Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القطيعة المعرفية عند جاستون باشلار بين النقد والتطبيق =
المؤلف
منصور، أحمد عمر عبد الستار.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد عمر عبد الستار منصور
مشرف / إكرام فهمي حسين
مشرف / إكرام فهمي حسين
مشرف / إكرام فهمي حسين
الموضوع
الفلسفة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
أ-م، 184، 5 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 206

from 206

المستخلص

عملت وقائع العلم في القرن العشرين على خلق واقع جديد كلياً لا يفكر من جانب واحد ويكتفي بنتائج جزئية؛ وإنما عمل على جمع المتجادلات فيما بينها من صفات –جنباً إلى جانب, وفي تكامل تام, وهذه الفلسفة العلمية الجديدة لا تعترف بتصارع الثنائية كما هو الحال في الفلسفات القديمة والوسيطة, حتى التي في القرن السابع عشر والثامن عشر؛ مما أدى بالقول أنه عصر الشك, ومما لاشك فيه تراجع الكثير من الفلاسفة –خاصة- فلاسفة العلم, عن الاعتماد على الأحادية المنهجية, والمبادئ الثابتة, والقيم المطلقة, والحتمية, وكذلك التخلي التام عن الأنساق العلمية والمنطقية الثابتتين؛ بصفتهما أسباباً رئيسية في تراجع العقل البشري والمعرفة.
تميز عصر باشلار بالمراجعة, والنقد, والتشكيك؛ مما رسي في النهاية إلى عدم الاعتراف بفكر مطلق, أو عقل منغلق على ذاته يؤمن بقيم معرفية تجلت في أشكال المعرفة العامية الغير منضبطة مخبرياً وعقلانياً, أو كالمرتبطة بالانطباع الأول الظاهري من التجربة الأولى الغير مراجعة, أو كالتي تستخدم اللفظ بإفراط خارج حدود المعنى والتحديد, أو بارتباطها مع التفسير العلمي القديم بإحياء الجماد, وجماد الحياة, أو بذلك الفعل المعرفي الذي يؤدي إلى تاريخانية النظريات العلمية الجديدة؛ فكلها مثلت عوائق أمام العلم نحو الانطلاق, كما عملت على تأخر الفهم الإنساني للواقع العلمي الآتي من المجتمع العلمي, الذي نفسه وقع في تلك العوائق.
قام باشلار بعمل تشريح للعقل الإنساني, وذلك من أجل التعرف على بنيته التي أصبحت محدودة, وثابتة, وغير قادرة على التقدم؛ مستخرجاً العديد من العوائق والأوهام –على طريقة بيكون- في القرن السابع عشر؛ ومن هنا جاءت انعكاسات القفزة العلمية على بنية العقل الإنساني, في صور مرتبطة لم تنفك؛ لأن العقل الذي يبدع العلم عليه أيضاً أن يتعلم من هذا العلم المتطور.
كما عملت القطيعة المعرفية مع التاريخ العلمي على إحلال قيم معرفية جديدة, مناسبة مع العلم الذي يخلق كل يوم بنية عقلية جديدة؛ فالثقافة والمعرفة اليوم يتشكلان من العلم, لا من نظريات المعرفة القديم المعتمدة على مجرد نسق فلسفي أو مذهب, وعلى ذلك عملت نظرية المعرفة الجديدة على التخلي التام عن أية شروط مسبقة يفرضها الفيلسوف على بنية التفكير؛ لأن الواقع لا يمكن أن يتشكل على مثالية ذاتية؛ وإنما يتشكل بالضرورة على أساس ترابط بين ما هو تجريبي وما هو عقلاني –في إطار علمي واحد- غير متشتت أو متنافر.
لقد عمل باشلار على ترجمة الواقع العلمي ترجمة معرفية من نوع خاص, وربما لم يسبقه من أحد في ذلك, حيث جاءت نظريته في المعرفة الجديدة بمنهجية أقرب إلى التطابق مع منهجية العلم ذاته؛ لذا كان للفكر الباشلاري من الرقعة الثقافية الجديدة ما يتسع للأخذ به في أوساط أخرى غير علمية, ولكنها ضرورية في خلق بنية عقلية تتطور دائماً من خلال عيشها في قيم اليوم لا الأمس.