الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 119 |  |  |
| | | from | 119 | | |
المستخلص
لم يكن البرلمان فكرة مبتكرة أو ابتكاراً لأحد الفلاسفة وإنما جاء وليداً لتجارب وتاريخ طويل. فالأحداث التاريخية هي التي صنعته وحددت ملامحه الحالية ولم يظهر البرلمان مرة واحدة، وإنما خاض مراحل متعددة، كان أكثرها مليئا بالصعاب والتحديات، استطاعت البرلمانات خلالها انتزاع سلطاتها من الملكيات المطلقة ونظم الحكم الاستبدادية .
ولم تتبلور سلطات البرلمان دفعة واحدة، وإنما اكتسبتها بالتدريج، حتى امتدت إلى المسائل التشريعية والمالية والسياسية. ومع ظهور واستقرار البرلمان، عرف العالم نوعا جديدا من نظم الحكم هو الحكومات البرلمانية، وتواصلت مسيرته على طريق الديمقراطية والمشاركة والتعددية السياسية، وحكم الأغلبية .
وقد أشار المؤرخون إلى أن الحياة البرلمانية لأي دولة هي صورة صادقة لواقع وحقيقة مجتمع هذه الدولة. فالبرلمان هو الممثل المباشر للجماهير، وهو الذي يشرع القوانين التي تحكم المجتمع، كما يراقب الحكومة في تصرفاتها نحو تنفيذ ما يتطلع إليه الشعب. وقد بلغ تطور دور البرلمان في بعض الدول مرحلة غير مسبوقة، ولقد تزامن تطور المؤسسة البرلمانية المعاصرة مع تاريخ البرلمانات الأوروبية، وخصوصاً البريطانية والفرنسية .
كذلك، فقد ظهر الكونجرس الأمريكي في غضون الثورة التي انتشرت في أواخر القرن الثامن عشر في المستعمرات البريطانية، وانتهت بإعلان الاستقلال وتأسيس اتحاد بين عدد من المستعمرات المستقلة. كما ارتبط الكونجرس بمرحلة هامة في التاريخ الأمريكي وهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، حيث كان مركزاً للقوى التي تؤيد الاندماج في دولة واحدة، حتى تم تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالية عام (1776) م.
ثانيا : مشكلة الدراسة :
هدفت المؤسسة البرلمانية إلى ضبط الصراع الاجتماعي وتمثيل المصالح الاجتماعية في السياسات العامة، وفى سبيل أداء هذا الهدف يقوم البرلمان بمهام تشريعية - ليعبر من خلالها عن تلك المصالح - وأخرى رقابية على السلطة التنفيذية، لكي يضمن عدم إساءة استخدامها للسلطة .