الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مما لا شك أن مبدأ حسن النية من المبادئ الأساسية في القوانين المدنية حتى أنه بلغ حدا من الرسوخ أنه في حالة عدم النص عليه يمكن الاستدلال عليه من خلال مظاهره كالالتزام بحدود القانون وعدم الالتجاء في تنفيذ العقود إلى ما يخالف القانون كالغش والتواطؤ باعتبارهما من مظاهر سوء النية وأصبح مقبولاً كجزء لا يتجزأ من النظم القانونية في إيجاده حيث من الصعب انكار وجوده ولكن الصعوبة تمكن في تعريف هذا المبدأ تعريفًا جامعًا مانعًا وفي تحد طبيعته واختلاف مفهومه عما يختلط به من مزايا أخلاقية كالنزاهة والأمانة حيث يكون حسن النية في النصوص القانونية تعبيرًا عن حالة ذهنية إلى حد ما غامضة. وتعد مبدأ حسن النية من الموضوعات الهامة والدقيقة في دراسة القانون من الناحية التاريخية والاجرائية، ولذا فإن الوصول إليها ليس بالأمر الهين، فالمعادلة صعبة، والمصالح متعددة، والواقع متغير، والنوايا ما بين الحسنة والسيئة، والحيل لا تنتهى، والعدالة بطيئة، والتعديل أمر ضروري، والحق أمل، وكل هذا تعانى منه تلك الفكرة، رغم أن القضاء يوفر الحماية المتحركة للحقوق، وتلك حماية ضرورية لا توفرها الحماية الساكتة المعترف بها للحقوق. وتعنى هذه الدراسة بتحليل ودراسة مبدأ حسن النية من الناحية التاريخية والاجرائية وتأثير ذلك على المتقاضين. وفى نفس السياق ولكون حسن النية من أهم الموضوعات الشرعية حيث تتعلق بالمعاملات المالية التي تحدث بين الناس ولكونها إحدى طرق حفظ الحقوق صيانة لها من الجحود أو النكران، فقد جاءت الشريعة الإسلامية حاملة لكل ما يدعو الإنسان نحو مبدأ الوفاء والبعد عن المطل والظلم، حيث أرست العديد من القواعد والأحكام وغيرها من الوسائل التي تنظم العلاقة بين المتقاضين وتؤدى بحصول أصحاب الحقوق على حقوقهم دون بغى أو ظلم لطرف على حساب الآخر. لأهمية هذا الموضوع كان سبب اختياري له فسوف نقوم في هذهِ الدراسة بالتعرف على مبدأ حسن النية وكل ما يتعلق به. وقد قمت بتتقسيم هذه الدراسة إلى مقدمة وفصل تمهيدي، وقسمين كل قسم يشمل بابين، وخاتمة وأهم التوصيات. |