Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإحتياجات التدريبية للإخصائيات الإجتماعيات لتنمية وعي الفتيات
بظاهرة زواج القاصرات من منظور خدمة الفرد الجماعية /
المؤلف
علي، رحاب محمود عبدالباقي.
هيئة الاعداد
باحث / رحاب محمود عبدالباقي علي
مشرف / مصطفي الحسيني النجار
مشرف / علياء عفان عثمان
مناقش / علياء عفان عثمان
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
229 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الخدمة الاجتماعية - قسم طرق الخدمة الإجتماعية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

الفصل الأول
مدخل لمشكلة الدراسة
أولاً: مشكلة الدراسة وأهميتها :
الأسرة هي الخلية الأولي والأساسية في المجتمع وأهم جماعاته
الأولية التي ينمو في ظلها الإنسان ، ويتحدد داخلها بناء شخصيته، وهي التي
تلعب دوراً رئيسياً في توجيه سلوكه وتحديد تصرفاته لذلك فالأسرة نظام
إجتماعي هام يتكامل ويتساند وظيفياً مع أنظمة المجتمع الآخري التعليمية
والإقتصادية والتربوية والأخلاقية والإجتماعية والثقافية ، وتتكون الأسرة من
أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم والعشرة والترابط والتراحم .
وتنشأ الأسرة عادة من إرتباط رجل وإمرأة بما نسميه الزواج وهو
الطريقة المشروعة والقانونية التي أقرتها الديانات السماوية، وأكدتها
وتشرف عليها الدول والحكومات والتشريعات ، فلا نكاد نري شريعة من
الشرائع إلا دعت للزواج ووضعت له الأصول والقواعد بإعتباره المتنفس
الطبيعي لغريزة من الغرائز التي أوضعها الله في كل إنسان ، فالزواج في
أبسط معانيه هو رباط مقدس بين رجل وامرأة يهدف الي اشباع الحاجات
الغريزية وإنجاب الذرية بصورة يقرها الدين ويرتضيها المجتمع( أبو عليان،
2013، ص14)
ويقول الله تعالي: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (سورة
الروم الآية 21).
وللزواج وظائف عديدة فالغاية الأساسية من الزواج الإستقرار النفسي
والروحي، وإنه يساعد في تحصين النفس بقضاء غريزة من الغرائز والرغبة
الحميمة بين الزوجين بطريقة مشروعة لا يترتب عليها أي فساد في المجتمع
، ويعد الزواج مدخلاً لتشكيل الأسرة و إنجاب الأطفال الذين يلعبون دوراً
قوياً في تأكيد قوة بناء الأسرة وقيام الأبوين بعملية التنشئة الإجتماعية ولكي
يقوم الزوجين بتأدية وظائفهما الجسيمة لابد وأن يكونوا علي وعي بهذه
الوظائف وتحمل مسئوليتها ولكي يتحملوا هذه المسئولية لابد من نضجهما
الجسمي والنفسي والعقلي والإجتماعي ويلعب سن الزواج عاملاً هاماً
وضرورياً ولكي يتناسب مع نضجهما وتحملها هذه المسؤلية
(درويش،2014).
ولكن تحت وطأة التغيرات الإجتماعية والإقتصادية والتكنولوجية ،
ظهرت أنماط مختلفة من الزواج وأشكال جديدة من الإرتباط تتعرض لها
المرأة مثل زواج الصفقة الذي يحمل في طياته مفاهيماً عديدة منها زواج
المقراض وزواج المحجاج وزواج المصياف ، ونوعاَ أخر من الزواج (زواج
القاصرات) ويختلف زواج القاصرات عن زواج الصفقة فزواج الصفقة يقصد
الفصل الأول: مدخل لمشكلة الدراسة
16
به تزويج الفتيات أو النساء بكر أو ثيبات مقابل أغراض مادية لا نية
للإستدامة فيه فهو غالباً محدد بفترة زمنية مما يجعل هذا الزواج باطلاً شرعاً
أما زواج القاصرات يعني زواج الفتيات وهن لم يبلغ عمرهن الثمانية عشر
ويعتبر التشريع المصري هذا الزواج جريمة يعاقب عليها القانون مادامت
الفتاة لم تصل إلي السن القانونية للزواج ( هاشم،2010،ص 21) .
وترى الدارسة : أن الزواج يضع علي عاتق الزوجين وأسرتيهما
تكاليف كثيرة ، ومسؤليات جسيمة والتكاليف والمسؤلية يرتبطان بالنضج
العقلي والبدني والنفسي للزوجين ؛ ونتيجة لذلك فالزواج يتتطلب البلوغ
ليتحمل كل من الزوجين المسؤلية الملقاه علي عاتقه والزواج المبكر أو زواج
القاصرات أو زواج الأطفال بمسمياته العديدة جريمة مكتملة الأركان في حق
فتيات قبل بلوغهن السن القانونية والذي يشير إلي بداية الإستعداد لتكوين
أسرة .
وعلي الرغم من أن زواج الأطفال يختلف من بلد إلي بلد ومن منطقة
إلي منطقة وتتضح الزيجات المبكرة أكثر في الدول النامية بشكل كبير
والزواج من طفلة في سنها المبكر يتعارض مع حقوق الإنسان وحقوق الطفل
وهو أحد اشكال التمييز والعنف ضد المرأة وتتضح أكثر في بعض المناطق
الريفية والمهمشة والفقيرة في الدول النامية حيث ترتبط تلك الظاهرة بالحالة
الإقتصادية والثقافية والتعليمية لأسرة الطفل (yuksel, Akadi,2014) .
وتتعدد الأسباب وراء ظاهرة زواج القاصرات وقد يلجأ الآباء إلي
عملية التسنين ودفع الرشوة للمسئول حتي يحصلوا علي مستند رسمي يسمح
لفتياتهن بإتمام الزواج وليس لديهم الوعي بالأخطار وراء هذا الزواج وإنتشار
هذا الزواج في الريف يرتبط بالعادات والتقاليد والثقافة السائدة في الريف
المصري (شكري،علياء، 2003،ص 158).
ويعد الفقر والجهل والفتاة نفسها أحد العوامل الرئيسية وراء إنتشار هذا
الزواج نظراً لتقبلها له والخضوع والسكوت عليه ولعبت ايضاًإرتفاع معدلات
العنوسة دورًا ملموساً في هذا الزواج .
وقال الرسول صل الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من إستطاع منكم
الباءة فليتزوج فاءنه أغض للبصر وحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم
فإنه له وجاء) ( كتاب إحكام الإحكام ، لأبن دقيق العيد، 1995) .
فهذا الحديث يوحي ايحاءً قوياً بأن الزواج إنما يخاطب به البالغون
والبالغات ، وذلك لأن المؤمورين بالزواج هم الشباب ذكوراً وإناثاً والشباب
جمع شاب وهو من بلغ إلي أن يكتمل ثلاثين كما قال الشافعية
كما قال ايضاً صلي الله عليه وسلم(لا تنكح الأيم حتي تستأمر ولا تنكح
البكر حتي تستأذن وإذنها سكوتها ) ( الإمام ابن باز، حديث رقم 991)
وبهذا الحديث فإن الفتاة عند زواجها يستأذنها والدها أو وليها حيث
تصبح ناضجة ومناسبة للزواج