الفهرس 
الاطار العام للدارسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 261 |  |  |
| | | from | 261 | | |
المستخلص
مقدمـــــة:
بدأ الأهتمام بقياس عوائد التعليم منذ نهاية الخمسينات على يد عدد من الرواد من أمثال
شولتز و دينسون وبيكر وغيرهم ممن تركزت دراساتهم على العوائد الإقتصادية مستخدمين في
ذلك من الأساليب الإحصائية ما تم تطويره على مدار العقود التالية.
ومع التطور في مجال اقتصاديات التعليم ظهر الإتجاه نحو النظرة الشمولية لعوائد
التعليم منذ منتصف السبعينات من خلال محاولات دراسة العوائد الإجتماعية والتفاعل بينها
وبين العوائد الإقتصادية ، والتأكيد على الإستراتيجيات التربوية التي تكفل إنتاج العوائد بمختلف
أنواعها ، مما أسفر عن العديد من الدراسات التي تناولت تأثير التعليم في الصحة والسياسة
والسلوكيات والتوافق والسلام الإجتماعي وغيرها . إلا أن هذه المحاولات بصفه عامه ظلت
محدودة مما يرجع الى ضعف الإهتمام بالعوائد الإجتماعية من قبل الباحثين في إقتصاديات
التعليم والى صعوبة قياسها واتسامها بالتعدد والتشابك .
والتعليم الأزهري يمثل أحد مكونات منظومة التعليم في مصر ، وهو وإن كان يتفق في
أهدافه التعليمية مع التعليم العام إلا أن له خصوصية تنطلق من التركيز على الإعداد الديني
والأخلاقي بالإضافة الى الإعداد العلمي مما يجعل هذا التعليم في مراحله قبل الجامعية أقرب
الى الجانب الإجتماعي ، فالأهداف العامه للتعليم الأزهري تتضمن ما يلي :
1. حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره .
2. تحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب في العالم بأسره .
3. إظهار حقيقة الإسلام وبيان أثره في تقدم البشر ورقي الحضارة ، وكفالة الأمن
والطمأنينه وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة .
4. الإهتمام ببعث الحضارة العربية والإسلامية وإحياء التراث الإسلامي ليكون أساسا
لرقي العلوم والفنون والآداب وتنميتها وتطويرها لإضافة رصيد جديد من العلم والثقافة
الى التراث الأصيل .
5. إظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها .
6. العمل على رقي الأدب وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمخلصين في
الشريعة الإسلامية ولغة القرآن وتخريج علماء مثقفين في الدين يجمعون الى الإيمان
بالله وقوة الروح كغاية علمية وعملية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة .
كما نصت اللائحة الداخلية للمعاهد الثانوية الأزهرية على دعم القيم المؤهلة للفكر
والسلوك الديني المعتدل بما يؤهل الطلاب الى الأخذ بأسباب التقدم العلمي مع الحفاظ على
هويتهم الدينية والأخلاقية ، وذلك من خلال :
- تزويد الفتى المسلم و الفتاه المسلمه بتربيه روحيه و خلقيه وجسميه و عقليه و اجتماعيه
و قوميه من خلال المناهج الدراسية .
- الكشف عن قدرات الطالب و استعداداته و ميوله ، و توجيهها و تنميتها بما فيه صلاحه
و صلاح العالم الاسلامى و الوطن العربى .
- تزويد الطالب بالقدر الكافى من العلوم الدينيه و العربية التى يتخصص الازهر فى
دراستها ، و بالدراسات الثقافيه و العلميه و الفنيه و العمليه التى يتزود بها نظراؤه فى
مدارس التعليم العام .
- تعريف الطالب بالاتجاهات و انماط السلوك التى تكفل تنشئه اسلاميه عربيه صالحه
تهيئه لخدمه الاسلام و تراثه ، و بعث الحضارة العربية و ترقيتها و الربط بين الدين و
الحياة و العقيدة و السلوك مع التمسك بدينه و الحرص على تلاوة القران الكريم و
حفظه و تجويده و فهمه ..
والدراسة الراهنه تستهدف قياس العوائد الإجتماعية للتعليم الأزهري في المرحلة
الثانوية لتزامنها مع مرحلة عمرية تتداخل فيها سمات الطفولة المتوسطة والمتأخرة ، مما
يمنحها أهمية خاصة في تشكيل مكونات شخصية الفرد وخاصة من النواحي الإجتماعية والدينية
والأخلاقية .
وتستخدم الدراسة تحليل دالة الإنتاج التربوي Educational Production
Function والتي تمثل العلاقة الرياضية بين مدخلات تعليمية معينه وبين مخرجات تحققت
كنتاج لها ، كما تتيح تحديد الإنتاج الحدي لكل من هذه المدخلات وقياس أثره النسبي في تحقيق
المنتج ، كما تساعدنا دالة الانتاج التربوي أيضا في تحديد أكثر المدخلات التربوية أثراً على
الناتج التربوي ، بما يسهم في صناعة قرارات تربوية سليمه تتعلق بتوزيع واستخدام الموارد
لإنجاز أهداف معينه .
وتلتمس الدراسة من خلال التحليل الدالي الكشف عن بعض العوائد الإجتماعية للتعليم
الثانوي الأزهري في علاقتها بالمدخلات المدرسية ذات الصلة ، ووضع هذه العلاقه في سياقات
إحصائية تحدد مستوياتها وتفاعلاتها بما يمكن معه ترشيدها وتوجيه مساراتها .
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها :
تتحقق العوائد الاجتماعية للتعليم بصورة غير مباشرة فهي عوائد بعيدة المدى Long
– term Benefits تنشأ عن المخرجات المباشرة من خلال قدرة المتعلم على تسخير ما
اكتسبه من معارف وسلوكيات وقيم في الحياة العامة .
تأسيساً على ذلك فإن محاولة الكشف عن العوائد الاجتماعية للتعليم الثانوي الازهري
تعول على علاقة مدخلات هذا التعليم بتشكيل وعي الطلاب بالأبعاد الفكرية والسلوكية المحققة
لهذه العوائد .
ومع تعدد العوائد الاجتماعية للتعليم والتي تشمل مختلف مناحي الحياة فإن الدراسة
الراهنة تقتصر على ما يتعلق بالنواحي الدينية والسياسية والصحية .
ومن ثم يمكن التعبير عن مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيسي التالي :
ما أهم العوائد الاجتماعية الدينية والسياسية والصحية للتعليم الثانوي الأزهري من
خلال تحليل دالة الانتاج ؟
وتتفرع عنه الأسئلة التالية :
1- ما العوائد الاجتماعية للتعليم ، وما معالم تطور دراستها وقياسها ؟
2- ما اْهم العوائد الاجتماعيه للتعليم الثانوى الازهرى ؟
3- ماالْابعاد الكيفية والاحصائيه للوعى الدينى والصحى والسياسي لدى خريجى
التعليم الثانوى الاْزهرى؟
4- ما العلاقة بين مدخلات التعليم الثانوى الاْزهرى وبعض العوائد الدينيه
والصحيه والسياسيه لهذا التعليم من خلال تحليل دالة الانتاج التربوى ؟
أهمية الدراسة :
تستمد الدراسة أهميتها من الإعتبارات الأتية :
- قلة الدراسات التي تناولت العوائد الاجتماعية للتعليم ، وتعتبر الدراسة الراهنة وفقا لما
وصل إليه علم الباحث أول دراسة عربية لهذه العوائد في التعليم الأزهري .
- استخدام تمثيل رياضي للعلاقة بين المدخلات والعوائد .
- ما قد تتوصل إليه الدراسة من نتائج يمكن الإفادة منها في توزيع واستخدام موارد
التعليم الثانوي الأزهري .
أهداف الدراسة :
تستهدف الدراسة ما يلي :
- تعريف العوائد الاجتماعية للتعليم وأنواعها واهم مراحل تطور دراستها .
- تحديد بعض العوائد الاجتماعية للتعليم الثانوى الاْزهرى.
- الكشف عن الاْبعاد الكيفية والاحصائية للوعى الدينى والصحى والسياسي لدى خريجى
التعليم الثانوى الاْزهرى .
- تحليل العلاقة بين مدخلات التعليم الثانوى الاْزهرى وبين بعض العوائد الدينية
والصحية والسياسية باستخدام دالة الانتاج التربوى .
حدود الدراسة :
تلتزم الدراسة بالحدود التالية:
1- تقتصر الدراسة على المرحلة الثانوية للتعليم بالمعاهد الأزهرية.
2- تتناول الدراسة العوائد الاجتماعية الدينية والصحية والسياسية للتعليم الثانوى الاْزهرى .
3- تشمل الدراسة اْربعة معاهد تمثل المعاهد الثانوية الاْزهرية العادية والنموذجية للبنين
والبنات وهى : معهد الفتح الثانوى النموذجى بنين، ومعهد فتيات المعادى الثانوى
النموذجى ، ومعهد المعادى الثانوى العادى بنين ،ومعهد فتيات المعادى الثانوى العادى .
4- تقتصر الدراسة على خريجى دور مايو 2019 .
منهجية الدراسة وأدواتها :
تتبع الدراسة الخطوات المنهجية التالية :
- المنهج الوصفي التحليلي في دراسة العوائد الاجتماعية وأنواعها ومعالم تطور
دراستها وأساليب قياسها .
- استخدام مقاييس للوعي الديني والصحى و السياسي .
- استخدام دالة الانتاج التربوي في تحليل العلاقة بين مدخلات التعليم الثانوي الأزهري
وعوائده الاجتماعية في إطار الحدود الموضوعية للدراسة .
- وسوف تقوم الباحثة ببناء نموذج قياسي لتقدير دالة الإنتاج التربوي وذلك من خلال
نموذج الدالة الخطية المتعددة وتتمثل في المعادلة التالية :
ص = أ + ب س 1 + ب س 2 + ب س 3 + .................
حيث أن :
ص : هي المُخرج التعليمي وتعبر عنه درجة الطالب على المقاييس
المستخدمة ( مقياس الوعي الديني – مقياس الوعي السياسي – مقياس الوعي
الصحي ) .
س 1 وس 2 وس 3 : تمثل المدخلات التعليمية ذات الصلة بالمُخرج ( ص ) .
أ : تمثل ثابت الدالة أي قيمة ص عندما تكون س 1 و س 2 وس 3 = صفر وهي وتعبر عن المدخلات غير
المدرسية وهي الجزء الهندسي المقطوع من المعادلة .
ب : هي الأثر النسبي للمدخل ( س ) في المخرج ( ص ) .
وباستخدام دالة الإنتاج التربوي نستطيع الآتي :
1- التنبؤ بقيمة المُخرج عند تغير قيمة أحد المدخلات .
2- معرفة التأثير النسبي لكل مدخل في المُخرج .
3- معرفة أكثر المُدخلات تأثيراً على المُخرج .
مثال إفتراضي :
مثال إفتراضي :
لنفرض أن ( أ ) = 8 ، وأن ( ب س 1 ) = 40 ، وأن ( ب س 2 ) = 20
وأن ( ب س 3 ) = 10
لحساب الأثر النسبي لكل مدخل من المدخلات في المخرج نستخدم المعادلة الآتية :
(ص-أ) ÷ مجـ ( ب س ) × ( ب س 1 )
%
ص
(72 ÷ 40+ 20 + 10 )× 40
%
72
يكون بذلك تأثير المدخل الأول ( ب س 1 ) في الـ ( ص ) = 57.1 %
وبالمثل تأثير المدخل الثاني يكون كالآتي :
(72 ÷ 70 )× 20
%
72
( ب س 2 ) = 28.6%
وتأثير المدخل الثالث يكون :
(72 ÷ 70 )× 10
%
72
( ب س 3 ) = 14.3 %
وتكون : ص أي المخرج وهو الـ 80 درجة هي ناتج جمع : تأثيرالـمدخلات اللامدرسية +
تأثير المدخل المدرسي س 1 + تأثير المدخل المدرسي س 2 + تأثير المدخل المدرسي س 3 أي :
ص = أ + ( ب س 1 ) + ( ب س 2 ) + ( ب س3)
خطوات الدراسة :
تسير الدراسة وفقا للخطوات التالية:
الفصل الأول: الإطار العام للدراسة بما يشمل مقدمة الدراسة ومشكلتها ، واهدافها، واهميتها،
ومنهجها، وحدودها، وعرض لأهم الدراسات السابقة العربية والأجنبية .
الفصل الثانى : العوائد الإجتماعية للتعليم ، أنواعها ، وأهم معالم تطور دراستها وقياسها .
الفصل الثالث: العوائد الإجتماعية للتعليم الثانوى الاْزهرى .
الفصل الرابع : الوعى الدينى والصحى والسياسى لدى خريجى التعليم الثانوى الاْزهرى .
الفصل الخامس : تحليل دالة الانتاج التربوى للعوائد الدينيه والصحيه والسياسيه للتعليم الثانوى
الاْزهرى .
خلاصة النتائج :
أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج ، من أهمها :
1- نتائج حساب دالة الإنتاج التربوي للعائد الديني للتعليم الثانوي الأزهري.
أسفر حساب درجات هذا العائد عن البيانات الآتية :
- محور فقه العبادات هو أقل عدد موضوعات ( X = 19 ) وهو أكبر مدى ( Y =
380 ) ، وقد حقق أثرا نسبيا في المخرج يعادل 25.9 % وهو أعلى أثر نسبي في
المحاور الأربعة .
- أن محور المعاملات الإسلامية جاء في المرتبة الثانية ( X = 79 ) وحقق مدى يعادل
( Y = 371.3 ) ، وقد كان الأثر النسبي له ( 25.3 % ) .
- يأتي محور القيم الإسلامية في المرتبة الثالثة ( X = 114 ) وقد حقق مدى ( Y =
364.8 ) ، وجاء الأثر النسبي في المخرج ( 24.8% ) .
- وكان محور الأحكام الشرعية هو أكثر الموضوعات عددا ( X = 121 ) وكان المدى
(Y = 351 ) ، وأثره النسبي (23.9 % ) من المخرج .
- ونرى أن المجال غير متقارب ( 19 - 79 - 114 - 121 ) بينما جاء المدى متقارب
( 380 – 371.3 - 8. 364 - 351 ) مما يعني أن قيمة (X) لم تذهب تاثيرا في
(Y) رغم إختلاف قيمها.
2- حساب دالة الإنتاج التربوي للعائد الصحي للتعليم الثانوي الأزهري.
أسفر حساب درجات هذا العائد عن أن :
- محور الوقاية والعلاج هو أقل عدد موضوعات ( X = 4 ) وهو أكبر مدى ( (Y =
369.6 وقد حقق أثرا نسبيا في المخرج يعادل ( 25.9 % ) وهو أعلى أثر نسبي في
المحاور الأربعة .
- أن محور السلوك الصحي جاء في المرتبة الثانية ( X = 13 ) وقد حقق مدى يعادل
( Y = 354.9) وقد كان أثره النسبي ( 24.8% ) .
- ويأتي محور الثقافة الصحية في المرتبة الثالثة فبالرغم من أن عدد موضوعاته ( X=
38 ) و مداه يعادل( 349.6 Y =) إلا أن أثره النسبي كان ( 24.5 % ) .
- وكان محور الوعي البيئي في المرتبة الأخيرة حيث كانت موضوعاته ( X =20 )
وحقق مدى يعادل ( Y =348 ) وكان الأثر النسبي له ( 24.3 % ) .
3- حساب دالة الإنتاج التربوي للعائد السياسي للتعليم الثانوي الأزهري.
أسفر حساب درجات هذا العائد عما يلي :
- محور المبادئ السياسية في الإسلام هو أعلى أثرا نسبيا حيث بلغ أثره ( 33.7 % )
في حين كان عدد موضوعاته ( X = 5 ) وحقق مدى يعادل ( Y = 361>6 ) .
- أن محور الثقافة السياسية كان في المرتبة الثانية حيث سجل أكبر عدد موضوعات
( X = 48 ) ولكنه حقق مدى يعادل ( Y = 360 ) وأثر نسبي يساوي 33.5 % .
- وجاء محور المشاركة السياسية في المرتبة الثالثة والأخيرة فكان عدد موضوعاته
( X = 4 ) وهو أقل عدد موضوعات وحقق مدى يعادل ( Y = 354 ) وأثر
نسبي 32.9 % .
تأسيسا على ما سبق فإن :
1- العوائد السياسية تأتي في المقدمة بمتوسط أثر نسبي 33.4% يليها العوائد الدينية
بمتوسط أثر نسبي 24.9% ، بينما تأتي العوائد الصحية في المستوى الأخير بنسبة
24.88% .
2- في العائد الديني جاء محور العبادات أعلى أثر نسبي بدرجة 25.9% ويلية المعاملات
الإسلامية بدرجة 25.3% ثم القيم المستمدة من الدين الإسلامي 24.8% وأخيرا تأتي
الأحكام الشرعية 23.9% .
3- في العائد الصحي جاء محور في المقدمة محققا أثر نسبي للمخرج يعادل ويليه محور
السلوك الصحي بأثر نسبي ثم في المرتبة الثالثة تأتي الثقافة الصحية بأثر نسبي وفي
المرتبة الأخيرة يأتي الوعي البيئي .
ومن الملاحظ أن هناك تقارب في الأوزان النسبية للمحاور الأربعة .
4- في العائد السياسي جاء محور المبادئ السياسية في الإسلام في المقدمة بأعلى أثر نسبي
بلغ 33.7% يليه الوعي السياسي بنسبة أثر 33.5% بينما يأتي محور المشاركة
السياسية في المرتبة الأخيرة بنسبة أثر 32.9% ، وهي فروق متقاربة في الأوزان
النسبية