الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان يحلم إسماعيل باشا بأن تصبح عاصمة ملكه هى باريس الشرق، فأخذ علي عاتقه مشروع تحديث القاهرة الذى عرف بباريس الشرق، وكان مشروع تحديث القاهرة يقوم على عدة مشروعات حيوية أولها تحويل مجرى النيل وبمعنى أدق تثبيت مجرى النيل عند القاهرة، وتحويله من مكانه إلى وسط المدينة، ونتيجة لهذا المشروع أصبح الفرع الشرقى للنيل –الذى يمر أسفل كوبرى قصر النيل ماراً أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون اليوم- هو الفرع الرئيسى للنيل بمحاذاة القاهرة بعد أن كان الفرع الغربى –الذى يفصل بين جزيرة الزمالك وبين الجيزة- كان هو الرئيسى قبل عهد إسماعيل، ليصبح النهر ماراً بوسط القاهرة مثلما يشق نهر السين مدينة باريس العاصمة الفرنسية، وعندما تم تحويل مجرى النيل (فيما بين عامى 1863 و 1865م) تخلف عن المنطقة الغربية من مجراه القديم الذى انحسر عنه الماء أراضى واسعة تمتد بين الجيزة وإمبابة، وقام إسماعيل باشا بتحويل القسم الجنوبى إلى أورمان أو غابة (حديقة الأورمان)، التى تم إنشاؤها بتصميم فرنسى مماثل لغابة بولونيا الشهيرة بباريس. كما أنشأ الخديوى إسماعيل عدداً من الحدائق ما زالت تشكل عنصراً هاماً من عناصر الجمال بمدينة القاهرة مثل حدائق الجبلاية (الأسماك) والزهرية والحرية والحيوان والأزبكية، تلك الحدائق التى اهتم بها إسماعيل باشا، واهتم بإثراء محتواها النباتى والحيوانى، سواء من داخل القطر المصرى أو من خارجه خاصة الدول الأوربية. |