Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تنمية الانتباه الانتقائي مدخل لتحسين الأداء الأكاديمي
لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة المتأخرين دراسياً/
المؤلف
الصفــار، محمــد صالـح عبد الله.
هيئة الاعداد
باحث / محمــد صالـح عبد الله الصفــار
مشرف / هبة حسين إسماعيل طه
مشرف / سليــمان محمــد سليمان
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
ب-ط، 281ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 281

from 281

المستخلص

يعد الأداء الأكاديمي مثار الاهتمام للعديد من الباحثين والدارسين في مجال التربية وعلم النفس، لما له من أهمية بالغة وجلية في تنمية إبداع الفرد وموهبته وتربيتهما، لذا انصبت هذه الاهتمامات على دراسة العوامل والقضايا المرتبطة والمؤثرة في هذا الأداء، وخاصة العوامل الشخصية للفرد.
كما أن ظاهرة التأخر الدراسي موجودة لدي مدارس العالم كافة ولكنها بنسب متفاوتة ومتباينة، ولأهمية هذه الظاهرة وخطورتها على أفراد المجتمع احتلت مكانا بارزاً في سلم أولويات دراسة مشكلات التلاميذ وشغلت حيزاً كبيراً من عقول المفكرين والتربويين والمشتغلين في مجال العلوم التربوية والنفسية، وهذا الاهتمام لم يأتي من فراغ وإنما جاء قلق الجميع على مستقبل الأمة والمجتمعات البشرية من خطورة مشكلة التأخر الدراسي التي تهدد سلامة أجيال متلاحقة من الطلاب.
وتعد عملية الانتباه Attention من العمليات الهامة لاتصال الفرد بالبيئة المحيطة ً به، لوجود الكثير من المنبهات والمثيرات التي تجذب انتباهنا، ويتعرض الفرد يوميا الى آلاف المثيرات الحسية من خلال حواسه ولا تسمح طاقته الجسمية والعقلية ان يتعامل مع كل هذه المثيرات كأن يستمع إلى شخصين أو يدرك صورتين متباعدتين بنفس الوقت، وبالتالي فان الانتباه يساعد الفرد على انتقاء المثيرات التي يريدها ويعزل المثيرات الأخرى.
مشكلة الدراسة:
يواجه الطلبة بشكل عام العديد من المعوقات في القيام بمهام الحياة اليومية، وفي إقامة علاقات تفاعل اجتماعي مع المعلمين، حيث يبدو القصور واضحاً لديهم في مستوى أدائهم الأكاديمي، نظراً لعدم الانتباه، ويؤثر هذا القصور تأثيراً سلبياً على مجمل حياة هذه الفئة من الطلبة. وانطلاقاً من أهمية الانتباه الانتقائي للأداء الأكاديمي، اهتمت العديد من الدراسات والبحوث بدراسة العلاقة بين الانتباه الانتقائي والأداء الأكاديمي، ومن هذه الدراسات دراسة كرين (Keren) والتي كان الهدف منها معرفة أهمية تمثيل المشكلة في تفسير استجابات المفحوصين والتنبؤ بها، وقد أوضحت نتائجها أن الانتباه لحيز المشكلة ومعرفته من قبل المفحوصين يؤدي إلى التمثيل الصائب والوصول إلى حل صحيح للمشكلة، ومنها دراسة هايز وأخرين (Hayesetal) التي أكدت نتائجها أن عدم الانتباه إلى الأداء الأكاديمي المطلوب أدى إلى استخدام استراتيجيات خاطئة وبالتالي الفشل في التعرف على التمثيل الملائم للمعلومات. ودراسة ميلر وهاريس (Miller & Harris) التي أسفرت نتائجها عن أن أطفال ما قبل المدرسة ذوو الأربع سنوات يستخدمون استراتيجية الانتباه الانتقائي إذا ما فهموا أهداف المهمة وأن الأطفال ذوي الثلاث سنوات أقل من استخدام الاستراتيجية وخاصة تلك التي تتطلب تمثيلاً مكانياً. وبناء على ما سبق فإن هناك شعور وإحساس لدى الباحث بمدى أهمية الانتباه الانتقائي ودوره في الأداء الأكاديمي، وهذا ما يمكن التعبير عنه في مشكلة البحث التالية. ومن هناك يمكن صياغة المشكلة في الأسئلة الآتية:
1. هل تتحسن درجة الانتباه الانتقائي (السمعي – البصري) لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة المتأخرين دراسياً بعد تطبيق البرنامج؟
2. هل يتحسن مستوى الأداء الأكاديمي بعد تطبيق برنامج الانتباه الانتقائي (السمعي – البصري)؟
3. هل هناك استمرارية للتحسن في درجة الأداء الأكاديمي بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج لفترة زمنية مدتها شهرين؟
4. هل هناك استمرارية للتحسن في الانتباه الانتقائي بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج لفترة زمنية مدتها شهرين؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى ما يلي:
1. التعرف على مدى تحسن درجة الانتباه الانتقائي لدى الطلاب المتأخرين دراسياً بعد تطبيق البرنامج.
2. التعرف على مدى تحسن درجة الأداء الأكاديمي لدى الطلاب المتأخرين دراسياً بعد تطبيق البرنامج.
3. التعرف على مدى استمرارية التحسن في الانتباه الانتقائي والأداء الأكاديمي بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج بفترات زمنية متفاوتة.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحالية من:
1. أهمية المرحلة العمرية: المعنية بالدراسة الحالية وهي مرحلة التعليم المتوسطة من (11 -14) سنة، والتي تمثل نسبة لا بأس بها من التلاميذ من مراحل التعليم بدولة الكويت.
2. أهمية ما تقدمه من أدوات في قياس للانتباه الانتقائي والأداء الأكاديمي.
3. الاستفادة من نتائج الدراسة في تقييم الدور الذي يمكن أن يلعبه الانتباه الانتقائي في تحقيق الأداء الأكاديمي لدى التلاميذ.
4. يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في توظيف البرنامج المقترح على تحسين الانتباه الانتقائي لدى هؤلاء التلاميذ بما يكون له أثر إيجابي في الأداء الأكاديمي لديهم.
المصطلحات الإجرائية للدراسة:
طبقا لما أثير من عرض للإطار النظري أمكن للباحث استخلاص التعريفات الإجرائية على النحو التالي:
• البرنامج: وهو مجموعة من الأنشطة التي أعدت وفق خطة معينة من خلال فنيات محددة والتي تقدم للتلاميذ ذوي التأخر الدراسي من عمر (12-14) عام، والتي يمارسها التلاميذ على فترات محددة والأنشطة مرتبة ترتيباً لأهمية النشاط ومدي تحقيقه لهدف البرنامج وهو تنمية مهارات الانتباه الانتقائي البصري والسمعي.
• الانتباه الانتقائي: ويعرفه الباحث إجرائيا بأنه: هو قدرة الفرد على التعرف على الجوانب المهمة للمثيرات السمعية والبصرية، وصرف النظر عن المثيرات والمشتتات الأخرى للموقف، بالإضافة إلى قدرة الفرد على تمييز مثيرات محددة من بين عدد كبير من المثيرات المعروضة، وبالنسبة للدراسة الحالية فإن الانتباه الانتقائي ينقسم إلى صنفين الانتباه البصري والانتباه السمعي.
• الانتباه الانتقائي البصري: ويعرفه الباحث إجرائيا بأنه: بالدرجة التي يحصل عليها التلميذ في اختبار الانتباه الانتقائي البصري المستخدم في الدراسة الحالية.
• الانتباه الانتقائي السمعي: ويعرفه الباحث إجرائيا بأنه: بالدرجة التي يحصل عليها التلميذ في اختبار الانتباه الانتقائي السمعي المستخدم في الدراسة الحالية.
• الأداء الأكاديمي: ويعرفه الباحث إجرائيا بأنه: بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب أو الطالبة في نهاية الفصل الدراسي.
• الطلبة المتأخرين دراسياً: ويعرفه الباحث إجرائيا بأنه: انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب في المواد الدراسية عن 50% من الدرجة الكاملة سواء في الاختبارات الفصلية أو الاختبارات والأعمال الشهرية.
الدراسات والبحوث السابقة
من الدراسات التي تناولت الانتباه الانتقائي بصفة عامة ولدى المتأخرين دراسياً بصفة خاصة ما يلي:
قدم (المكصوصي، ضرغام، 2018) دراســة مقارنــة بــين ذوي الكــف المعرفــي (العالي _ الواطئ) في الانتباه الانتقائي البصري لدى طلبة الجامعة المـتأخرين دراسياً، والنتيجة أنه لم يظهر هناك أثر ذو دلالة إحصائية لمتغير الجنس والتخصص في مستوى الانتباه الانتقائي البصري، كما أظهرت النتائج إلى تباين تأثير الانتباه لكل من ذوي الكف المعرفي العالي والواطئ أي وجود علاقة طردية بينهما، وقد أفضت النتائج إلى بعض التوصيات والمقترحات.
واستهدفت دراسة (طه، 2016)، تنمية الانتباه الانتقائي لدى المتأخرين دراسياً باستخدام استراتيجية التعلم التعاوني، واستخدمت الباحثة مقياس من إعدادها وقد أظهرت النتائج فاعلية البرنامج في تنمية الانتباه الانتقائي وخفض سلوك الاندفاع لدي أفراد العينة.
وسعت دراسة (الديب، 2016)، لتنمية الانتباه الانتقائي لدى التلميذات المتأخرين دراسياً ولديهم قابلية للتعلم من ذوي الإعاقة الفكرية، وذلك من خلال استخدام استراتيجية التعلم للإتقان، وأشارت النتائج إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب المجموعة التجريبية على مقياس الانتباه الانتقائي السمعي في القياس القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب المجموعة التجريبية على مقياس الانتباه الانتقائي البصري في القياس القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس الانتباه الانتقائي السمعي لصالح المجموعة التجريبية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس الانتباه الانتقائي البصري لصالح المجموعة التجريبية، وهذا يؤكد فاعلية استراتيجية التعلم للإتقان المستخدمة في هذا البحث.
واستهدفت دراسة (عافية، عزة عبد الرحمن، 2016)، التحقق من فاعلية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التجهيز السمعي للتلاميذ ذوي التأخر الدراسي في المرحلة الابتدائية، والتعرف على بقاء أثر البرنامج لدي المجموعة التجريبية، اجري البحث على عينة قوامها 28 تلميذ من ذو صعوبات التعلم، تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبية وضابطة، وتراوحت أعمارهم ما بين (8-10). واستخدمت الباحثة (مقياس لمهارات التجهيز السمعي – مقياس المستوي الاجتماعي الاقتصادي للأسرة المصرية من إعداد عبد العزيز الشخص – درجات مادة اللغة العربية في نهاية الفصل الدراسي لعام 2015). ومن النتائج المتوصل إليها وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس التجهيز السمعي البعدي لصالح المجموعة التجريبية، وتوجد فروق بين متوسطي درجات التلاميذ المجموعة التجريبية على مقياس التجهيز السمعي في القياس القبلي والبعدي لصالح البعدي، ولا توجد فروق بين متوسطي درجات التلاميذ للمجموعة التجريبية على مقياس التجهيز السمعي في القياسين البعدي والتتبعي مما يدل على بقاء أثر البرنامج.
وهدفت دراسة طنطاوي وآخرون (2015) إلى معرفة فاعلية برنامج قائم على استخدام ألعاب في تحسين الانتباه البصري لدى الأطفال المتأخرين دراسياً. وتكونت عينة الدراسة الأساسية من (500 طالباً) حيث كان عدد الذكور 200، وعدد الإناث 300 وهم من طلاب الصف السادس الابتدائي بالمدارس الحكومية بمدينة أسيوط، وتم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية متعددة المراحل (حي، مدرسة، فصل) في المدى العمري ما بين (11-12) سنة. ومن أهم ما يمكن أن نستنتجه من هذه الدراسة هو أن الباحثة قدمت مجموعة من التوصيات والاقتراحات الهامة، التي تشير إلى ضرورة استخدام استراتيجيات الانتباه الانتقائي التي تتناسب ونوع المهام التي يسهل تذكرها، سواء من خلال التذكر الصريح الذي يعني التذكر الشعوري للمعلومات التي سبق مشاهدتها في مرحلة الاكتساب، أو عند القيام بعملية الاسترجاع غير المقصود للمعلومات التي سبق مشاهدتها أثناء مرحلة الاكتساب، وهذا من خلال ما يعرف بالتذكر الضمني لتحديد أفضل الطرق التي تحتفظ بها المعلومات في المذاكرة لدى الأطفال خاصة من ذوي صعوبات التعلم.
وجاءت دراسة Peverly, et al. 2014)) لبيان دور الانتباه الانتقائي في مهارة تسجيل الملاحظات والمعلومات في المحاضرات الدراسية للطلاب والطالبات من كافة المستويات بما فيهم المتأخرين دراسيا بالجامعة. باستخدام تسجيلات الفيديو للمحاضرات واستخدام مقياس سرعة الكتابة اليدوية Nelson-Denny Handwriting Speed Measure تم التوصل الى أن الذاكرة العاملة وقدرة الطالب علي الانتباه الانتقائي ساعد في تحسين مقدرة الطالب على تسجيل ملاحظات الأستاذ يدويا، وبالتالي ارتفاع جودة المعلومات المنتقاة. وأن الطلاب المتأخرين دراسيا يجدون صعوبة في كتابة معلومات الأستاذ في المحاضرات بسبب ضعف جانب الانتباه الانتقائي لديهم.
هدفت دراسة جابر (2013) إلى التعرف على فعالية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التجهيز السمعي لتلاميذ المرحلة الإعدادية المتأخرين دراسياً، والتعرف على بقاء أثر البرنامج لدى المجموعة التجريبية. وتم استخدام المنهج التجريبي، حيث اشتملت عينة البحث على (12) تلميذاً من بطيئي التعلم بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الخيرية الإعدادية بنين بمحافظة بني سويف، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مجموعة تجريبية وعددها (6) تلاميذ ومجموعة ضابطة عددها (6) تلاميذ لم تتعرض للبرنامج، وتم استخدام الأدوات التالية: 1- اختبار الذكاء لـ رافن: تقنين (أبو حطب، 1977). 2- مقياس مهارات التجهيز السمعي (إعداد الباحثة). 3- مقياس فرز التلاميذ بطيئي التعلم (إعداد الباحثة) 4- نتائج التلاميذ في نهاية الفصل الدراسي الأول لعام 2012/2013م. 5- البرنامج التدريبي (إعداد الباحثة). وتم استخدام الأساليب الإحصائية اللاباراميترية، والتي تمثلت في اختبار مان ويتني وويلكوكسون. ولقد أظهرت نتائج الدراسة فعالية البرنامج التدريبي في تنمية مهارات التجهيز السمعي لدى التلاميذ بطيء التعلم، كما أظهرت النتائج وجود بقاء لأثر البرنامج التدريبي في تنمية مهارات التجهيز السمعي لدى أفراد المجموعة التجريبية.
وفي دراسة زويد (2004) هدفت استخدام بعض الاستراتيجيات في تنمية الانتباه الانتقائي في التذكر الصريح وفي التذكر الضمني لدى الأطفال المتأخرين دراسياً، وتكونت عينة الدراسة من (48) طفلاً وطفلة من ذوي صعوبات التعلم بالصف الثالث بالمدرسة الابتدائية، وانقسمت إلى مجموعتين هما: المجموعة التجريبية وقوامها (24) طفلاً وطفلة، والمجموعة الضابطة قوامها (4) طفلاً وطفلة من الأطفال ذوي صعوبات التعلم بالصف الثالث بالمدرسة الابتدائية. يهدف هذا البحث إلى الكشف عن أثر تطبيق برنامج تدريبي في استراتيجيات الانتباه الانتقائي مثل الاستراتيجية الفعالة، واستراتيجية التغيير، واستراتيجية الاختيار، وغيرها عن طريق الاستجابة لمجموعة من المثيرات تظهر بشكل متتابع وليس في آن واحد. ومعرفة تأثير ذلك في التذكر الصريح وفي التذكر الضمني لدى الأطفال من ذوي صعوبات التعلم بالصف الثالث بالمدرسة الابتدائية.
ومن الدراسات التي تناولت العلاقة بين الأداء الأكاديمي والانتباه الانتقائي ما يلي:
دراسة كلا من Vraga, Bode, Smithson, and Troller-Renfree. 2019)) أن اهتمامات الطلاب بالمواضيع العلمية ونظرتهم لتعلمها تؤثر على انتباههم الانتقائي وبالتالي على مدى التقاطهم للمعرفة والمعلومات بهذه المادة، مما يؤثر ذلك على تحصيلهم أو أدائهم الدراسي. يشير الباحثين أن الطلاب المتعثرين أو المتأخرين دراسيا تحديدا عادة يكون اهتمامهم في بعض المواد الدراسية ضئيل أو شبه معدوم، وبالتالي لا يوجهون انتباههم الانتقائي لتعلم المعلومات المهمة والمفاهيم المرتبطة بمادتهم، ذلك يؤدي بهم إلي تدني مستواهم الأكاديمي (Vraga et al.).
أما في دراسة كلا من Senzaki, Wiebe, Masuda, and Shimizu (2018) فقد ذكر الباحثين أن الخلفية الاجتماعية الثقافية لدى المتعلمين خاصة المتأخرين دراسيا والقادمين من ثقافات مختلفة عن ثقافة البلد الذي يدرسون فيه، تؤثر على عملية برمجتهم للمثيرات الاجتماعية المتوفرة في بيئة التعلم الجديدة (والمغايرة لثقافتهم). وهذا بالتالي يؤثر على عملية التحكم المعرفي لديهم والذي يعد الانتباه الانتقائي جزء مهم به. وعندما يستصعب على الطلاب المتعثرين دراسيا برمجة المدخلات الاجتماعية يتأثر التحكم المعرفي، مؤثرا بشكل سلبي على الانتباه الانتقائي لديهم والعكس صحيح.
أما دراسة كوموداري وجارنيرا (Commodari & Guarnera, 2005) فقد أشارت نتائجها إلى أنَّ الانتباه يلعب دوراً حاسماً في معالجة المعلومات، حيث يعد الأساس في التنمية الصحيحة للقدرات المعرفية المعقدة والتقدم الدراسي، وقد أكدت هذه الدراسة على التفاعلات بين مهارات القراءة والأداء الدراسي العام وبين مكونات الانتباه والمتمثلة في: وقت رد الفعل البصري، والانتباه الانتقائي، وقد تكونت عينة الدراسة من 98 طالباً في السنتين الأولى والثانية من المدرسة الثانوية العامة (ممن تتراوح أعمارهم ما بين 11-41 سنة )، وقد تم تقييم القراءة باستخدام اختبارات الفهم والدقة والسرعة. تم الحصول على الأداء المدرسي الشامل عن طريق تقييم المعلمين، وقد أكدت نتائج الدراسة على فرضية وجود صلة قوية بين سرعة القراءة والدقة، والتقييم المدرسي كما صنفت من قبل المعلمين، وبين درجة الانتباه، وفترة رد الفعل البصري.
ومن الدراسات التي تناولت التأخر الدراسي ما يلي:
دراسة كل من (بوفاتح، وبن عيسى، 2016)، التي تناولت ” الفهم القرائي الميتا معرفي وعلاقته بالذاكرة العاملة لدى تلاميذ السنة الخامسة الابتدائية المتأخرين دراسياً في مجال القراءة ” وهي دراسة ميدانية في بعض مدارس الأغواط، توصلت إلى وجود علاقة طردية موجبة بين الفهم القرائي الميتا معرفي والذاكرة العاملة عند التلاميذ المعسرين قرائيا.
دراسة (ضيف، 2016)، حول الانتباه والذاكرة العاملة لدى تلاميذ ذوي التأخر الدراسي، وهدفت هذه الدراسة إلى كشف العلاقة الارتباطية بين اضطرابات الوظائف المعرفية في الذاكرة العاملة والانتباه مع التأخر الدراسي في تعلم القراءة لدى تلاميذ أقسام السنة الثالثة والرابعة ابتدائي، وأيضا معرفة الفروق الإحصائية بين عينتي الدراسة على مستوى أداء أنظمة الذاكرة العاملة، وقد تكونت عینة الدراسة من 528 تلميذا، تم اختيارهم وفقا للطريقة القصدية بالمدارس الابتدائية، ولإجراء الدراسة اعتمدت الباحثة على اختبار القراءة للباحث الفرنسي لوفافري، وعلى اختبارات الذاكرة العاملة (اختبار النظام المركزي، اختبار المفكرة البصرية- الفضائية، اختبار الحلقة الفونولوجية)، واختبارD2 الذي يتطلب تركيز على مستوى الانتباه، واستعانت بمعامل بيرسون واختبار t للكشف عن الفروق، فتوصلت لنتائج تأكد فرضيات الدراسة و منها وجود علاقة ارتباطية قوية بين عجز الانتباه وصعوبات تعلم القراءة.
دراسة (عمراني أمال، 2015)، هدفت إلى معرفة العلاقة الموجودة بين الذاكرة العاملة واضطرابات البنية الفضائية لدى الطفل الذي يعاني من تأخر دراسي ولديه عسر قراءة، أين شملت مجموعة البحث 30 تلميذ من مستوي السنة الثالثة والرابعة الابتدائي، وتمثلت أدوات الدراسة في اختبار الذكاء KABC، اختبار القراءة للأستاذة غلاب صليحة، اختبار المكعبات ل kohs، اختبار الذاكرة العاملة للأستاذة درقيني. توصلت النتائج إلى إيجاد ارتباط موجب دال إحصائيا بين الذاكرة العاملة واضطرابات البنية الفضائية لدى عينة الدراسة. وركزت هذه الدراسات السابقة حول معرفة العلاقة بين الذاكرة العاملة بصعوبات التعلم (الحساب- القراءة - الكتابة) حيث تناولت الجانب الأكاديمي للكشف عن تأثير ذلك على مستوي التلاميذ، قد توصلت جل الدراسات إلى وجود علاقة بينهما، وخاصة صعوبات الكتابة وهذا ما يعيق سير تعلم الفرد خاصة إذا لم يكن مشخص من قبل مختصين.
دراسة جولد Gold (2001): هدفت الدراسة تحديد ما إذا كانت مهارات الحل الابتكارى لدى التلاميذ المتأخرين دراسياً، يمكن تنميتها من خلال استخدام برنامج نظامي مصمم لتنمية مهارات الحل الابتكارى للمشكلة (الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتفصيلات) ما تقيسها اختبارات تورانس للتفكير الابتكارى، دراسة العلاقة بين مهارات الحل الإبتكارى للمشكلة، وبين الذكاء، والعمر، والجنس، وتكونت عينة الدراسة: من عدد 6 مدارس ابتدائية في مدينة نيويورك بأمريكا، في الفترة ما بين أكتوبر سنة 1988 إلى يونيو سنة 1989، وتم اختيار 60 تلميذا من ثلاث مدارس يمثلوا المجموعة الضابطة، بينما اختير من المدارس الثلاث الأخرى، عدد 60 تلميذاً، من ثلاث مدارس ليمثلوا المجموعة التجريبية لتصبح عينة الدراسة مائة وعشرون تلميذاً، وكان من نتائج الدراسة: وقد أشارت النتائج إلى وجود فروق ذي دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية، والمجموعة الضابطة، لصالح المجموعة التجريبية، في درجات الطلاقة، والمرونة، والأصالة، كما بينما أشارت النتائج إلى عدم وجود ارتباط فعلى بين متغيرات الجنس، والعمر، والتفصيلات، مع درجات الابتكارية.
التعليق على الدراسات السابقة:
من النتائج التي توصل إليها الباحث بعد درسته لسير ونتائج الدراسات السابقة تم التوصل للاتي: أجمعت الدراسات الخاصة بفاعلية البرامج الخاصة بالانتباه الانتقائي التي تم عرضها على فاعلية استخدام برامج نمائية لتحسين الانتباه الانتقائي، مما يساعد الباحث في بناء البرنامج. واتفاق الدراسات السابقة على أن التلاميذ ذوي التأخر الدراسي يعانون من قصور في الانتباه الانتقائي. وأجمعت الدراسات الخاصة بعلاقة الانتباه الانتقائي بالتحصيل الأكاديمي، على العلاقة الإيجابية والدالة بينهم. وتباينت نتائج الدراسات السابقة حول الفروق بين الجنسين في درجة الأداء الأكاديمي أو في الانتباه الانتقائي. والدراسات السابقة ركزت علي أحد جوانب الانتباه الانتقائي، ولم تأخذها بشكل مفسر لأبعادها، والدراسة الحالية تركز على جانبين من الانتباه الانتقائي (البصري – السمعي) بشكل مفسر لأبعاد كل جانب من البصري والسمعي. وتم الاستفادة من الدراسات السابقة في تصميم أدوات البحث وصياغة الفروض وضبط المتغيرات أثناء التجريب، واختيار المعالجة الإحصائية المناسبة، وبناء البرنامج الخاص بالدراسة.
فروض الدراسة:
1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجة الانتباه الانتقائي لدى المجموعة التجريبية باختلاف القياسين القبلي والبعدي؟
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجة الأداء الأكاديمي لدى المجموعة التجريبية باختلاف القياسين القبلي والبعدي؟
3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجة الانتباه الانتقائي لدى المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي؟
4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجة الأداء الأكاديمي لدى المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي؟
5. توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجة الانتباه الانتقائي باختلاف القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية؟
6. توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجة الأداء الأكاديمي باختلاف القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية؟
منهج الدراسة:
تعتمد هذه الدراسة على المنهج التجريبي، وذلك للتحقق من فروض الدراسة.
عينة الدراسة:
تم الاطلاع على درجات التلاميذ التحصيلية في الفصل الدراسي، وتكونت العينة من تلاميذ الصف الأول والثاني من المرحلة المتوسطة، والتي تتراوح أعمارهم بين (11 – 14) عام والمسجلين في العام الدراسي (2019/2020) بمدرستي (معن بن زائدة المتوسطة للبنين - القادسية المتوسطة للبنات). وتم حصر التلاميذ ذوي التحصيل أقل من 60%، والطلاب ذو التحصيل العادي الأكثر من 70% وأقل من 85% بالمدرستين. وتم حصر 120 طالب وطالبة، بحيث يكون من كل مدرسة 60 طالب. وتم استبعاد التلاميذ الحاصلين على أقل من 70 درجة على مقياس الذكاء المستخدم، والحاصلين على أكبر من 110 درجة، وكان عددهم (20) طالب وطالبة. تم تحديد العينة بعد الاستبعاد، وانقسمت العينة إلى عينة سيكوميترية للطلاب العاديين بعدد (30) طالب مناصفة بين الذكور والإناث، وذو التأخر الدراسي بعدد (30) طالب مناصفة بين الذكور والإناث، مما يتراوح درجة ذكائهم بين 70-110. وعينة أساسية (تجريبية وضابطة) مما يتراوح درجة ذكائهم بين 70-90.
قياس التكافؤ بين المجموعتين الضابطة والتجريبية:
من حيث العمر الزمني: تم مقارنة العمر الزمني لأفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية باستخدام اختبار ”ت” لمجموعتين مستقلتين. وذلك للتأكد من عدم وجود فروق ذات دلالة بين المجموعتين الضابطة والتجريبية. وأن قيمة ”ت” المحسوبة بلغت (1.062503) وهي أقل من القيمة الجدولية (2.78)، مما يشير إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي العمر الزمني لأفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية.
من حيث مستوي الذكاء: يتضح عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي الدلالة (α≤ 0.05) بالنسبة للمجموع الكلي لمقياس رافن للذكاء بين المجموعتين الضابطة والتجريبية، إذ بلغت الدلالة الإحصائية (0.437909) وهي أكبر من (0.05) مما يعني تكافؤ المجموعتين إحصائيا في مقياس رافن للذكاء.
من حيث مهارات الانتباه الانتقائي (البصري – السمعي): يتضح عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي الدلالة (α≤ 0.05) بالنسبة للمجموع الكلي في اختبار مهارات الانتباه الانتقائي (البصري - تقييم الطالب) بين المجموعتين الضابطة والتجريبية، إذ بلغت الدلالة الإحصائية لإجمالي الاختبار (0.910) وهي أكبر من (0.05) مما يعني تكافؤ المجموعتين إحصائيا في اختبار مهارات الانتباه الانتقائي (البصري). وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي الدلالة (α≤ 0.05) بالنسبة للمجموع الكلي في اختبار مهارات الانتباه الانتقائي (السمعي) بين المجموعتين الضابطة والتجريبية، إذ بلغت الدلالة الإحصائية لإجمالي الاختبار (0.760) وهي أكبر من (0.05) مما يعني تكافؤ المجموعتين إحصائيا في اختبار مهارات الانتباه الانتقائي (السمعي).
أدوات الدراسة
• اختبار الذكاء (المصفوفات المتتابعة) لرافن.
• مقياس بيردو Purdue الأكاديمي.
• مقياس الانتباه الانتقائي البصري والسمعي (إعداد الباحث).
• البرنامج التدريبي (تنمية مهارات الانتباه الانتقائي) إعداد الباحث.
• دليل المدرب لبرنامج (تنمية مهارات الانتباه الإنتقائي) إعداد الباحث.
نتائج الدراسة
• الفرض الأول: توجــد فــروق ذات دلالة إحصائيــة بيــن درجــات المجموعــة التجريبيــة فــي القياســين القبلـي والبعـدي فـي مسـتوى الانتباه الانتقائي (السمعي – البصري) لصالـح القيـاس البعـدي، يعـزى إلـى البرنامـج التدريبـي المطبـق فـي هـذا البحـث.
• الفرض الثاني: يختلف مستوى الانتباه الانتقائي بين القياس البعدي للمجموعتين الضابطة والتجريبية لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ذوي التأخر الدراسي لصالح المجموعة التجريبية.
• الفرض الرابع: يختلف مستوى الأداء الأكاديمي في القياس البعدي للمجموعتين التجريبية والضابطة لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ذوي التأخر الدراسي.
• الفرض الخامس: لا يختلف مستوى الانتباه الانتقائي بين القياس البعدي والتتبعي لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ذوي التأخر الدراسي لصالح القياس التتبعي). مما يعني ثبات وتحسن أداء التلاميذ ذو التأخر الدراسي بين القياس البعدي والتتبعي بعد تنفيذ البرنامج بفترة زمنية شهرين لصالح القياس التتبعي.
• الفرض السادس: لا يختلف مستوى الأداء الأكاديمي بين القياس البعدي والتتبعي لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ذوي التأخر الدراسي لصالح القياس التتبعي.
فاعلية وتأثير البرنامج:
لحساب معدلات تأثير البرنامج (تنمية مهارات الإنتباه الإنتقائي البصري والسمعي)، تم حساب قيمة (ت) من خلال اختبار (Paired Samples Test)، ثم تم تطبيق معادلة حجم الأثر (نسبة الكسب المعدل لـبلاك) وتم الحصول على حجم التأثير، ويعد حجم التأثير كبير جداً تعدا 90% في حده الأدنى، ممـا يـدل علـى أن مقـدار الكسـب لـدى أفـراد المجموعـة التجريبيـة كان كبير جداً وبالتالي يتمتع البرنـــامج التـــدريبي بفاعليـــة كبيـــرة فيمـــا يتعلـــق بتنمية مهارات الانتباه الانتقائي البصري والسمعي.
التوصيات:
ومن أهمها (ضرورة التوعية بأهمية مهارات الانتباه الانتقائي البصري والسمعي على العملية التعليمية وعلي جودة وقدرات الطلاب على التحصيل والتفوق الأكاديمي - ضــرورة تخصــيص جزء من الحصــص الدراســية للتدريب على مهــارات الانتباه الانتقائي البصري والسمعي كونهــا مهــارات حيويــة تحتــاج إلــي التــدريب والتعلــيم حتى تنمــو بشــكل طبيعي، وبخاصة لمرحلة التعليم الأساسي حتى المرحلة المتوسطة لإتقان وثقل هذه المهارات).
المقترحات:
ومن أهمها (تنمية الانتباه الانتقائي وأثرها في تحسين الأداء الأكاديمي لدى طلاب المرحلة الثانوية المتأخرين دراسياً - دور الذاكرة العاملة في تحسن مستوى الانتباه الانتقائي لدى طلاب المرحلة المتوسطة المتأخرين دراسياً).