الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن العمل النقدي يحاول الكشف عن كفاءة النص الدبي موضوع دراسته من حيث قدرته على إنجاز وظائفه المتنوعة لا سيما وظيفته الجمالية بوصفها الوظيفة الأولى التي تزاحم حتى وظيفة التواصل للتحول به من تواصل عام إلى تواصل خاص شعري. ومعنى هذا أن النص والنقد معا يعملان على بناء علامة أخرى مغايرة للعلامة العادية المجانية، من خلال مقصديات كل منهما من النص، إن إنتاجا أو تأويلا. ويكتسب النص شرعية وجوده حسب رؤية كليهما وإجراءاتهما. فلئن كان النص لا ينتج اعتباطا، فكذلك النقد؛ حيث الدراسات الأدبية والنقدية لا تنجز لكي تنجز وحسب، وإنما لكي تضيف إلى الواقع الأدبي والنقدي شيئا جديدا، أي أن مهمة النقد تتوزع بين أمرين ، الأول منح النص وجوده من خلال اكتشاف جمالياته الخاصة التي تسبغ عليها قيم الفرادة، والثاني تطوير النظرية النقدية ومنحها مزيد من الإجراءات التي يمكن من خلالها مقاربة النصوص الأدبية، ولئن كان الشاعر حرا في إنتاج دواله، فإنه لا يستطيع النقد إنجاز وظيفته إلا بسلوك مسار منهجي منظم إلى النص، دون التقيد بالمنهج فيلوي عنق النص، أو الاستسلام لمتاهة النص فتنفلت الدراسة من الضبط الذي يفقدها قيمتها، فلا تقبض على أية دلالة، وإيجاد الدلالة غاية أولى من غايات الدراسات النقدية. |