الفهرس 
الاطار العام للباحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 499 |  |  |
| | | from | 499 | | |
المستخلص
يعيش الإنسان فى المجتمع وتتنوع علاقاته واستجاباته نحو الآخرين والأشياء
المحيطة به ، وهو فى علاقاته واستجاباته مع الآخرين والأشياء ، يعبر عن اتجاهات خاصة
به تحدد شخصيته والطريقة التى يسلك بها.ولهذا يمكن أن نعتبر الاتجاهات محددات موجهة
وضابطة ومنظمة للسلوك الاجتماعى عند الفرد.
وتنشأ الاتجاهات عند الفرد من خلال التفاعل مع البيئة الاجتماعية والتوافق معها ،
ومن خلال تكون الاتجاهات فإنها تضفى النظام على أسلوب ردود أفعالنا وتيسر التوافق
الاجتماعى ، والاتجاهات تمثل أساليب منظمة متسقة فى التفكير والشعور ورد الفعل تجاه
الناس والجماعات والقضايا الاجتماعية.
ولهذا فإن بقاء الاتجاه واستقراره أو تغيره ، وإيجابيته أو سلبيته نحو الموضوعات
المختلفة يكون نتيجة لتأثر الفرد بالمثيرات المختلفة الموجودة فى البيئة المادية والاجتماعية
ومعايير الثقافة التى يتفاعل معها . ولهذا فإن الاتجاهات نسبية تتغير بتغير مثيراتها.
والاتجاهات السلبية هى أحدى أنواع الاتجاهات الهامة والمؤثرة فهى التى تبتعد
بالفرد عن موضوع معين ، مما يجعله يرفض كل ما يتعلق بهذا الموضوع والتشهير به
والدعوة لمحاربته.
والاتجاهات الوالدية هى أحدى الاتجاهات الاجتماعية التى لها دور كبير فى عملية
التنشئة أو التطبيع وذلك لان الأسرة تعتبر فى مقدمة الجماعات التى يقع مسئوليتها لتنشئة
السليمة للأطفال ، وإن أسلوب المعاملة الوالدية يعتبر عاملا هاماً فى تشكيل شخصية الطفل
وتكوين اتجاهاته وميوله فإذا كان أسلوب التنشئة سليماً أثر ذلك على التقدير والتوافق
الاجتماعى ، وسوف يغدو فردا سوياً قادراً على تحمل المسئولية ، ويعتبر ميلاد طفل جديد
فى الأسرة بمثابة حدث سعيد ونهاية انتظار تسعة أشهر وغالباً مايتمنى الآباء والأمهات
إنجاب أطفال أسوياء وهم يرسمون لهم صورا فى اذهأنهم ، غير أن الوالدين الذين قدر لهما
إنجاب طفل توحدى سرعان ما يبدأ لديهما الإحساس بالأسئ والحزن.
ويتوقف اتجاه الأمهات وردود أفعالهم نحو أطفالهم ذوى اضطراب التوحد بصورة
كبيرة على رؤيتهم وفكرتهم وموقفهم نحو اضطراب التوحد وتأثيره عليهم ، وأن الأمهات
يتصورن أن الأطفال ذوى اضطراب التوحد منبوذون اجتماعياً، لأنهم يمثلون وصمة عار
على جبين الأسرة والنظر إليهم باعتبارهم فئة خطيرة على الأسرة والمجتمع ، وأنها غير
قابلة للعلاج ، وغير قادرة على التعلم حتى فى أبسط المهام ، لذلك فإن مواقف الأمهات
ومعارفهم وتصوراتهم ومعتقداتهم غير المنطقية عن اضطراب التوحد هى التى تحدد بصورة
كبيرة سلوكياتهن واتجاهاتهن السلبية نحو أبنائهن والمحيطين وفريق العلاج.
ومن هذه الاتجاهات السلبية التى اهتمت بها هذه الدراسة (اتجاه العداء المستتر ) حيث
تشعر الأمهات فى بعض الأحيان بغضب شديد ويتصرفن مع الآخرين بطريقة عدائية وقد
يوجه الأمهات غضبهن وعدوانيتهن نحو الأطباء أو الممرضات أو المعلمين أو حتى نحو
بعضهن بعضاً.و(اتجاه الانسحاب الاجتماعى) و(اتجاه قلق المستقبل) هذه الاتجاهات السلبية
لها تأثير على الأمهات نفسياً واجتماعياً وعلى الطفل التوحدى تدريبياً وتأهيليا .
ويعتبر المدخل المعرفى السلوكى من أنسب المداخل العلاجية فى التعامل مع الأفكار
الخاطئة وغير المنطقية المؤدية إلى مشكلة الدراسة حيث يهدف المدخل المعرفى السلوكى
إلى أقناع الأمهات بأن أفكارهن ومعتقداتهن الغير منطقية وتوقعاتهن السلبية هى التى تحدث
186
لهم ردود الأفعال الدالة على سوء تكيفه ، وتعديل إدراكاتهم الخاطئة المرتبطة بإتجاهتهن
السلبية على أن يحل محلها طرقا أكثر ملائمة للتفكير ، وذلك بهدف أحداث تغيرات معرفية
وانفعالية وسلوكية جديدة لديهن حتى يستطيع التغلب على مثل هذه المشاعر والاتجاهات
السلبية أثناء تعاملهن مع الآخرين والمحيطين بهم عند التعرض لبعض المواقف الاجتماعية.
ومن ثم فأن مشكلة الدراسة تتمحور فى (استخدام مدخل المعرفى السلوكى فى
خدمة الجماعة لتعديل الاتجاهات السلبية لأمهات الأطفال ذوى اضطراب التوحد)
وقد احتوت الدراسة الحالية على بابين :
الباب الأول : الإطارالنظري للدراسة ويتكون من ثلاثة فصول وهى كالآتى:
الفصل الأول : مشكلة الدراسة وأهميتها.
الفصل الثانى : المدخل المعرفى السلوكى فى خدمة الجماعة.
الفصل الثالث : تعديل الاتجاهات السلبية لأمهات الأطفال ذوى اضطراب
التوحد.
ويتكون هذا الفصل من مبحثين:
- المبحث الأول : الطفل ذوى اضطراب التوحد
- المبحث الثانى : تعديل الاتجاهات السلبية للأمهات بأساليب المدخل
المعرفي السلوكي
الباب الثانى: الإطارالميدانى للدراسة ويتمثل فى ثلاثة فصول وهى كلاتى:
الفصل الرابع : الإجراءات المنهجية للدراسة.
الفصل الخامس : بناء برنامج التدخل المهنى والتقارير الدورية.
الفصل