Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصورة الفنية في شعر محمد الفايز (البحر – المرأة) :
المؤلف
عبـد المجيـد، سنــاء عبـد المجيـد ربيـع.
هيئة الاعداد
باحث / سنــاء عبـد المجيـد ربيـع عبـد المجيـد
مشرف / محمـــد حســــن عبـــد الله
مشرف / صـلاح أحمد حفـنـي
مشرف / مصطفى الضبع
مشرف / كمال عبد العزيز
الموضوع
شعر. محمد الفايز. البحر. المرأة.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
346ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/6/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - البلاغة والنقد والأدب المقارن
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 351

from 351

المستخلص

كان الشعر العربي- ولا يزال- فنًا مميزًا يعكس طبائع النفس العربية، وخصوصية اللغة العربية، واتجاه المخيلة عند الشاعر العربي، فـ ”الشعر يخاطب الوجدان، ويحيل الأفكار الذهنية إلى إحساسات، ويستخدم اللفظ، وللألفاظ دلالات عقلية، ونفسية خاصة، وإدراكنا لها يتم عن طريق الشعور، والعقل، وإدراك الألفاظ عقليًا يقف في طريق الشعر منسابًا إلى نفوسنا، ومن ثم يستعين الشاعر بأدوات الفنون المجردة، ليغلب الدلالات الشعورية للألفاظ على الدلالات الذهنية، فهو يتخذ من إيقاع الوزن، وجرس اللفظ، وموسيقا الأسلوب، وسائل ينفذ بها إلى عواطف سامعه، أو قارئه، وهو أيضًا يستخدم طبيعة التصوير.
ولقد اتجهت في دراستي إلى شاعرٍ من شعراء العصر الحديث، الشاعر ”محمد الفايز”، وهو شاعر كويتي تميز شعره في بيئته الخليجية، ولكنه لم ينل القدر الكافي من الدراسة عندنا، ومحمد الفايز شأنه شأن كثير من شعراء عصرنا الحديث، تعددت القضايا التي تناولها في شعره، هذا مع تفرده بالاهتمام بالبحر في متتابعةٍ شعرية (20 قصيدة بعنوان ”مذكرات بحار”)، إنها أول ما اجتذب اهتمامي في شعره، مع هذا، ومع استمرار القراءة لإبداعه الشعري الذي تواصل عبر ثلاثة عشر ديوانًا، رأيت أن موضوعات أخرى (محاور) واضحة في مختلف دواوينه التي تمثل مراحل عمره الفنيِّ، إذ يمكن أن تعطي شعورًا بتميزه في تناولها، بحيث يمكن القول بأن ظاهرتي البحر والمرأة في شعره باستطاعتهما أن تعطيا تصورًا مقبولًا إن لم يكن مميزًا لخصوصية تجربته الشعرية على امتدادها.
ولقد كشفت قراءة الشاعر في مجملها عن تعدد اهتماماته الموضوعية في قصائده حيث شغلته القومية العربية، والمرأة، والحب، والبحر،... وغيرها، فعلى سبيل المثال شغلته لبنان وما يدور فيها إبان الحرب الأهلية، فعبر عن مأساة هذا البلد العربي الموسوم بالجمال وحب الحياة، وكذلك جاء تعبيره ناقدًا لما انتشر في مصر من أوضاع سيئة، فامتزج شعره كله عن الوطن بالحب والحزن والسخرية الأليمة، كما عبر في شعره عن مأساة البحَّار، ومقاساته، وشظف عيشه قبل زمن النفط في بلاده، كما نظم في المرأة شعرًا حالمًا.
ولأن شعر هذا الشاعر متعدد الاتجاهات الموضوعية، والقوالب الفنية (العروضية)، والطاقات العاطفية، فإن محاولة دراسته دراسة شاملة لا بد أن تنتهي إلى قصور وتشتت منهجي، من ثم لم يكن أمامي غير واحد من ثلاثة احتمالات يصعب الجمع بينها في دراسة في المستوى الذي يتقبله المستوى العلمي الذي ألتزم به، منهجًا، وامتدادًا، وتفصيلًا في تناول الظاهرة، وهذه الاحتمالات هي:
الاحتمال الأول: أن أختار جانبًا فنيًا واحدًا أتعقبه على امتداد دواوين الشاعر للكشف عن قدرته الفنية واتجاه موهبته في حدود هذا الجانب، ومن أهم الجوانب القابلة للدراسة (الصورة الفنية، بناء القصيدة، مستويات الغزل، التوجه القومي وتجلياته،...).
الاحتمال الثاني: أن أنتخب من بين دواوينه ديوانًا واحدًا أفرد قصائده بالدراسة، فتكون هذه الدراسة بمثابة ”البحث بالعينة”، وأرجح أن أي ديوان من دواوين محمد الفايز كان باستطاعته أن يغني الدراسة النقدية، وأن يكشف عن قدراته بوصفه شاعرًا مميزًا له خصوصية في عدد من المحاور.
الاحتمال الثالث: أن أختار نوعًا من القصائد التي تتفق في الموسيقى، فقد نظم الشاعر عددًا وافرًا من قصائده فاتخذ لذلك من العروض الخليلي (البحر الشعري) إطارًا يشكل فيه تجاربه وانفعالاته، كما أنتج عددًا وافرًا كذلك من قصائده معتمدًا نسق قصيدة التفعيلة، وذلك بقصد تيسير التحليل النقدي وتعميقه بدلاً من تسطحه وامتداده.
ومع اعتقادي بأن هذه الاحتمالات الثلاثة متراجحة، ويمكنها أن تؤسس لمنهج نقدي كاشف يقرب ما تميز به إبداع هذا الشاعر الموهوب، فقد آثرت أن أختار موضوع ”الصورة الفنية” عند محمد الفايز. (وواضح من عنوان الدراسة أنني لم أقيد مبحث الصورة بديوان أو دواوين محددة، وإنما فضلت أن يكون الاختيار (اختيار نماذج التحليل النقدي) مستفيدًا من جميع دواوينه، وإنما يأتي التقييد في الوقوف على شعر البحر (متضمنًا البحار، والمحار، والسفينة،... وغيرها، وشعر المرأة فقط من شعره).
وقد رأيت أن أتناول بعض أنماط الصورة في شعره وهي على التعاقب: (الصورة البيانية بأشكالها، والصورة الرمز، والصورة المرسومة بالكلمات (حتى وإن تضمنت صورة أو صورًا مجازية)، والمفارقة التصويرية في شعر الفايز، وأتناول كذلك البناء الشعري للقصيدة، وبهذا تتشكل مادة البحث من تمهيد وثلاثة فصول ينقسم كل فصل إلى مباحث، تتعاقب على النسق الذي سجله فهرس هذه الدراسة، والتزم به سياقها حتى بلوغ النتائج أو خاتمة البحث وخلاصته..