Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات الحضارية بين عمان والصين منذ ظهور الإسلام حتى نهاية القرن العاشر الهجري /
المؤلف
أحمد، محمود جمعة خليل.
هيئة الاعداد
باحث / محمود جمعة خليل أحمد
مشرف / مُحمَّـــد سيــــد كامـــل
مناقش / مُحمَّـــد عَلي دَبور
مشرف / إِبْرَاهَيم مُحمَّـــد حَامد
الموضوع
التاريخ الإسلامى.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
216 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريــخ الإسلاميّ والحضارة الإسلاميَّة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 223

from 223

المستخلص

تتناول هذه الدراسةُ موضـوعَ: العَلاقات الحضاريَّة بين عُمَان والصين منذ ظهور الإسلام حتى أواخر القرن العاشر الهجري، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ العَلاقات الحضاريَّة بين عُمَان والصين نالت نصيبًا كبيرا من الازدهار؛ بسبب مهارة البحَّارة العُمانيِّين والصينيين ومعرفتهم التامَّة بالطرق البحرية، ومواعيد انطلاق رِحْلاتهم، ومواعيد عودتهم.
وقد سلكَت السُّفن الصينية ثلاثة طُرق للوصول إلى الموانئ العُمانيَّة والعكس: الطريق الأول: تنطلق منه السُّفن مباشرة عبر المحيط الهنديّ إلى ”كولم ملي” في جنوب الساحل الغربيّ للهند، وتفضِّل هذا الطريق السُّفن الكبرى؛ والمسافةُ بين مسقط و”كولم ملي” شهرٌ على اعتدال الريح. أمَّا الطريق الثاني: فكان يسير بحذاء الساحل الهنديّ مارًّا بأهم مراكز التجارة في بلاد السند، مثل الديبل والمنصورة، وقد سلكت هذا الطريق السُّفنُ متوسطة الحجم، أو التي ترغب في التبادل التِّجاريّ” مع تلك الموانئ بالبضائع الصينية و الهندية وحمْلِها إلى عُمَان، وكانت السُّفن تسير بعد ذلك من مياه السند بإزاء الساحل الغربيّ للهند، حتى تلتقي مع سُفُن الطريق الأوَّل عند ”كولم ملي”.
وأمَّا الطريق الثالث: فكانت تسلكه السُّفن الكبيرة، حيث تُتابع إبحارَها مباشرة من ”كولم ملي” إلى الجزء الجنوبيّ من جزيرة سرنديب، ثم تقصِد جزر ”الديبجات” للتزود بالمياه، ثم تُلقي مراسيها عند ميناء ”كله بار”، والتي تقع في منتصف الطريق بينها وبين عُمَان، وفيها كانوا يلتقون بالتجَّـار المسلمين والعُمانيِّين، وكانت رحلة العودة تتبع طريق المجيء نفسه من ”كولم ملي” في فبراير أو مارس.
يُعَدُّ الزمن الذي كانت تستغرقه الرحلة -باستثناء فترات التوقُّف- كما يلي: من ”خانقو” إلى ”صنف فولاو”، ثم إلى ”كله بار” حتى ”كولم ملي”، ثم إلى ”مسقط” تستغرق الرحلة ذِهابًا وإيابًا ثمانيةَ عشَرَ شهرًا أو أكثر، بينهما ستة أشهر فاصلة بين الذهاب والإياب، وتيسَّرت الرحلة من عُمَان إلى الصِّين طوال العام، ويمكن القيام برحلتين أو أكثر ذِهابا وإيابا خلال موسم واحد، كما أبحرت السُّفن العُمانيَّة الكبيرة إلى السواحل الصينية عند هدوء الرياح الموسمية الجنوبية الغربية حيث تصل إلى سواحل الصِّين خلال شهرٍ تقريبا، وكانت رحلة الذِّهاب والإياب - مع التوقُّف للتبادل التِّجاريّ” - تستعرق ثلاثة أشهر، وكان على السُّفن العُمانيَّة أن تغادر ساحل الكجرات في نهاية زيارتها قبل أواخر شهر يونيه، وهو الوقت الذي تبلغ فيه الرياح الموسمية الجنوبية الغربية أقصى حِدَّتها، وفي الأجواء العادية يمكن أن يتسع الوقت أمامها؛ لتغادر قبل ذلك بوقت طويل، أي في شهرَي مارسَ وأبريل.
ساعد الازدهار التِّجاريّ” بين عُمَان والصين، على ازدهار الحياة الثقافية، وتأثُّر الصينيين بالثقافة العربية وبتعاليم الإسلام السمحة التي لاقت صدىً طيِّبًا في نفوس الصينيين، كان ذلك بفضل حُسن معاملة التجَّار العُمانيين وسماحتهم مع الصينيين.
ومن أهم وأقوى الآثار التي خلَّفتها التجارة بين العُمانيين والصينين، انتشارُ الدين الإسلامي في الصين، إذ قام التاجر العُمانيّ بالدعوة إلى الإسلام أثناء معاملاته التِّجاريَّة بحُسن خلقه.
اقتضت هذه الدراسة أن تقسم إلى: مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة كما يلي :
أما المقدمة، فقد تناول الباحث فيها لمحة موجزة عن الموضوع وأهميته وسبب اختياره، والصعوبات التي واجهته أثناء تجميع مادة البحث، واختيار المنهج المتَّبع في الدراسة، وخُطة الدراسة، والدراسة التحليلية لأهم المصادر والمراجع المستخدمة في الرسالة. وأما التمهيد، فقد جاء تحت عُنوان: الأوضاع الجغرافية والتاريخية لعُمان والصين؛ وقد تناول الباحث فيه الحديث عن جغرافية عُمَانِ، وجغرافية الصين، ودخول الإسلام إلى عُمَان، وانتشار الإسلام في بلاد الصين.
واهتم الفصل الأوَّل بالطرق المِلاحيَّة والسفن العُمانيَّة والصينية؛ وقد حاول الباحث في هذا الفصل الحديثَ عن الطُّرُق المِلاحيَّة العُمانيَّة والصينية، ويتضمن: الطُّرُق من الصِّين إلى عُمَان، ثم الطُّرُق من عُمَان إلى الصين، كما تطرق إلى السُّفن التِّجاريَّة العُمانيَّة والصينية، وتتضمن المواد الأولية لتصنيع السفن، ثم أجزاء السفينة وأدواتها، وأهم أنواع السُّفن العُمانيَّة والصينية، وأرباب السُّفن والعاملين فيها، والأدوات المساعدة للربابين على تحديد الموقع، كما تحدثتُ عن الأهوال والمخاطر المِلاحيَّة وأخيرًا الموانئ والمراكز التِّجاريَّة العُمانيَّة والصينية.
واختص الفصـل الثـانـي بـ” السِّلَع التِّجاريَّة المتداولة بين عُمَان والصين، وتتضمن أهم الصادرات الصينية، وتنقسم إلى خمس مجموعات: الأولى التوابل والبـخـور والعطور، والثانية الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة، والثالثة المعادن، والرابعة الأخشاب، والخامسة المنتجات الزراعية والحيوانية وغيرها، وأخيرًا تحدثتُ عن أهم الصادرات العُمانيَّة مثل: اللؤلؤ، والعنبر، واللبان، والخيل، والمحاصيل الزراعيـة والمـنتـجـات الحيوانية.
وجاء الفصل الثالث بعُنوان: المؤثِّرات الحضاريَّة المتبادَلة بين عُمَان والصين، وقد تناول الباحث في هذا الفصل، العَلاقات الحضاريَّة بين عُمَان والصين، متضمنًا أبرز المؤثِّرات الاقتصادية المتبادَلة بين عُمَان والصين من خلال الإشارة إلى المؤثِّرات التِّجاريَّة المتبادَلة والمؤثرات الصناعية المتبادلة، كما أشار إلى المؤثِّرات الاجتماعية المتبادَلة بين عُمَان والصين متضمنًا الحديث عن النظام الاجتماعي والتأثير الدينيّ بين عُمَان والصين، كما تحدثت –أيضًا- عن أهم المؤثِّرات الفنية المتبادَلة بين عُمَان والصين من حيثُ التصويرُ والرسمُ والزخرفةُ، وكذلك تحدثت -أيضًا- عن الخَط العربي والعمارة والموسيقى وأخيرا تحدثت عن المراكز الحضاريَّة والعلمية في عُمَان والصين، والنُّظم التِّجاريَّة الهندية والعُمانية، وتتضمن نظام معاملة الاقتراض، والتعامل بنظام الرهن والكفالة، والتعامل بنظام المضاربة، ونظام الشراكة، كما تطرَّق الحديث إلى نُظم الموانئ ومعاملـة كـل ميناء من الموانئ العمانية والصينية مع التجَّار والسفن الواردة إليهم، كما أشرْتُ إلى طريقة الدلالة في عملية البَيع والشراء. وبالله تعالى التوفيق.