الفهرس 
الفصـــــــــــــــــــــــــل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 252 |  |  |
| | | from | 252 | | |
المستخلص
مقدمــــــة:
إن مشكلة صعوبات التعلم وخاصة في المرحلة الابتدائية، ليست مشكلة تربوية فقط بل هي أيضا مشكلة نفسية تكيفية تؤثر على التلميذ الذى يعانى منها، كذلك على أسرته، وعلى المجتمع ككل، حيث يعانى الكثير من التلاميذ ذوى صعوبات التعلم من تكرار الفشل، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، وإفتقارهم إلى الدافعية للإنجاز والنجاح، فمحاولات التلميذ غير الناجحة التي يقوم بها لحل المشكلات والواجبات التي يكلف بها ولم يقوم بعملها تجعله أقل قبولا لدى أفراد الأسرة، ويعزز الفشل المتكرر للتلميذ، والاتجاهات السلبية للآخرين نحوه ، ومن ثم يزداد لدية الشعور بالإحباط، مما يؤدى إلى سوء التوافق، ويصبح هؤلاء التلاميذ مع مرور الوقت، وتفاقم حده صعوبات التعلم لديهم، وعدم وجود برامج للتدخل، مفتقدين لتعاون الآخرين مما يعمق لديهم الشعور بالعجز وعدم الثقة بالنفس( حسن،2016، 304).
ويعد الطلبة ذوو صعوبات التعلم من أكثر الطلبة المسببين للسلوكيات الفوضوية، بناء على وجهة نظر المعلمين داخل الغرف الصفية، حيث يظهر هؤلاء الطلبة تصرفات وسلوكيات معرقلة لسير الحصة الدراسية، فيحدثون بيئة فوضوية داخل الغرفة الصفية، وهذا بدوره يؤدى إلى تشكيل عقبة خطيره أمام الطلبة جميعهم (علاونة، أشرف، 2016 ،435).
وأظهرت العديد من الدراسات المسحية في بعض الدول أن العدوان من أكثر المشكلات السلوكية لدى التلاميذ في المدارس الابتدائية وأشار ”باندورا” إلى أنه السلوك الذى يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة أو السيطرة من خلال القوه الجسدية أو اللفظية على الآخرين، وينتج عن إيذاء شخص أو تحطيم ممتلكات، فالسلوك العدواني للتلاميذ ذوى صعوبات التعلم الأكاديمية قد يكون نتيجة لما يعانيه من قبل وإحباطات ونقص وبالتالي فإن هذا السلوك قد يكون تعويض لمشاعر الفشل والإحباط وهذا ما فسرته ”نظرية الإحباط ”على أن خيبة الأمل التي تحدث نتيجة لعدم تحقق دافع معين ..” أي عملية إدراك الفرد لعائق يحول دون إشباع حاجاته ” ومن أنصار هذه النظرية جون دولارد (J .Dollard )، وميللر Miller حيث افترضوا وجود ارتباط بين الإحباط والعدوان، فالسلوك العدواني يسبقه دائما إحباط ( سبعي، 2014، 7-8).
وتعتبر السيكودراما منذ نشأتها أسلوبا إسقاطيا من أساليب العلاج النفسي الجماعي التي تساعد في خفض السلوك العدواني، وقد ظهرت على يد (Moreno ) حيث يقوم المسترشد بتمثيل موقف من المواقف الاجتماعية المثيرة للعدوان التي مر بها في حياته على خشبة المسرح بدون الاعتماد على نصوص مكتوبة أو مسبقة الإعداد، ويلعب المسترشد عادة دور البطولة في التمثيل، ويلعب الآخرون دور الأشخاص الذين يمثلون مصدرا أساسيا في استثارة السلوك العدواني كالمدرسين أو الأقران أو الوالدين وغيرهم ممن يغشى التفاعل معهم، سواء كان ذلك في محيط الأسرة أم المدرسة
(على،2018، 4) .
فالسيكودراما بفنياتها المختلفة تعد أفضل أساليب الإرشاد النفسي الجماعي والتي يمكن استخدامها مع الطلاب في مختلف المراحل العمرية، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات ومن أمثلة هذه الدراسات: دراسة(Hudgins,2000)، ودراسة( ( Karatas & Gokcakan , 2009ودراسة
( محفوظ ،2011)، ودراسة( علاونة، أشرف،2016)،دراسة( حسن،2017)، ودراسة(محمد،2018).
إشكاليـــــــــــــــة الدراســـــــــــــة:
تم الشعور بمشكلة الدراسة من خلال إطلاع الباحثة على العديد من الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت صعوبات التعلم، ومن خلال إستقراء البحوث والدراسات السابقة والتي تناولت السيكو دراما لأحظت الباحثة أن أغلب هذه الدراسات تناولت جانب التواصل وقصور الإنتباه وعلاقته بمستوى القلق الاجتماعي، وتنمية المهارات الاجتماعية، والسلوك الفوضوي، وتعزيز المهارات الحياتية، وتحسين تقدير الذات، وخفض حده اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي الزائد. ولكن هناك ندره في البحوث التي تناولت فاعلية السيكودراما في خفض السلوك العدواني للتلاميذ ذوى صعوبات التعلم ومنها نبعت فكرة الدراسة الحالية والتي تحددت في السؤال التالي:
”هل توجد فعالية للبرنامج التدريبي القائم على السيكودراما في خفض مستوى السلوك العدواني لدى عينة الدراسة؟
ويتفرع من هذا السؤال الاتي:
1- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس السلوك العدواني؟
2- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس السلوك العدواني؟
3- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على علي مقياس السلوك العدواني ؟
أهـــــــــــداف الدراســـــــــــــــة :
هدفت الدراسة الحالية إلى :
1- حفض مستوى السلوك العدواني بإستخدام برنامج قائم على السيكودراما لذوى صعوبات التعلم.
2- التحقق من فعالية البرنامج التدريبي القائم على السيكودراما في خفض السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم.
3- التعرف على أثر بقاء البرنامج القائم على السيكودراما بعد مرور ثلاثة أشهر من انتهاء التطبيق.
أهميــــــــــــــــة الدراســـــــــــــــــــة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية في التحقق من فعالية البرنامج التدريبي القائم على السيكودراما في خفض مستوى السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم، ويمكن إبراز أهمية الدراسة الحالية من الناحيتين النظرية والتطبيقية كما يلى:
أ - الأهمية النظرية :
تبرز أهمية الدراسة من الناحية النظرية من خلال :
1- تناولت الدراسة أطفال المرحلة الابتدائية وهى من أهم المراحل في النمو العقلي وبناء الشخصية.
2- تسليط الضوء على أهمية فنيات السيكودراما في خطوات العلاج الذى يتوقع من خلاله خفض السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم .
3- قلة المعلومات عن السيكودراما لدى بعض المتخصصين والمعلمين العاملين في ميدان صعوبات التعلم، وبالتالي فإن ما ستصل إليه الدراسة من نتائج سوف يسهم في إثراء الأدب النظري.
4- تعزيز وإثراء خبرة المرشدين والعاملين في الحقل التربوي والنفسي بأساليب إرشادية متميزة غير تقليدية للتعامل مع السلوكيات العدوانية مثل السيكودراما، ولعب الدور، والقصص والألعاب التعاونية الهادفة.
ب - الأهمية التطبيقية :
أما من الناحية التطبيقية فتبرز أهمية الدراسة من خلال :
1- محاولة إمداد المكتبة العربية ببرنامج تدريبي قائم على السيكودراما يهدف إلى خفض مستوى السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم، وذلك لقله الدراسات العربية والاجنبية التي تناولت برامج مماثلة لذوى صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
2- محاولة إيجاد طريقة عملية وفعالة لخفض السلوك العدواني لطلاب المرحلة الابتدائية ذوى صعوبات التعلم، وخاصة مع تزايد أعدادهم حسب ما أثبتته بعض الدراسات.
3 - تحسين الثقة بالنفس وتقليل السلوك العدواني والعناد والتفاعل الاجتماعي الإيجابي لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم .
4- تقديم برنامج تدريبي قائم على السيكودراما في خفض مستوى السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم .
5- الخروج بمجموعة من التوصيات التي يؤمل الإستفادة منها في معالجة تلك المشكلة وتقديم الحلول المقترحة لها، للاستفادة منها في مساعده الممارسين في الميدان التربوي لمساندة ودعم تلك الفئة.
6- الوصول إلى نتائج قد تفيد الباحثين في المجال عند إعداد البرامج الإرشادية والعلاجية والتربوية لذوى صعوبات التعلم.
7- يمكن الاستفادة من البرنامج السيكودرامى في المؤسسات المجتمعية في مجال الطفل والأسرة .
8- يمكن للمرشدين والعاملين في الحقل التربوي والنفسي الاستفادة من البرنامج القائم على السيكودراما ومقياس السلوك العدواني في تشخيص السلوكيات العدوانية، ووضع البرامج العلاجية والإرشادية اللازمة.
9- الاستفادة من البرنامج المقدم في خفض السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم مما يساعد في رفع وتقدم العملية التعليمية.
محددات الدراســــــــــــة:
تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات التالية:
أ- عينــــــــــــــة الدراســـــــــــــــتة:
تكونت عينة الدراسة الحالية من (20) تلميذ وتلميذة من تلاميذ الصف الثاني والثالث الابتدائي بمدرسة حتشبسوت الابتدائية المشتركة بمحافظة المنيا ممن يعانون من صعوبات التعلم أكاديمية مصحوبه بسلوك عدواني مرتفع، وقد تراوحت أعمارهم من (7-9)عام بمتوسط عمرى (٦٢,٧) عام، وانحراف معياري (٤٩,٠)، وتم تقسيم العينة إلى مجموعتين إحداهما تجريبية وعددها(10) تلاميذ (7 ذكور -3 إناث)، وأخرى ضابطة وعددها (10) تلاميذ (7 ذكور -3 إناث).
ب- منهــــــــج وأدوات الدراســـــــــــــة:
- بالنسبة للطريقة أو المنهج تم استخدام المنهج التجريبي.
- بالنسبة لاداوت الدراسة فتمثلت فيما يلى :
- أدوات الدراســــــــــــــــة:
1- مقياس ستانفورد – بينيه للذكاء( الصورة الرابعة) (إعداد مليكة، 1998).
2- مقياس تشخيص صعوبات التعلم الأكاديمية( إعداد عبد العال،2012).
3- مقياس السلوك العدواني ( إعداد/ الباحثة).
4- البرنامج التدريبي القائم على السيكودراما لخفض السلوك العدواني لذوى صعوبات التعلم ( إعداد/ الباحثة).
ج- الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :
استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية لمعالجة البيانات، والتحقق من صحة الفروض:
1- معامل ارتباط بيرسون لحساب الصدق والثبات.
2- معامل الفا كرو نباخ للثبات.
3- المتوسط الحسابي والانحراف المعياري.
4- الأساليب الإحصائية اللابارامترية والتي تمثلت في: اختبار(مان ويتني) لدلالة الفروق بين الرتب غير المرتبطة، واختبار (ويلكوكسون) لدلالة الفروق بين الرتب المرتبطة.
5- معادلة حجم التأثير ( مربع إيتـــــــا ، معادلة كوهين) للتحقق من فعالية البرنامج السيكودرامى.
وتم إجراء هذه المعالجات الإحصائية باستخدام الحاسب الآلي من خلال البرنامج الإحصائي للعلوم الاجتماعية المعروف باسم (SPSS.23).
نتائـــــــــــج الدراســــــــــــــة:
وتوصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التالية:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس السلوك العدواني بعد تطبيق البرنامج لصالح أفراد المجموعة التجريبية عند مستوى(0,01).
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس السلوك العدواني لصالح القياس البعدي عند مستوى(0,05).
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس السلوك العدواني بعد ثلاثة أشهر من إنتهاء التطبيق.