الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن غاية هذا البحث هي استثمار نظرية أفعال الكلام في الكشف عن بلاغة السرد القرآني في عرض أنباء الأمم السابقة، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة البحث(الأفعال الكلامية في السرد القرآني لأنباء الأمم السابقة”دراسة تداولية ”). وأمّا عن سبب اختيار السرد القرآني لأنباء الأمم السابقة، على وجه الخصوص؛ فذلك لأنَّ هذا الخطاب متنوع بتنوع المخَاطَب. كما أنَّ في الخطابات القرآنية بوجه عام كشفًا لوسائل الإبلاغ الدعوية والتعرف إليها من خلال أساليب إنشائية كثيرة ومتنوعة كالاستفهام، والأمر، والنهي، والترغيب، والترهيب، والوعد، والوعيد، وغير ذلك، وهي أساليب ذات طبيعة إنجازية؛ إذ إنَّ هدفها تغيير الواقع والتأثير في المخاطب، وهو ما تحاول الأفعال الكلامية الوصول إليه . أهمية الدراسة: ترجع أهمية الدراسة في كونها–أولًا- تتعلق بالبحث في القرآن الكريم، وهي نعمة جليلة؛ لذلك:” ما أشدها من حسرة، وما أعظمها من غَبِنْة على مَن أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن، ولا باشر قلبُه أسرارَه ومعانيه”. وأيضًا، تعود أهمية الدراسة في أنّها تُعدّ محاولة لتوظيف فهم المعانى المستلزمة مقاميًّا التي من شأنها أن تكشف عن المفاهيم القرآنية والسياقات التي قيلت فيها العبارات، وكان لها أثر في تفسير الآيات القرآنية وِفق هذه الرؤية . كما أنَّها تحاول الكشف عن خصوصية السرد القرآني في عرضه لقصص الأمم السابقة، ذلك من خلال رصد خصائص الأفعال الكلامية في هذا الخطاب وتفسير ظواهرها الخطابية والتواصلية. وأخيرًا، فإنَّ هذه الدراسة تحاول إظهار بعضٍ من بلاغة القرآن الكريم في سرد أنباء الأمم السابقة، وكذلك الوقوف على الوسائل المفضّلة في التعبير القرآني في السرد. كما يحاول البحث المساهمة في إثراء الدرس البلاغي العربي من خلال نظرية الأفعال الكلامية. تساؤلات البحث: إنَّ هذا البحث ينطلق من إشكالية مفادها: كيف يكون للبعد التداولى دورٌ في الكشف عن بلاغة السرد القرآني من خلال نظرية الأفعال الكلامية؟ وما مدى كفاية المنهج التداولي لدراسة الأسلوب القرآني؟ وإلى أي مدى يمكن استثمار نظرية الأفعال الكلامية في الكشف عن الطرائق التعبيرية المستعملة في الخطاب القرآني، للدلالة على القوى الإنجازية لهذا الخطاب؟ وما الدور الذي تؤدّيه الأفعال الكلامية في توجيه مقاصد السرد القرآني؟ منهج الدراسة: اقتضت طبيعة الدراسة أن يكون المنهج المتبع هو المنهج التداولي؛ حيث يمكّننا ذلك المنهج من تطبيق نظرية أفعال الكلام بمختلف أدواتها؛ فننظر للسرد القرآني بكل جوانبه، وتنتقل الدراسة إلى طريقة عرض الأفعال، وبيان مقاصد المتكلم، استنادًا إلى أقوال المفسرين وآراء علماء المعانى وغيرهم، مع مراعاة السياقات وتكييفها وفق إرادة الربوبية، مع تنزيه مقام الربوبية. |