Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحجاج المنطقى وعلاقته بالحجاج البلاغى /
المؤلف
شحاته، دعاء صالح عبدالجواد صالح.
هيئة الاعداد
باحث / دعاء صالح عبدالجواد صالح شحاته
مشرف / عالية عبده شعبان
مناقش / يمنى طريف الخولى
مناقش / عادل عبدالسميع أحمد عوض
الموضوع
الخطابة. الحجاج البلاغى. الحجاج المنطقى.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (264 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 264

from 264

المستخلص

انتهت هذه الدراسة إلي أن نظرية الحجاج بشقيها البلاغي والمنطقي تعود جذورها إلي الفكر اليوناني القديم وخاصة أرسطو حيث يعد الواضع الحقيقي لنظرية الحجاج والمرجع الرئيسي لكل من جاء من بعده. أي أن الدراسات المنطقية والبلاغية الحديثة ليست وليدة اليوم بل تبدء مع أرسطو. كما تبين الدراسة أيضاً أن مفهوم الحجاج حديثا له امتداد وأصول في البلاغة العربية، فقد فطن العرب إلى القيمة الحجاجية للملفوظات البلاغية. فلم تكن بلاغتهم بلاغة محسنات بديعية وصور أسلوبية فقط بل كانت بلاغة حجاجية جامعة بين المضامين العقلية والصور البيانية. لقد تأصلت النظرية الحجاجية الحديثة من قبل عدد من البلاغيين والمناطقة الجدد، أهمهم بيرلمان وتيتيكا، وهؤلاء علي الرغم من تمسكهم بالحجاج الأرسطي وإقامتهم لأسس نظريتهم عليه, إلا أنهم أصحاب نظرية تجديدية وإضافات علمية تتمثل في إعادة البلاغة الحجاجية إلى الصدارة مرة أخري وإطلاق اسم البلاغة الجديدة عليها وهي بلاغة منطقية تهدف إلى الإقناع مع الإذعان بالفعل أو الترك. كذلك الخروج بالحجاج من دائرتي الخطابة والجدل وجعله شيئا ثالثا غير خاضع لمناورات ومغالطات الخطابة، ولا لصرامة وإلزام الجدل. و تخليص الحجاج من بوتقة الأبنية الاستدلالية المجردة، وجعله جزءا من اللغة الطبيعية المستخدمة في الأحاديث اليومية والعلوم الإنسانية, وتحوله من خطاب موجه إلى جمهور معين إلي خطاب موجه لكل أنواع المتلقين, مما أدي إلى توسيع مجالات الحجاج عما كانت عليه قديما. والنظرية الحجاجية الحديثة لا تفصل بين العقل والوجدان كما عند أرسطو, بل تضم إلى جانب الإقتناع العقلي الخالص الإقناع المعتمد علي العاطفة والخيال ولكن بعيدا عن المغالطات والأوهام. كذلك من الإضافات الجديدة لنظرية الحجاج ما يعرف بثنائية السؤال والجواب عند ميشيل مايير حيث تعد الحجة عنده عبارة عن جواب أو وجهة نظر يجاب بها عن سؤال مقدر يستنتجه المتلقي ضمنيا من ذلك الجواب. وتعرف هذه الإضافة بنظرية المساءلة. وتعد نظرية الحجاج المنطقي ألية من أليات المنطق غير الصوري، والمنطق غير الصوري هو منطق عملي يعتمد على اللغة الطبيعية ويخدم أهداف الواقع ويتعرف علي الحجج التي ترد في سياقات الأحاديث اليومية ويعمل علي تحليلها وتقييمها. ويختلف المنطق غير الصوري عن المنطق الصوري من حيث أن مقدماته احتمالية ونتائجه ليست ملزمة وبالتالي لا تتصف مقدماته بالصدق ولا بالكذب ولا تعرف نتائجه بالقطعية والإلزام وذلك عكس المنطق الصوري حيث تكون المقدمات يقينية والنتائج إلزامية. كذلك لا ينظر المنطق غير الصوري في بنية الحجة مجردة وهي البنية الاستدلالية فحسب بل ينظر إلى العوامل الخارجية حيث المكون السياقي والثقافي وأحوال المتلقين ونحو ذلك عكس المنطق الصوري الذي يبحث في الحجة مجردة كصورة استدلالية شكلية. كذلك في المنطق غير الصوري يتم الحكم علي صحة الحجج من خلال بنية الحجة, والنظر في صدق المقدمات والنتائج, والعلاقة التي تربط المقدمات بالنتائج, كذلك النظر في الظروف والمتغيرات الخاصة بكل مجال من مجالات الحجاج, وكذلك أيضا النظر في المعايير الاجتماعية والثقافية التي يدور فيها الحجاج , بينما المنطق الصوري لا يحكم علي صحة الحجة إلا من خلال النظر في علاقة المقدمات بالنتائج ولذلك كنا نجد في المنطق الصوري حجج صحيحة بمقدمات كاذبة ونتائج كاذبة وحجج غير صحيحة بمقدمات صادقة ونتائج صادقة, وبذلك نجد المنطق غير الصوري قد عالج ما يتعلق بمفهوم الصحة الصورية للحجة بصورتها الشكلية بحيث يمكن لبعض الحجج غير الصحيحة في المنطق الصوري أن تتحول إلي حجج صحيحة في المنطق غير الصوري.كذلك أشرت في هذه الدراسة إلي أن دوجلاس والتون يعد من أكثر المناطقة المؤثرين في نظرية الحجاج في العصر الحالي. فهو صاحب نظرية حوارية جدلية تهدف إلي فهم ومعرفة الأساليب الحوارية وما يحدث من مغالطات إعلامية وسياسية بل ومغالطات الأحاديث اليومية. وقد استخدمت أعمال والتون بشكل تطبيقي عملي في تطوير العملية التعليمية وإعداد حجج قانونية وكذلك في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي. ونظرية الحجاج المنطقى تكشف عن أهم منهجين وهما التفكير الناقد، وكشف المغالطات. كذلك انتهيت إلي أنه بالرغم من كون نظرية الحجاج اللغوي نظرية غربية دلالية حديثة انبثقت من داخل نظرية الأفعال اللغوية لكل من أوستين وسيرل وذلك بإضافة فعلين لغويين هم الاقتضاء والحجاج، إلا أن هناك بعض الركائز الأساسية في النظرية الحديثة لها أصول في اللغة العربية مثل تعريف الفعل الحجاجي بأنه فعل الإنجاز والذي مرده إلي تقسيم الجملة في اللغة العربية إلي خبر وإنشاء كذلك نظرية السلم الحجاجي لها أصول عربية نجدها بوضوح عند علماء الكلام. كما توصلت إلى أـن الجانب التطبيقي لنظرية الحجاج يتمثل في تقييم الحجج ومعرفة الصحيح من الخاطئ منها وذلك عن طريق منهجين، أحدهما منهج معياري إيجابي يمثله التفكير الناقد، والثاني منهج سلبي يمثله معرفة المغالطات.لقد أثبتت الدراسة أن المنطق غير الصوري هو المنطق الأمثل للتعامل مع عمليتي التفكير الناقد وكذلك المغالطات، حيث يساعد على تقييم الحجج الطبيعية المستخدمة في الأحاديث والحوارات اليومية، وعملية التقييم هذه عملية فنية دقيقة لا تخضع في أغلب الأحيان لقواعد المنطق الصوري. وتكمن أهمية المنطق غير الصوري في معرفة المغالطات حيث لا تشكل صيغة الحجة المجردة سوي جزءا بسيطا متواريا خلف طبقة من الاعتبارات الدلالية والتداولية للغة ومن طبيعة الخصم وأيديولوجيته، ومن مقام الحديث وسياق الجدل، ومن عواطف الجمهور وانتماءاتهم وتحيزاتهم. كل هذا تولاه بالبحث والتحليل والتقييم المنطق غير الصوري في حين كان المنطق قاصرا على بنية الحجة فقط. ترجع أهمية الجانب التطبيقي في المنطق غير الصوري أي دراسة المغالطات والتفكير الناقد إلي ما نشاهده كل يوم في وسائل الإعلام والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي من أغلاط في منطق الحوار تؤدي إلي عدم جدواه بل وإجهاضه من البداية. والخلاصة أن معرفة أصول الحوار وقواعد الجدل وتدريب الذهن على التفكير الناقد والإلمام بالمغالطات من أهم العلوم العصرية التي تمثل المنطق العملي المعروف بالمنطق غير الصوري وتنتهي الدراسة إلى معرفة مفهوم الحجاج في العصر الحديث وتطبيقاته على الأرض الواقع من خلال مجالين مهمين هما البلاغة الجديدة والمنطق غير الصورى لمعرفة كيفية التفكير بشكل نقدي ومعرفة المغالطات لعدم استخدامها أو الوقوع فيها