الفهرس 
الغلافيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 266 |  |  |
| | | from | 266 | | |
المستخلص
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل وبنائها، ولأحداثها آثار واضحة يمكن تلمّسها على امتداد عمره سواء أكان ذلك في سلوك الطفل أم في صفاته الشخصية. ومن أبرز ما تتسم به هذه المرحلة اعتماد الأطفال على آبائهم في إشباع احتياجاتهم، فالطفل يبدأ هذه المرحلة بالاعتمادية الكاملة على الغير، ثم يترقى في النمو نحو الاستقلال والاعتماد على الذات، وفي مرحلة الطفولة المبكـرة يقـل اعتماد الطفل على الكبار، ويزداد اعتماده على نفسه وذاته، ويتم في هذه المرحلة الانتقال من بيئة المنزل إلى بيئة الحضانة ورياض الأطفال، حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية المحيطة به، على نحو يمكنه من التعامل بوضوح مع بيئته مقارنة بمرحلة المهد. وفي هذه المرحلة تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية واكتساب القـيم والعادات الاجتماعية، ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ، ويتعلم السيطرة على العواطف والانفعالات وتنظيم الرغبات.
لذا تعتبر الرعاية المقدمة للأطفال من قبل الوالدين والقائمين على رعاية الأطفال ذات دور أساسي في هذه المرحلة، حيث تهيّئهم ليصبحوا أسوياء قادرين على التعامل مع كافة المواقف التي يواجهونها؛ إذ يتعرض الطفل اليوم لصراع كبير بين الإشباع الفوري لمتطلباته وقدرته على تأجيل ذلك الإشباع، فمن الأطفال من يستطيع ضَبْط نفسه وكَبْح جماحها من الانسياق وراء أهوائها، ومنهم من لا يستطيع ذلك، فالصبر على الامتناع عن قطعة الحلوى، والقدرة على مقاومة هوى النفس، هي القدرة المطلوبة لترك اللعب واللهو وإجبار النفس على المذاكرة، وهي القدرة المطلوبة ذاتها لضبط الانفعالات وعدم تفريغ شحنة الغضب بفعل أو قول سيئ، وهي القدرة المطلوبة لكبح جماح النفس نحو شهوة الطعام، وذلك في سبيل صحة جيدة وجسم سليم. إذن فالقاعدة تقول إنه من المستحيل وجود نجاحات مبهرة وإنجازات عظيمة دون أن يكون خلفها قوة إرادة وضبط نفس، وهنا يظهر دور الأسرة والمعلمات والقائمين على رعاية الأطفال. وتعتبر مهارة الإشباع المؤجل إحدى أهمّ المهارات التي يجب غرسها وتنميتها في شخصية الطفل، حيث تعد قدرة الأطفال على الإشباع المؤجل في سن مبكرة مؤشرًا على نتائج إيجابية في النواحي النفسية والمعرفية والصحية والأكاديمية.
ويرتبط الإشباع المؤجل بالتنظيم الذاتي، ويدعم كل منهما الآخر ويؤثر فيه، حيث يعد تأجيل الإشباع عملية مهمة بالنسبة للتنظيم الذاتي؛ فهو يساعد على تحمل الجهد بمرور الوقت في مواجهة العقبات.
وسوف تستخدم الباحثة في هذا البحث برنامجًا قائمًا على استراتيجيات التنظيم الذاتي لتنمية استعداد الأطفال للإشباع المؤجل.