الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بينت لنا هذه الدراسة الدور الكبير سواءً على المستوي السياسي أو الحضاري الذي قام به بنو اينجو في فارس، ولعلي بعد هذا القدر من البحث والدراسة أكون قد وفقت في أن أُبين دور بنو اينجو السياسي والحضاري في فارس (703-758هـ/1303-1357م) ، وقد تحريت الدقة في كل ما ذكرت من خلال توثيقي للمصادر التي تحدثت عن الدور التاريخي لبني اينجو في فارس، ومن خلال الوقائع السابقة والمباحث المدونة أعلاه أعتقد أنه قد أوضحتُ -نوعًا ما - وضع فارس السياسي والحضاري، وما يحتويه من جوانب ثقافية واجتماعية واقتصادية وعلمية خلال عصر بنو اينجو، وذلك بقدر المستطاع مما سمحت لنا به الوثائق والآثار والمصادر والمراجع، وإذا كانت الوقائع لم تكشف المطالب أكثر مما هو الموجود فهي على الأقل تبصر بما يفي بسد رغبة الكثير ويغنيهم عن زيادة التطويل، وقد اتضح لي من خلال دراستي النتائج التالية:- 1- قامت هذه الأسرة (بنو اينجو) في أواخر عصر السلطان الأعظم أبو سعيد بهادر خان وكذلك على أنقاض الدولة الإيلخانية وأن أبرز حكامها –سياسيًا-هم: مؤسسها الأمير شرف الدين محمود شاه اينجو وأبنائه الأمير مسعود شاه اينجو وكذلك ابنه الأمير غياث الدين كيخسرو اينجو، وأيضًا ابنه الأمير شمس الدين محمد سلطان شاه، وابنه السلطان الشيخ أبو إسحاق محمود شاه اينجو. 2- كانت شيراز طوال هذه الحقبة الزمنية قصبة إقليم فارس في ذلك الوقت واتخذها بنو اينجو عاصمة لهم، وكانت مركزًا لمنطقة إدارية واسعة تضم قصبات وقرى ومناطق زراعية عامرة. 3- لقد ساهم وساعد كلًا من: الأمير جوبان والوزير غياث الدين (كلاهما كان أمير أمراء السلطان أبي سعيد الإيلخاني بالتتابع) الأمير شرف الدين محمود شاه اينجو، على قيام ونشأة حكم بنو اينجو في فارس، الذي استمر حكمهم لأكثر من نصف قرن من الزمان. 4- تمتعتْ فارس بشيء من الأمن والاستقرار خلال حكم بنو اينجو وخاصة في أيام حكم المؤسس الأمير شرف الدين محمود شاه اينجو وبداية أيام ابنه السلطان الشيخ أبو إسحاق محمود شاه اينجو، غير أنه ساد شيء من الفوضى وعدم الاستقرار في أيام حكم غياث الدين كيخسرو ابن محمود شاه اينجو وكذلك جمال الدين محمد بن محمود شاه اينجو وأواخر عصر السلطان الشيخ أبو إسحاق محمود شاه اينجو. 5- بينت لنا هذه الدراسة ما تعرضت له فارس من صراع مرير حول السيادة عليها وعلى المناطق التابعة لها نهاية (القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي) شاركت فيها قوى محلية وخارجية، فمن القوي المحلية صراع أبناء محمود اينجو، ومنها صراع الأخوين غياث الدين كيخسرو ومسعود شاه اينجو، وكذلك الصراع بين الأخوين السلطان الشيخ أبو إسحاق اينجو والأمير مسعود شاه اينجو، وتمثلت القوى الخارجية في الجوبانيين وآل مظفر وبعض بقايا الدولة الإيلخانية وذلك بغرض تثبيت سيادتهم عليها، وتعرضت المدينة لغارات متعددة في أثناء ذلك الصراع أدى إلى تدمير بعض معالمها الحضارية. |