الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص استهل القرن الحادي والعشرون إطلالته بمتغيرات جذرية طرحت العديد من التحديات والتداعيات على الصعيد الإنساني، ولم تكن هذه التحديات والتداعيات وليدة تلك الإطلالة، بل نتاج متآلف لعوامل بدت ملامحها بالظهور في النصف الثاني من القرن الماضي، فقد تركت جملة من المتغيرات العالمية المستجدة بصمات مؤثرة وتحولات على كافة مناحي الحياة الإنسانية، ومن أبرز هذه التحديات والتداعيات التحديات التكنولوجية، مما استوجب على الدول مواجهة تلك التحديات حفاظًا على سكنها. فقد تطورت في الفترة الأخيرة أنماط التواصل بالعالم بسرعة هائلة متماشية مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين، فاستغل الإنسان هذا الطفرة العلمية ليسخرها لخدمته ويستعملها في شتى مناحي الحياة فتغير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة قديمًا وظهر بدلًا منها مفاهيم ومصطلحات تعبر عن واقع العالم، فأصبح سكان هذا العالم متقاربين أكثر من أي وقت مضى، وظهر استعمال التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت أكثر ضرورة لكل الأمم والمجتمعات ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعي Facebook التي ذاع استعمالها وأصبحت كالماء والهواء بالنسبة للكثيرين، حيث تسارعت رقعة عدد مستعملي هذه المواقع ومعها زادت المطالبة بمعرفة تأثير هذه المواقع على حياة الناس والمجتمعات. وهذا يتفق مع دراسة ”احمد جمال عثمان”(2017م) إلى أن البرنامج الإرشادي النفسي يساهم مساهمة إيجابية في خفض القلق والخوف لدى مبتدئي ممارسة رياضة السباحة. كما يؤكد ”محمد حسين زين العابدين” (2011م) أن البرامج الإرشادية تعمل على تنمية القيم الإنسانية والأخلاقية من ود وتفاهم وانسجام وتعاطف ورأفة ومحبة وتألف لدى الأفراد، وهذه مجتمعة هي عناصر الاستقرار النفسي والروحي لكل إنسان، وبالتالي تصبح تكيفًا واستقرارًا لدى الفرد حتى يعيش بعيد عن التهديدات والاغتراب والخوف والفشل. حيث أن الإحساس بالوحدة النفسية يمثل مشكلة مهمة في حياة الإنسان وتعتبر هذه المشكلة بمثابة نقطة البداية لكثير من المشكلات التي يعاني ويشكو منها الفرد، وكثيرًا ما يدعم هذا الإحساس مشكلات أخرى كانت قائمة في حياة الفرد قبل بدء إحساسه بالوحدة النفسية. وقد تنتج الوحدة النفسية عن العزلة الاجتماعية التي من أسبابها شغف الفرد وولعه بالجلوس طويلًا أمام أجهزة الإنترنت، مما يجعل الفرد معزولًا عن مجالات الحياة المختلفة، وعن الأفراد الآخرين، ويشبع وقت فراغه بالوحدة النفسية. |