Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قضايا البيولوجيا السياسية في إطار المشروع الفكري لميشيل فوكو وجورجيو أجامبين :
المؤلف
أية عبد الستار أحمد عبد الستار
هيئة الاعداد
باحث / أية عبد الستار أحمد عبد الستار
مشرف / سامية قدري ونيس
مشرف / أنور حامد مغيث
مناقش / سامى محمد عبد المقصود
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
179ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 179

from 179

المستخلص

ملخص الدراسة
أولًا: مشكلة الدراسة.
تتبلور إشكالية الدراسة الراهنة في محاولة دراسة العلاقة بين البيولوجي والسياسي في ضوء الإطار الفكري لكل من ميشيل فوكو وجورجيو أجامبين. حيث قام فوكو ببلورة هذه العلاقة من خلال مفهوم السياسة الحيوية على اعتبار أنه مجموعة من الآليات التي تسعى إلى الحفاظ على الحياة البيولوجية للمواطنين وتضعها كهدف لها، وتحاول تنظيم وإدارة شؤونهم وذلك من خلال مستويين: الجسد الفردي من خلال عمليات تنظيمية وانضباطية وعلى مستوى الجسد الاجتماعي من خلال اجراءات بيولوجية ومؤسساتية. وبالنسبة لأجامبين فقد حاول إكمال منظور فوكو ونقده وتطويره بإضافة أبعاد وآليات للسياسة الحيوية لم يتطرق إليها فوكو، حيث لاحظ أن من ضمن آليات السياسة الحيوية في الدول المعاصرة انتاج ”الحياة العارية” باستمرار عن طريق الفرض الدائم لحالة الاستثناء، والتي يكون فيها القانون معلقًا بحكم الدستور نفسه. وبالتالي يكون المواطنين ”هوموساكر” أي مجرد كائنات بيولوجية مستباحة محرومة من حقوقها السياسية أو الاجتماعية. ولدراسة هذه العلاقة تم طرح التساؤلات الآتية:
1. ماهي طبيعة البناء الفكري النظري والمنهجي) لكل من فوكو وأجامبين (؟
2. كيف استخدم كلا منهما مفهوم البيولوجيا السياسية في أعماله؟
3. إلى أي مدى يمكن تحليل الواقع الاجتماعي في ضوء أطروحاتهما؟
ثانيًا: الإطار النظري
اعتمدت الدراسة على إطار نظري يجمع بين التحليل اللغوي والاجتماعي للنص، متمثل في نظرية البنيوية التكوينية لدى لوسيان جولدمان، سعيًا لتحقيق هدف الدراسة في فهم التقاء البيولوجي والسياسي في ضوء الإطار الفكري العام لكل من فوكو وأجامبين. حيث يري جولدمان أن التحليل السوسيولوچي من أهم العناصر في تحليل النص أو العمل الأدبي، وعلى المحلل أن يستكشف المسار التي تم من خلاله التعبير عن الواقع التاريخي والاجتماعي بواسطة المبدع أو مؤلف النص.
ثالثا: الإطار المنهجي
استخدمت الدراسة الراهنة منهجية تحليل الخطاب لتحليل أعمال كل من ميشيل فوكو وجورجيو أجامبين تحليلاً كيفياً يمكن الباحثة من تقصي المفهوم رهن الدراسة. وقد تم اختيار منهج نورمان فاركلوف Norman Fairclough في تحليل الخطاب تحديدًا من أجل تحقيق هذا الهدف، فهو يرى أن الخطاب يشير إلى عملية التفاعل الاجتماعي التي يعتبر النص جزء منها. فإلى جانب النص نفسه يوجد عملية الإنتاج التي يعتبر النص من نواتجها وعملية التفسير التي يعتبر النص من مواردها. حيث حدد نورمان ثلاث مراحل أساسية لتحليل الخطاب: الوصف، تتناول الخصائص الشكلية للنص. والتفسير، تتناول العلاقة بين النص والتفاعل أي التعامل مع النص باعتباره عملية إنتاج وأيضاً مورد في عملية التفسير. وأخيرًا الشرح، ويتناول العلاقة بين التفاعل والسياق الاجتماعي.
رابعًا: أهم ما توصلت له الدراسة
- كان للسياق الاجتماعي والسياسي الذي عاصره كل من فوكو وأجامبين تأثيرا على أفكارهما وبالتالي على منظورهما للسياسة الحيوية. فأولًا فوكو كان للأحداث السياسية المضطربة التي عاصرها تأثيرًا على: نقده للمنظور النسقي والبنيوية والشيوعية الفرنسية بشكل خاص، واليسار الأوروبي بشكل عام، وتميز فلسفته بالبعد الواقعي، ونقده للتحليلات التاريخية ذو البعد الواحد. وأيضًا اهتمامه بعلاقات السلطة والفرضية القمعية والمعرفة وصياغته المصطلح ”ميكرو فيزياء السلطة” واهتمامه بموضوعات مثل الإقصاء والسجن والجنون. واختباره لبعض الفرضيات النظرية مثل مصطلح ”الإرادة الجمعية” والذي يعتبر آداه نظرية تحليلية هامة، وقد تأكد فوكو من تحققها أثناء الثورة الإيرانية التي كانت تتسم بما اسماه فوكو ”بالروحانية السياسية”.
- وفيما يخص جيورجيو أجامبين، فقد كان للأحداث السياسية التي عاصرها صدي كبير في تشكيل منظوره السياسي واتضح ذلك في كتاباته لسلسلة الهوموساكر والذي استغرقت عقدين كاملين شهدا أحداث هامه، مثل الهجوم على برجي التجارة العالمية بنيويورك، وحاله الطوارئ التي أعلنها الرئيس جورج بوش في ذلك الوقت من خلال ما عرف باسم ”القانون الوطني الأمريكي”، والأحداث المتعلقة بمعتقل جوانتانامو. وتفاقم الحرب في أفغانستان والعراق بداية من 2002 الى 2003 والأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أغلب الدول. كما ساعدته هذه الأحداث على بلورة أفكاره حول حالة الاستثناء وكيف يتم استخدامها كآلية جديدة للسياسة الحيوية.
- بالنسبة للبيولوجيا السياسية: أولًا ميشيل فوكو، توصلت الدراسة إلى أنه يمكن توضيح ورسم صورة لمفهوم السياسة الحيوية لديه من خلال النقاط التالية، أولها أن فوكو لاحظ اهتمام السلطة منذ بداية القرن التاسع عشر بالحفاظ على حياة المواطنين وتحسينها من خلال مجموعة من الآليات التي تم تنفيذها على مستويين الأول مستوى جسد الفرد من خلال السلطة الانضباطية بتقنيات مثل التوزيع الفضائي والتي تعتبر آلية فردية خلوية، وتقنية حساب الوقت ووضع جداول زمنية والتي تعتبر آلية فردية تكوينية، وتنظيم الأنشطة المتعددة وترتيبها والتي تمثل آلية فردية عضوية، وأيضا تأليف القوى والتي تمثل آلية فردية اندماجية. وقد كان النموذج المثالي لهذه السلطة هو البانوبتيكون والتي تم تعميمه فيما بعد على غالبية مؤسسات المجتمع سواء مدارس ومستشفيات ومؤسسات عسكرية...الخ.
- وبالنسبة للمستوى الثاني فهو مستوى الجسد الاجتماعي ككل حيث تم تنفيذ السلطة الحيوية من خلال مجموعة آليات هدفها إدارة السكان مثل الإحصاء والعد للوظائف البيولوجية للسكان مثل معدلات الوفيات والانجاب والخصوبة ومتوسط العمر.. الخ، وتطور العلوم الطبية والعناية بالصحة العامة. وذلك في إطار عام للحكم وهو الليبرالية التي تعمل على خلق البيئة المناسبة لممارسة السياسة الحيوية فالنزعة الاقتصادية لليبرالية تجعلها تتعامل مع السكان كقوة إنتاجية لذلك تهتم بصحتهم ومعدلات الولادة وطول العمر ومنع انتشار الأمراض ومكافحتها. ففوكو يعتبر الليبرالية شكل للحكومة أو فن للحكم يتلاءم مع السياسة الحيوية ويوفر لها مبادئ مثل الفردانية والحفاظ على حياة المواطنين.
- وثانيًا البيولوجيا السياسية لدى أجامبين توصلت الدراسة إلى أنه اهتم بالجانب القانوني الذي أهمله فوكو في تحليله. حيث قام بالربط بين السلطة السيادية والسياسة الحيوية واكتشف أنه لا يمكن فصلهما عن بعضهما تاريخيًا، وأن هذا التضامن أدى إلى لجوء السلطة الدائم إلى إنتاج الحياة العارية، فبعد أن كانت على هامش النظام أصبحت في قلب النظام ومحور اهتمام أساسي له. وذلك من خلال الفرض الدائم لحالة الاستثناء والتي يكون فيها القانون معلقًا وغير معمول به وبالتالي يتم تجريد المواطنين من أي حقوق اجتماعية وسياسية وأحيانا حقهم في المواطنة، ليصبحوا مجرد كائنات بيولوجية مستباحة. لذلك نجد أن أجامبين قد استبدل اهتمام السياسة بالحياة البيولوجية لدى فوكو إلى اهتمامها بالحياة المجردة.
- جاءت صياغة كل عالم لمفهوم السياسة الحيوية في الإطار الفكري العام له، حيث يرى فوكو أن السياسة الحيوية مهمتها الحفاظ على حياة المواطنين من خلال آليات الرقابة والضبط والتنظيم، كما أنها إيجابية وتحاول صياغة وتشكيل السلوك الإنساني والرغبات وإدارة جسد السكان والحفاظ على صحتهم العامة وحمايتهم من الموت، وذلك يرجع إلى منظوره للسلطة والذي يختلف عن المنظور التقليدي لها. فبالنسبة له السلطة شبكة من العلاقات فهي لا ترتكز في يد شخص أو مجموعة أو حتى دولة، ولا توجد في مكان معين بل منتشرة في الجسد الاجتماعي بأكمله كما أنها منتجة وليست سلبية ولا تعمل بالقمع أو الإكراه وفي علاقة تلازم دائما مع المعرفة. بينما يري أجامبين أن مهمة السياسة الحيوية تتلخص في إنتاج الحياة العارية وآلية ذلك هي فرض حالة الاستثناء باستمرار إلى أن أصبحت القاعدة، فإذا نظرنا إلى مشروع أجامبين الفكري نلاحظ اهتمامه بالعلاقة بين الحياة والقانون مما جعله يفسر العلاقة بين الحياة والسياسة من خلال الاستعانة بكتابات الفقهاء والمنظرين القانونيين، بالإضافة إلى اهتمامه بالسيادة وعلاقتها بالسياسة الحيوية والتي لم يهتم فوكو بتحليلها.
- يري فوكو أن السياسة الحيوية منتج الحداثة، بينما يرى أجامبين أنها موغلة في القدم على الأقل مع بداية السلطة السيادية. فالسيادة لدى في فوكو مرحلة سابقة للسياسة الحيوية ومن ضمن آلياتها القتل أو الحق القانوني لمشروع له، إلا أنه في ظل الحداثة وتطور تقنيات السلطة ظهرت السياسة الحيوية للمحافظة على حياة السكان ورفع مستوى معيشتهم والاهتمام بصحتهم العامة ومنع أي خطر محتمل عنهم سواء داخلي مثل الأمراض والأوبئة أو خارجي مثل الإرهاب. بينما يرى أجامبين أن هناك ارتباط وثيق بين السيادة والسياسة الحيوية، فمنذ بداية السلطة السيادية وهي تقوم بتحديد الأماكن والمواطنين التي يمكن أن تمارس سيادتها عليهم كما تحدد مواطنين آخرين يتم استبعادهم وحرمانهم من الحماية القانونية لها فمهمه السلطة السيادية دائما هي إنتاج جسم بيو سياسي عن طريق وضع الحياة المجردة أو البيولوجية في حساباته، والفرض الدائم لحالة الاستثناء من أجل إنتاج الحياة العارية.
- قام كل من ميشيل فوكو وجورجيو أجامبين باختيار ”براديم” نموذج مثالي للسلطة يوضح آليات تعامل السياسة الحيوية مع الحياة البيولوجية، حيث نجد براديم السلطة الحديثة عند فوكو هو البانوبتيكون أو السجن وذلك لأنه يطبق آليات مثل الانضباط والمراقبة والتنظيم بصورة مثالية واضحة مما جعله نموذج لأغلب مؤسسات المجتمع في ظل السياسة الحيوية، بينما أجامبين يرى أن المعتقل هو النموذج المثالي للحداثة وذلك لأنه يعتمد على عدم التمييز بين الحياة المجردة والحياة المؤهلة -الزوى والبايوس – وهذا التمييز يعنبر الآلية التي تعتمد عليها السياسة الحيوية في المجتمعات المعاصرة، لذلك يمكن اعتباره نموذج لأي فضاء استثنائي حتى وإن كان المجتمع ككل في ظل فرض حالة الطوارئ أو المرور بأزمة معينة. بمعنى آخر رصد فوكو آليات تعامل السياسة مع الحياة البيولوجية فتوصل إلى أنها تعتمد على السلطة الانضباطية والتنظيمية والحيوية، وأن النموذج المثالي للسلطة هو السجن أو البانوبتيكون. وأيضاً أجامبين رصد آليات تعامل السياسة مع الحياة المجردة وتوصل إلى أنها تعتمد على الاستثناء السيادي والشمولية، وأن النموذج المثالي للسلطة هو المعتقل.
- السياسة الحيوية لدى فوكو سياسة حياة بينما لدى أجامبين يمكن اعتبارها سياسة موت، حيث يرى أجامبين أن فرض حالة الاستثناء وتحويل المواطنين إلى هوموساكر حول السياسة الحيوية إلى سياسة موت، فعلى عكس فوكو الذي كان يرى أن السياسة الحيوية حدثت نتيجة التحول الذي حدث من حق السلطة في الموت إلى الحق في الحفاظ على حياة مواطنيها، يرى أجامبين أنه في ظل السياسة الحديثة هناك منطقة من عدم التمايز بين المنطقتين السياسة الحيوية وسياسة الموت. ولكن يجب التنويه إلى أنه بالرغم من تأكيد فوكو على تخلي السياسة الحيوية عن حق الموت الذي كانت تستخدمه السلطة السيادية من قبل، إلا أنه وجد أنها أحيانا تلجأ إليه وتكون النتائج في هذه الحالة كارثية وعلى مستوى أوسع وأعمق مما كانت عليه في ظل السلطة السيادية. ويري فوكو أن السياسة الحيوية تبرر استخدامها الحق في القتل والإبادة من خلال العنصرية، وأشهر مثال على ذلك كان النظام النازي الذي جمع بين السياسة الحيوية والحق في القتل من خلال التحسين البيولوجي للنوع النازي.
- تناول العالمين فكرة الإقصاء أو التهميش للفئات غير المرغوبة بالنسبة للسلطة، ولكن جاءت بلورة الفكرة في مفاهيم مختلفة. فنجد أن أجامبين حدد فكرة الإقصاء من خلال مفهوم ”الهوموساكر” أو المنبوذ ويري أنه موجود في كل العصور والمجتمعات ولكن بأشكال مختلفة، بينما قام فوكو ببلورتها من خلال مفهومه عن الحمقى (المرضى والمصابين بأي خلل عقلي والمشردين والمختلفين بصفه عامة) وعلى عكس أجامبين يري أنهم موجودين فقط في العصور الكلاسيكية.
- اهتم كل من فوكو وأجامبين بدراسة العلاقة بين الطب والسياسة في ظل السياسة الحيوية وذلك لان الموضوع الرئيسي للطب هو الحياة البيولوجية. فقد اتفق كلاهما على فكرة استخدام الطب كآلية للسياسة الحيوية في المجتمعات المعاصرة، إلا أن وجه الاختلاف بينهما تمثل في أن فوكو يعتبر الطب وسيله لتسيس الحياة بينما أجامبين يعتبره على العكس تسيس للموت. فبالنسبة لفوكو دور الطب في ظل السياسة الحيوية يظهر من خلال مكافحه الأوبئة والأمراض ومحاولات التخلص منها سواء عن طريق الوقاية أو إيجاد العلاج اللازم، وزياده الاهتمام بالبحث الطبي وتطوير المؤسسات الطبية، إلى جانب الاهتمام بالصحة العامة وأمثلة ذلك الاهتمام بالنمط الصحي للغذاء ومكافحه السمنة وبمعدلات الخصوبة والأنجاب وطول العمر، بالإضافة إلى بذل الجهود لمكافحة الأمراض المستوطنة مثل داء السكري وضغط الدم وفقر الدم، والفحوصات السنوية والتامين الصحي بحيث تتحول الصحة من موضوع يخص الفرد إلى موضوع سياسي عام.
- أما بالنسبة لأجامبين فيعتبر الطب آلية لتسيس الموت، فقد أصبح له وظيفة أيدلوجية جديدة هي استخلاص الحياة العارية وذلك من خلال الحق في تحديد إذا كانت حياة الفرد لها قيمة أم أنها عديمة القيمة ويجب التخلص منها. وناقش العديد من أشكال الموت التي تقع في منطقة من عدم التمايز بين الحياة والموت مثل الموت الدماغي والقتل الرحيم والانتحار والإجهاض.. إلخ. وقد كان الفضل لأجامبين في إدخال القانون في العلاقة بين الطب والسياسة من خلال دراسته لأشكال الموت المختلفة وكيف تتدخل السلطة السيادية بقرار من المحكمة لإنهاء حياة فرد غير مرغوب فيها. ورغم ذلك لم يعارض أجامبين مفهوم فوكو للسياسة الحيوية بل قام باستخدامه عند تفسير اجتياح وباء كرونا للعالم، ولاحظ الاهتمام المتزايد بالحياة المجردة على حساب الحياة الاجتماعية.
- وفيما يخص مدي تحليل الواقع في ضوء أطروحاتهما توصلت الدراسة إلى أنه يمكن استخدام السياسة الحيوية في تحليل مختلف الظواهر والموضوعات على المستوى الفعلي أو الواقعي في المجتمعات المعاصرة، أولًا بالنسبة للسياسة الحيوية لدي فوكو نجد أنه يمكن استخدام منظوره في تفسير موضوعات مثل تحديد النسل والامراض الوبائية وحملات التوعية ضد الأمراض، والاهتمام بالصحة العامة للسكان والتي قد تتضح في استراتيجيات مثل محاولة التقليل من السمنة ومحاربة التدخين وفيروس نقص المناعة، وتقنيات مثل المراقبة من خلال التكنولوجيا الرقمية والتعزيز الجيني... إلخ. أي الموضوعات التي تجعل من طرق الحياة البيولوجية إشكالية سياسية أو موضع تساؤل سياسي.
- أما بالنسبة لأجامبين يمكن أن يغطي منظوره الموضوعات التي تتعلق بتعامل السياسة مع الحياة المجردة ومحاوله انتاجها، بما في ذلك الأوبئة التي تلجأ السلطة اثناء مواجهتها للحفاظ على الحياة البيولوجية حتى لو على حساب الحياة السياسية والاجتماعية. وأيضا الفرض المستمر لحالة الاستثناء بجميع أشكالها، فيمكن اعتبار حالة الاستثناء مساحة من الزمان والمكان يتم فيها تعطيل العمل بالقانون الساري أو تعليق الدستوري القائم للحكم وإعطاء السلطة المطلقة للجهات التنفيذية. ووفقا لهذا التعريف نجد أن حالة الاستثناء لها أشكال متعددة بداية من فضاء معسكرات الاعتقال ومخيمات اللاجئين وحالات الطوارئ التي يتم فرضها باستمرار، وحكم المجتمع من خلال البيروقراطية، وأشكال تسيس الموت مثل القتل الرحيم والموت الدماغي والإجهاض.