Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبي قائم على المعالجة الزمنية للمعلومات في تخفيف العبء المعرفي لدى طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم /
المؤلف
عطاالله، أسامة خالد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / أسامة خالد محمود عطاالله
مشرف / سليمان محمد سليمان
مشرف / شيرين محمد دسوقي
الموضوع
التعلم. الطلاب.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
280 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
27/3/2023
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس التربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 252

from 252

المستخلص

شهدت العقود الثلاثة الأخيرة اهتمامًا بعلم النفس المعرفي، وظهر مع هذا الاهتمام كثير من البحوث والدراسات في مجال علم النفس المعرفي تهتم بالمنظومة التعليمية بكافة متغيراتها. ومع زيادة الاهتمام بفئات التربية الخاصة؛ فإن فئة بطيئي التعلم تعاني مشكلات تربوية وتحديات تعليمية متعددة. فهؤلاء الأطفال لديهم مشكلات في قدرتهم على التعلم وفهم واستيعاب المواد في المناهج الدراسية الاعتيادية التي تدرس لأقرانهم في نفس العمر، كما أن عدم مراعاة خصوصية التلميذ بطئ التعلم يؤدي الى تدني الحالة الانفعالية وسوء التكيف لديه، وبالتالي يؤدي إلى تدني مستوى تحصيله. فهؤلاء التلاميذ بطيئي التعلم يقضون زمناً أكبر من الزمن الذي يستغرقه الطفل العادي في التعلم، وعليه فإن التلميذ بطيئي التعلم إذا ما تم تعليمه في فصل دراسي عادي، فإنه سوف يكون تلميذاً متخلفاً من الناحية التحصيلية لعم كفاية الزمن اللازم لتعلمه. لذا فمن أهم سبل الاهتمام بتعلم هؤلاء الأطفال هو الاستفادة بالاستراتيجيات المعرفية التي عرضها علم النفس المعرفي، والتي من شأنها أن تساعدهم على التعلم بصورة أفضل وأبقى أثرا وبمراعاة متغير زمن هذا التعلم؛ ومن أهم تطبيقات علم النفس المعرفي في هذا المجال هي نظرية معالجة المعلومات.
ثانيًا: مشكلة الدراسة
يشير Bruning et al., 2003 إلى أن العبء المعرفي يمثل أحد المشكلات الرئيسية التي تواجه النظام التعليمي، وذلك بسبب الأساليب التقليدية التي تقوم على تزويد الطلبة بالمعلومات بصورة مستمرة، وعدم إعطائهم الفرصة لكي يوجهوا انتباههم إليها ويقوموا بترميزها ومعالجتها وتخزينها في الذاكرة العاملة. لذا فالطلاب بحاجة إلى خفض العبء المعرفي على الذاكرة أثناء التعلم. ويعد بناء تصاميم تعليمية تستند إلى البناء المعرفي للفرد أحد أساليب خفض العبء المعرفي Hu& Wu, 2012, p. 134)). كما يشير Blayney, Kalyugal & Sweller, 2015 إلى أن الحصول على بني معرفية منظمة في الذاكرة طويلة المدى يخفض من العبء المعرفي.
والباحث في الدراسة الحالية يحاول توجيه الاهتمام بفئة بطيئي التعلم واستخلاص الأسس النظرية لمعالجة المعلومات وانتقاء الاستراتيجيات الملائمة لهؤلاء التلاميذ للتعلم بصورة أسرع وتمثيلها في هيئة أنشطة تعليمية تبنى على هذه الأسس بهدف خفض العبء المعرفي لدى التلاميذ بطيئي التعلم، والمساعدة على رفع مستوى تحصيلهم الدراسي ليستطيعوا انهاء واجتياز أهداف البرنامج التربوي مع نهاية الفصل الدراسي كباقي زملائهم؛ فهم يحتاجون زمنا أكبر لتحقيق نفس الهدف التعليمي الذي يجتازه زملائهم؛ وهذا هو الجانب الأول من مشكلة الدراسة.
ومن بين الأهداف التربوية المهمة هي زيادة التوجه إلى تطوير أساليب معالجة المعلومات للطلبة والاهتمام بما يحدث داخل أدمغتهم في أثناء استقبال المعلومات الدراسية، وفي كيفية تنظيمها واستقبالها وجدولتها ومذاكرتها، وكيفية الاستعداد للامتحان، ولما لأساليب معالجة المعلومات من أهمية بارزة فقد اهتمت الدراسة الحالية باستخدام الأسس التي تقوم عليها نظرية معالجة المعلومات لتدريب التلاميذ بطيئي التعلم في برنامج يهدف إلى خفض العبء المعرفي على هؤلاء الطلاب؛ وهذا هو الجانب الثاني من مشكلة الدراسة.
ولأن مشكلة بطء التعلم من المشكلات التي تقلق المربين والآباء والتلاميذ على حد سواء، ولأنها مشكلة متعددة الجوانب مترامية الأبعاد نفسيا واجتماعيا وتربويا وثقافيا، فإنه يجب الاهتمام بهم ورعايتهم. ومن هنا يتبين أهمية تخفيف العبء المعرفي لدى الطلبة بطئ التعلم، وذلك عن طريق بناء برامج تهدف إلى التخفيف من العبء المعرفي، والذي من شأنه أن يقلل أو يحد من صعوبة المهام المقدمة في الموقف التعليمي، والصعوبة المضافة التي تفرضها طريقة عرض مادة التعلم، أو تسببها العمليات المعرفية؛ وهذا هو الجانب الثالث من مشكلة الدراسة.
ويمكن صياغة أسئلة مشكلة الدراسة على النحو التالي:
- ما فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، والمعد في هذه الدراسة في تخفيف العبء المعرفي لدى طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم؟
- هل تختلف فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، والمعد في هذه الدراسة في تخفيف العبء المعرفي بين أفراد المجموعة التجريبية – عينة البرنامج- ذكورا وإناثا؟
- فيما إذا كانت هناك فاعلية للبرنامج التدريبي المعد في هذه الدراسة؛ فهل تستمر فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، في تخفيف العبء المعرفي لدى طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم بعد انتهاء البرنامج التدريبي بشهرين؟
ثالثًا: أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي:
- التحقق من فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، والمعد في هذه الدراسة في تخفيف العبء المعرفي لدى طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم؛ عينة البرنامج.
- تعرف ما إذا كانت توجد اختلافات في فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، والمعد في هذه الدراسة في تخفيف العبء المعرفي بين أفراد المجموعة التجريبية ذكورا وإناثا.
- التحقق من استمرار فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات، في تخفيف العبء المعرفي لدى طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم بعد انتهاء البرنامج التدريبي بشهرين؛ فيما إذا كانت هناك فاعلية للبرنامج التدريبي المعد في هذه الدراسة.
رابعًا: أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية النظرية والتطبيقية كما يلي:
أ‌. الأهمية النظرية:
1. توفير المعلومات المعرفية عن طبيعة المعالجة المعلوماتية والتعرف على استراتيجيات هذه العملية العقلية المتميزة.
2. الاستجابة للتحول المعاصر نحو الاهتمام باستراتيجيات معالجة المعلومات من قبل المتعلم والمعلم لأنها تمكن التلاميذ من مواجهة الكم المعلوماتي الهائل؛ فالمعالجة المعلوماتية عملية معرفية فعالة لأن الأفراد بطبيعتهم تواقون و متلهفون لاكتساب المعلومات، وهذه المعلومات يجب أن يتم تسجيلها وحفظها وتنظيمها في عمليات المعالجة المعلوماتية.
3. الإضافة إلى التراث البحثي السيكولوجي من خلال تصميم مقياسا لكل من معالجة المعلومات والعبء المعرفي وكذلك البرنامج التدريبي القائم على نظرية معالجة المعلومات.
ب‌. الأهمية التطبيقية:
1. إفادة الطلبة من خلال إبراز العوامل التي تؤدي إلى تيسير الحفظ، والتذكر، وزيادة التحصيل، وخفض القلق، وسهولة تطبيق ما تدرب عليه الطلاب في المهام الدراسية وكذلك في الحياة العملية.
2. مساعدة المعلمين والأسر في الرعاية التعليمية لأبنائهم بطيئي التعلم.
3. توجيه نظر القائمين على التعلم والتعليم إلى أهمية تطبيقات نظرية معالجة المعلومات لعلها تكون أساسا لبناء البرامج التربوية الأساسية والبديلة.
خامسًا: مصطلحات الدراسة:
يمكن للباحث صياغة مصطلحات الدراسة على النحو التالي:
1. البرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات :
يعرِّف الباحث البرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات في الدراسة الحالية إجرائيا بأنه ”مجموعة من الخطوات والأسس والإجراءات المنظمة لبعض الأنشطة والمهام وفق نظرية معالجة المعلومات؛ تلك الإجراءات التي من شأنها إسراع العمليات المعرفية في إطار الجدول الزمني للفصل الدراسي، بهدف تخفيف العبء المعرفي وتحسين المستوى الدراسي لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي بطيء التعلم من خلال زيادة مهاراتهم في معالجة المعلومات في استقبال وتخزين ومعالجة المعلومات واسترجاعها، وذلك في وحدة التحليل بفرع الجبر بمادة الرياضيات كوحدة تدريسية مقترحة”.
2. العبء المعرفي:
يذكر Sweller, 2003 أن العبء المعرفي هو السعة المطلوبة للذاكرة العاملة من أجل بناء المخطط المعرفي وعمله الآلي الذي يحدث تغيرات في الذاكرة طويلة الأمد.
لذا فالباحث يعرِّف العبء المعرفي في الدراسة الحالية بأنه ”محصلة الجهد العقلي المطلوب من الذاكرة العاملة خلال فترة زمنية محددة، والذي يكون موزعا ما بين الربط بين أبنية معرفية سابقة وأخرى جديدة فيما يسمى بالعبء المعرفي وثيق الصلة، أو جهدا لتكوين بناء معرفي جديد فيما يسمى بالعبء المعرفي الداخلي، أو جهدا لتفهم محتوى مهمة وربطها في بناء معرفي ذو معنى فيما يسمى بالعبء المعرفي الخارجي”، ويُقاس العبء المعرفي في هذه الدراسة بـ ”الدرجة التي يحصل عليها التلاميذ عند استجابتهم على فقرات مقياس العبء المعرفي بأبعاده المعد والمستخدم في الدراسة الحالية”.
3. التلميذ بطيء التعلم :
يعرِّف الباحث في الدراسة الحالية التلميذ بطئ التعلم بأنه ”ذلك التلميذ الذي تنحصر درجة ذكاؤه ما بين 71: 89 درجة وينخفض مستواه الدراسي عن باقي أقرانه في نفس الصف ولا تجدي معه محاولات الوالدين والمعلمين لتحسين مستواه الدراسي وفقا لنفس الطرق والأدوات والمنهج للبرنامج التربوي العادي لغيره من زملائه؛ بما يستلزم تعديلات في البرنامج التربوي وفقا لما تقتضيه التربية الخاصة لهذا التلميذ”.
سادسًا: محددات الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية بمنهجيتها ومتغيراتها وعينتها وأدواتها في حال تعميم نتائجها.
‌أ. منهج الدراسة: المنهج شبه التجريبي ذو المجموعة التجريبية الواحدة بقياسين قبلي وبعدي.
‌ب. متغيرات الدراسة: المتغير المستقل وهو البرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات، والمتغير التابع وهو العبء المعرفي.
‌ج. مجتمع الدراسة وعينتها: يتمثل مجتمع الدراسة بالتلاميذ بطيئي التعلم بالمرحلة الإعدادية، وتتمثل عينة الدراسة بعينة البرنامج التجريبية من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي بطيئي التعلم.
‌د. زمن ومكان إجراء الدراسة: تمت إجراءات الدراسة الحالية في العام الدراسي 2020/ 2021، وتمت إجراءات البرنامج في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2021/ 2022، وذلك بقاعة الوسائط بالجمعية الشرعية بالمنيا ضمن مشروع كفالة طالب علم.
سابعًا: فروض الدراسة: قام الباحث تحقيقا لأهداف الدراسة بصياغة فروض الدراسة كما يلي:
‌أ. توجد فروق بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي للبرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي بطيئي التعلم؛ عينة البرنامج على مقياس العبء المعرفي واختبار تحصيل الرياضيات لوحدة التحليل كمؤشر للعبء المعرفي لصالح القياس القبلي.
‌ب. يؤثر البرنامج التدريبي القائم على معالجة المعلومات –المعد والمستخدم في الدراسة الحالية- في خفض العبء المعرفي لدى أفراد المجموعة التجريبية عينة البرنامج من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي بطيئي التعلم بدرجة متوسطة.
‌ج. لا توجد فروق بين الذكور والإناث عينة الدراسة التجريبية في القياس البعدي للبرنامج التدريبي المعد في هذه الدراسة على كل من مقياس العبء المعرفي واختبار تحصيل الرياضيات في وحدة التحليل كمؤشر للعبء المعرفي.
‌د. لا توجد فروق بين القياسيين البعدي والتتبعي للبرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات لدى العينة التجريبية للدراسة على كل من مقياس العبء المعرفي وأبعاده واختبار تحصيل الرياضيات لوحدة التحليل.
ثامنًا: أدوات الدراسة: للإجابة عن أسئلة الدراسة قام الباحث ببناء وتصميم الأدوات التالية:
‌أ. مقياس التقدير الذاتي للعبء المعرفي
‌ب. اختبار تحصيل الرياضيات لوحدة التحليل كمؤشر للعبء المعرفي
‌ج. البرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات لتخفيف العبء المعرفي.
‌د. دليل المعلم للتدريس باستخدام البرنامج التدريبي القائم على المعالجة الزمنية للمعلومات
تاسعًا: الأساليب الإحصائية:
لاختبار صحة فروض الدراسة استخدم الباحث اختبار ”ت” لحساب الفروق بين مجموعتين ودلالتها.
عاشرًا: نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة الحالية إلى عدد من النتائج وهي:
‌أ. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي لمقياس العبء المعرفي عند مستوى (0.01) لكل من الدرجة الكلية للعبء المعرفي وبعد العبء المعرفي الداخلي والدرجة الكلية للاختبار التحصيلي لوحدة التحليل كمؤشر على العبء المعرفي، بينما كانت هذه الفروق دالة عند مستوى (0.05) لكل من بعدي العبء المعرفي الخارجي والعبء المعرفي وثيق الصلة.
‌ب. يؤثر البرنامج التدريبي القائم على معالجة المعلومات –المعد والمستخدم في الدراسة الحالية- في خفض العبء المعرفي كدرجة كلية، وبعديه العبء المعرفي الداخلي والعبء المعرفي وثيق الصلة وكذلك الدرجة الكلية للاختبار التحصيلي لوحدة التحليل كمؤشر على العبء المعرفي لدى أفراد المجموعة التجريبية عينة البرنامج طلاب المرحلة الإعدادية بطيئي التعلم بدرجة كبيرة، بينما كان التأثير متوسطًا في خفض بعد العبء المعرفي الخارجي لدى أفراد المجموعة التجريبية عينة البرنامج.
‌ج. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي لمقياس العبء المعرفي وأبعاده والاختبار التحصيلي لوحدة التحليل كمؤشر على العبء المعرفي.
‌د. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات القياسين البعدي والتتبعي –بعد انتهاء تطبيق البرنامج بأسبوعين- لمقياس العبء المعرفي وأبعاده وكذلك الدرجة الكلية والدرجة الكلية للاختبار التحصيلي لوحدة التحليل كمؤشر على العبء المعرفي لدى أفراد المجموعة التجريبية.