Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الغرب في الرواية المصرية بين جيلي هيكل ونجيب محفوظ /
المؤلف
عويضه، أحمد جمال علي السيد.
هيئة الاعداد
باحث / احمد جمال على السيد عويضة
مشرف / عبدالرحيم محمد الكردى
مشرف / محمد عبدالباسط اعمير عميرة
مشرف / محمد عبدالحميد خليفة
الموضوع
الرواية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
399ص.- ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
الناشر
تاريخ الإجازة
27/10/2020
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 328

from 328

المستخلص

ن الظروف والأحداث جعلت الشرق والغرب يحتكان بعضهما ببع ض، من هذه الأحداث: التجارة والهج ا رت
والحرو ب، وقد تتابعت سلسلة من الاتصال المباشر بين الشرق والغرب بداية من الحروب الصليبية التي ش نها
الغرب على الشرق الإسلامي، والتي تأثرت بالحضارة الشرقية وأفادت منها في مجالات عدة، يقول جوستاف
لوبون:” إذا نظرنا إلى النتائج البعيدة التي أسفرت عنها الحروب الصليبية تجلت لنا أهميةُ تلك النتائج التي كان
بعضُها نافع وبعضها ضا ا ر، وإن شال المي ا زن ورَجَحَت كفة النافع منها، فقد كان اتصال الغرب بالشرق مُ دة
قرنين من أقوى العوامل على نم و الحضارة في أوربة... ولم يكن عند أولئك الب ا ربرة ما يفيد الشرق، ولم ينتفع
الشرق منهم بشيء في الحقيقة، ولم يكن للحروب الصليبية عند أهل الشرق من النتائج سوى بَذْرها في قلوبهم
الازد ا رءَ للغربيين على م ر الأجيال” )1(، إذًا فقد كان الشرق مؤث اً ر في الغرب ومعلمًا ومهذبًا له في أولى حلقات
الاتصال المباشر بينهما.
كما أن نهاية الحروب الصليبية شهدت تحو لا فكر يا خطي ا ر تجاه الشرق ؛ حيث استقر عند الغرب أن طبيعة
التركيب الإسلام ي والشرقي هو سر صمو د الشرق أمام جحافل الغرب الاستعمارية وتحقيق انتصا ا ر ت حربي ة
عليه أي ضا، من هنا بدأ التوجه ناحية ما وسم بعد ذلك ب”الخطط التغريبية” التي تستهدف الفكر والعقيدة الشرقية،
ويذكر لنا الدكتور على عبد الحليم محمود على لسان المؤرخ الغربي ”الفيكونت فيليب دي ط ا رزي ” المحاولات
الاستش ا رقية الأولى لتنفيذ هذا المخطط فيقول:” ا رح البابوات في القرنين الثاني عشر وال ا ربع عشر يقرون قصادهم
ورسلهم ورهبانهم بتعلم اللغة العربية تروي جا لخطتهم الكاثوليكية” )2( .
وقد نبعت هذه المؤام ا رت من الصورة المؤلمة التي تركها الإسلام في مخيلة الغرب؛ حيث كان الإسلام
رم ا ز يجسد رع با في المخيلة الغربية، فسبب لأوروبا صدمات نفسية متصلة الحلقات يقول إدوارد سعيد:” لا شك
أن الإسلام كان يمثل مصدر استف ا زز حقيقي من زوايا عديدة،... فقد حقق من النجاحات العسكرية والسياسية
التي لا تبارى ما حق له أن يتفاخر به، ومنذ آخر القرن السابع حتى موقعة )ليبانتو البحرية(عام ) 1571 ( كا ن
الإسلام مصدر تهديد فعلى للمسيحية الأوربية، ومن المحال أن يغيب عن ذهن أي أوربي في الماضي أو
)1( جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، د.ط، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، د.ت، ص 345 - 346.
)2( على عبد الحليم محمود: الغزو الفكري والتيا ا رت المعادية للإسلام، إدارة الثقافة والنشر جامعة الإمام محمد بن مسعود
الإسلامية، 1981 ، ص 87.
و
الحاضر أن الإسلام استطاع التفوق على روما وسطع نجمه سطو عا أشد” )1( .
وقد جاء أول تطبيق لهذا التوجه الجديد في الحملة الفرنسية على مصر ) 1798 (، التي استطاع ت- في
بداية الأمر- التأثير على المصريين من خلال مخاطبة عاطفتهم الإيم انية، ولكن ما لبث المص ريون أن اكتشفوا
زيف هذا القناع الديني فنبذوا الحملة الفرنسية رغم ما قدمته لمصر من وسائل علمية حديثة .
ومع ذلك فقد كانت الحملة الفرنسية البوابة الأولى التي من خلالها تعرف المصريون على أط ا رف من
الغرب، ورغم أن وجودها في مصر لم يتعد الثلاث سنوات إلا أنها خلفت آثا ا ر ثقافية غربية خطيرة في الفكر
المصري والتي انعكس ت بدورها على المجتمع، وعلى الرغم من الرفض والإنكار الذي توجه لهذه الثقافات من
ال أ ري العام المصري إلا أن هذه الثقافات الغربية استمرت في الت ا زيد داخل الفكر المصري؛ حيث ت وافرت لها
العديد من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي شاركت في وجودها وسريانها في الفكر المصري الحديث، وكان
أول هذه العوامل سياسا ت محمد علي التعليمية؛ حيث توجه فكره البنائي التوسعي ناحية العلم الغربي كضرورة
من ضروريات بناء مصر الحديثة واعتما دا على هذه القاعدة أرسل البعثات العديدة إلى مجموعة من الدول
الأوربية.
وكان محمد على حري صا أشد الحرص على تحقيق هدفه التعليمي؛ لذلك كان متاب عا لانتظام تحصيل
هؤلاء الطلاب للعلوم الغربية، كما أنه أوفد معهم إما ما أزهر يا م ا رف قا لهم ليدفع عنهم ما قد يحدث من تشتت
وارتباك نتيجة لاختلاف الثقافات والعادات بين شرقهم والبلاد الأوروبية؛ لذلك لم تنتج سياسات محمد علي
التعليمية خط ا ر واض حا على الهوية الإسلامية والشرقية، يقول الدكتور عبد المحسن طه بدر:” وكا ن طبيع يا ألا
يُحدث عصر محمد علي آثا ا ر اجتماعية وفكرية واضحة، وهو وإن فتح با با للاتصال بأ وروبا من جديد إلا أن
هذا الاتصال ظل مقصو ا ر على الناحيتين العسكرية والعملية” )2( .
وعلى الرغم من ذلك فإن الثقافات الغربية استطاعت أن تنفذ إلى فكر هؤلاء الطلا ب وأن تؤثر فيهم، ومع
أن هذا الفكر لم يجد مساح ة له في عهد محمد على إلا أنه ظل يطارد النفس الشرقية ويح دثها بما شاهده عند
الغرب من ثقافا ت. وفي أثناء حكم خلفاء محمد على وجدت الثقافات الغربية متس ع ا لها من خلال ولع الخلفاء
بالثقافات الغربية من ناحية، من ناحية أخري تلبية لحاجة الفكر الحديث في التعرف على المزيد عن المجتمع
الغربي وثبر أغواره، فانتشر ت الثقافات الغربية من خلال البعثات العلمية العديدة التي أوفدت إلى إنجلت ا ر وفرنس ا
)1( إدوارد سعيد: الاستش ا رق، ت: محمد عناني، ط 1 ، دار رؤية، القاهرة، ص 144 .
)2( عبد المحسن طه بدر، تطور الرواية العربية الحديثة، ط 5 ، دار المعارف، د ت، ص 26.
ز
وإيطاليا وغيرها لتحقيق هذه الحاجة الفكرية، ومن هنا تشكلت جبهات فكرية تتجه نحو الغرب وتدعو إليه .
وقد ساعد على ذلك وشج ع عليه تحقي قا للخطط التغريبية الحلقة الثالثة من حلقات اتصال الشرق بالغرب