Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج مقترح في التّنمية المِهْنيّة لمعلّمي الرّياضيّات في المرحلة الأساسيّة في فِلَسطين، وفاعليّته في استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات واتّخاذ القرار لديهم وأثره على تنميتهما لدى طلابهم /
المؤلف
دويكات، نسرين حكمت.
هيئة الاعداد
باحث / نسرين حكمت دويكات
مشرف / محمد أمين المفتي
مشرف / عزة محمد عبد السميع
مشرف / صلاح الدين ياسين
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
548ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
المناهج وطرق تدريس الرياضيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم المناهج وطرق التّدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 548

from 548

المستخلص

ملخص
مقدّمة:
تستندُ عمليّةُ الإصلاحِ والتطوُّيرِ التّربويّ إلى تصوُّراتٍ واضحةٍ لأدوارِ المعلّم ومسؤوليّاتِه في عصر المعرفة. ولِمواكبةِ التّطوُّراتِ والمستجدّات العالميّة في المجالات الحياتيّة كافّةً، لا بدّ من استثمارِ رأس المال البشريّ، باعتباره عنصراً مهمّاً في عمليّة التنمية الشاملة. وإنّ تغييرَ النّظامِ التّربويِّ وتطويرَه، وإعادةَ النّظرِ في كلّ مكوّناتِه، والتّحوُّلَ إلى مستوى الجَوْدةِ والامتياز، يجعلُ عمليّةَ الانتقالِ من التّعليمِ التّقليديّ إلى التعلّم من أجل التميُّز، القائمِ على الإبداعِ والابتكارِ، وحلِّ المشكلات، واتّخاذ القرارِ أمراً واجباً وحتميّاً.
لم تقتصرْ عمليّةُ التغيير على دَورِ المعلّمين وطلبتهم في العمليّة التعليميّةِ التعلّميّة، وإنّما امتـدّت لتشملَ المناهجَ، وطرقَ التدريسِ، وأساليبَها، واستراتيجياتِها، وظهرت نظريّاتٌ تقومُ علـى أسـاسِ بناءِ المعرفةِ لدى المتعلّمين، ومن هذه النظريّات النظريّةُ البنائيّةُ التي أولَتِ اهتمامـا ًببنـاءِ المعرفةِ، وتكوينِها؛ إذ تُمثّـل خبراتُ الحياةِ الحقيقيّةُ، والمعلوماتُ السّابقةُ، ومُناخُ التعلّم الجوانبَ الأساسيّةَ للنظريّةِ البنائيّةِ (كمال زيتون، وحسن زيتون، 2003: 212).
في ضوء ما سبق بات من الضروري التحول في العملية التعليمية التعلمية من إدارة المعرفة، إلى تمكن الطلبة من بناء معرفة ذات معنى، ويُعَدّ الحلّ الإبداعي للمشكلات من الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع هذا العصر الذي يتّسم بالتغيّرات السريعة، والزيادة الهائلة في كمّ المعارف والمعلومات، التي أدت بدورها إلى ظهور مشكلات جديدة تواجه الطالب لم يتعرض لها من قبل وتستدعي منه اختيار المعرفة الملائمة وإعادة بنائها وتشكيلها وتوظيفها لإنتاج حلول إبداعية (غير روتينية) لهذه المشكلات.
وفي ظلّ التّسارُعِ المعرفيّ، والتكنولوجيّ، لا بدّ من توفيرِ برامجَ تنميةٍ مِهْنيّةٍ للمعلّمين تتّسم بالحداثة، وتربطُ بين الجانبِ النظريّ المعرفيّ والجانبِ التطبيقيّ، وتُمكّنُ المعلّم من امتلاك الكفاياتِ المِهْنيّةِ، والشخصيّة، والاجتماعيّة، والمنهجيّة التي تجعلُه قادراً على التّفاعل مع بيئة التعليم والتعلّم؛ من أجل تحقيق تعلُّمٍ خلّاق يكون فيه الطالب فاعلاً ومشاركاً، ويمتلكُ الكفاياتِ والقدراتِ للمشاركةِ في اكتشافِ المعرفة، والإسهام في تكوينها وبنائها، وتوظيف المعارف والمهارات الحياتيّة، والاتّجاهاتِ، والقيم، والأخلاق، بما ينسجمُ ومتطلّباتِ العصر>
وهناك فرق بين أسلوب حلّ المشكلات بطرق مألوفة، وأسلوب حلّ المشكلات بطرق إبداعيّة، فالأوّل يهدف إلى الوصول إلى حلّ مناسب للمشكلة بطرق مألوفة، ولا يُشترط فيه الأصالة، أمّا الثاني فيهدف إلى الوصول لحلول جيّدة لم يسبقْ إليها أحد، كما أنّ هذا الأسلوب يتطلّب تمكُّن الطلبة من مهارات التفكير الإبداعيّ الأساسيّة: (الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتفاصيل، وحساسية المشكلات) (رشيد البكر، 2007: 132).
وترى الباحثة أنه لا بدّ من إدارة لعمليّة اتّخاذ القرار؛ لذا نضع أولويّات، ونحدّد أهدافاً واقعيّة، ثمّ نضع مخطّطاً لخياراتنا، ونحدّد الوسائل لتنفيذها بأسلوب منظّم، فلا نتسرّع بالاستنتاجات، فالأسلوب المنظّم لا يضمن قراراً جيّداً، ولكنّه يمكن أن يرجّح الاحتمالات الأنسب لهذا القرار.
وفي دراسة عن التنمية المِهنيّة، أشارت (Riasat Ali, et al 2010) إلى أنّ العمليّة التعليميّة التعلّميّة ترتكز حول العمود الرئيس لها (المعلّم)، باعتباره محوراً مهمّاً؛ فالتنمية المِهنيّة للمعلّم تعمل على إكسابه وسائلاً وطرقاً بحثيّة مختلفة؛ ما يطوّر من مهارته البحثيّة، وتتولّد لديه اتّجاهات إيجابيّة نحو استمراريّة التعلّم، والتطوُّر الذاتيّ.
وفي ضَوْء ذلك لا بدّ من التنويع في طرق التعليم والتعلّم؛ لتكون موجّهة نحو مهارات الحياة الأكثر أهميّةً في شخصيّة المعلمين وطلبتهم، مثل القدرة على الحلّ الإبداعي للمشكلات، واتّخاذ القرار، لا سيّما أنّ تنمية القدرة على الحلّ الإبداعي للمشكلات، واتّخاذ القرار تُعدُّ موضوعاً مهمّاً في عصرٍ بات فيه حاجة ملحة لاتّخاذ قرارات كثيرة في مجمل أنشطة الحياة اليوميّة.
وقد شعرت الباحثة بمشكلة البحث من خلال:
1- نتائج الدراسات والبحوث السابقة في مجال التنمية المهنية مثل دراسة كل من: (أماني غسان،2014)، (إيناس أبو لبن، 2016)، (مركز المعلومات الوطني الفلسطيني(وفا)، 2018)، (معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية (ماس)، 2018)، التي أشارت إلى وجود قصور في نظام التنمية المهنيّة للمعلمين في فلسطين أثناء خدمتهم في الوظيفة، حيث أظهرت تلك الدراسات وجود تدنٍّ في مستوى المعلّمين، وعدم مجاراتهم التطوُّر التكنولوجيّ، والانفجار المعرفيّ الهائل الذي يتطلّب منهم تطوير معارفهم، وتحديثها باستمرار؛ لمواكبة الحداثة، وما بعدها في العمليّة التعليميّة التعلّميّة. فقد بَيّنت الخطّة الاستراتيجية الثانية لوزارة التربية والتعليم العالي في فِلَسطين 2015-2018م، ومن خلال دراسة مسحيّة لملفّات المعلّمين وَفق المؤهّل العلميّ، والتربويّ أنّ 60% من المعلّمين يحملون تخصّص بكالوريوس من غير كليّات التربية، وأنّ 12% من المعلّمين يحملون مؤهّلاً تربويّاً بعد البكالوريوس (ماجستير في التربية، أو دبلوم تأهيل تربوي)، وأنّ 28% من المعلّمين تلقّوا تأهيلاً تربويّاً في أثناء الخدمة في المعهد الوطنيّ للتدريب التربويّ، فأصبحوا يحملون دبلوماً مِهْنيّاً بعد البكالوريوس؛ ما يؤكّد أنّ غالبيّة المعلّمين يعتمدون على خبراتهم في العمل، أو من خلال تقديم الدعم والمساندة من المشرف التربويّ، أو من مدير المدرسة.
هذا وقد أشارت بيانات وزارة التربية والتعليم العالي الفِلَسطينيّة عام 2017م، ومن خلال استبانة وُزِّعت على المعلّمين لتحديد احتياجاتهم من وجهة نظرهم، إلى أنّ نسبة المعلّمين الذين لا يمتلكون المهارات المختلفة التي تمكّنُهم من توظيف استراتيجيات التعليم الحديثة كاستراتيجية حلّ المشكلات، وغيرها، تصل إلى 64.5% (وزارة التربية والتعليم، 2017).
2- خلال عمل الباحثة كمشرفة تربوية والتي من ضمن مهامها تدريب المعلمين الذين تشرف عليهم، قامت بمراجعة برامج التنمية المِهْنيّة للمعلمين التي يقدّمها المعهد الوطنيّ للتدريب والتأهيل التربويّ في فِلَسطين، فلاحظت أنّ هذه البرامج لم تتناول التفكير الإبداعيّ، أو الحلّ الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار، ضمن مجالات التنمية المِهْنيّة للمعلّمين.
3- متابعة الباحثة لتقييمات أداء معلمي الرياضيات أثناء عملها كمشرفة تربوية، بهدف تقديم الدعم الفني للمعلمين في ضوء احتياجاتهم المهنية، قامت بمراجعة ملفّاتهم الموجودة في قسم الإشراف التربوي في مديريّة التربية، والاطّلاع على التقارير الوصفيّة التراكمية للزيارات الصفيّة الخاصّة بهم، فتبيّن أنّه نادراً ما يستخدم المعلمون استراتيجية حلّ المشكلات، كما لاحظتْهُ الباحثة أيضاً بعد انتقالها للعمل مديراً للدائرة العلمية في مركز تطوير المناهج، أنه عند مناقشة الكتب مع المعلّمين، والمشرفين التربويّين، فأنّ المعلّمين يميلون إلى حلّ المشكلة بالطريقة النمطية.
4- مقابلة بعض معلّمي الرياضيات في المرحلة الأساسية بفِلَسطين، لتعرف قدرتهم على الحلّ الإبداعي للمشكلات، واتخاذ القرار، ومدى استخدامهم لهذه الاستراتيجية في التدريس؛ فقد لاحظت الباحثة من خلال عملها مشرفةً تربويّةً، ومشاهدتها حصصاً صفيّةً لمعلّمي الرّياضيّات في المدارس التابعة لمحافظة رام الله، اتّباعَ المعلّمين طرقاً تقليديّةً في تدريس الرّياضيّات، وتركيزهم على الحفظ الآليّ للقواعد، والنظريّات، وطرق الحلّ، ويَصُبّ المعلّم جُلّ اهتمامِه على آليّة حلّ المسألة أمام الطلبة، دون إتاحة الفرصة لهم مناقشة المسألة، وفَهمها.
5- ملاحظة الطلبة خلال المشاهدات الصفية، ومدى قدرتهم على تقديم حلول لمشكلات حياتية، والاطّلاع على ملفاتهم التي تتضمّن أوراق عمل، واختبارات، بالإضافة لنتائج الاختبار التشخيصي الذي يُطبَّق ضمن برنامج المتابعة الشاملة في الإشراف التربوي؛ التي أشارت إلى ضعف في قدرات الطلبة على حلّ المسائل الرياضية التي تتضمّن مشكلات حياتية.
6- نتائج الطلبة في الاختبارات الوطنية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في المباحث الأساسية، تشير إلى تدني مستوى الطلبة في المجالات التي تتطلب مهارة حل المشكلات.
وفي ضَوْء ما سبق، حُفّزت الباحثة على التفكير في إعداد برنامج ينمّي استراتيجيات حلّ المشكلات لدى معلّمي الرياضيات في المرحلة الأساسيّة في محافظة رام الله، خصوصاً استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، وما يلزم ذلك من مهارة في اتّخاذ القرار.
مشكلة البحث:
وتتحدّد مشكلة البحث الحالي في وجود قصور في برامج التنمية المهنيّة التي تُقدَّم لمعلّمي الرياضيّات، في المجالات التي تتناول الحلّ الإبداعيّ للمشكلات واتخاذ القرار، الأمر الذي ينعكس سلباً على قدرة طلبتهم في هذين المتغيرين؛ ما يتطلّب إعداد برنامج تنمية مِهنيّة لمعلّمي الرياضيّات في المرحلة الأساسيّة العليا يعمل على تنمية استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واتّخاذ القرار؛ لمعرفة فاعليّته في ذلك، وأثره على تنميتهما لدى طلبتهم.
فالمشكلة هي انخفاض مستوى معلمي الرياضيات في استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعي للمشكلات، وقدرتهم على اتخاذ القرار، مما قد ينعكس سلباً في هذين المتغيرين لدى طلبتهم؛ ما يستلزم تقديم برنامج تنمية مهنية لهؤلاء المعلمين.
وللتّصدّي لهذه المشكلة، حاول البحث الإجابة عن السؤال الرئيس: ”ما فاعليّة برنامج مقترح للتنمية المهنيّة لمعلّمي الرياضيّات في المرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين على استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واتّخاذ القرار لديهم، وأثره على تنميتهما لدى طلبتهم؟
أسئلة البحث:
ويتفرّع عن السؤال الرئيس الأسئلة الفرعيّة الآتية:
1- ما الاستراتيجيات اللازم توفرها لدى معلمي الرياضيات في المرحلة الأساسية العليا في فلسطين
2- ما صورة البرنامج المقترح للتنمية المِهنيّة لمعلّمي الرياضيّات في المرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين لتنمية القدرة على استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واتّخاذ القرار؟
3- ما فاعليّة البرنامج المقترح في تنمية القدرة على استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات لدى معلّمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين؟
4- ما فاعليّة البرنامج المقترح في تنمية اتّخاذ القرار لدى معلّمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين؟
5- ما أثر أداء معلمي الرياضيات بعد دراستهم البرنامج المقترح على طلبتهم في تنمية مهارات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات؟
6- ما أثر أداء معلمي الرياضيات بعد دراستهم البرنامج المقترح على طلبتهم في تنمية مهارات اتّخاذ القرار لديهم؟
فـروض البحــث: حاول البحث التحقق من صحة الفروض التالية:
1- يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات معلمي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات لصالح التطبيق البعدي.
2- يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات معلمي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس اتخاذ القرار كأبعاد فرعية ودرجة كلية لصالح التطبيق البعدي.
3- يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات طلاب معلمي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار الحل الإبداعي للمشكلات كمكونات فرعية ودرجة كلية لصالح التطبيق البعدي.
4- يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات طلاب معلمي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار اتخاذ القرار كمكونات فرعية ودرجة كلية لصالح التطبيق البعدي.
أهداف البحــث: هدف البحث إلى ما يأتي:
1- تعرُّف فاعليّة البرنامج المقترح على استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعي للمشكلات لدى معلّمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين.
2- تعرُّف فاعليّة البرنامج المقترح في تنمية مهارات اتّخاذ القرار لدى معلّمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين.
3- تعرُّف أثر أداء معلمي الرياضيات من مجموعة البحث، على استخدام طلبتهم لمهارات الحل الإبداعيّ للمشكلات.
4- تعرُّف أثر أداء معلمي الرياضيات من مجموعة البحث، على تنمية مهارات اتّخاذ القرار لدى طلابهم.
أهميّة البحث: ترجع أهميّة البحث إلى أنّه قد يكون مفيداً لكلٍّ من:
1- العاملين في وزارة التربية والتعليم، والقائمين على تخطيط برامج التنمية المهنيّة وتطويرها؛ من خلال تقديم تصوُّر عن فاعليّة البرنامج في تنمية مهارات المعلّمين في استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، وتنمية مهارات اتّخاذ القرار لديهم، وفي تحسين تحصيل طلبتهم.
2- العاملين في مركز تطوير المناهج، من خلال توظيف مهارات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، ودمجها في المنهاج الفِلَسطينيّ ضمن سياق البيئة الفِلَسطينيّة، بما ينسجم مع مهارات القرن الواحد والعشرين.
3- المشرفين التربويّين، بتقديم بطاقة ملاحظة يمكن الإفادة منها في تقويم أداء المعلّمين.
4- معلمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا، من خلال تقديم برنامج تنمية مهنيّة يُعنى بمهارات عليا في مجال الحلّ الإبداعي للمشكلات، وتطوير قدراتهم بما ينعكس إيجاباً على الطلبة باعتبارهم محور العمليّة التعليميّة التعلّميّة، وبتقديم اختبار تحصيليّ يمكن للمعلمين الإفادة منه في تقويم تحصيل طلبتهم.
5- الباحثين التربويّين في المجال نفسه، بتقديم قائمة من المقترحات والتوصيات للإفادة منها.
حدود البحث: التزم البحث بالحدود الآتية:
1- مجموعة من معلّمي الرياضيّات للمرحلة الأساسيّة العليا في محافظة رام الله.
2- مجموعة من طلبة معلّمي مجموعة البحث في الصفّ الثامن الأساسيّ في محافظة رام الله.
3- كتاب الرياضيات للصف الثامن الأساسي للعام الدراسي 2019/ 2020م.
منهج البحث والتصميم التجريبي: اعتمد الباحث على:
1- المنهج الوصفي: أثناء إعداد الإطار النظري، وتحليل الأدب التربوي، لإعداد أدوات البحث والنشرات والمواد الإثرائية المرافقة للبرنامج التدريبي.
2- منهج البحث الكيفي: أثناء تحليل الباحثة الأعمال الكتابية للمعلمين والطلبة من وثائق وسجلات، خلال تنفيذ المشاهدة الصفية، وجمع المعلومات من سجلات المعلمين التراكمية، وما تضمنته من تقارير وصفية لأدائهم على مدار سنوات الخدمة في الوظيفة، وملفات الإنجاز، بالإضافة للاطلاع على سجلات علامات الطلبة، ونماذج الاختبارات، ونتائج المهمات التعليمية، و ......
3- المنهج التجريبي: باستخدام التصميم قبل التجريبي، مع التطبيق القبلي والبعدي للمجموعة الواحدة، لتحديد فاعلية البرنامج المقترح، والعلاقة بين متغيراته، وتضمن هذا التصميم المتغيرات الآتية:
أ‌. المتغير المستقل: البرنامج المقترح للتنمية المهنية.
ب‌. المتغير التابع: استخدام معلمي الرياضيات استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
ويتفرع منها:
• متغير مستقل: أداء معلمي الرياضيات في استخدام استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
• متغير تابع: استخدام الطلبة مهارات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
مصطلحات البحث:
1- التنمية المِهْنيّة: وتعرف الباحثة التنمية المهنية للمعلمين إجرائياً بأنّها: عبارة عن عملية ديناميكية هادفة ومقصودة، تحرّكها دوافع معلّم الرياضيات في المرحلة الأساسية، واتجاهاته، وتتأكّد فيها مسؤوليته في نموّه المِهنيّ، ودوره في تطوير الرياضيات في المرحلة الأساسية، وتتطلّب دعم الإدارة، وتفاعل المجتمع، ومشاركته، وتهدف إلى تطوير أداء المعلّمين من خلال تمكينهم من المعارف، والمهارات، والاتجاهات، وتنمية كفاياتهم التعليمية التعلّمية، فهي عملية متجدّدة تتّصف بالتطور المستمر في ضوء ما يستجدّ من المعارف، والاتجاهات الحديثة في مجال التربية والتعليم.
2- الحلّ الإبداعيّ للمشكلات: وتعرّف الباحثة الحلّ الإبداعي للمشكلات إجرائياً بأنّه: أسلوب معالجة لمشكلة في الرياضيات بطريقة أصيلة غير مألوفة، من خلال إنتاج علاقات جديدة، وارتباطات ذات معنى، وحلول متنوعة للمسائل والتمرينات الرياضية بصورة مستقلة، وتتضمّن البحث عن إمكانيّات كثيرة للحلول غير اعتيادية موسّعة ومفصلة. وعادةً ما تتضمّن استراتيجية توليد الحلّ الإبداعي للمشكلات الرياضية منهجية المشاركة في إنتاج الحلول الإبداعية ضمن فريق.
3- اتّخاذ القرار: وتعرّف الباحثة اتخاذ القرار إجرائياً بأنّه: عملية تفكير مركّبة في اعتماد البديل المنطقي من الخيارات المتاحة لمعالجة موقف تعليمي تعلّمي في الرياضيات، حيث يُوازَن بين إيجابيات كلّ من البدائل، وسلبياتها، والتنبّؤ بنتائج كلّ منها؛ لتحديد الخيار الأفضل.
إجراءات البحث:
للإجابة عن أسئلة البحث، والتحقّق من صحّة الفروض، سار البحث وَفق الإجراءات الآتية:
أولاً- إعداد قائمة بالاستراتيجيات اللازمة لمعلمي الرياضيات في المرحلة الأساسية العليا في فلسطين، وفق الإجراءات الآتية:
1- تحديد هدف قائمة الاستراتيجيات.
2- دراسة نظرية لتحديد مجالات قائمة الاستراتيجيات من خلال:
‌أ- الدراسات والبحوث السابقة، والكتب التربوية التي اهتمت باستخدام استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات وكيفية تنميتها لدى المعلمين وطلبتهم.
‌ب- الأدبيات التي تناولت طبيعة الرياضيات ونتاجات تعلمها، وسمات معلميها واحتياجاتهم ومجالات تنميتهم مهنياً.
‌ج- آراء خبراء تربويين وأكاديميين في مجالي الرياضيات وأساليب التدريس؛ وذلك من خلال مقابلات مفتوحة مع أساتذة ومحاضرين في بعض الجامعات.
‌د- آراء مسؤولين تربويين في وزارة التربية والتعليم، من خلال مقابلتهم؛ لتحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين، والبرامج التدريبية والموضوعات التي تم تدريبهم عليها.
‌ه- آراء المشرفين التربويين لمبحث الرياضيات وبعض معلمي الرياضيات، حيث قامت الباحثة بإجراء مقابلات معهم لتحديد أهم الاحتياجات التدريبية.
3- إعداد قائمة الاستراتيجيات وضبطها.
ثانياً: إعداد برنامج التنمية المِهنيّة المقترح لمعلّمي الرياضيّات في المرحلة الأساسيّة، من خلال تحديد:
1- فلسفة البرنامج في ضوء استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
2- منطلقات البرنامج في ضوء استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
3- الأسس التي يستند إليها البرنامج في ضوء استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.
4- مكونات برنامج التنمية المِهْنيّة لمعلّمي الرياضيات في المرحلة الأساسيّة العليا في استخدام الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واتّخاذ القرار، تم تحديد مكونات برنامج التنمية المهنية في ضوء قائمة الأسس وفلسفة البرنامج ومنطلقاته وتتمثل فيما يأتي:
‌أ- تحديد أهداف برنامج التنمية المهنية، وهي:
- التخطيط لتنفيذ المحتوى التعليمي لمنهاج الرياضيات للصف الثامن الأساسي في ضوء الوعي العميق بالمنهاج والمحتوى التعليمي.
- التخطيط للنتاجات التعليمية التعلمية للمحتوى الدراسي وفق سمات وخصائص الطلبة.
- استخدام استراتيجيات تدريس توظف الحل الإبداعي للمشكلات.
- توظيف مهارة اتخاذ القرار في اتخاذ القرار الأنسب اللازم لحل المشكلات.
- استخدام أساليب حديثة في التقويم للتحقق من نتاجات التعلم.
‌ب- اختيار محتوى برنامج التنمية المهنية، وتنظيمه (دليل القائمين على التدريب، وملف أنشطة المعلمين).
‌ج- اقتراح الأساليب المستخدمة في تطبيق برنامج التنمية المهنية.
‌د- تحديد وسائط التدريب، وأدواته.
‌ه- إعداد أنشطة مصاحبة للتدريب.
‌و- تحديد أساليب التقويم؛ لقياس أثر التدريب.
5- إعداد دليل القائمين على التدريب ودليل المتدربين.
6- وضع البرنامج في صورته الأوليّة.
7- عرض البرنامج المقترح على مجموعة من المختصّين؛ لضبطه وإخراجه في صورته النهائيّة.
ثالثاً: إعداد أدوات التقويم.
‌أ- بطاقة ملاحظة أداء المعلمين لقياس الجانب المعرفيّ للبرنامج التدريبيّ المقترح.
‌ب- مقياس اتخاذ القرار خاصّ بالمعلّمين.
‌ج- الاختبار لقياس مهارات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات لدى طلبة معلّمي مجموعة البحث.
‌د- اختبار لقياس مهارات اتخاذ القرار لدى طلبة معلّمي مجموعة البحث.
رابعاً- تعرُّف فاعليّة البرنامج المقترح في استخدام استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واتّخاذ القرار لدى معلّمي الرياضيّات في المرحلة الأساسيّة العليا في فِلَسطين، وطلبتهم، من خلال:
1- إعداد بطاقة ملاحظة؛ لقياس استراتيجيات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، وضبطها.
2- إعداد مقياس اتّخاذ القرار خاصّ بالمعلّمين، وضبطه.
3- إعداد اختبار؛ لقياس مهارات الحلّ الإبداعيّ للمشكلات، واختبار آخر؛ لقياس مهارات اتخاذ القرار لدى طلبة معلّمي مجموعة البحث.
4- اختيار مجموعة البحث، وتحديد مجموعة من طلبتهم.
5- تطبيق الأدوات قبليّاً على مجموعة البحث، وطلبتهم.
6- تقديم برنامج التنمية المهنية المقترح لمجموعة البحث.
7- تطبيق الأدوات بعديّاً على مجموعة البحث، وطلبتهم.
8- رصد البيانات، ومعالجتها إحصائيّاً.
9- تفسير النتائج، ومناقشتها.
نتائج البحث
أظهرت نتائج البحث فاعلية البرنامج المقترح في تنمية استخدام استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات، واتخاذ القرار لدى معلّمي مجموعة البحث وطلبتهم أيضاً، وما يؤكد على ذلك انه:
1. توجد فروق بين التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات عند مستوى دلالة 0,01 لصالح التطبيق البعدي.
2. توجد فروق بين التطبيقين القبلي والبعدي، لمقياس اتخاذ القرار كدرجة كلية وأبعاد فرعية عند مستوى دلالة 0,01 لصالح نتائج التطبيق البعدي.
3. يوجد فرق بين التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار الحل الإبداعي للمشكلات كمكونات فرعية ودرجة كلية عند مستوى دلالة(0,01) لصالح التطبيق البعدي.
4. يوجد فرق بين التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار اتخاذ القرار كمكونات فرعية ودرجة كلية عند مستوى دلالة(0,01) لصالح التطبيق البعدي.
توصيات البحث
في ضوء النتائج السابقة التي توصل إليها البحث الحالي توصي الباحثة بالآتي:
1. تصميم برامج التنمية المهنية للمعلمين، والمشرفين التربويين وذوي العلاقة من القائمين على تدريب المعلمين، بحيث تتضمن موضوعات تنمي استخدام استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار لديهم. وتبني القائمين على صناعة القرار في وزارة التربية والتعليم، لبرنامج يُعنى بتأهيل المعلمين قبل تعينهم في الخدمة، وينمي لديهم استراتيجيات التدريس الحديثة، كاستراتيجية الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار، وغيرها من مهارات القرن الحادي والعشرين.
2. تطوير المناهج وإعادة تصميم أنشطة محتوى الكتب المدرسية، بحيث تتضمّن أنشطة تنمي مهارات البحث العميق عن المعرفة، وإعادة بنائها وتشكيلها، بما يسمح للطلبة استخدام الحل المشكلات بطرق إبداعية، بالإضافة لمهمات أدائية تركز على العمليات العقلية للطلبة وتحفزهم على البحث والاستقصاء، والاستنتاج بما يسهم في تنظيم تعلمهم والتّعامل مع المعرفة اكتساباً وإتقاناً، وتناولها نقداً وإبداعاً وابتكاراً.
مقترحات البحث
وفي ضوء نتائج البحث وتوصياته، يمكن تقديم مقترحات بإجراء دراسات وبحوث التربوية في المجالات الآتية:
- فاعلية برنامج تدريبي لتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، لدى المعلمين والعاملين في مجالات الإشراف والتدريب.
- فاعلية برنامج تدريبي في استخدام المشرفين التربويين استراتيجيات الحل الإبداعي واتخاذ القرار وأثره على المعلمين.
- تقويم وتحليل مناهج الرياضيات ومدى تتضمنها لمهارات اتخاذ القرار، ولاستراتيجيات الحل الإبداعي وفق المهارات الفرعية التي تضمنها كل مكون.
- تقويم برامج التنمية المهنية للعاملين في وزارة التربية والتعليم، وتحديد مدى توفر استراتيجيات الحل الإبداعي للمشكلات واتخاذ القرار.