![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتلاحق التغيرات في شتى مناحي الحياة في عصرنا هذا، ومنها الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، والتي قد أفرزت العديد من ضغوطات الحياة على الأشخاص، سواء كانت ضغوطاً اجتماعية أو اقتصادية، أو حتى ضغوطاً في مجال العمل، لتنعكس في مجملها كضغوط نفسية داخلية على هؤلاء الأشخاص، ومن أكثر تلك الضغوط شيوعاً مظاهر القلق والتوتر، والاكتئاب النفسي، والتمرد والصراعات الداخلية بين الفرد والآخرين، وغيرها من المظاهر التي تدل في مجملها على انخفاض معدل الإحساس بالأمن النفسي لدى أولئك الأشخاص. يعتبر الأمن النفسي من الحاجات الأساسية في حياة كل المعلم داخل مدرسته، حيث إن المعلم يحتاج أن تحقق المهنة قدر كاف من الأمن النفسي والاجتماعي كي يرتفع أدائه، ويؤدي دوره الفعال داخل المدرسة، ويحقق الهدف من العملية التعليمية، ويؤكد هذا الرأي ما أشار إليه سوليفان Sullivan من أن التنشئة والتفاعلات الاجتماعية لهما دورًا كبيرًا في دعم الأمن النفسي للإنسان، كما أكد على أهمية الأسرة وخاصة الوالدين من حيث كونهما يشكلان البيئة التي يشعر فيها الطفل بالأمن النفسي. لذا تتجه الكثير من الدراسات في الوقت الحاضر إلى الاهتمام بعلم النفس الإيجابي، حيث يتم التركيز على العوامل التي تساعد الأفراد على مواجهة الضغوط النفسية، والتوافق مع المواقف المختلفة التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية، في محاولة لبناء الثقافة النفسية الإيجابية التي تمثل خط الدفاع الأول أمام الاضطرابات النفسية المختلفة ومن أبرز المؤشرات الإيجابية للصحة النفسية الشعور بالأمن النفسي والنجاح في إقامة علاقات مع الآخرين وتحقيق التوافق النفسي، والبعد عن التصلب والانفتاح على الآخرين، كما تعد الثقة بالنفس من المقومات الرئيسية للنجاح في الحياة وتعد الحاجة إلى الأمن من أهم الحاجات النفسية، ومن أهم دوافع السلوك الإنساني، ومن الحاجات الأساسية اللازمة للنمو النفسي السوي وتتضمن الحاجة إلى الأمن النفسي شعور الفرد أنه يعيش في بيئة مشبعة لحاجاته. وتلعب البيئة الاجتماعية دورًا من الأدوار الأساسية والمهمة في تحقيق الأمن النفسي للفرد، فالفرد الذي ينشئ في أجواء تتسم بعدم الاستقرار وقلة التفاعل الاجتماعي، عندها سيفتقد الفرد الشعور بالأمن النفسي ويصبح عرضة للشعور بالاضطراب النفسي، ويؤكد ذلك ما توصلت إليه نتائج الدراسات العلمية حيث أشارت إلى أن العلاقات الاجتماعية والمساندة الاجتماعية تؤثران على الأمن النفسي وأن الشعور بالأمن النفسي يرتبط ارتباطًا موجبًا مع التفاعلات الاجتماعية للفرد. وأن الأمن النفسي حاجة أساسية، وشعور الفرد بالأمن النفسي يتوقف على شعوره بالحب والاهتمام في بيئته الاجتماعية |