Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مصر وقضايا التحرير لدول غرب أفريقيا في المنظمات الدولية في الفترة(1952-1970) /
المؤلف
عبد المسيح، إريني موريس.
هيئة الاعداد
باحث / إريني موريس عبد المسيح
مشرف / أنتوني سوريال عبد السيد
مشرف / محمد عزيز محمد
مناقش / عاصم أحمد الدسوقي
مناقش / أحمد عبد الدائم محمد
الموضوع
أفريقيا - تاريخ - العصر الحديث.
تاريخ النشر
2023 م.
عدد الصفحات
305 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/10/2023
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 316

from 316

المستخلص

ملخص الرسالة
تتناول الرسالة موضوع مصر وقضايا تحرير دول غرب أفريقيا في المنظمات الدولية 1952-1970, حيث رصدت التغيير الذي طرأ على دول غرب أفريقيا وحصولها علي الاستقلال , واهتمام مصر بتلك المنطقة من خلال المنظمات والمؤتمرات الدولية, وتعبر عن دور مصر في مساندة التحرير لدول غرب أفريقيا من خلال المنظمات الدولية منذ قيام ثورة 1952 وحتى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 . فقد استطاعت ثورة 23يوليو 1952 أن تعيد إلي الاذهان علاقات مصر بغرب أفريقيا عن طريق الاهتمام المصري بالقارة بكاملها, حيث كانت السياسة الخارجية للرئيس جمال عبد الناصر قد تميزت بالاهتمام بقضايا القارة الأفريقية وخاصة قضايا التحرر من الاستعمار, وقد نتج عن ذلك أنه أعاد للأذهان المصرية الانتماء المصري لتلك القارة, حيث طرح فكرة مساندة الدول الأفريقية وهي في طريقها للحصول علي الاستقلال, فبالرغم من أن مصر كانت تفضل مواجهة الاستعمار مباشرة عن طريق الكفاح المسلح إلا أن دول غرب أفريقيا فضلت الطرق الدبلوماسية والكفاح السلمي مما ادى الى اختلاف وتوتر سياسي في بعض الاحيان, ومع ذلك استطاعت مصر تأييد غرب أفريقيا للحصول على الحرية والاستقلال من خلال المنظمات والمساعدات السياسية, ومن خلال ما قدمته من مساعدات معنوية بالتأييد والمطالبة, وبالرغم من أن تلك المساندة كانت معنوية بحته لكنها كان لها أثر واضح على تغير الخريطة لمنطقة غرب أفريقيا .
وكانت البداية الدولية لمصر من خلال مشاركتها في مؤتمر باندونج 1955, حيث طالبت في المؤتمر فيما يتعلق بأفريقيا بمكافحة الاستعمار, والحرص علي التخلص منه والاستقلال, وقد نتج عن عقد هذا المؤتمر إن ارتفعت مصر في السياسة العالمية, و أظهر قدرتها علي زعامة القارة الأفريقية والتحدث عن قضاياها, والتي من بينها قضايا استقلالها من قبضة الاستعمار الغربي ومواجهة استمرار وجوده بالقاره الافريقية, ثم تلا ذلك مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي الذي عقد أواخر عام 1957بالقاهرة ولكن ما بين الحدثين حدث ”العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ”,وكان من نتائجه إنه قد ساعد علي إنهاء الاستعماريين البريطاني والفرنسي داخل القارة الأفريقية, حيث اعطت تلك الحرب الضوء الأخضر لمساومة الاستعمار في الحصول علي الاستقلال وناصبت مصر وحكومتها الاستعمار العداء , وآلت على نفسها أن تشجع الحركات الاستقلالية , فقامت القاهرة بتعديد المؤتمرات التي تشارك فيها, حيث أصبحت القاهرة في فترة البحث أحد المراكز الرئيسية لعقد المؤتمرات الدولية, فكان أول المؤتمرات المنعقدة بالقاهرة مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي في أواخر عام 1957, وهو الحلقة الثانية والمكملة لمؤتمر باندونج, وكان هدف المؤتمر تدعيم التضامن عن طريق تعبئة القوى الشعبية لمكافحة الاستعمار, وتأييد مطالب الشعوب المناضلة للتحرر من الاستعمار, وقد قرر المؤتمر إنشاء هيئة للتضامن الآسيوي الأفريقي وتكون له سكرتارية دائمة بالقاهرة, وظهر نتائج ذلك المؤتمر في عدة قرارات اتخذتها دول غرب أفريقيا منها: قرارات مؤتمر كوتونو الذي رحبت القاهرة به واعتبرت قراراته قرارات تقدمية ذات طابع ثوري كالذي تنادي به مصر, وانه يعد انعكاس خطير علي الوجود الاستعماري الفرنسي في غرب أفريقيا, كما رحبت بقرار رفض دولة غينيا (كوناكري ) فكرة الرابطة الفرنسية, مما أدى إلى تعرض مصر لكثير من النقد والهجوم عليها واتهامها بأنها ذراع للشيوعية في القارة الأفريقية, وأنها عميل لموسكو بها .
أما المؤتمر الآخر هو المؤتمر الإسلامي هو من المؤتمرات التي تبنتها القاهرة, وكانت فكرة الرئيس جمال عبد الناصر, الذي دعا لإنشاء مؤتمر إسلامي يكون مقره في مكة المكرمة, وإنشاء سكرتارية عامة للمؤتمر بالقاهرة , وكان الهدف من المؤتمر هي ان تنفذ مصر بسياستها الاستقلالية لأفريقيا بشكل شبه رسمي, حيث جاء الاهتمام بعد فترة استعمار أوروبي طويل لدول غرب أفريقيا الإسلامية, وحققت مصر به نصرا كبيرا,, وكان لها التأثير الواضح على مجريات الاحداث في غرب أفريقيا الإسلامية, مما دفع الاستعمار البريطاني والفرنسي في تلك المنطقة على مواجهة مصر, واتهمت فرنسا بان عبد الناصر يهدف من خلال المؤتمر الاسلامي الزعامة وأنه أتخذ من الإسلام وسيلة للعمل على إنشاء إمبراطورية أفريقية مسلمة, أما الاستعمار البريطاني فقد أتهم مصر بإنها تعمل على تحقيق مطمع الرئيس جمال عبد الناصر وهو أن يضع كل أفريقيا السوداء في دائرة نفوذ مصر وتحت سيطرتها وحثها على الانضمام للقومية العربية واستبدال النفوذ الاستعماري بالنفوذ المصري بها .وبذلك
لم يسلم المؤتمر الإسلامي من التشويه والنقد, حيث ربط الهدف من انشاء وحدة للعالم الإسلامي وتوحيد كلمة المسلمين في بعض القضايا من خلال المؤتمر, وبين الوحدة العربية التي حدثت بين مصر وسوريا عام 1958, فأتهمت أنها تريد ابتلاع أفريقيا وبخاصة الغرب الأفريقي كما ابتلعت الشرق الأوسط بتلك الوحدة, مما أدى إلي دول غرب أفريقيا من خلال زعماء الاستقلال, وقاوموا تحركات مصر من خلال المؤتمر الإسلامي في بلدانهم, وكانوا حريصين ألا يحل النفوذ المصري بديلا” عن النفوذ الأوروبي الاستعماري, ومع ذلك فإننا لا ننكر أن مصر قد ساعدتها هذه المؤتمرات التي تولت تنظيمها علي ايصال صوت أفريقيا وقضايا الاستقلال إلي العالم.
وقد اتخذت مصر الجانب السياسي للدعم استقلال وتحرير دول غرب أفريقيا من خلال المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية. حيث انضمت إلى منظمة الأمم المتحدة في عام 1945, و سعت مصر من خلال الانضمام أن تشارك في جميع مجالسها ومن تلك المجالس التي شاركت مصر فيها لمساندة قضايا التحرير هو مجلس الوصاية, وذلك لأن الغالبية العظمى للأقاليم المشمولة بالوصاية تقع في القارة الأفريقية, حيث تابعت من خلال المجلس الوصاية استقلال إقليم توجو بمنطقة غرب أفريقيا, والذي قسمت وصايته بين الاستعمار الفرنسي والبريطاني وحتى حصوله على الاستقلال .
كما كان لمصر دورا من خلال الكتلة الأفريقية الآسيوية التي تكونت داخل الامم المتحدة وكان ميدانها العام الجمعية العامة, واستطاعت تلك الكتلة أن يكون لها دورا معالجا في قضايا التحرير وخاصة في منطقة النفوذ الفرنسي بغرب افريقيا .
كما رحبت مصر بانضمام دول غرب افريقيا المستقلة للأمم المتحدة وتصفيه الاستعمار البريطاني الفرنسي بتلك المنطقة, حيث ايدت دولة غينيا (كوناكري ) الثائرة ضد الاستعمار الفرنسي وتوجولاند التي كانت تحت الوصاية, وباستقلال المستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا ما عدا موريتانيا كما رحبت باستقلال نيجيريا وسيراليون وجامبيا من الاستعمار البريطاني, حيث عرف عام 1960 بعام افريقيا, وأكدت أن حصولهم علي الاستقلال هو حافز ومساهمة في تحرير بقية شعوب القارة الافريقية .
وقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة إلي الأمم المتحدة في 20 سبتمبر 1960, أثناء الدورة الخاصة بانضمام دول أفريقيا المستقلة للأمم المتحدة , حيث رحب الرئيس باتساع نطاق الامم المتحدة مع انضمام 13 دولة افريقية لها , و طالب الامم المتحدة ان تقوم بتوسيع نطاقها ويكون بابها مفتوحا أمام جميع الشعوب دون تميز أو تعصب .
وقد واجهت مصر من خلال الامم المتحدة مشكلتين وقضيتين تابعين لدول غرب أفريقيا وهي القضية الموريتانية وقضية استمرار وجود الاستعمار البرتغالي, حيث كانت قد استقلت موريتانيا في عام 1960مثلها مثل جميع الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي, وقدمت موريتانيا طلب انضمام إلي الأمم المتحدة, ولكن المملكة المغربية استقلال موريتانيا باعتبارها جزء منها وطالبت بضم موريتانيا لها, وعند مناقشة تلك المشكلة في الأمم المتحدة ساندت مصر وأيدت المغرب, مما ادي الي حدوث توتر بين دول غرب أفريقيا وبين مصر لأن بعض رؤساء دول غرب أفريقيا كانوا يعتبرونها دولة حاجز بين القومية العربية وأفريقيا الغربية .
وكان موقف مصر من المستعمرات البرتغالية الموجودة في غرب أفريقيا, هو موقف الرافض لاستمرار وجوده والمطالب بالتخلص منه وانهاؤه, حيث مصر ساندت منذ 1956 مشكلة استمرار وجود المستعمرات البرتغالية من خلال الأمم المتحدة ومن خلال تلك المشكلة تطابقت وجهات النظر مع سياسة دول غرب أفريقيا . ومع انعقاد مؤتمرات الدول الافريقية المستقلة داخل القارة الأفريقية, كانت مصر من اوائل الدول المشاركة, وقد بدأتها بالمشاركة في مؤتمر آكرا بغانا عام 1958 ثم مؤتمر الشعوب الأفريقية ومرور بمجموعة الدار البيضاء وقد كانت لها دور القيادة والزعامة من خلال تلك المؤتمرات, و مع إعلان تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية خلال مؤتمر أديس أبابا عام 1963, استطاعت مصر بدورها وزعامتها أن يتبنى الميثاق سياسة عدم الانحياز واعلان إنشاء لجنة التحرير بهدف مساندة استقلال باقي المستعمرات الأفريقية .
وقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة لدول غرب أفريقيا في عام 1965 حيث قام بزيارة كلا من مالي وغانا وغينيا , وهي دول كانت تتبني السياسة الثورية المصرية ضد الوجود الاستعماري في القارة الأفريقية .