الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص في بلدٍ، كمصر، نصف سكَّانه تَقريبًا تحت خط الْفَقر، ويُهدد أمنه الْقوميّ الْعديد من القوى الإقليميَّة والدوليَّة المُترَبصة، فلمَن تكون الأولويَّة في حقل النَّفقة العامَّة، هل تكون لمواجهة الْفَقر على الصَّعيد الاجْتماعيّ، أم تكون لتسليح الجيش؟ هذا السُّؤال المركزيّ، الَّذي أثار فضولي المعرفيّ في تلك الأطروحة، يثير بدوره مجموعة من الأسئلة فهل السُّؤال نفسه طُرحَ على نحوٍ سليم؟ أم أن السُّؤال المطروح يُمكن، بل يتعين، تعديله؛ فليس بالضرورة أبدًا، ومع شح مواردنا الاقْتِصَاديَّة، ومع تَعمق التخلُّف الاجْتماعيّ والاقتصاديّ بما يتضمنه من تَعمق ظاهرة الْفَقر، الانسياق، والوقوع في خطأ ضرورة الاختيار إمَّا هذا أو ذاك؟ أم يمكن، بل يجب، الانشغال بالأمرَين معًا في نفس الوقت. السلاح والخبز. يجب الاهتمام بالعدالة الْاجْتماعيّة ومُجابهة الْفَقر، كما يجب تقوية الجيش وتطويره. يجب الاهتمام بالإنسان وكرامته وحريته، كما يجب تطوير القوات المسلَّحة المدافعة عن تراب الوطن. في أطروحتنا الرَّاهنة نسعى من أجل البرهنة، دون ادعاء امتلاك ناصية الحقيقة الْاجْتماعيّة، على ضرورة إعادة طرح السُّؤال المركزيّ المعني بأيهما الأولى في الْإنْفَاق العام: الخُبز أم السلاح؟ مُقدمين فرضيَّة منهجيَّة قُوامها عدم إمكانية الْفصل بين الأمرين، إذ يتعين الانشغال بالعدالة الْاجْتماعيّة في مُجتمع يُعاني شظف العيش، وفي الوقت نفسه يجب بذل الجهود الرَّامية، في عالم يموج بالصراعات المسلَّحة، إلى تقوية الجيش بتسليحه على أعلى مستويات التَّسليح كماً وكيفاً. |