Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
واقع تطبيق معلمات الروضة بدولة الكويت لممارسات التدريس وفقاً للذكاءات المتعددة لتنمية الوعي البيئي لدى الأطفال /
المؤلف
السعيدى، فاطمة مشلح فنيسان.
هيئة الاعداد
مشرف / فاطمة مشلح فنيسان السعيدى
مشرف / محمد فتحي عزازي
مشرف / زهير السعيد حجازي
مشرف / عصام جمال سليم غانم
الموضوع
الذكاء. التفكير.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
167 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تكنولوجيا التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - معهد الدراسات والبحوث البيئية - قسم مسوح الموارد الطبيعية في النظم البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 186

from 186

المستخلص

ظهرت نظرية الذكاءات المتعددة بالأساس كنظرية في علم النفس تتناول مفهوم الذكاء بطريقة مختلفة عن المفاهيم التقليدية السائدة. وعلى الرغم من أن هذه النظرية قد نشأت بالأساس في علم النفس إلا أنها سرعان ما حظيت بترحيب كبير من قبل التربويين وبدأت تنتشر تطبيقاتها في عمليتي التعليم والتعلم، وتصميم المناهج الدراسية. وقد أبرزت نتائج تطبيق هذه النظرية في التدريس فاعلية كبيرة في العديد من المواد الدراسية وفي مختلف المراحل التعليمية، كما اتسمت بالعديد من المميزات ولعل من أبرزها مواكبتها للتوجهات المعاصرة في التربية.
تعد نظرية الذكاءات المتعددة من النظريات المعرفية الحديثة والمتميزة، حيث أول ظهور لها في نهاية القرن الماضي في العام (1983) على يد ”هوارد جاردنر” (H.Gardner) عندما طرح نظريته لأول مرة في كتابه ”الأطر الذهنية” (Frames of Mind: The Multiple Intelligences) والذي وضح في الأسس والمبادئ التي تقوم عليها نظريته، واستعرض فيه الأنماط الذكائية الذي تمثل القدرات الذهنية التي يمتلكها الأفراد كافة دون تمييز (يسري العويمر وأمين الكخن، 2012، ص11).
وبين هاورد جاردنر أن نظرية الذكاءات المتعددة لها أسس في ثقافة الشخص وفي فيزيولوجيته العصبية لأن لها تحديد موضعي في الخلايا العصبية بالدماغ تعمل أثناء التعلم، وهذا ما يميز النظرية عن الأفكار والآراء التي قالت بوجود ملكات أو قدرات متعددة دون سند أو حجج علمية تجريبية، وقد استمد أسس نظريته من ملاحظاته الأفراد الذين يتمتعون بقدرات عقلية خارقة ولا يحصلون في اختبارات الذكاء إلا على درجات متوسطة أو دونها ومن ثم يصنفون في مجال المعاقين عقلياً. كما أكد على أن كل شخص لديه قدرة على تطوير أنواع الذكاءات لمستوى معقول من الأداء إذا منح التشجيع والتعليمات والإثراء، وأن أنواع الذكاءات المتعددة تعمل مع بعضها البعض بطريقة معقدة فلا يوجد ذكاء منفرد باستثناء الحالات المرضية وأنه توجد طرق تظهر ذكاء نوع من الذكاءات المتعددة ولا توجد معايير للمقارنة لوصف شخص بالذكاء في نوع محدد (وفاء العويضي، 2012، ص180).
ونظرية الذكاءات المتعددة من الاستراتيجيات التي تلقى عليها الأضواء في العملية التعليمية استراتيجيات الذكاءات المتعددة؛ حيث تعد نظرية الذكاءات المتعددة من أهم النظريات السيكلوجية والتربوية المعاصرة، وتؤمن هذه النظرية بوجود ذكاءات متعددة ومتنوعة ومستقلة لدى المتعلم، يمكن صقلها وشحذها عن طريق التحفيز والتعليم والتدريب، وتنمية المواهب والعبقريات والمبادرات، بمعنى أن نظرية الذكاءات المتعددة تؤمن بعبقرية المتعلم وقدرته على العطاء والإنتاج والابتكار والإبداع، وحل المشكلات الصعبة، ومواجهة الوضعيات المعقدة، وقد ألقى هواردجاردنر الضوء على هذه الذكاءات وحددها بأنها سبعة ذكاءات كالتالي: (الذكاء الرياضي المنطقي، الذكاء اللغوي، الذكاء الموسيقي، الذكاء البصري والفضائي، الذكاء الجسماني الحركي، الذكاء الطبيعي، الذكاء الكوني، الذكاء التفاعلي، الذكاء الذاتي) (عبير محمود، 2014، ص317).
والواقع أن نظرية الذكاءات المتعددة أحدثت ثورة في مجال الممارسات التربوية والتعليمية، حيث رحبت بالتباين بين الأفراد في أنواع الذكاءات لديهم، وأزاحت الستار عن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة عموماً، كما تقترح أنه لا يوجد مجموعة واحدة من إستراتيجيات التدريس تناسب التلاميذ جميعه، فقد تكون ناجحة بدرجة عالية مع مجموعة من التلاميذ بينما لا تكون ناجحة بدرجة مناسبة مع تلاميذ آخرين (ظافر الخثيمي، 2012، ص5-6).
ويتبين مما سبق أن نظرية الذكاءات المتعددة تؤكد أن كل فرد لديه أنواع متعددة من الذكاءات، وهم بحاجة إلى طرق مختلفة لتنمية هذه الذكاءات، ولعل ذلك جعل المدارس والجامعـات هي الأماكن المناسبة لتطوير الأفراد وتخريج الأجيال المبتكرة للحلول والمولدة للأفكـار فـي شـتى مناحي الحياة. وبينما كان ُينظر لنظرية الذكاءات المتعددة في أول ظهـور لهـا علـى أنهـا نظرية سيكولوجية صرفة؛ إلا أن هذه النظرة سـرعان ما تغيرت، وأصبحت هذه النظرية في صميم اهتمام المعلمين والباحثين التربويين في جمـيع أنحـاء العالم (زياد النمراوي، 2014، ص86).
تقدم نظرية الذكاء المتعدد الفرصة لاستخدام استراتيجيات تعليم مبتكرة ومتنوعة ويمكن تنفيذها بسهولة في حجرة الدراسة، وتؤكد النظرية أنه لا توجد مجموعة واحدة من استراتيجيات التعليم سوف تعمل أفضل عمل لجميع التلاميذ في جميع الأوقات، ولكن هناك استراتيجيات معينة يحتمل أن تكون أكثر نجاحا مع مجموعة من التلاميذ وأقل نجاحا مع مجموعات أخرى، وعلى سبيل استخدام الصور والأشكال في التدريس وغيرها سيصل بالتلاميذ ذوي التوجه المكاني، ولكن يحتمل أن تكون لها تأثير مختلف على ذوي النزعة الجسمية بدرجة أكبر أو اللفظية (إيمان بارعيده، 2012، ص 372).
ولقد أوضحت أدبيات البحوث النفسية والتربوية أن أساليب التدريس القائمة على نظرية الذكاءات المتعددة تعد من الأساليب الفعالة في تعليم فئات عديدة؛ لأنها تجعل المعلمين ينوعون في الأنشطة والمواقف التعليمية التي يستخدمونها للوحدة الدراسية الواحدة؛ مما يتيح لكل تلميذ داخل حجرة الصف أن يستفيد من الأنشطة التي تتوافق مع نوع الذكاء المرتفع لديه، وهذا ما أكدته نتائج التطبيق الفعلي في بعض المدارس بالولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت أساليب تدريسها على هذه النظرية لفئات عديدة ، مما أدى إلى تحسن دال في المواد الأكاديمية التي يعانى هؤلاء التلاميذ (محمد حسنين، 2014، ص87-88).
ولقد حظيت نظرية الذكاءات المتعددة باهتمام كبير من الباحثين في الميدان التربوي، وذلك لأنها ركزت على أمور غفلت عنها النظريات الأخرى، فقد كشفت هذه النظرية عن قدرات كل فرد والفروق الفردية بين الأفراد، مما كان له أثر كبير في الكثير من التطبيقات التربوية لهذه النظرية وخاصة في الجوانب التالية:
• تحسين مستويات التحصيل لدى المتعلمين ورفع مستويات اهتماماتهم تجاه أي محتوى علمي.
• إمكانية استخدام الذكاءات المتعددة كمدخل للتدريس بأساليب متعددة.
• توجيه كل فرد للوظيفة التي تناسبه والتي تلائم قدراته ويتوقع أن ينجح فيها إذا ما استخدم نوع الذكاء المناسب.
• قابلية التفاعل بين الفرد وأي ميدان من ميادين الحياة، على أساس التدريب مع وجود القدرة والممارسة ومناسبتها لطبيعة الفرد نفسه (والي أحمد، 2014، ص238)
ويعد مدخل الذكاءات المتعددة من المداخل التي تساعد المعلمين علي اكتساب مهارات وكفايات تدريسية فعالة، حيث مدخل الذكاءات المتعددة يوفر العديد من الاستراتيجيات التدريسية التي تعمل علي تفعيل كفاءة أداء المعلمين خلال توفير عدد متنوع من الاستراتيجيات منها ما يتعامل مع المتغيرات العقلية مثل إستراتيجية العصف الذهني وما وراء المعرفة، ومنها ما يتعامل مع المتغيرات الاجتماعية مثل استراتيجيات التعلم التعاون والمناقشات، وكذلك منها ما يتعامل مع الانفعالات مثل استراتيجيات تحديد الأهداف وموسيقى المناخ الانفعالي (شعبان أحمد، 2012، ص391).
ولما للتدريس استناداً إلى الذكاءات المتعددة من أهمية كبيرة في المساعدة على زيادة قدرة المعلمات على الاستجابة للاحتياجات المتنوعة للأطفال والفروق الفردية ما بينهم، بات من المهم أن تتسلح معلمات الروضة بالمهارات التدريسية التي تمكنهن من التدريس وفقاً للذكاءات المتعددة بما يحسن من قدرتهن على تنمية الوعي البيئي لدى أطفال الروضة.
ونظراً لأهمية الكشف المبكر عن الذكاءات المتعددة وتنميتها فمن المهم العمل على ذلك في مرحلة رياض الأطفال ولذلك يجب أن يكون للمعلمات دور حيوي في ذلك وذلك من خلال تطبيق ممارسات التدريس وفقاً للذكاءات المتعددة. وفي الدراسة الحالية تتم دراسة ومسح واقع تطبيق معلمات الروضة بدولة الكويت لممارسات التدريس وفقاً للذكاءات المتعددة لتنمية الوعي البيئي لدى الأطفال.