Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الموقف والأداة في روايات مكاوي سعيد /
المؤلف
رشوان، ريهام سيد ماجد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / ريهام سيد ماجد محمودرشوان
مشرف / محمود إبراهيم محمد الضبع
مشرف / جمال عبدالحميد زاهر
مشرف / عبدالرحيم محمد الكردى
الموضوع
روايات.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
289ص.- ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
17/10/2021
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 289

from 289

المستخلص

تعد النصوص الأدبية، التي تنتجها أية أمة،المعبر الحقيقي عن ثقافتها وملامح تفكير أفرادها، فنجد الأديب يتأثر بما يحدث في الواقع الخارجي، فيساهم في اجتيازه عددٍ كبيرٍ من التجارب، التي تتراكم في ذاكرته، مؤثرة في تنامي وعيه، ويعكس لنا رؤيته الاستيعابية من واقعه المحيط، من خلال رؤيته للحياة والعالم من حوله، فيعبر عنها بصدق من خلال أعماله الأدبية.
في ضوء ذلك، نجد أن (مكاوي سعيد) اختار مواقفه من عصره، بما يحتويه من قضايا اجتماعية تهم القارئ الذي يتوجه إليه.. وهو يصور، من خلال أعماله الروائية، ما يضطرب به عصره من صراع اجتماعي بين طبقات المجتمع، وصراع سياسي بين الفرد والسلطة، أو بين المثقف والسلطة. فالكاتب لا ينقل للأدب مواقف الحياة الواقعية كما هي، بل يختار من بين الأحداث والأشخاص، بحيث يوحي عمله بما يريد،فيكشف عن موقفه الذاتي تجاه المجتمع، وتأتي أعماله مرتبطة بالعصر وقضاياه.
كما قدَّم (مكاوي) أعمالًا روائية متنوعة، بحس أديب قارب العيش من الفقراء، واستطاع أن يعبر عن آلام مجتمعه بصورة حية وأدبية بارعة، جسدت اكتمال التجربة الفنية وقوانينها المحكمة، كما بلورت العلاقات الشائقة، بين الأحداث والصور والشخصيات.
من هنا تبرز أهمية الموضوع، وتثار أكثر من صيغة استفهامية.. لماذا (مكاوي سعيد)؟ ولماذا روايات (مكاوي)؟ ولا تبالغ الباحثة إذا أوضحت أن اختيار (مكاوي سعيد) ورواياته، على وجه التحديد، يرجع إلى عدة أسباب، منها:
نُدرة الدراسات النقدية عن روايات (مكاوي سعيد)،واشتباك رواياته مع القضايا السياسية المعاصرة؛ حيث تحمل رواياته كثيرًا من الرؤى السردية، التي تستحق أن تُسلط عليها أضواء الدراسة، فضلًا عن الإجادة الأدبية لصاحبها؛ حيث اهتم في أعماله بأحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها، كما اهتم بحماس شبابها ونضالهم ودفاعهم عن الحرية، ووقوفهم ضد الظلم والعنف؛ نصرة للسلام والديمقراطية. ومن ناحية أخرى، اهتمامه بعرض المشكلات الاجتماعية والأسرية وكيفية تخطيطها، وتركيزه على فئة أولاد الشوارع، والواقع المصري الذي رسمه في أزهي صوره، ولم يغب عنه تسليط الضوء على الطبقة المهمشة والطبقة العليا المرفهة، وما بينهما من حياة مليئة بالتناقضات،كما وجدت الباحثة المرأة حاضرة في رواياته، فكانت مؤثرة ومتأثرة. وامتاز(مكاوي) بوصف سردي محكم ظهر في أعماله، وخلق عناقيد سردية متنوعة، جعلت لرواياته شكلًا سرديًّا خاصًّا ومميزًا من ناحية البناء، حيث استطاع الجمع بين الموقف والأداة، شكلًا وموضوعًا.
ويهدف هذا البحث الكشف عن الموقف والأداة في روايات (مكاوي سعيد)، من حيث: معرفة موقف (مكاوي) الفكري، ورؤيته لقضايا المجتمع في رواياته عن طريق شخصيات كل رواية، وكشف طريقة معالجة الكاتب لقضايا المجتمع، وسط التيارات السياسية والفكرية والثقافية، واستكشاف سمة التصوير الفني والجمالي في رواياته.
أما عن الدراسات السابقة التي تناولت أعمال (مكاوي سعيد)، ففي درب التنقيب عن ماهية هذه الدراسة، وعما إذا كانت قد دُرست من قبل أم لا، وجدت الباحثة رسائل علمية نوقشت من قبل، وهي:
1- رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بعنوان: (روايات مكاوي سعيد دراسة في ضوء علم اجتماع النص)، إعداد الباحث: (أحمد حسني أبو سيف سيد)، إشراف: الأستاذة الدكتورة: (ثناء محمود قاسم)، وإشراف مساعد: الدكتورة (إلهام عبد العزيز بدر)، جامعة الفيوم، كلية دار العلوم، قسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن، سنة 2018م.
2- رسالة ماجستير تضمنت رواية (تغريدة البجعة) بعنوان: (الرواية المصرية المعاصرة دراسة تحليلية لنماذج مختارة من منظور الجغرافيا الثقافية)، إعداد الباحثة: (دينا سيد حسين عبد الشكور)، جامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم اللغة العربية وآدابها، إشراف: الأستاذ الدكتور (حسين حمودة)، والأستاذ الدكتور( سليمان العطار)، سنة 2019م.
3- رسالة ماجستير بعنوان: (تقنيات السرد في القصة القصيرة عند مكاوي سعيد) إعداد الباحث: (مصطفى ربيع عبد اللطيف شحاتة)، إشراف: الأستاذ الدكتور (عبدالرحمن حسن الشناوي)، جامعة القاهرة، كلية دار العلوم، قسم الدراسات الأدبية، سنة 2020م.
4- رسالة دكتوراه تضمنت رواية (تغريدة البجعة) بعنوان: (صورة الشخصية المستلبة في الرواية المصرية المعاصرة من 2001 إلى 2015- دراسة تحليلية)، إعداد الباحث: (عيد خليفة علي محمد) مدرس مساعد بجامعة الأزهر سوهاج، كلية اللغة العربية بجرجا، إشراف: الأستاذ الدكتور: (حنفي محمود شطير) أستاذ الأدب والنقد المتفرغ بجامعة الأزهر بسوهاج، والأستاذ المساعد (عصمت محمد أحمد رضوان) أستاذ الأدب والنقد ووكيل كلية اللغة العربية بجرجا، سنة 2021م.
أما عن الكتب والرسائل العلمية والمقالات النقدية، التي تحمل عنوان (الرؤية والبنية)، أو (الموقف والأداة)، فإنها بعيدة عن موضوع دراسة الباحثة (الموقف والأداة في روايات مكاوي سعيد)؛ حيث تسعى الباحثة من خلالها إلى دراسة الموقف دراسة مبنية على الموقف (السياسي،الأيديولوجي، الاجتماعي، والنفسي)، وأداة البناء الروائي الفني من حيث: (الزمان- المكان- الشخصيات- اللغة)، ومجموعة التحولات السردية الجديدة التي أضافها (مكاوي) في رواياته.
وكان اختيار الباحثة لهذه الراويات لعدة أسباب، منها:
أولًا: أن دراسة هذه الراويات حسب المنهج المحدد، ترصد الأبعاد السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والنفسية، التي تعبر عن جماعة وليس عن فرد،وهي العناصر البارزة والمسيطرة على الراويات؛ خاصة في الفترة التي كُتِبَت فيها هذه الراويات.
ثانيًا: دراسة البناء الفني للسرد، مما يتيح للباحثة استكشاف جوانب سردية، لم تتوافر في روايات أخرى، مثل استخدام التنوع في أساليب السرد؛ لرسم رؤى خيالية وقولية ومتفردة لكل سارد.
منهج الدراسة:
أما المنهج الذي تعتمد عليه هذه الدراسة، فإنه: منهج البنيوية التكوينية لرؤية العالم؛ ذلك أن البنيوية التكوينية تحاول أن تكشف رؤية العالم عند الأديب، مُبينة وكاشفة موقفه من موقعه، الذي يعيشه في القضايا السياسية والاجتماعية؛انطلاقًا من أن كل بنية أدبية إنما تَعكس بنية ثقافية واجتماعية أكبر منها، وكل أديب إنما يحمل رؤية لعالمه، تظهر في هذه البنية.
إن الناقد البنيوي التكويني يجد رؤية العالم بوصفها ”تكوينًا معرفيًّا قد تتجاوز ذلك الإبداع، فكلما زادت قدرات المبدع ازداد اقترابه من تلك الرؤية وصدق تمثيله لها، حتى وإن لم يعِ ذلك، فثمة حتمية ماركسية في تلك العلاقة التعبيرية، تأخذ شكل البنية أو العلاقات الدينامية، بين عناصر العمل الأدبي، التي يمكن القول بأنها تسكن لاوعي الكاتب،وهذه البنية بتعبير آخر هي رؤية العالم، وقد تماثلت في العمل الأدبي؛ أي تحولت إلى نسق من الرؤى والأفكار المترابطة” .
ونلخص من ذلك إلى أنه لا يمكننا فهم أي عمل أدبي فردي، إلا من خلال الإطار الذي كُتب فيه؛ فالمبدع يعبر عن عالمه المحيط بأفكاره الخاصة، التي تتناسب مع الواقع ويقبلها العقل، فهو لايكتب لنفسه مهما أغرق فى الفردية؛ بل يضطرأن يشارك الخارج؛ حتى لا تتناقض أفكاره مع أيديولوجية الجماعة التي تستقبل هذا العمل.
العملية الإبداعية الحاملة لرؤية العالم ليست مجرد آلية انعكاسية بسيطة، بل إنها أعمق وأصعب بكثير، نظرًا للظروف الجمالية التي تتحكم في الصياغة الفنية للأعمال الأدبية عامة.
كذلك، فإن البنيوية التكوينية تهتم بالطابع الاجتماعي للإبداع، الذي يتضمن بنية ذهنية لأحدالتصورات الموجودة في الواقع، أما حرية الكاتب فتبقى كتشكيل جمالي في العملية.
تتوقف هذه الدراسة أمام بنيتين، هما:
البنية الأولى: الواقع بجوانبه السياسية والفكرية والاجتماعية والنفسية.
والبنية الثانية: البنية السردية.