Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السرد البصري في أفلام سينما المؤلف وعلاقته بالهوية العربية /
المؤلف
محمد، مرام محمود ثابت.
هيئة الاعداد
باحث / مرام محمود ثابت محمد
مشرف / سهير عبدالرحيم أبو العيون
الموضوع
الأفلام السينمائية. الفنون الجميلة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
270 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
27/12/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الفنون الجميلة - قسم الديكور
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 326

from 326

المستخلص

• دراسة نظرية ”سينما المؤلف” وبيان المعايير الفنية المميزة لها، وبيان أثر انعكاسها على السينما العربية وتأثيرها على المخرجين العرب في أفلامهم.
• الكشف عن الأساليب السينمائية المتبعة في السرد البصري لأفلام سينما المؤلف.
• تحليل وعرض المعالجات التشكيلية لمجموعة من الافلام توضح القيم الإبداعية لسينما المؤلف.
• الكشف عن دور العناصر البصرية في تأصيل الهوية المحلية في أفلام سينما المؤلف.
• دراسة السمات الفنية والتشكيلية التي تحظى بها أفلام سينما المؤلف.
• التعرف على دور العناصر البصرية في تأكيد مفهوم الهوية في أفلام سينما المؤلف، وما تتضمنه هذه العناصر من دلالات وعلامات ورموز تؤكد فكرة الفيلم.
• محاولة ايجاد المعايير الفنية التي قامت عليها سينما المؤلف.
من النتائج التي خلُصت إليها الدراسة ما يلي:
- يعتمد السرد البصري في أفلام سينما المؤلف على القدرة البصرية للعقل البشري لفهم الصور المتتابعة للقصة المرئية، عبر تسلسلات منطقية وعمليات عقلية، لتتحول من مجرد صور متتالية إلى لغة حوارية بصرية تخاطب وجدان المتلقي جماليًا وفكريًا.
- في سياق نظرية سينما المؤلف فالمخرج هو المسؤول عن الجوانب الفنية والتقنية والتصوّر العام لصورة الفيلم، إذ إنه هو صاحب القرار الأول والمتفرد في إخراج الفيلم بالأسلوب الذي يختاره، وبذلك يكون المخرج هو المؤلف الفعلي للفيلم، وإليه تُنسب الهوية البصرية للفيلم.
- نهج تيار سينما المؤلف مبدأ احترام الفكرة الأصلية للمخرج والناتجة عن تجربته الشخصية، حيث تتبلور شخصية صانع الفيلم وتتمايز عن غيره، كما إن كتابة المخرج لسيناريو فيلمه يضفي نوعًا من المعايشة الصادقة لواقعه، وبالتالي وسيلة لاكتشاف النفس، ومجالاً مرئيًا للتعبير عن الذات، من خلال تحويل النص المكتوب إلى صورة متخيلة.
- تعتمد أفلام سينما المؤلف على تدخل (المخرج المؤلف) لتنفيذ المتخيل البصري لفكرته ورؤيته، مما يسهم في تطوير اللغة البصرية والتشكيلية لصورة الفيلم، فيسعى للتعبير عنها من خلال أدواته السينمائية، لتحقيق تصوره الذاتي، فأحيانًا ما يقوم المخرج بالإخراج الفني، أو يصور بنفسه مشاهد فيلمه، ليحقق تصوره الذاتي للصورة البصرية المتخيلة في ذهنه. وفي أحيان أخرى يتخذ المخرج المؤلف نمطاً من التعاون مع فريق من الفنيين والمختصين، ليتم بلورة فكرته بشكل يخدم التصور المتخيل في ذهنه، بتعاونه مع مدير التصوير، والمدير الفني، ومهندس المناظر، ومهندس الإضاءة، ومصمم الأزياء.
- تتوافر سمات جمالية محددة لأفلام سينما المؤلف، منها الاهتمام بتصوير الواقع الخارجي، والاحتكاك بالفضاء الواسع المفتوح، وليس الاستوديوهات المغلقة والمصطنعة، والاعتماد على السينوغرافيا الطبيعية لأماكن التصوير، المحتفظة برونق البيئة المحلية، كنوع من الحنين إلى الماضي، وإضفاء طابع النوستالجيا، الأمر الذي يساهم في عملية التوثيق الدائم للمناظر الطبيعية والمعمار والتراث الحضاري، والمزج الدائم بين الروائي والوثائقي، مما ينعكس على الشكل البصري للأفلام، ويؤكد على الهوية البصرية للبيئة المكانية.
- تتسم سينما المؤلف بمحاولة الارتجال في الحوار، واستقطاب الشخصيات غير المحترفة للتمثيل، وتقديمها كشخصيات رئيسية للقيام بأداء عفوي وتلقائي، مع إطالة لحظات الصمت، وتفضيل اللقطات الطويلة، مما يعمل على جذب الانتباه إلى جماليات السرد البصري للأفلام دون مشتتات حوارية، مما يساهم في تأمل المشهد السينمائي، وإحلال اللغة التشكيلية محلّ الحوار، وتتحقق المتعة البصرية والمعرفية.
- تعتمد أفلام سينما المؤلف على توظيف الظلال على الوجوه، بصورة ترفع وتيرة التعبير الدرامي المطلوب، واستخدام التكوينات اللونية وكتل الظليّة، وتناسق الألوان داخل المشهد، واستحداث أوضاع جديدة غير معتادة للكاميرا، مع التركيز على اللقطات القريبة؛ الأمر الذي يضفي عمقًا على اللقطة وينوع درجة التركيز فيها، فضلا عن استخدام عدد أقل من المؤثرات الفنية، والتسجيل المباشر للصوت، واستخدام الإضاءة الطبيعية، وكسر أسس المونتاج النمطي؛ مما يخلق جمالية الإيقاع، والبعد عن الرتابة وكسر حالة الملل، ويساهم في تجديد أسلوب السرد البصري لهذه الأفلام، وتعميق المعنى والتأثير العاطفي والوجداني على المتلقي.
- عادة ما يكون الفضاء المكاني الواقعي هو بطل أفلام سينما المؤلف، والمحفز الداخلي للمخرج لعمل الفيلم، فيقوم باستدعاء الذاكرة الذاتية له، واستحضار البيئة المحلية التي نشأ فيها المخرج، فيتم من خلاله الإشارة إلى قضية معينة تشكل وجدانه بعمق، فيكون المكان حافظاً للتراث والتاريخ والذاكرة الإنسانية للمخرج.
- ساهمت أفلام سينما المؤلف في التعبير عن الهوية المكانية المتنوعة لبلدان الوطن العربي، فاقتصرت البيئات المكانية للأفلام التي تم تناولها بالدراسة على البيئة الشعبية، والريفية، والصحراوية، والأثرية.
- استطاع المخرجون العرب توظيف سمات سينما المؤلف في أعمالهم السينمائية، ليعبروا من خلالها عن الهوية ومعالجة القضايا المجتمعية في بلادهم العربية، وبهذا أصبح تيار سينما المؤلف وسيلة فاعلة تعكس رؤية كل مخرج عربي تجاه واقع مجتمعه وقضايا أمته العربية.
- سعت أفلام سينما المؤلف في العالم العربي إلى توثيق جماليات التراث والأماكن الأثرية، وتعزيز قيمة الإرث الحضاري، أملاً في الاحتفاظ بالطابع العماري المميز للبلدان العربية، وذلك من خلال الصور البصرية في هذه الفئة من الأفلام، وتحميل الصورة الجمالية الطابع العربي الفريد.
- تهتم أفلام سينما المؤلف بتسليط الضوء على الموضوعات المجتمعية وقضايا الهوية بشتى أنواعها وأبعادها على اختلاف القضايا والاحوال السياسية والاجتماعية بالبلدان العربية، فمثلاً يغلب على أفلام سينما المؤلف السورية قضايا الهوية القومية والوطنية، من منظور اهتمام المخرج بالشأن العربي، كالوحدة بين مصر وسوريا، والإشارة إلى القضية الفلسطينية، أما في أفلام السينما العراقية والكردية لمناقشة القضايا ذات الرؤية الثقافية المشتركة، من منظور الهوية الإثنية المزدوجة للمخرجين، وتناول قضايا سياسية مثل تداعيات الحرب الأمريكية، وتأثيرها على الشأن العراقي والكردي، وذلك من خلال التركيز على جماليات التكوين البصري في هذه الأفلام.
- هناك تأثير لأفلام سينما المؤلف المصرية على الوعي الجمعي والسياسي للأفراد في المجتمع المصري، فسعى المخرجين لمعالجة القضايا المجتمعية والقومية ذات الخلفية السياسية، من منظور التجارب الشخصية للمخرج وتفاعله مع مجتمعه، مثل أفلام يوسف شاهين ويسري نصر الله وتامر السعيد، ومناقشة القضايا الإنسانية والفلسفية، التي وتهتم بهموم الفرد ورؤيته تجاه المجتمع مثل أفلام داوود عبد السيد ومحمد خان، وأحيانا تبتعد تصورات المخرج عن الواقع المألوف، ليصل إلى الحالة الغرائبية لفكرة أفلامه، كما في أفلام رأفت الميهي، التي تناقش أفكار فلسفية وغير منطقية قد لا يتقبلها المجتمع.
- عبرت الصورة البصرية في السينما التونسية عن قضايا الهوية السياسية والذاكرة الجمعية للشعب التونسي، بالتوازي مع النزعة الفردية والذاتية للمخرج وخاصة بعد حقبة الاستعمار الفرنسي وتبلورها في أفلام تبرز الوجه الآخر للإنسان التونسيّ، حتى أصبحت الأفلام إشارة دالة إلى المصير الجماعي للشعوب العربية، مثل أفلام ناصر خمير ونوري بوزيد.
- تناولت أفلام سينما المؤلف في الجزائر العديد من القضايا الوطنية التي تهتم بإبراز الجانب النضالي للشعب الجزائري ضد المستعمر. كما سعت بعض الأفلام إلى ملامسة الواقع الاجتماعي، وإبراز معاناة العمّال والفلاحين الجزائريين في القرى، وتجسيد واقع المرأة الجزائرية ونضالها ضد القيم البالية للمجتمع من خلال تركيز الصورة البصرية لغالبية الأفلام على التصوير في الأماكن الطبيعية ذات الجبلية والمحلية، والتأكيد على الهوية من خلال الأزياء التراثية.
- رصدت تجارب المخرجين السينمائية الأزمات السياسية والأمنية التي عصفت باستقرار الجزائر، وذلك في ظل ظاهرة الإرهاب وتأثيرها على المجتمع، فكانت الصورة البصرية للأفلام مستلهمة من واقع المجتمع الجزائري، وملهمة للكثير بسبب واقعيتها وقيمتها التوثيقية، ومن خلال دمجها مع خيال المخرج وتصوراته الذاتية وإضفاء هويته وطابعه الشخصي عليها تبلوَر اتجاه سينما المؤلف بوضوح، وترك أثرًا قيمًا وجد صداه ومكانته في سينما بلاد المغرب العربي، وأوضح ذلك من خلال الجانب التشكيلي، عبر التحكم في عناصر التكوين البصري لمشاهد الفيلم، ومراعاة أساليب التصوير المتجدد.
- لا زالت السينما في بعض البلاد العربية بعيدة عن مفهوم سينما المؤلف، مثل السينما في ليبيا والأردن وبلاد الخليج، لعدم وجود تاريخ لصناعة السينما في تلك البلدان كباقي البلدان العربية، فمثلا لم تقدم السينما الليبية أفلامًا ذات هوية واضحة، حتى فيلم ”عمر المختار” ليس من انتاجها، وإنما من انتاج سوري، وهذا يتناسق مع مفهوم السينما السورية التي اخذت على عاتقها منذ بدايتها تناول قضايا تمسّ الشأن العربي، تقديم تجارب سينمائية حديثًا، ولكن لم تنضج بالقدر الكافي.
- كان لتأثير الحقبة الاستعمارية على بلاد المغرب العربي أثرًا بالغًا على الشعوب المغاربية، ربما يتشابهون في كونهم جميعًا اشتركوا في دحر القوى الاستعمارية من خلال مرحلة السينما النضالية، ولكن اختلفت الأوجه التعبيرية لكل بلد، فمثلاً السينما التونسية اهتمت بالنزعة الفردية للمخرجين التونسيين، وتأثير الاستعمار على أفراد المجتمع التونسي بنظرة إنسانية ذاتية للأمور ومن واقع الخلفية السياسية. أما السينما الجزائرية فقد اهتمت بإبراز نضال الشعب الجزائري وتخليد بطولات المناضلين والمجاهدين، وإظهار دور المقاومة الشعبية في ردع المستعمر، حيث كانت البيئة الثورية مجالاً لإنتاج أعمال سينمائية ملحميّة، بينما عُنيت السينما المغربية بإبراز أوجه التنوع الثقافي للهوية المغربية، فضلاً عن اعتزازها بالمكون الحضاري للثقافة الأمازيغية المميزة للمغرب، لإزالة تأثير الاستعمار الثقافي بعد الاستقلال.
- تراجعت الدول العربية عن تقديم الدعم للقطاع السينمائي، مما دفع بعض السينمائيين إلى اللجوء لتمويل أعمالهم من الخارج، مما أفقدهم الإحساس الجزئي بالانتماء لبلادهم، لكنهم ظلوا أوفياء لقضايا الهوية والانتماء في مجتمعاتهم العربية، وحملت أفلامهم الطابع الشرقي والعربي الأصيل.
- لم تحظ أفلام سينما المؤلف بالقدر الكافي على الاهتمام والتقدير بالقيمة الجمالية واللغة البصرية لهذه النوعية من الأفلام، رغم حصول غالبية هذه الأفلام على العديد من الجوائز وحظيت بتقدير النقاد.