Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التفكير المنطقي والتعبير المرئي الأبداعي في النظم المنهجية للتصميم الجرافيكي ”حل المشكلة” =
المؤلف
بسيوني، باسنت حمدي حلمي.
هيئة الاعداد
باحث / باسنت حمدي حلمي بسيوني
مشرف / صبري محمد حجازي
مشرف / ياسر عيد السيد ندا
مشرف / مها خليل البقسماطي
الموضوع
التصميم الجرافيكي.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
275 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الفنون الجميلة - التصميمات المطبوعة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 314

from 314

المستخلص

لمعرفة ماذا يعنيه التصميم المرئي يجب علينا أن نفرق بين الفن والتصميم , حيث أن الفن يعني بإبداع عمل يحدث ويثير إستجابة جمالية, وجمالي هنا تعني الأرتباط بالادراك الحسي , بالرغم من انه لفترات طويلة كان يعتقد ان الفن لابد وان يكون جميلاً , فأننا اليوم نري أن فكرة الأستجابة الجمالية قد توسعت لتتضمن كل الأستجابات وردوود الأفعال الأنسانية.
حيث أن ما ندركة بأعيينا من خلال أعمل التصوير والنحت والطبعات الفنية وغيرة من الوسائط الفنية يمكن أن يجعلنا نشعر بالبهجة أو الأعجاب أو الصدفة أو حتي عدم الأهتمام , والمهم هنا أن هذة التجربة الجمالية والتي تتضمن الأستجابة وهي الوظيفة الأولية للعمل الفني .
حيث أن الفنان يختبر أيضاً تلك التجربة الجمالية أثناء ابداعة للعمل , ويمكن القول أن الفن يرتفع عن الجوانب النفعية في الحياة اليومية الي المستويات الروحية.
أما التصميم في الوسائط المرئية فله غرض واضح وصريح يبدأ من تحسين الحياة اليومية الي كل الأغراض النفعية والوظيفية في شتي مجالات الحياة في المجتمع , وبالرغم من أن الفن والتصميم يعبر كلاً منهما عن نشاط مستقل فأنهما بشكل أساسي يرتبطان بأسس واحدة، حيث أن العمل الفني يؤسس علي إطار منهجي فن التصميم حتي يحقق طابعه الجمالي , ومن جهة أخري فأن التصميم يجب أن يتضمن قيمة جمالية قوية فيمكن أن يتميز منتج مثل السيارة بالجمال مثلما يتميز عمل من أعمال التصوير بأنه جميل.
وبالرغم من أن الفن والتصميم يعبر كلاً منهما عن نشاط مستقل فأنهما بشكل أساسي يرتبطان بأسس واحدة، حيث أن العمل الفني يؤسس علي إطار منهجي من التصميم (التكوين) حتي يحقق طابعه الجمالي .
ومن جهة أخري فأن التصميم الوظيفي يجب أن يتضمن قيمة بصرية مؤثرة من المظهر المتناسب والمرتبط بالوظيفة وكذلك تجانسة مع البيئة المستخدم فيها.
وهذة العلاقة ليست بالصدفة ولكنها النتيجة لعناصر ومفردات نوعية تحكم الأبداع في كلا المجالين , الخط , الهيئة , الكتلة , الفراغ ,الملمس , اللون , حيث يعمل بهذة المفردات كلاً من المصمم والفنان من خلال مباديء وأسس هي الوحدة والتنوع والأيقاع والنسب والتي تقدم الوسائل التي من خلالها يمكن توحيد هذة المفردات في شكل جمالي .
وفي مصطلحات مرئية يكون التصميم هو تنظيم المواد والأشكال في سياق يحدد الغرض المحدد والنوعي للتصميم.
ونلاحظ هنا أربعة أفكار أساسية هي
أ‌) التنظيم أو النظام ب) المواد المستخدمة حـ) الشكل د) الفرض
وهم موحدين في كلمة واحدة وهي إبداع تصميم ناجح وفعال.
وهذا النظام يتضمن مخطط لصياغة العناصر والمواد من خلال إجراءات منهجية ومتتابعة لتعريف المشكلة وتعبير المواد يتضمن إمكانيات المواد البصرية وخصائصها التشكيلية , والشكل يتضمن الأعتبارات الأنشائية في الهيئة الكلية والتي يجب أن تستوفي الأغراض المطلوبة في تحقيق الفرض وهو الوظيفة الأستخدامية أو الأتصالية أو غيرها من الوظائف في التصميم.
إن هذة الدراسة تبحث في العوامل التي تحدد التجربة الأبداعية في التصميم , وأن أكثر التصميمات أصالة قد تم تصورها حدسياً , ولذلك فأن عملية التصميم الكاملة تتضمن جانباً شعورياً وجانباً لا شعورياً حيث أن الحدس يقدم مفهوماً يثير أهتمام المصمم , وبعد ذلك يتدخل العقل والمنطق في عملية التصميم , وذلك بفرز المداخل الممكنة لانجاز ذلك المفهوم , وحتي أكثر أنواع التصميمات بساطة فأنه يقدم العديد من المداخل لامكان تحقيقة.
وذلك لأن التصميم ليس عملية غامضة وسحرية , وانما هو عدة اختيارات يجريها بطرق متنوعة, إن العلماء والمهندسين يحققون نتائجهم من خلال عمليات منطقية منظمة وعادة ما تكون مؤسسة علي الرياضيات .
والفن يعتبر أكثر حدسية في طبيعته, ولكن عملية التصميم تتبع عمليات منطقية ومنهجية ليست بعيدة عن تلك المستخدمة في العلوم , وفي كلتا الحالتين ( الحالة العلمية والحالة المرتبطة بالتصميم المرئي) فأن تطوير الحلول هو بالضرورة وبشكل أساسي مسألة حل المشكلة Problem Solving وفي كل المجالات يعمل المصممون من خلال مراحل منهجية ومنطقية.
وعلي سبيل المثال هناك أنظمة متعددة للتصميم في مجالات كثيرة نذكر منها أنظمة التصميم في التجارة مثلاً
(إدارة الأعمال , تطوير منتج جديد , تصميم التعليب والتغليف , تصميم الخدمات)
وأنظمة التصميم الطبيعية مثل:
(التصميم المعماري, التصميم الهندسي, التصميم البيئي, التصميم الصناعي, التصميم الداخلي)
وهناك أنظمة تصميم كثيرة لا مجال لذكرها هنا .
وانما يعنينا هنا أنظمة تصميم الأتصال والتي تتضمن
(التصميم الجرافيكي,تصميم المعلومات,التصميم التعليمي,تصميم الأخبار,التصميم الجرافيكي المتحرك TV. Cenima , تصميم المعارض , نظم العلامات , التصميم البيئي).
إن العلماء والمهندسين يتبعون النتائج بعد عمليات منظمة ومتتالية ومؤسسة عادة علي الرياضيات لكي يصلوا الي النظرية أو التصميم والغرض المطلوب منه.
ولكن في التصميم المرئي نجد أن هناك عناصر أكثر حدسية , وهي التي تميز الأبداع وفردية المنتج , ولكن عملية التصميم ومراحلة تتبع إجراءات ومراحل متشابهة لتلك, والعمليات التي تحدث في العلوم من ناحية جدرانها الفكرية والمنطقية , ففي كلتا الحالتين نجد أن تطور حلول معينة هو ما يصل بنا الي نتيجة حل المشكلة التصميمية والمنوط بها وظائف واغراض معينة.
ولأن عمليات التصميم بشكل عام يتطلب اعتبارات لها أبعاد وظيفية وجماليية واقتصادية وسياسية إجتماعية سواء في المنتج المصمم أو في عمليات ومراحل التصميم ذاتها ,فأنها تتضمن عمليات بحث ودراسات مقارنة , وفكر فلسفي ونماذج أولية ومعايير قياسية للأنتاج والتطبيق وإعادة التصميم.
إن المصمم هو محترف يصل في مجال نوعي من مجالات التصميم , مثل المصمم في العمارة الداخلية , أو المصمم الجيرافيكي في مجال الدعاية ,أو المصمم الجيرافيكي في الصورة الموحدة, أو المصمم في مجال النشر , أو المصمم في مجال الأزياء وهكذا.....
إن المجالات المختلفة للتصميم تعتبر متعددة ومتنوعة , وهذا البحث يهتم بمجال التصميم في الأتصال البصري , ذلك المجال الذي يتضمن العديد من التخصصات مثل
تصميم الكتاب ,تصميم الأتصال , تصميم المعارض ,التصميم الجيرافيكي في الدعاية , تصميم المعلومات , التصميم التعليمي , التصميم الجيرافيكي في السينما, التصميم في المسرح , تصميم الطرز التيبوجرافية .....وغيرها.
إن جرافيك الأتصال اليوم يعد بمثابة شريان هام في الوجود الأقتصادي والسياسي والثقافي لأي مجتمع.
ففي كل ساعة تتحرك المجتمعات كنتيجة مباشرة لأنتشار الكلمة والصورة المطبوعة , فنحن نراقب الحكومات عن طريق الصحف والمطبوعات وندفع فواتيرنا بنقود مطبوعة ونشتري البضائع من خلال الدعاية ونأخذها وهي معلبة ومغلفة في أوراق وكرتون مطبوع , أن معرفتنا تتقدم بواسطة النصوص في الكتب أو الدوريات النوعية المتخصصة ولازال الكتاب التعليمي يعتبر صخرة التعليم في المدارس .
وفي هذا الفيضان من الصور والنصوص المطبوعة والمرئية , فأنه في المقابل يجب علي الجمهور أن يكون أنتقائيا فيما يقرأه وما يراه,وعلي المصممين أن يكونوا أكثر مهارة وفهما للوسائط التي يعملون بها .
أن المنافسة أصبحت هي الصراع علي وقت القاريء وهي المشكلة التي تؤدي صناعة النشر والصحفة ليس فقط ضد التليفزيون والشبكة الدولية , فقد تصل المنافسة الي تحديد علاقة حجم المطبوعة وطريقة المستخدم أو القاريء في أستخدمها ، لذلك فأن كل صورة ورسم وقصة وصفحة وعنوان يجب أن تخوض معركتها لكسب وقت القاريء وفهمه.
لقد أطلق علي التصميم الجرافيكي في فترة ما ” بعد الثورة الصناعية حتي أوائل القرن العشرين ” الفن التجاري لكنه قد تحرك بعيدا عن هذا التعريف ليصبح النشاط التصميمي لحل المشكلة .
حيث أن المصمم يعتبر معنيا علي وجه الخصوص بحل مشكلات الأتصال المرئي في المحتوي الصناعي والأقتصادي والثقافي والأجتماعي وقد يعمل المصمم بشكل منفرد أو من خلال مجموعة وله جمهور نوعي ومحدد , ويختلف عن الفنان التشكيلي أو الجرافيكي المعني بالتعبير الذاتي ومحاولة تحقيق محتوي جمالي من خلال مشكلات جمالية من أختيار الفنان نفسه , أن هذة الكلمات معنية بإيضاح قوي التطور التي تدعم نظام التصميم في الأتصال المرئي.
إن وجهتي النظر والأتجاهين المتباينان في تفسير تجربة الأبداع في التصميم لهما امتداد تاريخي منذ بداية تصاعد الثورة الصناعية في أوربا, وتزايد الأنتاج والحركة التجارية ونتائجها في الزيادات السكانية وتمركزها في المدن, مع تزايد الطبقة المتوسطة,فظهرت متطلبات جديدة في الدعاية التجارية وكل أنواع الأتصال الجرافيكي المطبوع في الصحف والمجلات وغيرها , مصاحباً للتقدم التكنولوجي في الطباعة مما سبب تهاوي واضح في معايير الجودة بالنسبة الي محترفي الأنتاج الطباعي والمصممين العاملين في هذا المجال , حيث ظهر إحتجاج واضح في محاولة (وليام موريس) الذي حاول أن يعيد إحياء قيم الحرفة والتصميم في العصور الوسطي , كرد علي تهاوي قيمة المطبوعات الأنتاجية الرخيصة, كانت حركة وليام موريس هي التي ألهمت حركات التجديد في التصميم الجرافيكي بدءاً من المدارس الجديدة التي انشئت في انجلترا ومثيلاتها في المانيا وفرنسا وسويسرا.
وبعد الحرب العالمية الثانية وظهور الشركات الدولية الكبري وانتعاش الأقتصاد والتجارة في أمريكا وتكوين ما يسمي بالمجتمع الأستهلاكي , وسيادة المطبوعات الخاصة بالدعاية الأستهلاكية من تعليب وتغليف واعلانات ومجلات وصحف مما أحدث تدهوراً وآله في معظم أشكال التصميم الجرافيكي.
حيث أصبح التصميم بدون أي مشكلة نوعية,ولهذا ظهرت وكالات دعاية متخصصة لاتتبع تلك المؤسسات الكبري التجارية , وتعتمد هذة الوكالات علي فريق من المتخصصين بمهارات متنوعة في نظم الاتصال المرئي, ان التصاعد المستمر للتطور التكنولوجي , وبداية الميكنة الآلية الذاتية والتزايد السكاني, والتنافس الأقتصادي والتجاري الضخم للسوق الحر وشيوع المفاهيم المادية في المجتمع, والتزايد الفوضوي في إنتشار المعلومات والسوق الخاص بالمراهقين,التليفزيزن, وابحاث السوق وادارة الأعمال المرتبطة بالشركات الكبري, وارتباط وكالات الدعاية بهذة الشركات مما يجعلها تستخدم بشكل غير واعي لبحوث سيكولوجية الأدراك في إنتاج رسائل معتمدة علي الجنس والفكاهة لاشباع الأتجاهات الأستهلاكية في المجتمع.
في نهاية القرن التاسع عشر في أوربا, بدأ في فصل مفهوم التصميم الجرافيكي عن الفنون الجميلة , وذلك في كتابات (هنري كولي ) وتوصياته الي الحكومة البريطانية في تعليم مستقل للتصميم الجرافيكي في عام 1849م , كذلك إن أنتاج (وليام موريس) للكتب بمفهوم جديد بعيد عن المفهوم التجاري ساعد في النهاية علي ظهور مدارس الآرت نوفو والمحاولات الآخري , في تطوير التصميم الجرافيكي في أوائل القرن العشرين.
أستخدام مصطلح التصميم الجرافيكي في 1922م في مقال بعنوان ” الطباعة الجديدة ” يتطلب مفهوم جديد للتصميم بواسطة (وليام أديسون دويجنز ) المصمم الأمريكي للكتب في الربع الأول من القرن العشرين.
وأول أستخدام للعنوان (تصميم جرافيكي Graphic Design) أو تصميم جرافيكي كان في 1927م يعتبر نظام العلامات في مترو لندن كمثال كلاسيكي للمرحلة الحديثة في حل المشكلة.
فمن علامات الطرق والأماكن الي جداول المواعيد , الدليل الأرشادي العلمي أو الصناعي الي الدعاية الي النشر الي الصحف والمجلات والدوريات, مجال الهوية المؤسسية التجارية والخدمية والثقافية ثم الصور المؤحدة للأنشطة , الي التعليب والتغليف الي وسائل الدعاية الثابتة والمتحركة من الرسوم المتحركة الي الرسوم المتتابعة الي أغلفة الكتب والأقراص المدمجة الي كتب الأطفال والكتب التعليمية والرسوم العلمية والوسائل التعليمية المجسمة والمطبوعة الي أفتتاحيات الأفلام وختامها وكذلك البرامج التليفزيونية, الي الصحف المتخصصة , والمجلات الدورية ثم الشبكة الرقمية والمواقع فيها فأن التصميم الجرافيكي يعمل علي نقل المعلومات وتحسين وتسهيل هذا النقل بواسطة الترجمة المرئية.
إن التصاعد المستمر للتطور التكنولوجي ,اعادة التراكيب الأجتماعية للطبقات وبداية الميكنة الذاتية الآلية , التزايد السكاني ,التنافس الأقتصادي ,المادية التدميرية للمجتمع الضخم للسوق الحر,سوق المراهقين , التزايد الفوضوي للمعلومات , الأستخدام الغير واعي لسيكولوجية الأدراك وأستخدامها من قبل وكالات الدعاية.
إن هذا التغيير المفاجيء في البيئة وخاصة في الطريقة التي وظفت بها التصميم الجرافيكي في زيادة الأستهلاك جعلت التساؤلات من بعض المصممين ماهو دورنا كمصممين جرافيكين وكان نتيجة هذا أن رواد التصميم الجرافيكي والذين أنتجوا أتصالا جرافيكيا يعكس رؤية في القيم الثقافية والوظيفية بمعزل عن الفلسفة الأستهلاكية السائدة وصنعوا أول منشور لهم في عام 1964م .