الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بعد فترةِ الكساد العظيم الَّتِي اجتاحت البُلدَان الغربيَّة في نهاية العقد الثَّالث من القرن الماضِي، وتَنامِي حاجات الإنسان في المُجتمع وسعيِهِ الحثيثِ نحو حياةٍ أكثرَ رفاهيَةً، ازداد تدخُّل الدَّولة في مُختلف المجالاتِ الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، بعد أنْ كانتْ راعيةً لهذه المَجَالات، وبالتَّالي أضْحَتْ بحاجةٍ إلى مواردَ كبيرةٍ نسبيًّا لتغطيَةِ النَّشاطات الاقتصاديَّة المُتزايِدَة، وتمويلها الَّذِي يستلزمُ نفقاتٍ كبيرةً، من هنا تبرزُ أهمِّيَّة الضَّريبة من حيث كونُها الموردَ الرَّئيس الذي تعتمد عليهِ الدَّولة لتغطيَةِ النَّفقات المُتزايدة، ولم تقف الضَّريبة عند هذا الهدف، وإنَّما أصبحتْ وسيلةً فعَّالةً لتحقيق أهدافٍ اقتصاديَّةٍ واجتماعيَّةٍ وسياسيَّةٍ في ظلِّ السِّياسة الماليَّة للدَّولة. ومع تطوُّر مفهوم الدَّولة والدَّور الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ الَّذِي تقوم به في الوقت الحاضر باتتْ تحتلُّ الضَّريبةُ مركزَ الصدارة بالنِّسبة للإيرادات العامَّة؛ نظرًا للدَّور الَّذِي تُؤدِّيه الضَّريبة من خلال الإيرادات الضَّريبيَّة كوسيلةٍ لتوزيع الإعَاناتِ على ذَوِي الدُّخول المحدودة، كفِكرة إنشاءِ ما سُمِّيَ (شبكَةَ الحمايَةِ الاجتماعيَّةِ)، وقد طُبِّقت مُؤخَّرًا في العراق، وأسهمَتْ نِسبيًّا في رَفْع دُخُول الطَّبقات الفقيرة في المجتمع العراقيِّ. |