الفهرس 
مـاهـية الاحتيال الـطـبييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 416 |  |  |
| | | from | 416 | | |
المستخلص
تستخدم الدول المتقدمة اليوم في تقديم الرعاية الصحيَّة لأفراد المجتمع، نظم علاجية متطورة عما كانت تستخدمه من قبل؛ أدت إلى علاج أمراض عديدة كانت مُهددة لحياة الأفراد قديمًا، وعلى الرغم من هذا التطور، إلا أن الجانب المظلم متواجد أيضًا؛ حيث يُعد الاحتيال وإساءة الاستخدام عنصرين منتشرين في أنظمة الرعاية الصحيَّة على اختلاف أنواعها، وذلك بتقديم بعض أطراف الرعاية الصحيَّة فواتير للخدمات التي لم يؤدوها، في الوقت الذى يقدم فيه آخرون علاجات لا يحتاجها مرضاهم، بالإضافة الى تلقيهم الهدايا، والرشوة من شركات الأدوية، والمستشفيات لوصف الأدوية، والتحويل الذاتي للمرضى.
وتنتمي الأفعال الماسة بالرعاية الصحيَّة إلى طائفة من الجرائم تعرف بجرائم ذوي الياقات البيضاء، وهي جرائم يتميز فيها الجاني بشدة الذكاء، ويتمتع بمكانة مرموقة مجتمعيًّا، ودائمًا ما يكون محل ثقة ممن حوله، ومن المجني عليه بطبيعة الحال (1)، وعلى الرغم من أن الحصول على أموال الرعاية الصحيَّة وخدماتها بطريق الاحتيال يُعد جريمة من الجرائم التي تنال من الأموال، إلا أن ما يرتبط بهذه الجــريمة من أفـعال ينجم عنه خطر عام، وهو ما يبرز أهمية هذه الجريمة، وخطورة ما ترتبط به من جرائم.
ولمواجهة الاحتيال الطبي يتعين فهم صور تحققه، ومدى تطورها عبر التاريخ، في الوقت الذي خلصت فيه بعض الدراسات إلى أنه حتى الآن لم تُكتشف سوى بعض الحالات والصور للاحـتيال الطبي، في ظل الصعوبة في اكتشاف هذه الجريـمة وانتشارها في جميع أفرع قطاع الرعاية الصحيَّة، كما أنه بالبحث داخل المكتبة العربية اتضح انها تفتقر الى الدراسات التي تواجه هذه الجريمة، ومن هنا تظهر مدى الحاجة الى هذه الدراسة للتعرف على هذه الجريمة وفهم صورها والأساليب التي يستخدمها الجاني في ارتكابها.