الموت عند الفلاسفة بمباحث عدة، فارتبط بالميتافيزيقيا كون هذه المواضـيع لا يمكن معرفتها على حقيقتها وماهيتها ولا حتى وضع حدّ أو رسم لها. كما ارتبط عنـد بعضـهم بمباحـث الطبيعة كون الإنسان جزء من هذه الطبيعة وارتبط أيضاً بالأخلاق أو ميتافيزيقيـا الأخـلاق كـون هـذه المواضيع والتساؤلات مرتبطة بالنفس الإنسانية، فعالجت هذه المواضيع معالجة أخلاقية. وكذلك جاء الموت في كل من اليهودية المسيحية يشوبه الكثير من الغموض والاضطراب، فهو فـي اليهودية نهاية طبيعية لكل الناس بلا عود، هو في المسيحية من الأمور الوثنية، وعند القديس بولس فناء الكل في الإله، الذي يخرج منه الكل يعود ليه الكل. ويتفق الفلاسفة الثلاثة على أن النفس جوهر بسيط، بساطة تضعه فـي مصـاف الوجـود العقلـي المجرد، وإذا كان الشيرازي خالف في ذلك من حيث الابتداء، حيث ذهب إلى أن نشأة النفس مادية تندمج فيها مع النطفة، إلا أنها تنتهي إلى أن تصبح موجود مجرد. وفيما يتعلق بأمر الخ لود، يتفق الفلاسفة الثلاثة على خلود النفس بعد فناء الجسد، وذلك على الرغم من اختلاف الشيرازي عن كلا من الفارابي وابن سينا في ماهية النفس، فالنفس عنده جسمانية النشـأة، روحانية البقاء، ولقد رفض صوفية السنة موقف الفلاسفة من الخوف من الموت، بينما قبلـه متفلسـفة الصفية، الذين يرون أن النفس في هذه الدنيا في سجن الجسد، وأنها تسعى للخلاص منه. ولقد نفي الفارابي أمر المعاد والبعث الجسماني، يقصر الخلود على الروح دون الجسد، وعلى الرغم من اضطرابه وتحيره في بعض أقواله في ذلك، إلا أن إنكاره لعلم االله بالجز ئيات جاء ليقضي علـى هـذا الاحتمال من قريب أو بعيد. |