Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
جماليات المكان في روايات حسن البنداري
(دراسة فنية) /
المؤلف
على، عائشة حسين محمد.
هيئة الاعداد
باحث / عائشة حسين محمد على
مشرف / عبد المنعم أبوزيد عبد المنعم
مشرف / فاطمة الشيخ
مناقش / عبد المنعم أبوزيد عبد المنعم
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
137 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
5/2/2021
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - الدراسات الادبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 182

from 182

المستخلص

في البداية نحمد الله حمدًا كثيرًا الذي علم الإنسان مالم يعلم ونصلى على رسوله الكريم
الذي نطق بلسان الحق المبين وعلمنا علمًا لا زلنا ننتفع به حتى يومنا هذا وصلى الله وسلم على
أشرف الخلق وخاتم المرسلين
وبعد:
في البداية سأسعى أن أوجز لكم هذا الموضوع على الرغم من أنه لا يمكن استيعابه في
بضع صفحات لما له من أهمية كبيرة في الأدب الروائي، وإيمانا مني بمدى أهميته، فقد حرصت
على عرض كافة الأفكار.
عندما نتحدث عن المكان الروائي، فلا مكان بلا أحداث ولا أحداث بلا مكان، ولا معنى
لمرور الزمن بلا مكان، فالإنسان مقدر عليه أن يعيش بين اطر المكان وآفاق الزمان، ليرى
ويسمع ويسعد ويحزن بكل الأحداث، ومن خلال مرور الزمان يكون التاريخ واحيانًا يكون
المتألم فيه النفس البشرية بما مر عليها من ذكريات مؤلمة في هذا المكان .... إنه ذلك المكان
الذي يجعل لحياة الإنسان معنى وهدفًا حقيقيًا فهو البطل الحقيقي المكون على وجه الأرض.
ويستمد المكان أهميته في العمل الروائي من خلال الواقع الإنساني فبدون وجود الانسان
لا يكون للمكان أهمية وكذلك بدون وجود المكان لا وجود للبشر، ومن هنا نجد ارتباطًا وثيقًا بين
المكان والانسان منذ بدء الخليقة فهي صلة ذات أبعاد عميقة وعلاقة مصيرية ، فهو جزءً لا
يتجزأ من حياة الإنسان ولذلك يعد واحدًا من أهم عناصر البناء الروائي فلا تكاد تخلو الروايات
من المكان حيث لا يمكن تصور أحداث الرواية بدون وجود المكان بها ، ومن هنا تأتي شدة
الاهتمام بالناحية المكانية في الرواية العربية خاصة فيما يتعلق بجماليات المكان وتجلياته فالمكان
يرتبط بمختلف مكونات الرواية ، ويتكاتف معها ويتشابك لإرساء دعائم العالم الروائي ، كما
تحول المكان في السرد إلى موضوع وغاية في الوقت نفسه يؤدي إلى دور استراتيجي جعله
يستقطب إهتمام الكتاب والنقاد والقراء على حد سواء وبخاصة بعد ظهور ما يعرف بالمكانية
الأدبية ، التي عمقت الوعى بأبعاد هذا المكون وبوظائفه الفنية والجمالية .
ولقد حفزتني الأهمية البالغة التي يكتسبها المكان الروائي في الأدب العربي على طرق
موضوع المكانية في الرواية العربية وبخاصة في روايات الأستاذ الدكتور والمبدع الروائي /
حسن البنداري وازداد انشغالي بالموضوع بعد أن تسنى لي الاطلاع على العديد من الروايات
الخاصة بالبنداري.
ومن هنا ينطلق البحث من إثارة إشكالية المكان ودلالته في روايات البنداري ويصدق
الإجابة على التساؤلات الاتية:
 ماهي الاستراتيجية التي تبنتها روايات حسن البنداري في اختيار هيكلها المكاني العام،
وأبنيتها المكانية الفرعية؟
 كيفية تناول البنداري المكان بنوعيه المغلق والمفتوح وأثر ذلك على الشخصية
 ماهي أبعاد ومدى وعي الروائي بها وإلى أي مدى وظف مفرداته المكانية في إنتاج رواية
متماسكة
 ماهي طبيعة العلاقة بين المكان والزمان، وما دور الوعي المكاني للشخصية في انتاج
وتجسيد دلالات المكان
المقدمة
..........................................................................................................
6
والبنداري لم يتحدث عن المكان فقط بل إنه أشار إليه من حيث صوره ودلالاته فهناك
المكان المغلق والمكان المفتوح وعلاقة المكان بالزمن من حيث الحاضر والماضي والمستقبل
ويقف وراء اختياري لهذا الخطاب الروائي المتميز ما يتسم به من ثراء وغنى وغوص في
أعماق الواقع ، حيث واقع الحياة والوطن والواقع الإنساني ، وتجاوز الأساليب التقليدية ورغبة
صارمة في لفت انتباه الكاتب الى كل ما هو جديد ومثير ومحاك للواقع المألوف ، حيث أبدى
الكاتب اهتمامه بالمشكلات الاجتماعية المعاصرة والمشكلات السياسية والمشكلات الوطنية فكان
من أبرز الروائيين المعاصرين الذين دعموا مسيرة الرواية العربية بأعماله الروائية الرائدة .
ولقد راعيت في اختياري لمدونة البحث جملة من المعايير أوجزها في النقاط الآتية:
 اهتمام الروايات بموضوع " المكان " فهي تمثل مادة خصبة من شأنها أن تغني البحث وترفع
من شأنه.
 أمتداد الروايات على مدار التجربة الروائية للكاتب ـ تقريبًا ـ فهي تمتد منذ بدء كتابته إلى الآن
مما يعطي صورة عن تطور المكانية في رواياته
 تمثل الروايات تنوعات مكانية مختلفة منها (الشارع ـ البيت ـ الحجرة ـ الحديقة ـ السجن ـ النادي
..... الخ) مما يعطي صورة اجمالية لأنماط المكان ودلالاتها في روايات الكاتب
 تمثل هذه الروايات عصارة تجربة طويلة من الممارسة والانشغال الروائي
الهدف من دراسة المكان يكمن عندي في النقاط الآتية:
1. محاولة معرفة دور المكان والغاية الفنية له من خلال الكشف عن المدلولات التي تشكله.
2. معرفة أنواع الأمكنة وطريقة حضورها في الفن الروائي.
3. التعرف على الإبداع الروائي عن قرب وطريقة تناوله للمكان وعلاقة المكان بالشخصيات
وعلاقة المكان بالزمان.
ومن هنا فقد اشتمل المخطط مدخلًا عامًا يعد مقدمة للبحث وتمهيد وأربعة فصول واتبعتُ ذلك
بخاتمة، ثم دونت قائمة المراجع والمصادر وفهرست الدراسة فهرسة تحليلية تبرز هيكلتها
وتبويبها.
ولأن الإلمام بموضوع المكانية في روايات حسن البنداري، يعد أمرًا صعب المنال لتعدد الأمكنة
وتنوعها وتراكم دلالتها وتشعبها واستخدام الكثير من الأماكن فحاولت على قدر المستطاع الإلمام
بجزء من ذلك.
وارتأيت تقسيم البحث على النحو التالي:
مقدمة:
الفصل الأول: نتناول فيه ثنائيات المكان ويتم تقسيمه على مبحثين:
الأول: نتناول فيه المكان المفتوح
الثاني: نتناول فيه المكان المغلق
الفصل الثاني: فقد خصصته لأبعاد المكان وتطرقت فيه لأبعاد المكان من ثلاث نواحي:
المبحث الأول: البعد الاجتماعي
المبحث الثاني: البعد الهندسي
المبحث الثالث: البعد السياسي
الفصل الثالث: نتناول فيه علاقات المكان في النماذج الروائية المختارة:
المقدمة
..........................................................................................................
7
تناولت فيه أهم هذه العلاقات وأشدها تأثيرًا في البنية الدلالية للمكان ويتمثل في علاقة المكان
بالزمن وبالشخصية، باعتبارهما عنصرين يجادلان المكان فيرتبط هذا الأخير بهما وأيضًا ببقية
مكونات الرواية فيتشكل بذلك العالم الراوي فقسمت هذا الفصل على النحو التالي:
المبحث الأول: الزمن وآفاق المكانية: نتناول فيه طبيعة العلاقة بين المكان والزمن، ثم قمت
بتحليل هذه العلاقات في النماذج الروائية
المبحث الثاني: الشخصية ووعي المكان
الفصل الرابع: أشياء المكان والتي وجدت بكثرة في روايات البنداري فبذلت اقصى جهدي لكي
أستطيع الإلمام بها من حيث:
أولا: وصف المكان
ثانيا: وصف الملابس
ثالثا: وصف الأثاث والفراش
رابعا: وصف الصورة
ليخلص البحث إلى الخاتمة التي ضمت بعد ما توصل إليه من نتائج وأقوم بالتأكيد على
أن البحث قد أفاد من مراجع فنية ومعرفية كثيرة، اتصل بعضها بمفهوم المكان وتجديداته وأهتم
بعضها الآخر بالمكان الروائي إلى جانب بعض الدراسات التطبيقية في روايات حسن البنداري
التي أشتملت على المكان في الرواية العربية.
وفي دراستي هذه اعتمدت على المنهج التحليلي النصي الذي يبحث عن القيمة الرمزية
للمكان ودوره في بناء الدلالة الكلية للعمل الروائي وفي تطبيق هذا المنهج فقد حاولت الباحثة
بأقصى جهد الاستفادة من المراجع والمصادر الخاصة بجماليات المكان وحاولت تطبيق ذلك في
بعض روايات الدكتور حسن البنداري.
ويمكن ان تشير الى بعض المراجع ومنها:
1. رؤى نقدية في الفن الروائي عند حسن البنداري / دراسة نقدية: أ.د / عبد المنعم أبو زيد.
جمع وترتيب وتحقيق وتصدير: د/ نجوى شحاته، وآيات شعبان وألاء سامي.
2. قضايا المكان الروائي في الأدب المعاصر لصلاح صالح.
3. جماليات المكان في الرواية العربية لشاكر النابلسي.
ومن الكتب المترجمة التي أفاد منها البحث وامدته بمعلومات كثيرة منها:
 جماليات المكان لغاستون باشلار ـ ترجمة: غالب هلسا.
 مشكلة المكان الفني: يوري لوتمان: ترجمة سيزا قاسم.
أما عن أهمية الموضوع فقد قمت بدراسة هذا الموضوع " جماليات المكان في روايات
حسن البنداري. دراسة فنية " من أجل قراءة أعمال روائية تمتاز بالجدة والطرافة والتميز
والإبداع الأدبي وعرض نموذج روائي يستحق الدراسة والنقد كونه تطرق لبنية المكان برؤية
مغايرة.
ولم يخل إنجاز هذا البحث من بعض الصعوبات، تعلق بعضها بكثرة الأماكن وتشعبها
في روايات حسن البنداري وكذلك كثرة دلالات المكان، وطرافة موضوع المكان وحيويته إضافة
إلى مساعدات الأستاذ الدكتور / عبد المنعم ابو وزيد ودعمه غير المحدود قد يسر لي الكثير من
الصعوبات التي واجهتني، فله مني كل الشكر التقدير والامتنان وإن كانت كل كلمات الشكر لا
تفي أستاذي حقه من التقدير والإحترام.
المقدمة
..........................................................................................................
8
وقد أقبلت على هذا البحث، وأنا على وعي تام بأهمية المكان وضرورته في حياتنا
وأهميته الواضحة في روايات البنداري وتشعبه وكثرته في رواياته فالمكان قرين الحياة وحاضن
الوجود، وشرطه الأول والعامل الأساسي الذي يعطي للإنسان كينونته ووجوده.