الفهرس 
الأسس الفلسفية للتنمية المستدامة في المجتمع اليمنييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 332 |  |  |
| | | from | 332 | | |
المستخلص
يتسم العالم اليوم بالعديد من التغيرات، لما أفرزه التطور التكنولوجي في شتى مناحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والإدارية، والتي نجم عنها تحديات عدة أمام المؤسسات والتي تتطلب مواجهتها ومواكبتها، وحتمية التعامل معها، مما فرض عليها مواكبة مع تلك التطورات والتحولات السريعة، ويعد البحث العلمي من أهم الركائز التي تقوم عليها عملية التغيير والتطور في مجالات الحياة المختلفة، سعيًا لتحقيق التنمية المستدامة، لما يقوم به من دور كبير في دراسة المشكلات، ووضع الحلول العلمية المناسبة لها، وخدمة خطط التنمية، وفتح آفاق جديدة للمستقبل.
ولا يمكن لأي بلد مهما امتلك من إمكانات وموارد وثروات طبيعية أن يلج أبواب التقدم والحضارة ما لم يتقدم بالبحث العلمي وتطبيقاته، وتعد بلدان أوروبا خير مثال على إحرازها للتقدم باستثمارها للبحث العلمي، بحيث أصبحت اقتصاديات كثير من بلدانهم تفوق اقتصاديات البلدان العربية مجتمعة بنفطها وغازها وجميع مواردها.
وذلك لأن البحث العلمي المصدر الأول للمعرفة ونظم المعلومات التي يعتمد عليها في اتخاذ القرارات الصائبة لخدمة المؤسسات والأجيال القادمة وبذلك فإن الإسهام في تنمية الروح الإبداعية في البحث العلمي واجب وطني وانتماء وظيفي وضرورة حتمية نستمد منها ديمومة البقاء وأصالة التميز، بما يكفل للبلدان أن تعيش التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، بما يضمن النهوض بها إلى مصاف الشعوب المتقدمة.
ويعتبر البحث العلمي قوةً دافعة وفاعلة للمنافسة عالميًّا تطمح من خلالها إلي بناء حياة أفضل لمجتمعها ليكون لها موضع قدم بين الأمم في صناعة خريطة الحضارة الإنسانية، وذلك بعد أن أصبحت قوة المجتمعات تكمن في المقام الأول في الثروات المعدنية، وتنافسها في البحث العلمي.
ونظرًا لأهمية البحث العلمي وأهدافه المختلفة فقد قامت الدول المتقدمة والنامية بإنشاء مراكز ووحدات للبحث العلمي خاصة بهذا المجال، تعمل على رسم استراتيجيات واضحة تناسب احتياجات المجتمع وتطلعاته، وتساعد في نشر ثقافة البحث العلمي في أوساط قطاعات المجتمع، حيث إنّ هذه المراكز والوحدات تكون ضمن الجامعات والوزارات الحكومية.
فالمراكز العلمية والبحثية واحدة من المرتكزات الأساسية لإنتاج المعلومات والمعرفة والتفكير في العالم من خلال النشاطات التي تقوم بها هذه المراكز كالأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي والمؤتمرات والندوات وورش العمل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذه النشاطات التي تطرحها المراكز جعلت لها مكانة مهمة كونها تقدم دراسات علمية تحليلية حول أي مشكلة مطروحة تخص الدولة والمجتمع، وتقدم لصناع القرار المعلومات التي تمكنهم من اتخاذ القرارات ولا سيما القرارات الاستراتيجية
وقد أصبح للمراكز العلمية والبحثية دور ريادي في قيادة العالم، وإنتاج المشاريع الاستراتيجية الفاعلة، ولم يجاف الحقيقة أولئك الذين أطلقوا عليها تسمية ” خزانات التفكير” فالحكومات في العالم الغربي تستشيرها وتطلب خدماتها؛ لأن هذه المراكز تحتل موقعًا مهمًّا ضمن دائرة صناعة القرار، فهي تشكل حلقة رئيسة إلى جانب الدوائر التشريعية والدستورية في تلك البلدان
ولعل مفهوم التنمية المستدامة وما يحمله من معان ومبادئ متمثلة في الشمولية والتواصل، يعد هو الأمثل في عصرنا الحالي، حيث برزت التنمية المستدامة كمفهوم تنموي في أواخر القرن العشرين، واحتلت مكانة مهمة لدى الباحثين والمهتمين بالبيئة وصانعي القرار على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعالمية، حيث أصبحت الاستدامة التنموية مدرسة فكرية عالمية تنتشر في معظم دول العالم النامي والصناعي على حد ٍسواء، كما تتبناها هيئات رسمية وشعبية وتطالب بتطبيقها.
ولقد زاد الاهتمام العالمي بمفهوم التنمية المستدامة في عام (1992)،حيث اجتمع مؤتمر الأمم المتحدة في ريودي جانيرو، لبحث موارد الكوكب المتضائلة في مواجهة النمو الاقتصادي غير المحدود، وفشل البشرية في تحقيق التنمية العادلة، من هذا المنطلق اتسع مفهوم التنمية إلى التركيز على المستقبل القريب والمستقبل البعيد من خلال البعد عن الجور على الإمكانات التي تتاح للأجيال القادمة، من خلال نمو شامل ومتوازن لقطاعات المجتمع المختلفة حيث التكامل أساس النمو، وهذا يشير إلى أن للتنمية المستدامة ثلاثة عناصر متمثلة في البيئة والمجتمع والاقتصاد، وهي عناصر متشابكة متساوية.
وتكمن أهمية التنمية المستدامة كونها وسيلة لتقليص الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتلعب دورًا كبيرًا في تقليص التبعية الاقتصادية للخارج، وتوزيع الإنتاج، والعدالة الاجتماعية، وتحسين المعيشة، ورفع مستوى التعليم، وتقليص نسبة الأمية، وتوفير رؤوس الأموال، ورفع مستوى الدخل القومي.
ومن أهم التحديات التي تواجه الشعوب والحكومات النامية نحو التقدم والبناء، اختيار النموذج التنموي المناسب الشامل لكافة فئات المجتمع من ناحية، والمستدام بحيث يأخذ في اعتباره الجيل الحاضر والأجيال المقبلة على السواء من ناحية أخرى، وهذا جعل العالم اليوم على قناعة بأن التنمية المستدامة هي التي تقضي على مشكلات التخلف، وأنها السبيل الوحيد لضمان الحصول على مقومات الحياة في الحاضر والمستقبل.
وتعد الجامعة - في أي نظام تعليمي- المرتكز الأساسي للتنمية المستدامة، خصوصًا في العصر الحاضر الذي يطلق عليه عصر العولمة، نظرا لما تؤديه من مهام متعددة، ذلك أن الجامعة كانت وما تزال تحتل داخل أي نظام تعليمي أهمية كبيرة، وخاصة ما يرتبط بتكوين رأس المال البشري المتميز بالمهارات العلمية العليا والمؤهلة لتوظيف المعرفة خدمة للاحتياجات الاجتماعية الضرورية لإحداث التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي.
وعلى الرغم من أهمية البحث العلمي ومراكز الأبحاث الجامعية في تحقيق أهداف وبرامج التنمية، ودوره مراكز الأبحاث في الوفاء بمتطلباتها، فأن العديد من الدراسات التي أجريت عليه قد أسفرت نتائجها عن وجود العديد من المشكلات والعوائق التي تقف حيال تحقيقه لأهدافه، وذلك في ضوء متطلبات التنمية في المجتمعات النامية ومنها مجتمع البحث، وهذا ما أكدته الكثير من البحوث والدراسات التي اهتمت بالبحث العلمي في مراكز الأبحاث في الجامعات العربية واليمنية،
إن الإنتاجية العلمية تعد أحد المؤشرات على تطور البحث العلمي وبالنظر لواقع الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، ومراكز الأبحاث العلمية العربية، فالأستاذ الجامعي إذا توافرت له حاجاته المالية والروحية وخصوصًا الحرية الأكاديمية، قادر على إنتاج المعرفة الجديدة وقادر على التأثير على التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لمجتمعه، فقد أجريت العديد من الدراسات التي تتعلق بالإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والمعوقات التي حدت من رفع إنتاجيتهم العلمية،
ونظرًا لقلة الشعور بأهمية البحث العلمي من قبل الحكومات والقطاعات الصناعية والخدمية، وعدم القناعة بأهمية المشاركة المجتمعية في الوطن العربي عامة وفي اليمن على وجه الخصوص نتيجة لذلك هناك إحجام من قبل القطاع الخاص عن تلقي خدمات البحث والتطوير العلمي واعتمادهم على الجانب الربحي،
وتجدر الإشارة هنا إلى أن واقع البحث العلمي ومراكز الأبحاث بالجامعات اليمنية ضعيف ويمثل نشاطًا هامشيًّا، ويعاني من غياب أهداف وبرامج وخطط واضحة تحدد بدقة هدفه ودوره وعلاقته بباقي النشاطات والفعاليات في الدولة، ناهيك عن دوره في التنمية والإسهام في حل مشكلات المجتمع؛ ما أدى إلى ضعف استثمار الكفاءات العلمية المتخصصة لحل المشكلات التي تواجه المجتمع بقطاعاته المختلفة.
فالمجتمع اليمني يعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي والركود الاقتصادي والاجتماعي ويعاني من تدهور في البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية رغم توافر الطاقات البشرية، وإدراكًا بأهمية تطوير المجتمع ورقيه ونقله من واقعه الحالي إلى واقع أفضل، بالإضافة إلى ضرورة الاستجابة المدركة للمتطلبات المجتمعية والمحلية، فإن الجامعة ومراكزها البحثية مطالبة بأن تؤدي أدوارًا تختلف عما هي قائمة عليها حاليًّا، ولذا تسعى الدراسة الحالية إلى تقييم واقع البحث العلمي في مراكز البحث بالجامعات اليمنية؛ والوقوف على مدى قيامها بدورها في إنجاز البحوث التي تسهم في تنمية المجتمع والنهوض بالاقتصاد اليمني، والعمل على تطويرها من خلال وضع تصور مقترح لتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية وتحقيق الهدف المنشود منها، وبما يساعد أصحاب القرار وواضعي السياسات في إعداد الخطط المستقبلية في تطوير مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية.
مشكلة الدراسة:
على الرغم من أهمية البحث العلمي الذي يعول عليه الدور الكبير في تحقيق التقدم والتطور وفي حل قضايا ومشكلات المجتمعات المختلفة، وما يشهده عالم اليوم من تقدم سريع له أسباب كثيرة، وفي مقدمتها الاهتمام الشديد بالبحث العلمي، تقف المشروعات العربية في مجال البحث والتطوير عند عتبة الدعاية البعيدة عن جدية الإنجاز، ونجد في المقابل أن الدول المتقدمة تكرس الكثير من إمكانيتها لدعم البحث والتجارب العالمية المختلفة من أجل التطوير
ونظراً لما يعانيه المجتمع اليمني من مشكلات اقتصادية واجتماعية وتنموية، جاءت هذه الدراسة لتطرح فكرة إيجاد علاقة بين مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية ومتطلبات التنمية المستدامة، وهنا تظهر أهمية القيام بتطوير المراكز البحثية بالجامعات اليمنية التي يعول عليها القيام بالبحث العلمي، بما يساعد الجامعات على القيام بخدمة البحوث العلمية تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الدولة للارتقاء بالبحث العلمي وإنتاج المعرفة، وحتى تتم الاستفادة من هذه المراكز في خدمة المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي ضوء ما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس الآتي:
كيف يمكن تطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة؟
ويتفرع منه الأسئلة الفرعية الآتية:
1- ما الأسس الفلسفية للتنمية المستدامة في المجتمع اليمني؟
2- ما أهم التحديات المجتمعية للتنمية المستدامة في المجتمع اليمني؟
3- ما دور مراكز البحث العلمي في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة في المجتمع اليمني ومعالجة قضاياها؟
4- ما أهم النماذج والخبرات الرائدة (العربية – الاجنبية ) في مجال تطوير البحث العلمي وتوظيفه لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة ؟
5- ما أهم المعوقات التي تحول دون أداء مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية لمهامها في ضوء متطلبات التنمية المستدامة؟
6- ما التصور المقترح لتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية من أجل تحقيق متطلبات التنمية المستدامة؟
أهداف الدارسة:
يتحدد الهدف الرئيس للدراسة في الآتي:
تطوير مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
ويتفرع من هذا الهدف الرئيس الأهداف الفرعية الآتية:
التعرف على أهم التحديات المجتمعية التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمع اليمني وتحديد متطلبات التنمية المستدامة به.
بيان دور مراكز البحث العلمي في معالجة قضايا المجتمع اليمني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتشخيص واقع منظومة البحث العلمي في مراكز البحث بالجامعات اليمنية بحسب ما أشارت إليه الدراسات العلمية التقارير الإحصائية الرسمية الصادرة عن الجهات ذات العلاقة.
التعرف على النماذج والاتجاهات العالمية (العربية والأجنبية) في مجال تطوير البحث العلمي وتوظيفه لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة.
التعرف على أهم المعوقات التي تحول دون أداء مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية لمهامها في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
وضع تصور مقترح لتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية في تطرقها لموضوع مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية وربطه بمتطلبات التنمية المستدامة ودراسة واقع هذه المراكز ومعوقاتها، ومشكلاتها، ثم تقديم تصور مقترح لتطوير هذه المراكز في ضوء التجارب والخبرات العربية والعالمية، ولذلك يمكن أن يستفيد من هذا البحث كل من:
القائمين على مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية، وذلك بتطوير هذه المراكز في ضوء نتائج هذا البحث.
صانعي القرار بمؤسسات التعليم العالي، وذلك بتطوير لوائح هذه المراكز بما يتماشى مع وظيفة هذه المراكز ودورها المجتمعي.
مؤلفي المناهج بمؤسسات التعليم الجامعي، وذلك من خلال تضمين مفاهيم التنمية المستدامة، ومتطلباتها، وأبعادها.
الباحثين والمختصين في هذا المجال، وذلك بإجراء دراسات وبحوث مماثلة تتناول جوانب أخرى للمراكز البحثية.
المكتبات اليمنية والعربية حيث يلبي هذا البحث احتياجات المكتبات من البحوث والدراسات التي تتناول تطوير مراكز البحث العلمي في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة الحالية بالحدود الآتية:
الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة الحالية على موضوع تطوير مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
الحد البشري: تم إجراء الدراسة الحالية على مديري المراكز وأعضائها (الإداريين، والباحثين، وأعضاء هيئة التدريس) في جامعتي صنعاء وعدن.
الحدود المكانية: شملت الدراسة الحالية مراكز البحث العلمي التابعة لجامعتي صنعاء وعدن بالجمهورية اليمنية، حيث إنّ هاتين الجامعتين هما الجامعتان الأم للجامعات اليمنية الأخرى، والمراكز البحثية بهاتين الجامعتين تُعدان نماذج يمكن أن تعمم نتائجها على مراكز البحوث في الجامعات اليمنية ككل.
الحدود الزمنية: تمتد الفترة الزمنية للدراسة الحالية بين عامي (2017- 2020).
منهج الدراسة وأدواتها:
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي وذلك لرصد واقع دور المراكز البحثية في الجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة، للنهوض بتلك المراكز بما يحقق التنمية المستدامة وتلبية لطموح المجتمع اليمني.
ولتحقيق أهداف الدراسة الحالية تم استخدم المنهج الوصفي التحليلي الذي يصف الظاهرة، ويرصدها بكافة جوانبها كميا وكيفيا، ويدرس العلاقة بين مكوناتها والآراء التي تطرح حولها والعمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها؛ حيث يعد طريقة لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة للوصول إلى استنتاجات وتعميمات تسهم في تفسير الظواهر بما يسمح بتغييرها وتوجيهها نحو الأهداف المنشودة .
مصطلحات الدراسة:
تقتضي الدراسة تحديد المصطلحات الآتية:
التطوير:
اصطلاحًا بأنه: عملية تحديث وتحسين وإدخال تجديدات تستند إلى مجموعة من المبادئ العلمية والفنية والاجتماعية تؤدي إلى تحقيق أهداف محددة.
ويعرف التطوير إجرائيًّا في هذا البحث بأنه: تحديث وتحسين أداء مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة والخبرات والتجارب العربية والعالمية.
مراكز البحث العلمي: هي مراكز البحث العلمي بأنها مؤسسات تقوم بالدراسات والبحوث الموجهة لصانعي القرار والتي تتضمن توجيهات أو توصيات معينة حول القضايا المحلية والدولية بهدف تمكين صانعي القرار والمواطنين بصياغة سياسات حول قضايا السياسة العامة.
ويمكن تعريف مراكز البحث العلمي إجرائيًّا في هذا البحث بأنها: المؤسسات البحثية التي تتبع جامعتي صنعاء وعدن، وتهتم بإنتاج البحوث والدراسات في كثير من المجالات بما يخدم السياسة العامة للدولة، وكذلك عملية التنمية داخل المجتمع وخارجه.
المتطلبات:
وتعرف المتطلبات اصطلاحًا بأنها: جملة المعارف والخبرات والاتجاهات وكافة العناصر والعوامل الأساسية التي تشكل رافداً أصيلاً من الروافد الداعمة والمؤدية إلى تحقيق التنمية المستدامة .
ويعرف الباحث المتطلبات إجرائيًّا بأنها: الخبرات والحاجات العلمية، والفكرية، والبحثية والمادية والبيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبشرية، التي تستند إليها مؤسسة ما للقيام بمهامها.
التنمية المستدامة:
وعرفت التنمية المستدامة في الاصطلاح بأنها: تلبية حاجات الحاضر دون الحد من قدرة الأجيال المستقبلية على تلبيه حاجاتها من خلال الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية جنبًا إلى جنب مع النمو الاقتصادي والانسجام الاجتماعي .
ويعرف الباحث التنمية المستدامة إجرائيًّا بأنها: توظيف مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية المتمثل في إنتاجها البحثي والمعرفي في دفع عمليات التنمية المستدامة في اليمن، لتحسين مستوى معيشة الأجيال الحالية والقادمة.
متطلبات التنمية المستدامة:
ويعرف الباحث متطلبات التنمية المستدامة إجرائيًّا بأنها: عملية تكاملية تتضمن الخبرات والحاجات العلمية والفكرية، والبحثية والمادية والبيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبشرية، والإدارية التي ينبغي أن تستند إليها مهام مراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية، وتعمل على استثمار طاقات المجتمع؛ لإحداث التغيير الإيجابي فيه.
خطوات الدراسة وإجراءاتها:
الخطوة الأولى: تفسير الإطار العام للدراسة، من حيث إبراز مشكلة الدراسة وتساؤلاتها، ثم عرض حدود الدراسة، والهدف منها وأهميتها، وتحديد المنهج المتبع والأدوات المستخدمة.
الخطوة الثانية: التأصيل الفكري والفلسفي لمفهوم التنمية المستدامة من خلال التعرض لمفهوم التنمية المستدامة، وفلسفتها، وأهدافها، ومتطلباتها، ورصد أهم التحديات المجتمعية الداخلية، والخارجية، واستقراء آثارها على المجتمع اليمني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمع اليمني.
الخطوة الثالثة: رصد واقع دور مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية وأهدافها، وأهميتها، والعوامل المؤثرة عليها، وأبرز المعوقات التي تحول دون أداء مراكز البحث العلمي لمهامها، والتي تحتم عليها الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة وتحليل واقع منظومة البحث العلمي بالجامعات اليمنية، والوقوف على أبرز المشكلات التي تعوق البحث العلمي في المراكز البحثية عن معالجة قضايا المجتمع اليمني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتفسير دور مراكز البحث في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتنمية المجتمعية، ودورها في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة.
الخطوة الرابعة: استعراض أبرز النماذج والاتجاهات العالمية في مجال تطوير البحث العلمي من خلال رصد أهم النماذج، وبيان مهامها، وأدوارها في تلبية متطلبات التنمية المستدامة لبلدانها؛ لكي يتم الاستفادة منها في تطوير مراكز البحث العلمي في اليمن.
الخطوة الخامسة: تحليل واقع أداء مراكز البحث العلمي في الجامعات في تلبية احتياجات المجتمع اليمني في ضوء متطلبات التنمية المستدامة، وذلك من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وأداتي البحث: المقابلة والاستبانة اللتين تحددت عينتهما بأعضاء هيئة التدريس والباحثين بمراكز البحث العلمي بالجامعات اليمنية، ثم عرض أهم نتائج الدراسة وتفسيرها في ضوء الإطار النظري، والتطبيقي.
الخطوة السادسة: بالاعتماد على الخطوات السابقة تم التوصل من خلال ذلك بوضع تصور مقترح لتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات اليمنية في ضوء متطلبات التنمية المستدامة.
The world today is characterized by many changes, as produced by technological development in various aspects of economic, social, political and administrative life, which has resulted in many challenges for institutions that need to be confronted and kept up with them, and the imperative to deal with them, forcing them to cope with these rapid developments and transformations.
No country, no matter how much natural potential, resources and wealth it has, can enter the doors of progress and civilization unless it advances scientific research and its applications.
This is because scientific research is the first source of knowledge and information systems that depend on it to make the right decisions to serve institutions and future generations, thus contributing to the development of the creative spirit in scientific research is a national duty, functional affiliation and an imperative from which to derive the permanence of survival and the originality of excellence, ensuring that countries live sustainable development in their various dimensions, ensuring that they are promoted to the ranks of developed peoples.
Scientific research is a driving force for global competition through which it aspires to build a better life for its society to be a place among nations in the making of the map of human civilization, after the strength of societies has become primarily in mineral resources and compete sought in scientific research.
In view of the importance of scientific research and its various objectives, developed and developing countries have established scientific research centers and units for this field, working to draw clear strategies that suit the needs and aspirations of society, and help spread the culture of scientific research among the sectors of society, as these centers and units are within universities and government ministries.
The scientific and research centers are one of the main pillars of the production of information, knowledge and thinking in the world through the activities carried out by these centers such as research, studies, surveys, conferences, seminars and workshops in all political, economic, social and cultural fields, and these activities put forward by the centers have made them an important place as they provide scientific and analytical studies on any problem that concerns the state and society, and provide decision makers with information that enables them to make strategic decisions, especially strategic decisions.
The scientific and research centres have taken a leading role in leading the world and producing effective strategic projects, and those who have called them ”think tanks” have not been able to do so.
The concept of sustainable development and its implications and principles of inclusiveness and communication are the best in our time, where sustainable development emerged as a development concept in the late twentieth century, and has occupied an important place among researchers, environmentalists and decision makers at the economic, social, environmental and global levels, where development sustainability has become a global school of thought spread ing most countries of the developing and industrialized world alike, as adopted by official and popular bodies and demanded by them.
Global interest in the concept of sustainable development increased in 1992, when the United Nations Conference met in Rio de Janeiro to examine the planet’s dwindling resources in the face of unlimited economic growth and humanity’s failure to achieve equitable development. The long-term future is far from unfair to the potential of future generations, through the comprehensive and balanced growth of different sectors of society where integration is the basis of growth, and this indicates that sustainable development has three elements of the environment, society and the economy, which are equally intertwined.
The importance of sustainable development lies in the fact that it is a means of reducing the gap between developed and developing countries and plays a major role in reducing economic dependency abroad, distributing production, social justice, improving living, raising the level of education, reducing illiteracy, saving capital and raising the level of national income.
One of the most important challenges facing developing peoples and Governments towards progress and construction is the choice of the appropriate development model that is inclusive of all segments of society, on the one hand, and sustainable, taking into account both the present and future generations, and this has made the world today convinced that sustainable development is eliminating the problems of underdevelopment, and that it is the only way to ensure access to life in the present and the future.
In any educational system, the University is the main basis for sustainable development, especially in the present era of globalization, because of its multiple tasks, since the University has been and continues to occupy within any educational system a great deal of importance, particularly those associated with the formation of human capital characterized by higher scientific skills and qualified to employ knowledge in the service of the social needs necessary to achieve scientific, economic and social progress.
Despite the importance of scientific research and university research centers in achieving development goals and programs, and the role of research centers in meeting their requirements, many of the studies conducted on it have resulted in many problems and obstacles that stand in the way of achieving its goals, in light of the requirements of development in developing societies, including the research community, as confirmed by many research aesthesis and studies that have been interested in scientific research in research centers in Arab and Yemeni universities,
Scientific productivity is one of the indicators of the development of scientific research and in view of the reality of the scientific productivity of faculty members in universities and Arab scientific research centers, if the university professor, if he has his financial and spiritual needs, especially academic freedom, is able to produce new knowledge and is able to influence the social, economic and cultural development of his society, many studies have been conducted concerning the scientific production of faculty members in universities, and the constraints that have limited the increase in their scientific productivity,
Given the lack of sense of the importance of scientific research by governments and industrial and service sectors, and the lack of conviction about the importance of community participation in the Arab world in general and in Yemen in particular as a result, there is a reluctance on the part of the private sector to receive scientific research and development services and their dependence on the profit side,
It should be noted here that the reality of scientific research and research centers in Yemeni universities is weak and represents a marginal activity, and suffers from the absence of clear objectives, programs and plans that accurately define its objective, role and relationship with other activities and events in the country, not to mention its role in development and contributing to the solution of the problems of society, which led to the weak investment of specialized scientific competencies to solve the problems facing society in its various sectors.
Yemeni society is living in a state of political instability, economic and social stagnation and suffering from environmental degradation and depletion of natural resources despite the availability of human resources, recognizing the importance of developing society and its paper and moving it from its current reality to a better reality, in addition to the need to respond consciously to community and local requirements, the University and its research centers are required to play roles different from those currently under way. The current study therefore seeks to assess the reality of scientific research in research centers in Yemeni universities, and to determine the extent to which it is doing its part in the completion of research that contributes to the development of society and the advancement of the Yemeni economy, and work to develop it through the development of a proposed vision for the development of scientific research centers in Yemeni universities and to achieve their goal, and to help decision makers and policymakers in preparing future plans in the development of scientific research centers in Yemeni universities.
Study problem:
Despite the importance of scientific research, which depends on the great role in achieving progress and development and in solving the issues and problems of different societies, and what is witnessed in the world today of rapid progress has many reasons, foremost of which is the keen interest in scientific research, Arab projects in the field of research and development stand at the threshold of publicity far from the seriousness of achievement, and we find that the developed countries devote a lot of their potential to support ing and various global experiences for development.
In view of the economic, social and developmental problems suffered by Yemeni society, this study came to the idea of establishing a relationship between scientific research centers in Yemeni universities and the requirements of sustainable development, and here shows the importance of developing research centers in Yemeni universities that rely on scientific research, helping universities to conduct scientific research service to achieve the strategic objectives set by the state to improve scientific research and produce knowledge, and to benefit from these centers in the service of society and achieve sustainable development.
In the light of the above, the problem of study can be formulated in the following main question:
How can scientific research centers be developed in Yemeni universities in light of the requirements of sustainable development?
It is divided into the following sub-questions:
• What are the most important societal challenges to achieving the Sustainable Development Goals in Yemeni society?
• What is the role of scientific research centers in achieving the sustainable development goals of Yemeni society and addressing their issues?
• What are the most important global models and trends (Arabic and foreign) in the field of developing scientific research and employing it to achieve the requirements of sustainable development?
• What are the most important obstacles to the performance of their functions by scientific research centers in Yemeni universities in light of the requirements for sustainable development?
• What is the proposed vision for the development of scientific research centers in Yemeni universities in light of the requirements of sustainable development?
The objectives of the study:
The main objective of the study is determined by the following:
Developing scientific research centers at Yemeni universities in light of the requirements of sustainable development.
This main objective is branched into the following sub-objectives:
Identify the most important societal challenges that prevent achieving the Sustainable Development Goals in Yemeni society and identify the requirements for sustainable development.
To clarify the role of scientific research centers in addressing the issues of Yemeni society to achieve the sustainable development goals, and to diagnose the reality of the scientific research system in research centers in Yemeni universities, as indicated by scientific studies official statistical reports issued by the relevant authorities.
To identify global models and trends (Arabic and foreign) in the field of developing scientific research and employing it to achieve the requirements of sustainable development.
Identify the most important obstacles that prevent scientific research centers from performing their duties in light of the requirements of sustainable development.
Develop a proposed vision for the development of scientific research centers in Yemeni universities in light of the requirements for sustainable development.
The importance of study:
The importance of the current study is to address the topic of scientific research centers in Yemeni universities and link it to the requirements of sustainable development and study the reality of these centers and their obstacles, and their problems, and then present a proposed vision for the development of these centers in the light of Arab and international experiences and experiences, so it can benefit from this research:
Those responsible for scientific research centers in Yemeni universities, by developing these centers in the light of the results of this research.
Decision makers of higher education institutions, by developing the regulations of these centers in line with the function of these centers and the community durha.
The authors of the curriculum in the institutions of university education, by including the concepts, requirements and dimensions of sustainable development.
Researchers and specialists in this field, by conducting similar studies and research on other aspects of research centers.
Yemeni and Arab libraries where this research meets the needs of libraries research and studies that deal with the development of scientific research centers in light of the requirements of sustainable development.
Study limits:
The current study was limited to the following limits:
Objective limits: The current study was limited to the development of scientific research centers in Yemeni universities, which contributes to sustainable development.
Human limit: The current study was conducted on the directors and members of the centres (administrators, researchers, and faculty) at the universities of Sana’a and Aden.
Spatial boundaries: The current study included scientific research centers at the universities of Sana’a and Aden, Yemen, where these two universities are the parent universities of other Yemeni universities, and the research centers of these universities are models that can be circulated to research centers in Yemeni universities as a whole.
Time limits: The current study time period runs from 2017 to 2020.
Curriculum and tools:
The study relied on the descriptive curriculum to monitor the role of research centers in Yemeni universities in light of the requirements of sustainable development, to promote these centers in order to achieve sustainable development and meet the aspirations of Yemeni society.
To achieve the objectives of the current study, the descriptive analytical approach, which describes the phenomenon, and monitors it in all its aspects quantitatively and qualitatively, and examines the relationship between its components and the opinions that are raised about it and the processes it contains and the effects it contains, where it is a way to describe the subject to be studied through a correct scientific methodology to reach conclusions and generalizations that contribute to the interpretation of phenomena in order to allow them to be changed and directed towards the desired objectives.
Study terms:
The study requires the following terminology to be defined:
Development:
The process of modernization, improvement and introduction of innovations based on a set of scientific, technical and social principles leads to specific objectives.
The development is defined procedurally in this research as: modernizing and improving the performance of scientific research centers in Yemeni universities in light of the requirements of sustainable development and Arab and international experiences.
Scientific Research Centers: Scientific Research Centers are institutions that conduct studies and research aimed at decision makers that include specific guidance or recommendations on local and international issues with the aim of enabling decision makers and citizens to formulate policies on policy issues.
The research centers can be defined procedurally in this research as: research institutions that follow the universities of Sana’a and Aden, and are interested in producing research and studies in many areas to serve the public policy of the State, as well as the development process within and outside society.
Requirements:
The requirements are defined by the term: the sum of knowledge, experiences, trends and all the basic elements and factors that constitute an inherent tributary of supporting and leading to sustainable development.
The researcher defines the requirements procedurally as: scientific, intellectual, research, physical, environmental, economic, social and human experiences on which an institution is based to carry out its tasks.
Sustainable development:
Sustainable development is defined in terms of: meeting the needs of the present without limiting the ability of future generations to meet their needs through the sustainable use of natural resources along with economic growth and social harmony.
The researcher defines sustainable development procedurally as: employing scientific research centers in Yemeni universities, such as their research and knowledge production, to advance the processes of sustainable development in Yemen, to improve the standard of living of current and future generations.
Sustainable development requirements:
The researcher is known for the requirements of sustainable development procedurally as: an integrative process that includes scientific and intellectual experiences and needs, research, physical, environmental, economic, social, human and administrative on which the tasks of scientific research centers in Yemeni universities should be based, and work to invest the energies of society to bring about positive change in it.