Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الزواج في غَرْنَاطَة في عصر دولة بني الأحمر
(635-897 هـ /1238 – 1492م) /
المؤلف
عبد اللطيف، أحمد صالح محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد صالح محمد محمد عبد اللطيف
مشرف / يُمنى رضوان أحمد
مشرف / عطية طه عبدالعزيز
مناقش / عطية طه عبدالعزيز
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
275 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 275

from 275

المستخلص

أولًا: أهمية البحث ودواعي اختياره:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ^ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لم يكن الوجود العربي الإسلامي بإسبانيا موجة عابرة طافت بها ثم انحصرت عنها؛ وإنما حركة حضارية فعالة خلقت دولًا اجتمعت بها أسباب القوة والسلطان بالأندلس التي وإن كانت بمدلولها الجغرافي تظهر اليوم من خلال نوافذ التاريخ على أنها إرث ضائع لم يبق منه سوى ذكريات حزينة. فهي بمدلولها الحضاري عضو حي في جسد العالم الإسلامي بما قدمته من تراث ثقافي وحضاري انتفع به العالم بأسره، وخاصة أوربا في نهضتها الحديثة، لذلك لا يمكننا التغافل عن تاريخ الأندلس، وخاصة الفترات الأخيرة من عمر الحكم الإسلامي لهذه البلاد، وتفادي أسباب الضعف التي تسببت في سقوطه.
وقد جاءت معظم دراسات الباحثين حول الجانب السياسي في دراستهم لتاريخ الأندلس، وخاصة تاريخ مملكة غَرْنَاطَة آخر دولة للإسلام في الأندلس مهملين الجوانب الأخرى، وخاصة التاريخ الاجتماعي وذلك لصعوبة البحث في هذا الجانب لندرة المعلومة التاريخية فيه، ومن أهم قضاياه مسألة الزواج المكون الأساسي للأسرة التي تعد اللبنة الأساسية لتكوين المجتمعات، فإن صلحت صلحت المجتمعات وإن فسدت فسدت المجتمعات؛ فنرى في وقتنا الحالي المجتمعات الأوربية التي همشت موضوع الزواج وجعلت الارتباط بين الجنسين مجرد علاقة عابرة تنتهي في أي وقت أراده أحد الطرفين، تعاني من ظاهرة الإجهاض والانخفاض المستمر من أعداد السكان الأصليين والانتقاص الحاد من جيل الشباب.
أيضًا يُعد الزواج من أبرز العلاقات الاجتماعية التي تحدث دمجاً وترابطاً بين أبناء المجتمع الواحد، وكما سنبين لاحقًا قد ضم المجتمع الغرناطي عناصر من أجناس مختلفة عرقيًا وثقافيًا، وكان الزواج من ضمن أسباب اندماج هذا المجتمع وترابطه، لذلك كان حريًا بنا أن نخصص دراسة في هذا الجانب، وقد جاء موضوع الدراسة بعنوان ”الزواج في غَرْنَاطَة في عصر دولة بني الأحمر”، وتمتد حدود الدراسة مكانيًا في مدينة غَرْنَاطَة أو أغَرْنَاطَة حسبما وردت في كتاب ”الروض المعطار” آخر معاقل المسلمين بالأندلس حيث طال بقاؤها فترة زمنية طويلة صامدة بوجه الإسبان متحدية كل الصعاب، مما حدا بالمؤرخين إلى تسميتها (بالأندلس الصغرى)، - تقع غَرْنَاطَة في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة الإيبيرية-، وتمتد حدود الدراسة زمانيًا منذ بداية حكم بني الأحمر لغَرْنَاطَة بالتحديد عام 635هـ / 1238م وهو العام الذي أسس فيه الغالب بالله أمير المؤمنين عبد الله بن محمد الأول بن يوسف بن محمد بن نصر قيس الخزرجي الأنصاري هذه الدولة، وتنتهي الدراسة بعام 897هـ / 1492م وهو العام الذي سقطت فيه غَرْنَاطَة في أيدي الإسبان آخر معاقل المسلمين بالأندلس.
ثانيًا: أهداف الدراسة:
- تناولت الدراسة الزواج في غَرْنَاطَة في عصر دولة بني الأحمر وذلك لإبراز مدى ما كان عليه المجتمع الغرناطي من رقي حضاري وإنساني، حيث اندمجت فيه ثقافات وعناصر عرقية مختلفة تعايشوا سويًا، وكان الزواج من أسباب هذا الإندماج.
- بيان رؤية أبناء المجتمع الغرناطي للزواج.
- التعرف على عادات وتقاليد المجتمع الغرناطي في الاحتفال بمراسم الزواج.
- بيان مدى صحة الزواج في المجتمع الغرناطي من خلال التعرف على النظم المتبعة للزواج في هذه الآونة محل الدراسة.
- إيضاح مكانة المرأة الغرناطية في المجتمع وفي أسرتها، وتأثير ذلك على علاقاتها الزوجية.
- التعرف على طبيعة الثقافة الناتجة في غَرْنَاطَة من اندماج هذه الشعوب المختلفة عرقيًا وثقافيًا بالزواج.
- الرد على المستشرقين المشككين في حرية المرأة الغرناطية، والقائلين بضعف مكانتها الاجتماعية.
- استنتاج التأثيرات الناتجة عن بعض المصاهرات في سير الأحداث السياسية.
ثالثًا: منهج الدراسة:
وقد خطت الدراسة نحو تحقيق هذه الأهداف خطوات واسعة ظهرت من خلالها النتائج منبثة في ثناياها مدعمة بالأدلة والبراهين معتمدة على المنهج التاريخي لسرد الأحداث التاريخية وفق التسلسل الزمني، وأيضًا على المنهج الوصفي لوصف طبيعة الزواج ومتطلباته في هذه الآونة محل الدراسة، والمنهج التحليلي للتعقيب ومناقشة بعض القضايا الواردة في الدراسة، والمنهج الاستقرائي، لقراءة الوثائق والكتابات التاريخية، وتتبعها في مصادرها الرئيسية.
ومن ضمن الإجراءات المتبعة لتحقيق هذه الدراسة عدم الاعتماد على نصوص خارج إطار الفترة الزمانية والمكانية للدراسة، ومع ذكر ما هو شائع بين أبناء المجتمع وما يخص حالات فردية لم يطبقها الجميع.
ومن الصعوبات التي واجهت الباحث في إعداد هذه الدراسة عدم اهتمام المؤرخين القدامى بمسألة الزواج لأنهم اعتبروها مسألة عائلية صرفة دون النظر إلى عمقها الاجتماعي؛ لذلك جاءت إشاراتهم عن هذه المسألة قليلة نادرة، مما يجعل مهمة التأريخ لها من الصعوبة بمكان، لذلك اعتمدت في إعداد هذه الدراسة على مصادر فقهية وأدبية ومن الصعوبة بمكان استغلال مادة هذه المصادر في الكتابة التاريخية لأنه في بعض الأحيان يصعب الفصل بين ما هو واقعي وبين ما هو افتراضي في الكتابات الفقهية , رغم محاولة الاعتماد على ما يظهر أنه يعكس الواقع، مع صعوبة الاستفادة من النصوص الأدبية والتفريق بين ما هو وجداني تعبيري، وبين ما هو وصف واقعي.