Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج جَدْلي سلوكي في تخفيض درجة الاكتئاب لدى عينة من المراهقين المصابين بمرض السرطان/
المؤلف
محمد، تامر نصر دياب
هيئة الاعداد
باحث / تامر نصر دياب محمد
مشرف / جمال شفيق أحمد
مشرف / محمد رزق البحيري
مناقش / رزق سند ابراهيم
مناقش / هناء أحمد متولى غنيمه
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
ج-ل، 201ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الدراسات النفسية للاطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 220

from 220

المستخلص

فاعلية برنامج جَدْلي سلوكي في تخفيض درجة الاكتئاب لدى عينة من المراهقين المصابين بمرض السرطان
مقدمة:
أصبح مرض السرطان من المشاكل الصحية الخطيرة، بحيث أصبحت كلمة ”السرطان” في حد ذاتها مصدرًا للقلق والخوف عند الكثير نظرًا للنهاية المتوقعة لهذا المرض. ونتيجة لذلك فقد استأثر باهتمام الكثير من المؤسسات الطبية والنفسية وأصبح يُمثل موضوعًا بارزًا للدراسة فى فروع علم نفس الأورام Psycho-oncology الذي يرتكز على دراسة المتغيرات النفسية المرتبطة بالأمراض العضوية، وذلك لاكتشاف المتغيرات النفسية التي تؤدي دورًا مهمًا في الوقاية من المرض، أو التحكم فيه، أو التوافق معه.وتدريب المختصصين بتقديم الخدمة العلاجية للمرضى لفهم هذه المتغيرات، مما يساعدهم على تقديم الخدمة بشكل أفضل، وبالتالي ينعكس ذلك على تحسن صحة المرضى الجسمية والنفسية.
وتأتي الدراسة الراهنة كواحدة من الدراسات التي تدعم اتجاه الاهتمام بهذا المرض من الناحية النفسية التي لها تأثير كبير على نجاح العملية العلاجية للمرضى، ومن ثم فإنها تتبنى مجموعة من الأهداف التي تدخل جميعها في إطار واحد، وهو تركيز الضوء على الطرق والفنيات العلاجية ذات الفاعلية في التخفيف من الآثار المترتبة على الإصابة بهذا المرض، وهو ما يشير إليه العلاج الجَدْلي السلوكي، والذي يهدف إلى إكساب الفرد مهارات جديدة تساعده على التحكم في انفعالاته السلبية والتقليل من الصراعات في علاقاته بالتركيز على تقديم مهارات علاجية في أربع نواحي أساسية هى:
اليقظة الذهنية: وتكون بالتركيز على تحسين قدرة الفرد على قبول اللحظة الحالية.
تحمل الضغوط: بزيادة قدرة الفرد على تحمل الانفعالات السلبية بدلًا من الهروب منها.
تنظيم المشاعر: باستخدام استراتيجيات لإدارة وتغيير الانفعالات الشديدة والتي تتسبب في حدوث المشكلات في حياة الفرد.
الكفاءة في العلاقات: والتى تتألف من تقنيات تسمح للفرد أن يتواصل مع الآخرين باعتماد مبدأ تأكيد الذات والمحافظة على احترام الذات وتعزيز العلاقات السوية مع المحيطين به Amiri et al., 2021)).
واتفقت دراسات على فاعلية العلاج الجَدْلي السلوكي في خفض درجة الاكتئاب (Rafiei et al., 2021، Torbati et al., 2022).
وقد يواجة مرضى السرطان كثير من الضغوط والتحديات والتغيرات الحياتية، ومواجهة مرض مهدد للحياة والخوف من المجهول بجانب الصعوبات والأعراض الجسمية الحادة، ويعدالاكتئاب أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا لديهم، لذا فهناك حاجة إلى معرفة وفهم الاحتياجات النفسية للحالات المرضية أثناء العلاج وبعده والتعرف على استراتيجيات المواجهة الفعالة لتحقيق توافق أفضل (Burns & Anstey, 2010).
لذا فقد أردنا أن يمتد مجال الصحة النفسية ليتجاوز التدخل العلاجي على أسس جديدة قد تحد من زيادة الاكتئاب لدى مرضى سرطان الدم، والتركيذ أكثر على طرق جديدة تساعد في تحسين العملية العلاجية، وما قد يصيب مرضى السرطان من اكتئاب جسيم. لذا فقد أجريت هذه الدراسة للكشف عن فاعلية برنامج جَدْلي سلوكي لخفض درجة الاكتئاب لدى المراهقين المصابين بالسرطان.
مشكلة الدراسة:
يُعد السرطان ثاني الأمراض المسببة للوفيات بعد أمراض القلب والشرايين، فمرض السرطان يحدث نتيجة خلل في الخلايا مما يجعلها تنمو وتتكاثر بشكل زائد، وهناك أنواع عديدة من السرطان فهو ليس مرض واحد وقد يبدأ من أي عضو في الجسم ثم ينتشر إلى أعضاء أخرى، فهو بذلك يتعدى كونه مجرد مشكلة صحية، فقد بات هذا الداء ينذر بنشوء أزمة خصوصًا في البلدان النامية، وهذا ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية في توقعاتها أن أكثر من ثلثي الحالات الجديدة والوفيات الناجمة عن السرطان ستحدث في العالم النامي، حيث لاتزال معدلات الإصابة بالسرطان تزيد على نحو مثير للقلق (حنان عطاالله، 2019)، وطبقًا لمنظمة الصحة العالمية فقد رصدت نسب انتشار السرطان في جميع أنحاء العالم عام (2020 ) بما يقدر بحوالي(19) مليون حالة سرطانية جديدة في جميع أنحاء العالم، وكان أكثر أنواع السرطان شيوعًا سرطان الثدي Breast Cancer يليه سرطان الرئة Lung Cancer يليه سرطان القولون Colon Cancer يليه سرطان البروستاتا Prostate Cancer، أما عن نسب الوفيات فكانت حوالي (10) مليون حالة وفاة، وكان سرطان الرئة السبب الرئيس للوفاة بالسرطان، يليه سرطان القولون يليه سرطان الكبد Liver Cancer يليه سرطان الثدي، ولم يجد الباحث -في حدود اطلاعه- إحصائيات عالمية بعد هذا التاريخ (Sung et al., 2021).
أما في مصر فلا توجد نسب انتشار مؤكدة بعد سنة ( 2014) في حدود اطلاع الباحث- ووجد في سنة( 2014) أن من بين( 100000 ) يصاب (166 ) شخصا (بمعدل 89 من الذكور، و77 من الإناث).(Ibrahim et al., 2014)
واتضح أن سرطان الدم أكثر أنواع السرطان شيوعًا في االطفولة العالم، يليه سرطان المخ، ثم سرطان الكلى، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يُشخص ما يقرب من 400000 طفل بالسرطان سنويًا (Namayandeh et al., 2020).
ورغم التقدم الكبير في العلاج والكشف المبكر، توقعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان International Agency for Research on Cancer التابعة لمنظمة الصحة العالمية إصابة نحو( 6 -7 ) مليون طفل بالسرطان في جميع أنحاء العالم بين عام( 2018-2030) (Kalayci& Caliskan, 2021).
ووجد أن( 5% ) فقط من مجموع المتعافين من السرطان في العالم أصغر من (40 ) عامًا، وأن مجموع الأطفال المتعافين نسبتهم تتراوح بين( 3,%-5,% ) من المجموع الكلي للمتعافين (Denlinger et al., 2015).
واتضح من الدراسات السابقة أن المراهقين من الفئات المهمشة دراستها في مرض السرطان، فقليلًا ما سلط الضوء عليها، بالرغم من الصعوبات الارتقائية وخطورة هذه الفئة، و أن تجربة المرض عند المراهقين بالذات لا تشبه بقية الفئات العمرية بسبب السمات المميزة لهذه المرحلة، مثل: صعوبة الاستقلالية عن الوالدين، وتشوه صورة الجسم، وصعوبة اكتشاف الهوية، وانحسار العلاقات، وصعوبة اتخاذ القرارات، فوجد أن أكثر من نصف الأطفال والمراهقين مرضى السرطان يعانون من مشاكل انفعالية، كما أنهم يتعرضون للعديد من الضغوطات التي تتفاقم في عمرهم، مثل: الصدمة الأولية للتشخيص، والآثار الجانبية للعلاج سواء جسمية أو نفسية كالقلق والاكتئاب وانخفاض الوظائف المعرفية، وصعوبة الالتزام في العلاج Gotze et al., 2015) ).
ووجد الباحث-في حدود اطلاعه- محدودية الدراسات في الاهتمام بفئة المراهقين مرضى السرطان، وتشخيص سرطان الدم ALL على مستوى العالم العربي، فاتضح أن الدراسات العربية لم تبد اهتمامًا كبيرًا لمرضى سرطان الدم، فلم يجد الباحث -في حدود اطلاعه- دراسات عربية اهتمت بمرضى سرطان الدم المراهقين سوى دراسة ( تامر نصر، 2017 ؛ كوثر حسين، 2018؛ كوثر حسين، 2022).
أما على مستوى الدراسات الاجنبية، فاتضح أنها كانت أكثر اهتمامًا بمرضى السرطان عامة، ولكن وجدت محدودية أيضًا في دراسة تشخيص سرطان الدم، فكان الاهتمام الأكبر بتشخيص سرطان الثدي، فبعض الدراسات ركزت على المتغيرات النفسية لدى المتعافيات من سرطان الثدي ( Li et al., 2018)، ومنهم من ركز على المتغيرات النفسية لدى المريضات أثناء العلاج (Taras et al., 2018).
وقد لاحظ الباحث بحكم عملة كمعالج نفسي بمستشفى السرطان لمدة زادت عن (16) عامًا أن بعض المراهقين المصابين بالاكتئاب أثناء فترة العلاج قد لا يستجيبون إلى العلاج النفسي الدوائي، وقد يلجأ البعض إلى محاولات إنهاء الحياة خاصةً مع طول فترة العلاج (ففترة علاج سرطان الدم تصل إلى ثلاث سنوات)، لذا كان يتحتم البحث عن طرق علاجية أخرى لها قدرة أفضل في التعامل مع المخاطر الشديدة لاكتئاب لدى مرضى السرطان وتفادي خطورة الاعتماد الكامل على العلاج الدوائي الذي أحيانًا يتعارض مع العلاج الكيميائي.
ولم يجد الباحث-في حدود اطلاعه- دراسات اهتمت بالعلاج الجَدْلي السلوكي لعلاج الاكتئاب لدى مرضى السرطان المراهقين سواء دراسات عربية أو أجنبية.
بناءً علي ما سبق أجريت هذة الدراسة في محاولة للتحقق من فاعلية برنامج قائم على فنيات العلاج الجَدْلي السلوكي لخفض درجة الاكتئاب لدى المرضى المراهقين المصابين بسرطان الدم.
وتثير مشكلة الدراسة الأسئلة التالية:
هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة؟
هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين وذلك في اتجاه القياس القبلي؟
هل لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين قبل وبعد تطبق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين؟
هل لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين؟

أهمية الدراسة:
يمكن أن تتبلور أهمية الدراسة في مجموعة من الاعتبارات النظرية والتطبيقية، التي يمكن أن نجملها فيما يلي:
1-الأهمية النظرية:
أ -عدم وجود دراسة علمية –في حدود ما اطلع عليه الباحث- تناولت متغيرات الدراسة.
ب -اهتمام الدراسة الراهنة بفئة مهمشة في الدراسات التي استهدفت مرضى السرطان وهي مرحلة المراهقة، رغم الصعوبات والتحديات الارتقائية والنفسية التي تواجهها هذه المرحلة.
ج. تلقي الدراسة الضوء على طبيعة الأعراض الاكتئابية التي يعانى منها مريض سرطان الدم بهدف علاجها من خلال البرنامج المحدد بالدراسة.
د. الإسهام في إثراء التراث النظري حول العلاج الجَدْلي السلوكي لمرضى السرطان، والذي لم يجد الباحث-في حدود اطلاعه- دراسات اهتمت بهذا المتغير.
2- الأهمية التطبيقية:
أ. توفير أدة يتوفر فيها الصدق والثبات لقياس الاكتئاب لدى مرضى سرطان الدم ، مما يُسهم في تطوير البحث في هذا المجال.
ب. مساعدة العاملين فى مجال العلاج النفسي للأورام وأولياء الأمور على تحقيق هدف العلاج الجَدْلي السلوكي في خلق حياة تستحق أن تعاش لتلك الفئة من المرضى المصابين بالسرطان.
ج. إعداد وتقييم نموذج عملي علاجي لبرنامج يتضمن توظيف فنيات العلاج الجَدْلي السلوكي وهو أحد الأساليب العلاجية الحديثة نسبيًا في علاج اضطراب الاكتئاب لدى المرضى المراهقين المصابين بسرطان الدم إجراءات الدراسة:
منهج الدراسة:
اعتمد الباحث في هذه الدراسة علي المنهج التجريبي والتصميم التجريبي ذي المجموعتين التجريبية والضابطة والقياس القبلي البعدي التتبعي.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من 20 مراهقًا مصابًا بالسرطان، مُقسمين بطريقة عشوائية بالتساوي إلى مجموعتين:
‌أ- مجموعة تجريبية تكونت من 20 مراهقًا (5 ذكور، 5 إناث).
‌ب- مجموعة ضابطة: تكونت من 20 مراهقًا (5 ذكور، 5 إناث).
تراوحت أعمار العينة ما بين (16-18) عامًا وجميعهم أعراض اكتئابيه.
أدوات الدراسة:
اعتمد الباحث لتحقيق أهداف الدراسة والتحقق من صدق فروضها علي الأدوات التالية:
1- قائمة البيانات الأولية (إعداد: الباحث).
2- مقياس الاكتئاب (إعداد: الباحث).
3- مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي (إعداد محمد سعفان ودعاء خطاب، 2016).
4- مقياس ستانفورد بينية للذكاء الصورة الخامسة (تعريب محمود أبو النيل وآخرون، 2011).
5- برنامج جَدْلي سلوكي لخفض درجة الاكتئاب لدى المراهقين المصابين بسرطان الدم (إعداد: الباحث).
الأساليب الإحصائية:
لتحقيق أهداف الدراسة والتحقق من صدق فروضها وبناءً على حجم عينتها استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
1. معامل ارتباط بيرسون.
2. معادلة سبيرمان – براون لتصحيح طول المقياس.
3. المتوسطات.
4. الانحراف المعياري.
5. اختبار (ت) البارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة.
6. اختبار ويلكوكسون اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المرتبطة.
7. اختبار مان ويتني اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة .
نتائج الدراسة:
لقد توصلت الدراسة الحالية إلي النتائج التالية:
1. تحقق صحة الفرض الأول بأنه ”توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة”.
2. تحقق صحة الفرض الثاني بأنه ”توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين وذلك في اتجاه القياس القبلي”.
3. تحقق صحة الفرض الثالث بأنه ”لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين”.
4. تحقق صحة الفرض الرابع بأنه ”لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين المصابين بسرطان الدم في القياسين البعدي والتتبعي للبرنامج على مقياس الاكتئاب للمراهقين”.