الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص للمنظمات السياحية الرسمية في معظم دول العالم دورٌ ترويجي وتسويقي للمقاصد السياحية سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة ؛ حيث تقوم بوضع نهج تسويقي متكامل ومتناسق من أجل زيادة القدرة التنافسية ، وجذب السائحين والارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة وجودتها، وتعزيز العلاقات المجتمعية ، وتعتبر عملية تقييم تلك المنظمات عملية منهجية ودورية لتقييم الأداء الوظيفي للأفراد والإنتاجية ، ويكون التقييم وفقًا لمجموعة من المعايير والأهداف التنظيمية الموضوعة مسبقًا من قبل المؤسسة ، وتتضح أهمية عملية التقييم في عملية تحسين أداء العاملين مما يؤدي إلى تحسين أداء المؤسسة بشكل عام (الصبحين ؛ 2017) ، وتعتبر 7 عملية التقييم نشاطًا هأما من أنشطة إدارة الموارد البشرية في المنظمات بشكل عام ، و يعتبر التقييم وسيلة هامة ؛ لحث العاملين على بذل أقصي جهد ، والتفاني في العمل ، وكذلك للكشف عن نقاط القوة والضعف لدي العاملين ( عبدالمليك ؛ 2011) . أما على مستوي المنظمة ؛ فإن تقييم المنظمات يتعلق بمدى كفاءة رؤيتها ، وأهدافها ، وإنتاجية كل قسم بها ، ومدى تقدمها من فترة لأخرى ، ويمكن تقييم المنظمات من خلال المقارنة بين الأهداف الموضوعة والنتائج المحققة . أما بالنسبة للقطاع السياحي ؛ و الذي يعتبر من أهم القطاعات في الدولة نظرًا لأهميته الاجتماعية و الاقتصادية ، فإن عملية التقييم للمؤسسات السياحية أمرًا في غاية الأهمية خاصة في ظل المنافسة التسويقية بين الدول ؛ لما يوفره من عملة صعبة ، وفرص عمالة ، ووفقًا لإحصائيات وزارة السياحة ، فقد زار مصر 13 مليون سائح في عام 2019 لتصل إيرادات السياحة إلى 12,6 مليار دولار ) وزارة السياحة والآثار المصرية ؛ 2020) . وحتى يتحقق الإزدهار في القطاع السياحي ؛ فمن الضروري الإهتمام بالترويج السياحي للمنظمات السياحية ، ويمكن تعريفه على أنه : " مختلف وسائل الاتصال والإعلام للتعريف بالسلعة السياحية والعمل على محأولة جذب السائحين" الحاليين إليها ((chaudhary,2010 ويهدف الترويج السياحي إلى جذب السائحين ، والحصول على ولائهم ، ومعرفة السائحين المستهدفين ، والعمل على تغيير آرائهم وأنماطهم السلوكية السلبية للمستهلكين في الأسواق إلى آراء وأنماط إيجابية نحو السلعة أو الخدمة السياحية ؛ بالإضافة إلى تزويدهم بالمعلومات عن المنظمة السياحية ومنتجاتها وخدماتها ( المليجي ، 2019) . والترويج السياحي له العديد من الأدوات تسمي : " بالمزيج الترويجي " ، ويعرف على أنه : " خليط من أدوات الاتصال التي تستخدم بواسطة المؤسسة أو المنظمة ؛ لتنفيذ أهداف ترويجية ، والتواصل مباشرة مع الأسواق المستهدفة ، ومن هذه الأدوات : الإعلان ، والإعلام وتنشيط المبيعات ، والدعاية والنشر ، والعلاقات العامة ، والبيع الشخصي ، كما يعرف بأنه: " تلك العناصر التسويقية التي تستخدم في إثارة الطلب على السلع ، والخدمات ، وتحث العميل المرتقب على شرائها ، ومساعدته في هذا الشراء أو تقبل الفكرة لها ( أحمد ؛ 2012, ص:83) . إقليم شمال الصعيد : يعتبر إقليم شمال الصعيد من أقإلىم جمهورية مصر العربية ، ويضم الإقليم ثلاث محافظات وهم : محافظة الفيوم ، ومحافظة بني سويف ، ومحافظة المنيا ، وتبلغ مساحته 69825كم مربع(16.62 مليون فدان) ، وتمثل نحو 6.9% من جملة مساحة الجمهورية ، ويبلغ تعداد سكانه نحو 12.1% من جملة سكان الجمهورية , ويبلغ عدد المدن بإقليم شمال الصعيد24 مدينة (الهيئة العامة للاستعلأمات ؛ 2020) ؛ و نظرًا لأهمية إقليم شمال الصعيد ، حيث يعتبر الإقليم الخامس من أقإلىم مصر السبعة ( الهيئة العامة للتخطيط العمرانى ؛ 202) . ويضم العديد من المناطق السياحية الآثرية ، وتتنوع به الأنماط السياحية من : سياحة دينية ، 8 وثقافية ، وبيئية ، وترفيهية بالإضافة إلى العديد من الآثار التي تعود للعصر الفرعوني , واليوناني ، والروماني , والقبطي , والإسلامي ( وفيق ؛ 2017) ؛ ولذلك تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على دور المنظمات السياحية الرسمية (إدارات السياحة) في الترويج بشكل عام ، والترويج لإقليم شمال الصعيد بوجه خاص كمقصد سياحي متميز ، و تهدف أيضًا إلى تقييم الجهود الترويجية لإدارات السياحة لمحافظات شمال الصعيد ، حيث تسعى الدراسة لإلقاء الضوء على أهم المقومات والأنماط السياحية في إقليم شمال الصعيد , ودراسة الوضع الراهن للسياحة فيه . ويضم إقليم شمال الصعيد ثلاث محافظات وهم : - محافظة الفيوم تقع محافظة الفيوم في قلب مصر ما بين الدلتا والصعيد جنوب غرب القاهرة وهى ضمن إقليم شمال الصعيد ، وتعتبر صورة مصغرة لمصر ، حيث يمثل بحر يوسف نيلها والمدينة دلتاها ، وتمثل بحيرة قارون شمالها الساحلي ، وتعتبر الفيوم من أهم المناطق السياحية في مصر ؛ حيث تتجمع فيها كل عناصر الجذب السياحي ، حيث إنها تمتاز بجمال الطبيعة وجوها المعتدل طول العام ، وقد ظهرت فيها حضارات ما قبل التاريخ ، والتي تركت بصمتها الخالدة من خلال الآثار الفرعونية(هرم هوارة ، مسلة سنوسرت) ، وإلىونانية ، والرومانية ( قصر قارون ، مدينة كرانيس) ، والقبطية ( دير العزب ، دير الملاك) ، والإسلامية ( مسجد على الروبى ، المسجدالمعلق) وغيرها العديد من الآثار (طوبيا،2010) . محافظة بني سويف تقع محافظة بني سويف ضمن محافظات إقليم شمال الصعيد ، وتعددت مناطق السياحة داخل محافظة بني سويف ، حيث يوجد بها العديد من الأماكن السياحية مثل : كهف سنور، وهرم ميدوم ، والمنطقة الآثرية بإهناسيا ، بالإضافة للعديد من الكنائس الآثرية ، مثل : كنيسة دير العدرا ببياض العرب ، وكنيسة مارجرجس ، وغيرها بالإضافة إلى السد الآثري الذي تم الكشف عنه مؤخرًا ، ويرجع إلى العهد إلىوناني والروماني ، وكورنيش النيل ، وقد تم وضع هرم ميدوم ضمن الرحلات الوافدة إلى أهرأمات الجيزة ، من خلال البرامج السياحية (البوابة الإلكترونية بمحافظة بني سويف ، 2020) . محافظة المنيا محافظة المنيا تقع على امتداد نهر النيل على بعد 230 كم خارج القاهرة . فكانت هذه المدينة عاصمة مصر منذ ما يقرب من سبعمائة عام ؛ وذلك حينما اتخذا كل من أخناتون والملكة الجميلة نفرتيتي من مركز العبادات الشهير بمركز "ملوى" في قرية تل العمارنة مسكنًا لهما ، بالإضافة إلى أنه يمكن زيارة العديد من المتاحف ، ومواقع المقابر التي مازالت تضم عدد من المنحوتات والرسومات على مدار كل تلك السنوات و إلى يومنا هذا ، كما 9 تتميز محافظة المنيا بالطراز المعماري القديم ، وإحدي الساحات إلىونانية الأصلية (الأغورا) ، وبازيليكا مسيحية من العصور الأولى ، وبقايا معبد بناه رمسيس الثاني ، بالإضافة إلى المعابد المذهلة ، وكنيسة مريم العذراء ، وقصر يعود تاريخ بنائه إلى عام 1930م ، وهناك الكثير من الفنادق والمنتجعات ذات المستوى الرفيع الموجودة في محافظة المنيا منذ وقت طويل (قاعود , 2016) . وتعتبر إدارات السياحة بإقليم شمال الصعيد إحدي المنظمات الرسمية للسياحة ، ومن أهم اختصاصاتها العملية التسويقية لتلك المحافظات ، ونشر الوعي السياحي بها ، والترويج لأهم المقومات السياحية الآثرية بتلك المحافظات ؛ لجذب أكبر عدد من السائحين ( تقرير الإدارة العامة للسياحة بمحافظة المنيا ، 2020) . 1- 2 مشكلة الدراسة : تتنوع الأنماط السياحية بإقليم شمال الصعيد فتشمل : السياحة الثقافية ، والدينية ، والبيئية والترفيهية ، وتتعدد الآثار التي تعود لمختلف العصور (الفرعوني ، اليوناني ، الروماني ، القبطي ، الاسلامي ) ؛ بالإضافة إلى توفر العديد من المقومات السياحية ، الآثرية المتميزة في محافظات إقليم شمال الصعيد (الفيوم ، بني سويف ، المنيا ، و على الرغم من ذلك يوجد انخفاض ملحوظ في نصيب إقليم شمال الصعيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر ، وهذا ما يوضح قصور التنشيط السياحي من قبل الإدارات العامة للسياحة به ( احصائيات الحركة السياحية بإقليم شمال الصعيد في السنوات الأخيرة) . 1- 3 أهداف الدراسة : تهدف الدراسة بشكل عام إلى تقييم دور الإدارات السياحية في إقليم شمال الصعيد ، و تهدف بشكل خاص إلى : 1. تحليل الوضع السياحي لمحافظات إقليم شمال الصعيد (الفيوم ، بني سويف ، المنيا) . 2. تنأول دور الجهود الترويجية للإدارات السياحية في الترويج لإقليم شمال الصعيد ، وتنشيط السياحة به . 3. تحديد المعوقات و التحديات التى تواجه إقليم شمال الصعيد سياحيًا . 4. وضع تصور لتعظيم الاستفادة من دور الإدارات العامة للسياحة بإقليم شمال الصعيد . 1-4 أهمية الدراسة : وضحت أهمية الدراسة في تنأولها لإقليم شمال الصعيد والمقومات السياحية به ؛ بالإضافة إلى تنأولها لدور إدارات السياحة بمحافظات الإقليم ، وأهم المشكلات التى تواجه الترويج السياحي لإقليم شمال الصعيد ، وكذلك معرفة حجم الحركة السياحية بالإقليم ، كما تكتسب الدراسة أهميتها ؛ نظراً لندرة الدراسات التى تنأولت تقييم دور إدارات السياحة في الترويج لإقليم شمال الصعيد . |