Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النظرية السياسيةعند أحمد لطفي السيد وأثرها فى
تجديد الفكر العربي
/
المؤلف
معتوق، فوزية امحمدالجروشى.
هيئة الاعداد
مشرف / فوزية امحمد الجرويش معتوق
مشرف / عبدالحميد درويش النساج
مشرف / حمزة السيد السروى
مناقش / زينب عفيفى شاكر
الموضوع
السياسة.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
213ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
29/1/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 245

from 245

المستخلص

تتناول هذه الدراسة النظرية السياسية عند أحمد لطفي السيد وأثرها في تجديد الفكر العربي، ولقد عُرف أحمد لطفي السيد بأنه المفكر الفيلسوف والمناضل المصري ضد الاستعمار ورائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر, وأنه أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية.
كان أحمد لطفي السيد نتاجاً للعصر الذي نشأ فيه وللظروف التاريخية التي كانت تمر بها الأمة المصرية التي كانت تطمح إلى أن تكون لها شخصيتها المستقلة وبنيتها الحديثة، التي تتناسب مع ثقلها الحضاري وأصالتها التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
قبلنهايةالقرنالتاسععشركانيتنازع فيمصرتيارانفكريان،أحدهما:يرىضرورةارتباطمصربدولةالخلافةالعثمانية, كرابط ديني وقدعملهذاالتيارعلىربطمصيرمصربالدولةالعثمانية٬وكانيرىضرورةالتمسكبهذاالرباطحتىلوكانواهنًا٬ومندعاةهذاالتيارجمال الدين الأفغانى،ومصطفىكامل،وعبدالعزيزجاويشوعلييوسفوالشاعرأحمدشوقي.
إلا أن الشرق لم يحرم من شخصيات ظهرت وحملت مشعل النهوض والتنوير ناشرة الوعي لدى مواطنيها مؤكدة على ضرورة الاستقلال عن أي تبعية أو استعمار من خارج حدودها وكان هذا هو التيار الآخر، الذي تزعمه رفاعة الطهطاوي و أحمد لطفي السيد،والذى ينادى بفكّ ارتباط مصر بدولة الخلافة العثمانية، وتعميق الشعور الوطني والاعتزاز بالجنسية المصرية وبأن مصر أولاً، وضرورة الالتفات إلى قضايا البلاد الداخلية دون الانشغال بهموم الآخرين والدعوة إلى مبدأ ”مصر للمصريين”
وفى هذا السياق سوف نعرض لأحد رواد التنوير والنهضة ونشر الوعي السياسي في مصر، وهوموضوع الدراسة أحمد لطفي السيد لنتعرف على فكره السياسى والاجتماعىوالظروف التاريخية التي ولد فيها ونشأته، وإسهامه في حمل لواء التنوير والنهضة في بلده مصر، وما أسهم به من إثراء للفكر والوعي موضحين مكوناته الفكرية وأبعاد نظريته السياسية، ذلك لأنه من الضروري والمهملأبناءالأمةمنالنشء والشبابأنيقفعلىدراسةسيرالأعلاممنالرواد والشوامخمنبناةالفكروصناعالحضارة،إذاأردناالتأصيللتاريخ الوطنوصناعةجسور التواصل بين أجياله، ومن ثم لابد من الوقوف عند شخصية أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، وأبو الليبرالية المصرية،وأبو القومية المصرية، أحد رواد التنوير المصري في النصف الأول من القرن العشرين.
ولعل الكلمة المحورية التى ميزت حياة أحمد لطفى السيد هى الوطنية، بكل دلالاتها ومعانيها ومشتقاتها ومساراتها وأعبائها الثقال، التى لا ينهض بها إلا أولو العزم من الرجال الذين تصالحوا مع أنفسهم ووطنهم وأخذوا على أنفسهم المواثيق والعهود بضرورة التنحى عن الشخصى في سبيل ماهو عام،فلم يخلطوا الأوراق ولم تشغلهم همومهم الفردية عن تمثل الهم الوطنى والقومى والتعايش معه ليل نهار، منذ المرحلة التعليمية والعلمية لعب أحمد لطفى السيد دور المراقب والمتابع لأحداث الوطن، حيث جمع بين ثقافته التراثية في مرحلة الكتاب والمدرسة متنقلاًإلى مرحلة الشباب، حيث شغل فيها بتحصيل العلم القانوني والسياسي، وحرص على استيعاب ثقافة الآخر الأوروبي، وإتقان الفرنسية، متنقلا بعدها عبر عدد من المهام بين النيابة العامة والمحاماة والعمل السياسي إلى احتراف الصحافة على مدار ثمانى سنوات (1907-1915) وخلالها برز تأثيره فى كوكبة من المفكرين وصناع المواطنة من تلاميذه .
لم يعش أحمد لطفى السيد أسيرًا لمنصب أو مهنة بعينها وكأنما حمل على عاتقه تفعيل شعار (الحرية ) الذى اتخذه محوراً لحياته المهنية، وبناء شخصيته العلمية،فكان كثير محاسبة نفسه على ما قدمت من عمل، أو ما لفظت من قول، أو ما خطر له من خاطر، وقد شغلته طويلاً ( الحالة المصرية) عبر تدرجه بين المناصب منذ عُين في النيابة العامة، فكان دائب التفكير فى وضع مصر ومعاناتها بسبب الاحتلال البريطاني وعندئذ شارك فى إنشاء جمعية سرية غرضها ( تحرير مصر) مع أقرانه.
واستقال أحمد لطفى السيد من النيابة العامة لخلاف في الرأى بينه وبين النائب العام، ليتركها غير نادم، وينصرف إلى العمل بالسياسة والتحرير في صحيفة الجريدة التى تولى تأسيسها ورئاسة تحريرها وهى صحيفة الجريدة التى ولدتها فكرة ونمتها غاية و أخرجتها إلى النور إرادة وأصرار، لقد نبعت من صميم الإحساس المصري الثائر على إنجلترا وتركيا معا.
وظل إخلاصه الوطني مهيمناً على عقله ووجدانه طوال حياته من شعار (مصر للمصريين) فلا يحرر مصر إلا أبناؤها،مما جعله أشد حرصاً على منطق استقلاليته من واقع حبه لمصر.
ولقد رأى أحمد لطفى السيد أن كل صور التدخل فى شئون مصر هى شر مستطير من أى جهة كانت، وعندئذ تحول إلى فيلسوف حزب الأمة،فكان من أبرز فصحائه الذين تمتعوا بلغة ناصعة، لا سيما حال الحديث عن الحرية التى رأها أساس الحياة، ورأى فقدانها هو الموت، والحرية بمنطوقها الثرى في مقالاته هى الغذاء الضروري لحياتنا وهى إرضاء للعقول والقلوب وبدونها الموت، وكان انصرافه إلى العمل الصحفي تأكيداً لما يتميز به من شفافية وموضوعية ونزاهة ومصداقية، عبر إيمان ويقين ناصع بعقلانيته المتميزة،والتى غذتها لديه حرية الفكر وحرية التعبير وحرية المشاعر التى طالما أطلق صيحتها من واقع رؤيته للمرء، وقد خُلق حرًّا، فى كل شيء، ومن واجبه ومن حقه أن يحافظ على حريته حتى فى غياهب السجن مادامت روحه فى جسده وهو ما انطلق منه إلى حرية الأمة،منذ أن حاول الاستفادة مع أصدقائه سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى ومحمد محمود، من المبادئ التى أعلنها الرئيس الأمريكي ويلسون – آنذاك - وكان فى جملتها أن كل أمة وإن صغرت لها الحق فى أختيار مصيرها، وتقرير الحكم الذى ترضاه بمحض إرادتها وحريتها، وكان انصرافه إلى العمل الوظيفى بدار الكتب المصرية بحثاًآخر عن مساحات جديدة فى عالم الحرية من المنظور العلمى المحض، منذ أن اعتزل السياسة، ليترجم مؤلفات أرسطو، كما شُغل بأمر الجامعة المصرية التى كان رشدى باشا رئيسًا لها، وكان أحمد لطفى السيد وكيلاً لها،والذى حرص على أن يضع لها منهاجاًتتفرد به.
وظل الاعتداد بالنفس وحرية الفكر والرأى وارداً في شخصية أحمد لطفي السيد عبر موقعه مديراً للجامعة المصرية بكل قيمها وأعرافها وثوابتها وتقاليدها الراسخة منذ أن نال رئاستها، فلم يستعبده كرسي الإدارة، بقدر ما دعاه إلى جعل الجامعة منبراً حقيقياً لحرية الرأي وحرية التعبير والتقدم العلمى، في نفس الوقت الذى أسس فيه لمفهوم استقلال الجامعة عن الحكومة، ورفض أى صورة من التدخل فى شئونها، ليظل استقلالها محل الاحترام وموضع القداسة، مؤكداً ذلك بسلوكه الجسور وشجاعته النادرة حين اعتدت وزارة المعارف على هذا الاستقلال بنقل طه حسين من عمادته لكلية الآداب الى وظيفة إدارية بدون أخذ رأى مدير ومجلس الجامعة، فقدم استقالته تضامناً مع تلميذه طه حسين، ضارباً بذلك المثل والنموذج فى احترام القيادي لذاته واعتزازه بحريته، بعيداً عن إغراء المنصب وجاذبيته .
ويظل أحمد لطفى السيد على إيمانه بالقيم الدينية والخلقية متمثلاً فى حرصه على ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والبعد عن التعصب الديني منذ إدراكه المبكر وحفظه للقرآن الكريم، لأن الدين الإسلامي يأمر بالعدل والإحسان ويوصي خيرًا بالمتحالفين له من الأديان الأخرى، وليس من مبادئه مطلقاً التعصب الشائن، بما فيه من افتراءات خصوم الإسلام مؤكداً مقولته من واقع التعايش بين الأقباط والمسلمين في مصر مختلطين في المصالح والمساكن، متكاتفين في المزارع والأعمال، متجاورين على مقاعد المدارس .
وتطبيقًا لصيغ التطور الاجتماعى والاهتمام بالمرأة دعا أحمد لطفي السيد إلي ضرورة منح الفتاة المصرية فرصة التعليم مع الطالب المصري، لأن المرأة المتعلمة تكون أنفع للأمة، ويظل تعليم المرأة هو أساس الإصلاح الاجتماعى .
أهمية البحث:
ترجع أهمية البحث إلي أنه يعد محاولة لإبراز العديد من الجوانب السياسية التي لم يتناولها الباحثون السابقون في فكر أحمد لطفي السيد مثل وموقفه من الوطنية, وفكرة الحرية, والاستقلال الوطني, ومدى أهميته في تجديد الفكر العربي المعاصر، وموقفه من قضايا النهضةوالتراث،والتجديد، والوعي، ودور التربية والتعليم في رقي الأمة، وإبراز أهمية هذه الأفكار ودورها في توجهات الفكر العربي المعاصر وأثرها فيه،وكذلك جدلية الصراع والتناقض في البعد السياسي في تكوينه وشخصيته ومدى تأثيرها في الفكر العربي المعاصر.
المنهج المستخدم:
أما عن المنهج المستخدم في إعداد هذا البحث فهو المنهج التكاملى الذى يجمع بين المنهج التاريخىوالتحليلى والنقدى،وذلك لإعادة قراءة النصوص ورد الأفكار إلى أصولها وتوضيح الغامض منها للكشف عن دلالته الحقيقية، مع استخدام المنهح النقدى القائم على تقييم الأفكار تقييما موضوعيا والوقوف على مواطن الأصالة والابتكار فيه .
الإشكالية:
تكمن إشكالية هذا البحث في الإجابة على السؤال لماذا هذا البحث فى هذا الوقت بالذات، وذلك من خلال العديد من التساؤلات التي تدور حول النظرية السياسية عند أحمد لطفي السيد مثل :
1- هل يمكننا إعادة قراءة منظومة الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي الذي دأب لطفي السيد علي تقويمه في مقالاته من خلال مواقفه السياسية؟
2- ما هي ملامح نظريته السياسية؟ وما مدى أثره الفاعل في قيام ثورة يوليو 1952؟ وباقي الثورات العربية التي تأثرت بها ؟
3- ما أهمية الكشف عن أهم خصائص الفكر المصرى الحديث من خلال أهم رجاله وأقواهم أثراً وأثراهم فكراً؟
4- هل اللغة كانت عائقاً في نظر لطفي السيد أمام طرحه لفكرة القومية المصرية؟
5- ما أثر أفكاره السياسية والليبرالية والعقلانية في تجديد الفكر العربي المعاصر؟
6- ما هي الأسباب وراء نضج فكر أحمد لطفي السيد السياسى والأخلاقى والتى جعلت منه فيلسوفاً على الحقيقة، وممثلاً للفكر العربى في العصر الحديث ؟
الدراسات السابقة :
هناك العديد من الدراسات والمقالات التى تناولت فكر لطفى السيد فى مختلف جوانبه الثقافية والاجتماعية، وعلى حد علم الباحثة أنه لا توجد دراسة قد تناولت فكر لطفى السيد السياسى وأثره الفاعل والمؤثر فى الفكر العربى الحديث حتى الآن، وهذه أهم المقالات والدراسات التى تناولت فكر لطفى السيد :
1- عاطف العراقى : أثر أحمد لطفى السيد فى الثقافة المصرية،مقالة في الكتاب التذكارى عن أحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986م .
2- أميرة حلمي مطر:أحمد لطفي السيد فيلسوفاً،مقالة في الكتاب التذكارى عن أحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986م .
3- سامية حسن الساعاتي :أحمد لطفي السيد والمرأة، مقالة في الكتاب التذكارى عن أحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986م .
4- إبراهيم مدكور :شيء من الذكريات،مقالة في الكتاب التذكارى عنأحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986
5- حسين فوزي النجار: أحمد لطفي السيد وآراؤه فى التربية، مقالة في الكتاب التذكارى عن أحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986م .
6- يحيى هويدي : أحمد لطفي السيد وآراؤه السياسية : مقالة في الكتاب التذكارى عن أحمد لطفي السيد،المجلس الأعلىللثقافة، القاهرة،1986م .
7- عبد العزيز شرف : أحمدلطفي السيد فيلسوف أيقظ أمة، مكتبة القاهرة مصر،1991م.
8- محسن أحمد لطفى، لطفى السيد، صفحة مضيئة من كفاحه الوطنى، مقالة في