الفهرس 
مشكلة البحث وخطة دراستهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 392 |  |  |
| | | from | 392 | | |
المستخلص
يشهد العصر الحالي ثورة في المعلومات والنمو المعرفي وتنوع مصادر المعرفة، وكلّ ذلك يسير بخطوات سريعة ومتلاحقة؛ حتى أصبح لزامًا على المنظومة التربوية بكلّ عناصرها أن تواكب هذا التغير السريع؛ الأمر الذي يتطلب مراعاة هذه المؤثرات في النظام التعليمي وأخذها في الاعتبار وعدم إغفالها .
وتعتبر بيئات التعلم الإلكترونية من أهم مستحدثات تكنولوجيا التعليم والتي يمكن للمتعلم من خلالها أن يتفاعل مع جميع أطراف عملية التعلم؛ ممّا يساعد في تحقيق أكبر قدر من الكفاءة والمرونة والفاعلية، إلا أن أتاحت الثورة التكنولوجية لمصممي التعليم الفرصة لإنشاء بيئة تعليمية إلكترونية شبه متكاملة وأكثر مرونة تتيح تقديم المحتوى بما تتناسب مع خصائص المتعلمين والفروق الفردية بينهم.(محمد خميس، 2018، 467)
ولقد أشارت دراسة حسن جامع (2009، 101) إلى ضرورة الحاجة إلى بيئات إلكترونية متنوعة في أساليب تقديم المحتوى التعليمي قدر الإمكان، حتى تتمّ مراعاة أكبر قدر من أنماط تعلم الطلاب والفروق الفردية بينهم.
ويرى الغريب إسماعيل (2009، 306) أنه لا بدّ من مراعاة ثلاثة معايير مهمة عند تصميم بيئة التعلم الإلكتروني، وهي أولًا: إتاحة الإمكانات التكنولوجية، وإمكانية الوصول إلى المعلومات، واستخدامه بسهولة، ثانيًا: القدرة على زيادة المعلومات، وأشكالها المتنوعة، وملاحقة التطورات الحديثة في جميع المجالات، وثالثًا: الفعالية، وتظهر في التحسن، والتطوير المستمر للمعارف والمهارات.
فقد ظهر مفهوم التعليم التمايزي ونال قدرًا من اهتمام الأنظمة التعليمية؛ حيث اهتم بتقديم التوجيه والإرشاد للمعلمين الذين يرغبون في وضع وتيسير خطط تدريسية متسقة وقوية استجابة لاختلافات التلاميذ في أساليب التعلم والاستعدادات. كارول توملينسون (2005 ،11).
وبدأت فكرة التعليم التمايزي تأخذ مكانتها، حينما أعلنت وثيقة حقوق الطفل التي أوصت بالتعليم التمايزي للجميع، والأخذ في الاعتبار الاختلافات بين المتعلمين، حيث يتعلم الطلاب بأساليب مختلفة، تمكنهم من الحصول على تعليم يتناسب مع خصائصهم، ويحقق لكلّ منهم أقصى درجات النجاح والإنجاز في إطار إمكاناته وقدراته. كوثر كوجك وآخرون ( 2008 ،15).
ومن المؤتمرات التي أكدت أهمية وفعالية هذا النوع من التعليم في تنمية المهارات مؤتمر التربويين العالمي والذي تمّ انعقاده في دولة الكويت بمدرسة البيان ثنائية اللغة في العام(2010)؛ وهو ما دفع العديد من الباحثين لاستخدامه في تنمية المهارات والمفاهيم المختلفة مثل دراسة (مها سلامة،2014)، ودراسة روميرو ((Romero, 2016.
ونظرًا لاهتمام وزارة التربية والتعليم بتزويد المتعلمين بالمهارات والمفاهيم اللازمة والملائمة للعصر الحالي، فقد أولت اهتمامًا كبيرًا بتنمية مهارات البرمجة لدى المتعلمين منذ الصفوف الأولى، وهو ما يظهر جليًّا في بروتوكولات التعاون بين الوزارة والعديد من المؤسسات ومراكز التدريب من خلال توفير برامج تدريب على البرامج المختلفة والاعلان عن مسابقات للبرمجة بجميع مدارس الجمهورية.
وتُعد البرمجة، ولغاتها ذات أهمية بالغة لتلاميذ الصفوف الأولى؛ لكونها تتضمن تدريبهم على مهارات التفكير المنطقي، والإبداعي، وتكسبهم قدرات تحليلية، وأساليب حل المشكلات. . (Michael, et al,2007,61 )
وقد أكدت عدد من الدراسات على أهمية تعلم البرمجة، منها دراسة محمد سليمان (2015) التي أشارت إلى ضرورة الاهتمام بتنمية مهارات البرمجة للتلاميذ، من خلال استخدام استراتيجيات تعليمية، ودراسة سلمى عيد (2018) التي أوصت بالاهتمام بمهارات البرمجة، وخاصة مهارات البرمجة بلغة الفيجوال بيسك، وهدفت إلى تنمية تلك المهارات لدى التلاميذ باستخدام التعلم المدمج؛ ممّا يؤهلهم لمواكبة التطورات في البرمجيات.
ومع تطور البرمجيات تطورت لغات البرمجة، واستمر الإنسان في تحسين وتسهيل لغات البرمجة. ويمكن تصنيف لغات البرمجة إلى مستويين: لغات منخفضة المستوى وهي لغة الآلة، ولغة التجميع، ولغات عالية المستوى، وهي لغة البرمجة الإجرائية. (بسمة القزلان، 2017، 15)
ومن لغات البرمجة لغة Visual Basic.NET فهي إحدى اللغات عالية المستوى، وتستخدم لأغراض عامة، وهى قريبة من لغة، وأفكار الإنسان، علاوة على أنها تنتمي إلى مولدات التطبيقات، وذلك لإمكانياتها الجيدة في التعامل مع قواعد البيانات.(محمود الأسطل،2007، 27)
ومن خلال ما سبق ترى الباحثة أن تعلم مهارات البرمجة يحتاج إلى بيئة تعليمية متميزة تتنوع فيها أساليب وطرق تقديم المحتوى والأنشطة بما يلائم خصائص المتعلمين واهتماماتهم، واستعداداتهم وقدراتهم؛ وهو ما دفع الباحثة إلى التفكير في بيئات التعلم القائمة على أنماط التعليم التمايزي.
وتتعدد أنماط التعليم التمايزي منها التعليم وفق نمط الذكاءات المتعددة وتعني أن يقدم المحتوى وفق تفضيلات التلاميذ وذكاءاتهم المتنوعة، والنمط الثاني هو التعليم وفق أنماط المتعلمين حيث تصنف أنماط المتعلمين إلى سمعي، وبصري، وحركي، ويضيف بعضهم نمطًا حسيًّا. بمعنى أن يتلقى التلميذ تعليمًا يتناسب مع النمط الخاص به، والنمط الثالث هو نمط التعلم التعاوني يمكن اعتبار التعلم التعاوني تعليمًا متمايزًا إذا راعى المعلم تنظيم المهام وتوزيعها وفق اهتمامات التلاميذ وتمثيلاتهم المفضلة. (ذوقان عبيدات، سهيلة أبو السميد،2007، 120)
وتمّ اختيار هذين النمطين من أنماط التعليم التمايزي؛ لأنهما الأكثر ارتباطًا بتقديم مهارات البرمجة والمتعلقة بحل المشكلات والتعامل مع لغات البرمجة المتقدمة
هذا ما دفع الباحثة إلى محاولة التعرف على أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على أنماط التعليم التمايزي (نمط التعلم التعاوني، نمط الذكاءات المتعددة) لتنمية مهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية.
مشكلة البحث وتساؤلاته
تكمن مشكلة البحث في ضعف مهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية، وتُعد تنمية مهارات البرمجة لديهم هدفًا تربويًّا مهمًّا؛ لذا ينبغي استخدام طرق تعليم متنوعة وحديثة تسهم في ذلك ومن ثمّ تحددت المشكلة ويمكن صياغتها في التساؤل الرئيس التالي:
ما أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على أنماط التعليم التمايزي (التعلم التعاوني، الذكاءات المتعددة) في تنمية مهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية:
1- ما مهارات البرمجة الواجب توافرها لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
2- ما معايير تصميم بيئة إلكترونية قائمة على أنماط التعليم التمايزي لتنمية مهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
3- ما أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على نمط التعليم التمايزي (التعلم التعاوني) في تنمية الجانب المعرفي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية؟
4- ما أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على نمط التعليم التمايزي (نمط الذكاءات المتعددة) في تنمية الجانب المعرفي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية؟
5- ما أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على نمط التعليم التمايزي (التعلم التعاوني) في تنمية الجانب الأدائي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية؟
6- ما أثر تصميم بيئة إلكترونية قائمة على نمط التعليم التمايزي (نمط الذكاءات المتعددة) في تنمية الجانب الأدائي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية؟
7- ما أثر اختلاف أنماط التّعليم التّمايزي ( التّعلّم التّعاونى، الذّكاءات المتعدّدة) داخل البيئة الإلكترونية على الجانب المعرفي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعداديّة بالمعاهد الأزهريّة؟
8- ما أثر اختلاف أنماط التّعليم التّمايزي ( التّعلّم التّعاونى، الذّكاءات المتعدّدة) داخل البيئة الإلكترونية على الجانب الأدائي المرتبط بمهارات البرمجة لدى تلاميذ المرحلة الإعداديّة بالمعاهد الأزهريّة؟